"أحمد عبد الحق".. النحت حرفة الفرح

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • "أحمد عبد الحق".. النحت حرفة الفرح

    "أحمد عبد الحق".. النحت حرفة الفرح
    • شادي نصير


    دمشق
    يختار أدق التفاصيل ويبرزها في عمله النحتي، ورغم أن أغلب أعماله من الخشب، إلا أنها تمتلك روحاً مفعمة بالفرح، يحاول النحات "أحمد عبد الحق" أن يظهرها أثناء قيامه بتشكيل ملامحها لتظهر بطريقة فنية مرنة تختلف عن جمود الخشب وبروده.

    له محترفه الخاص في البزورية والذي هو ورشة عمله في آن واحد، حيث يرى في النحت حرفة فنية مفعمة بالفرح تخرج من قلب صانعها قبل أن تكون فناً مستقلاً.
    من عادتي أن أبحث عن تذكارات نحتية دمشقية، وأرى أن ما يقدمه النحات هنا من أعمال يحمل طابع دمشق العريقة بتفاصيل الثياب والأجسام وحتى بتفاصيل حيوانات عهدها أهل دمشق في ترحالهم وتنقلاتهم، والنحت الذي يقدمه الفنان، يحمل طابعه بشكل عام ويحمل دماثة أخلاقه وفنه الأصيل

    eDamascus التقاه وكان معه الحوار التالي:


    بعض المنحوتات
    • كيف يرى النحات "أحمد عبد الحق" النحت بين الحرفة والعمل الفني؟

    ** هناك تزاوج بين العمل الفني النحتي وبين حرفة النحت، فلا يمكن أن يكون هناك نحات ليس بحرفي لأن هذا الفن يحتاج إلى تملك أدوات النحت، والتي هي في أغلبها تعتمد على آلية العمل الحرفي من طريقة الحفر إلى طريقة مسح القطع بورق الزجاج وحتى انتهاء العمل في مراحله الأخيرة.


    الأدوات التي يستخدمها في النحت
    • هل تحدثنا عن بداياتك الفنية؟

    ** بدياتي كانت عندما اكتشف والدي ميلي إلى أدوات الخشب وإلى البحث عن الموديلات التي تعرض في الواجهات، وعندما أصبح عمري عشر سنوات قادني إلى المدرسة الصناعية التي تهتم بإنشاء نحاتي حرف، يعملون في نحت المفروشات، واختصيت بحرفة حفر النماذج الموجودة في "دمشق" بكثرة وكان المتحف الوطني ملاذي الذي ساهم في اتقاني لحرفية الانثناءات، بعدها انتقلت للعمل في ورشات نحاتين وحرفيين مهمين كان نتاجهم من أهم ما يقدم في الأسواق المحلية والعربية، ومنهم "طه محجوب" و"الصيرفي" و"محمد قدور".


    الواجهة المملوءة بأعمال النحت

    طريقة حفر المفروشات كانت بالنسبة لي هي الأساس في تطويعي لمادة الخشب بكل أصنافه، من خشب الزان إلى خشب الجوز، مروراً بخشب الصفصاف والأخشاب المستوردة، ومنها ما يعرف باسم خشب السويد، إضافة إلى طرق تطعيم الخشب بما يناسب ويوازي ثقافة الفن الشرقي، مع المحافظة على الخطوط الأساسية التي تبرز روعة النحت أو الحفر النحتي، إضافة إلى تعليمنا كيفية تقليد الأعمال إلى أحجام صغيرة لها روح من يقوم بنحتها، فنتخلص من الروح التي البسها إياها نحاتها الأساسي، وهذا الأمر اكسبني قوة ومتانة في اختيار أدق تفاصيل العمل الذي انشده وأتحقق من رؤيتي من خلال ما أريد أن أريه للمشاهد.
    • ماذا أضافت لك الدراسة الأكاديمية؟

    ** كنت أرى بأنه لا يزال هناك نقص في اكتشافي للنحت ولتطويعي لمادة الخشب، لذلك قررت الدخول إلى عالم النحت من خلال طرق أخرى وأن أبحث مع المهتمين في عالم النحت ممن اكتسبوا خبرات تفوق خبراتنا من خلال سفرهم للدراسة خارج البلاد أو من خلال تعاطيهم مع فنانين قدموا إلى "سورية"، وقدموا خبراتهم الجمالية، وأن أرى أين تكمن النواقص التي تجعل من أي عمل قطعة باردة.

