"علي جوهر" وطموح الإبداع الخاص برسوماته
- شيار خليل
دمشق
"علي جوهر" من الفنانين الشباب الذين بدؤوا رسم أحلامهم بالفحم والرصاص، وقد دخل الفن من باب الهواية، يرسم منذ الساعات الأولى من الصباح في مرسمه بحي "القيمرية" المنطقة الفنية، الأثرية والسياحية.
موقع "eSyria" التقى الفنان "علي جوهر" أحد عشاق الفن التشكيلي، الذي حدثنا عن الرسم في البدايات حين خاض الكثير من المغامرات في سبيل رسم أحلامه وتحقيق هواجسه الفنية وعن ذلك يقول: «انطلق مشواري الفني من عشقي للفن ومحاولة دخولي لكلية الفنون إلى خدمة العلم، ومن ثم العمل كعتال في سوق الهال، السوق الذي استمريت بالعمل فيه لمدة سنة ونصف، حيث كنت أقضي أوقات فراغي بالرسم على الصناديق الكرتونية والخشبية التي نقشت عليها الكثير من الذكريات والأفكار».
تلك الأحلام والأفكار نقشت على صناديق خشبية وكرتونية لتتحول بين ليلة وضحاها إلى حقيقة وواقع جديد، هنا يقول "علي": «التقيت الفنانة "دلال حامد" وهي فنانة ترسم وتعشق الفن مثلي، حيث رأت أعمالي ورسوماتي وأعجبت بها كثيراً، ومن ثم أخذتني للعمل في أحد المراسم التي كانت تعمل فيها، وهنا بدأ الحلم يخطو بخطوته الأولى نحو الهدف، وبدأت أشد اللوحات والقماش على الإطارات الخشبية، وأمارس الرسم بين الفترة والأخرى، وكان صاحب المرسم يشجعني على ممارسة هوايتي في المرسم».
من أعماله
بدأ "جوهر" يمارس مهنته من جديد إلى أن أعجب كل من حوله بإبداعاته الفنية، وقال عن ذلك: «أحب الجميع حولي رسوماتي ومن ضمن الذين واصلوا تشجيعي السيد "رضوان شبيب" صاحب مرسم بسوق المهن اليدوية وطلب مني العمل في مرسمه، وأنا أشكره دائماً لأنه مازال يشجعني ويتابع عملي».
لم يقف "علي" عند حاجز العمل عند الآخرين بل امتلك ورشة ومرسما خاصا به وعن ذلك قال: «استطعت بفترة وجيزة أن أستأجر مرسماً خاصاً في حي "القيمرية" الحي الذي يقصده الزوار والسياح، حيث أصبح بيني وبين من يرغبون باقتناء لوحاتي نقاش وحوار دائم حول تطوير عملي وأصبح كثير منهم أصدقاء لي، وصار ذلك سبباً لمتابعة تحقيق حلمي في الرسم كي أتفرغ للعمل في الفن التشكيلي الخاص غير التجاري، والذي يرتبط مع أفكار تخص مخيلتي ومشاعري، فالعمل الفني التجاري هو مرتبط بطلب الزبائن الذي يطلبون لوحات معينة، أما الفن المستقل فهو تجسيد تلك الأفكار والأحلام والهواجس فوق القماش».
طبيعة
عن هوايته الغالية قال: «الفن بالنسبة لي هو الحياة التي أحلم بها، وذلك كان واضحاً خلال دخولي عالم الفن حيث تغيرت كل المفاهيم والأفكار القديمة بداخلي، ولكن يبقى حلمي الأخير هو ابداعي الخاص دون العمل التجاري».
"علي" من أهالي "الجولان" السوري المحتل حيث والدته مازالت ترسل له السلامات مع الأقارب والجيران وتتصل به بين الفترة والأخرى، عن ذلك يقول: «إن أمي هي شريكتي في اللوحة، وأظن أنها صاحبة الفضل بدخولي العالم الفني من خلال دعواتها».
علي جوهر
وفي نهاية لقائنا الفنان "علي جوهر" قال: «إن الفن والرسم جزء من حياتي اليومية، ففي اليوم الذي لا أرسم فيه أشتاق إلى رائحة الألوان، لأن الرسم هو موهبتي.. وعشقي».
خلال لقائنا بالتشكيلي والناقد "محمود شاهين " حدثنا عن رأيه بأعمال "علي جوهر" قائلاً: «إن "علي" لديه موهبة شابة وجميلة، فريشته تمتلك حالة إبداعية خاصة تؤهله لأن يكون من الفنانين السوريين الشباب الموهبين، فهو يعمل على سطح اللوحة بأحاسيسه الذاتية لينقلك إلى لوحة جديدة لا تشبه أحداً، إنه يمتلك قدرة على التعبير بأسلوب لوني خاص به وله مستقبل جميل».