"فراس شلدح".. 30 عاماً أنتجت ثماني حرف فنية متنوعة
مايا حمادة
طرطوس
تمثّل حرفته مهارات يدوية وذهنية معاصرة، وذات ملامح تراثية عريقة، وهي تعكس جوانب هوية وانتماء وطني كبير، لأنها صناعة روحية فنية تدل على أهمية التراث الثقافي وضرورة الإبقاء عليه وتنميته باستمرار.
مدونة وطن "eSyria" التقت الفنان "فراس شلدح" مؤسس جمعية المهن اليدوية في مدينة "طرطوس" ليتحدث عن بداية عمله كحرفي وأساليب تطوير المهنة، فقال: «كنت أمارس المهن اليدوية كهواية في البدايات، وخاصة في فصل الصيف عندما كنت طالباً في الثانوية الصناعية كحرفة الخراطة والتسوية (تشكيل المعادن) منذ عام 1984؛ وهو ما جعلني مطلعاً على تقنية وعمل الآلات، فعشقت هذه المهن، ثم أحببت فن تشكيل الخشب لكونه الأقرب إلى الطبيعة، ومن هنا تطورت هوايتي وأصبح العمل يكبر مع الوقت، وأصبحت مهنة. ابتكرت بعض التصاميم وأنتجتها وصنعت بعض الآلات البسيطة وعدلت على أخرى بما يخدم صنعتي، وباشرت كأول خطوة العمل بالتشجير من مادة الكرتون والورق، ثم بودرة السيراميك الصناعي، ثم قررت الانتقال إلى "دمشق"، وتعلمت تطعيم النحاس على ألواح الخشب، وفي الوقت ذاته أيضاً عملت على موضوع الحرق على الخشب، فصنعت لوحات و"تابلوهات".
وبالنسبة للتنوع، فأنا الوحيد الذي يشتغل بثماني مهن متنوعة، ثم انتقلت بعدها إلى مهنة الخيزران. وعندما عدت إلى "طرطوس"، أنشأت في ذاك الوقت أول معمل للخيزران في المدينة، وكنت أقوم بتصنيع مفروشات "البامبو" والخيزران، وهي تعتمد كلياً على الجهد العضلي. ومن خلال المعارض كنت أقوم بتدريب من يحب عمل الخيزران مجاناً».
كوخ متنقل مقره "بانياس" حالياً
وفيما يخص تنظيم مهنة "فراس" حرفياً ويدوياً بهدف نشر نوع كهذا من المهن بوجه أوسع، أضاف بالقول: «سنة 2005 قمت بتأسيس جمعية المهن اليدوية في "طرطوس"، وبدأت أقوم بتنظيم المعرض السنوي للجمعية، وأشارك بمعارض المهن اليدوية والفنية منذ عام 1995، كانت "طرطوس" وقتئذٍ تفتقر إلى وجود جمعية مهن يدوية. قمت بالبحث عمن يقومون بممارسة العمل اليدوي، وجمعت بعض الأسماء، ونوع المهن التي يحترفونها، وقدمت اقتراحاً لرئيس اتحاد الحرفيين آنذاك، ثم درسنا الخطوات، وتمت الموافقة. كان هناك بعض الصعوبات، لكن تم تجاوزها، وعلى الرغم من ضغوط العمل، فقد كنت عضو هيئة عامة فيها، وأحياناً مسؤولاً عن بعض الشؤون القانونية وتنظيم المعارض.
في سنة 2006 بدأت العمل على مهنة حفر البللور بطريقة التخديش، وبذات السنة قمت بتصميم وتنفيذ كوخ متحرك للسكن مع مفروشاته، يتحمل كل العوامل الجوية، وبمساحة 10م، واتجهت أيضاً إلى تصميم أعمال المنظر العربي (الديكور)، فصممت الموزاييك النافر، وقمت بتنفيذه في أكثر من مكان، وصممت أيضاً لوحة حرق على الخشب بطول 5م، وارتفاع 150سم، وهي أكبر لوحة في العالم، تحكي عن تفاصيل البيت العربي أو الشامي، ومن ضمن أعمالي قمت بتصنيع السفن الفينيقية، ومراكب صيد كتحف فنية».
سفينة من تصميمه وتنفيذه
وتحدث "منذر رمضان" عضو المكتب التنفيذي لاتحاد الحرفيين عن مهنة "فراس" وأهميتها في مدينة "طرطوس"، قائلاً: «يهتم "فراس شلدح" بالعمل الحرفي الفني بكل تفاصيله، وهو شيخ كار المهن اليدوية والتراثية. وسبب نجاحه أنه ليس لديه اقتباس من أحد بالمهنة، لأن جميع أعماله متفردة، وحاول أن يترك بصمة للعصر الحالي من خلال عمله بالموزاييك النافر، ونحن كمنظمة افتتحنا فعاليات ثقافية فنية حرفية تراثية ومعارض متنقلة في أكثر من مكان، كان الهدف منها إبقاء الذاكرة حية والحفاظ على الإرث والهوية وتشجيع من يعمل في هذه الحرف على الاستمرارية، مع العلم أن كل من يشارك كان يملك اندفاعاً ذاتياً ناتجاً عن حس وطني عالٍ، ومنهم الحرفي المتميز "فراس"».