    لهذا كان أمامي مركز الفنان الكبير التشكيلي "أدهم إسماعيل" والذي يحمل رؤيته الخاصة من خلال النحت والرسم، حيث يعتبر من أهم المراكز المعروفة في "سورية"، لذلك انتسبت إليه وبدأت مشواراً جديداً واكتشافات جديدة في عالم الفن، ومن هنا كانت طرق جديدة في آلية نحت المجسمات الخشبية للأحصنة وللحمير ولأشخاص يمارسون مهنهم ولبعض الفلكلور السوري مثل المولوية المعروفة في "سورية" وبدأت أعي طرقاً جديدة في البحث التشكيلي، وأخذت تتفتح عندي بذور واضحة لآليات العمل التي بدأت تأخذ ملامح تشكيلي للعمل النحتي، وأصبحت وقتها أتميز برشاقة في الحفر وتحديد نقاط القوة والضعف في أي عمل تشكيلي.
    • كيف ترى واقع الحرف الإبداعية من نحت وغيره وتحديداً فيما يختص بالتراث؟

    ** ينتابني الحزن كلما نظرت إلى سوق الحرف اليدوية في دمشق وأشاهد تناقص الحرفيين الفنانين وخصوصاً أن هذه المهن هي ارث ثقافي عمره مئات السنين في دمشق، إضافة إلى أن هذه الحرف لو سوق لها بشكل صحيح لكانت حققت نتائج مهمة فهي تعد من القطع التعريفية بما تحتويه "سورية" من حرف يدوية والغرب يهتمون جداً بهذه الحرف لان صانع القطع الفنية يضيف إليها من روحه وتبقى القطع هي نادرة لا تتكرر في أي عمل آخر مهما كان الشبه بينهما أضف إلى أن منظمة التراث العالمي تعتبر دمشق ومهنها من أقدم مدن ومهن العالم وهذا الموضوع لا بد من النظر إليه والبحث في آليات العمل للرفع من ثقافة تطوير المهن اليدوية التي اغلبها بدأ يندثر بسبب إيقاع العصر الحديث.
    • ما الأعمال والأشكال التي تستهويك في النحت؟

    ** أحب أن أقوم بنحت الجمل بشكل كبير لأن فيه موروث حضاري وتاريخي وهو يعبر بصدق عن التراث العربي، إضافة إلى الحمار الذي يعتبر من أفضل الحيوانات ولأن الإنسان يستفيد من خدماته دائماً، والبوم الذي يشكل في كثير من الحضارات الأوروبية رمز للتفاؤل. وأقوم بصنع مجسمات أخرى حول المرأة وجمالها وبعض التفاصيل الدمشقية كالمولوية.

    ويختلف الزمن والوقت في عمل كل قطعة من القطع وأحياناً يتوقف العمل النحتي بسبب الحالة النفسية التي يعيشها النحات سواء أكانت فرحاً أم حزناً وعندها أعود لتتبع ما نحته وأقوم بنقد منحوتاتي كي أكون دائماً في طليعة نحاتي الخشب".

    وتحدثنا السيدة "إيلاف شامي" من أقارب ومتتبعي أعمال النحات "عبد الحق" حدثتنا بالقول: «تعودت على زيارة محترف النحات "أحمد عبد الحق" لأطلع منه على تفاصيل الحياة الدمشقية التي بدأ أغلبها في الزوال، فهو لا يزال متمسكاً بنحت مجسمات تشبه تاريخنا العريق بجمالها وإتقانها، لذلك أرى أنه من الجميل أن ترى ذاكرة التاريخ في هذا المحترف، وأن تنقل منه تفاصيل حياته إلى منزلك».

    أما الفنان التشكيلي "علي جوهر" فتحدث حول آمال النحات "أحمد": «من عادتي أن أبحث عن تذكارات نحتية دمشقية، وأرى أن ما يقدمه النحات هنا من أعمال يحمل طابع دمشق العريقة بتفاصيل الثياب والأجسام وحتى بتفاصيل حيوانات عهدها أهل دمشق في ترحالهم وتنقلاتهم، والنحت الذي يقدمه الفنان، يحمل طابعه بشكل عام ويحمل دماثة أخلاقه وفنه الأصيل».

    الجدير بالذكر أن النحات "أحمد عبد الحق" هو من مواليد مدينة "دمشق"- حي البزورية- يقدم في مشغله الصغير في البزورية مجموعات تمثل المولوية والحيوانات ذات الطابع الفلكلوري إضافة إلى أنه شارك في عدد من المعارض الفنية الخاصة بفن النحت.
يعمل...
X