أما الفنانة التشكيلية "فتاة منصور" زميلة "فراس" بالجمعية، ومختصة بالحفر على الفضة، فقالت: «ساعد "فراس" ببناء وإظهار الاتحاد بكل الوسائل الممكنة، وأعطى من وقته وجهده، وسهل عملية انتساب الحرفيين المبدعين وأصحاب المهن، وعمل على تنظيم وإقامة معارض للحرفيين بمجهوده الشخصي من دون أي مقابل، فهو محترف بصناعة السفن والمجسمات الخشبية وأعمال الديكور، ومبدع بفن الخيزران في مجال أثاث المنزل. اللافت أنه دائم التجديد، وعنده إبداع وتميز، وصاحب أفكار نيرة وجريئة، عمله يدوي كلياً ولا تدخل الآلة في مهنته، وهو نشيط حاز الكثير من الجوائز، وشارك بمعارض مهمة».
يذكر، أن الفنان "فراس شلدح" من مواليد "حلب" عام 1968، مقيم في "طرطوس"، مشارك دائم في معرض "دمشق" الدولي، ومعرض "الباسل للإبداع والاختراع".
مايا حمادة
طرطوس
تمثّل حرفته مهارات يدوية وذهنية معاصرة، وذات ملامح تراثية عريقة، وهي تعكس جوانب هوية وانتماء وطني كبير، لأنها صناعة روحية فنية تدل على أهمية التراث الثقافي وضرورة الإبقاء عليه وتنميته باستمرار.
مدونة وطن "eSyria" التقت الفنان "فراس شلدح" مؤسس جمعية المهن اليدوية في مدينة "طرطوس" ليتحدث عن بداية عمله كحرفي وأساليب تطوير المهنة، فقال: «كنت أمارس المهن اليدوية كهواية في البدايات، وخاصة في فصل الصيف عندما كنت طالباً في الثانوية الصناعية كحرفة الخراطة والتسوية (تشكيل المعادن) منذ عام 1984؛ وهو ما جعلني مطلعاً على تقنية وعمل الآلات، فعشقت هذه المهن، ثم أحببت فن تشكيل الخشب لكونه الأقرب إلى الطبيعة، ومن هنا تطورت هوايتي وأصبح العمل يكبر مع الوقت، وأصبحت مهنة. ابتكرت بعض التصاميم وأنتجتها وصنعت بعض الآلات البسيطة وعدلت على أخرى بما يخدم صنعتي، وباشرت كأول خطوة العمل بالتشجير من مادة الكرتون والورق، ثم بودرة السيراميك الصناعي، ثم قررت الانتقال إلى "دمشق"، وتعلمت تطعيم النحاس على ألواح الخشب، وفي الوقت ذاته أيضاً عملت على موضوع الحرق على الخشب، فصنعت لوحات و"تابلوهات".
ساعد "فراس" ببناء وإظهار الاتحاد بكل الوسائل الممكنة، وأعطى من وقته وجهده، وسهل عملية انتساب الحرفيين المبدعين وأصحاب المهن، وعمل على تنظيم وإقامة معارض للحرفيين بمجهوده الشخصي من دون أي مقابل، فهو محترف بصناعة السفن والمجسمات الخشبية وأعمال الديكور، ومبدع بفن الخيزران في مجال أثاث المنزل. اللافت أنه دائم التجديد، وعنده إبداع وتميز، وصاحب أفكار نيرة وجريئة، عمله يدوي كلياً ولا تدخل الآلة في مهنته، وهو نشيط حاز الكثير من الجوائز، وشارك بمعارض مهمة
وبالنسبة للتنوع، فأنا الوحيد الذي يشتغل بثماني مهن متنوعة، ثم انتقلت بعدها إلى مهنة الخيزران. وعندما عدت إلى "طرطوس"، أنشأت في ذاك الوقت أول معمل للخيزران في المدينة، وكنت أقوم بتصنيع مفروشات "البامبو" والخيزران، وهي تعتمد كلياً على الجهد العضلي. ومن خلال المعارض كنت أقوم بتدريب من يحب عمل الخيزران مجاناً».
كوخ متنقل مقره "بانياس" حالياً
وفيما يخص تنظيم مهنة "فراس" حرفياً ويدوياً بهدف نشر نوع كهذا من المهن بوجه أوسع، أضاف بالقول: «سنة 2005 قمت بتأسيس جمعية المهن اليدوية في "طرطوس"، وبدأت أقوم بتنظيم المعرض السنوي للجمعية، وأشارك بمعارض المهن اليدوية والفنية منذ عام 1995، كانت "طرطوس" وقتئذٍ تفتقر إلى وجود جمعية مهن يدوية. قمت بالبحث عمن يقومون بممارسة العمل اليدوي، وجمعت بعض الأسماء، ونوع المهن التي يحترفونها، وقدمت اقتراحاً لرئيس اتحاد الحرفيين آنذاك، ثم درسنا الخطوات، وتمت الموافقة. كان هناك بعض الصعوبات، لكن تم تجاوزها، وعلى الرغم من ضغوط العمل، فقد كنت عضو هيئة عامة فيها، وأحياناً مسؤولاً عن بعض الشؤون القانونية وتنظيم المعارض.
في سنة 2006 بدأت العمل على مهنة حفر البللور بطريقة التخديش، وبذات السنة قمت بتصميم وتنفيذ كوخ متحرك للسكن مع مفروشاته، يتحمل كل العوامل الجوية، وبمساحة 10م، واتجهت أيضاً إلى تصميم أعمال المنظر العربي (الديكور)، فصممت الموزاييك النافر، وقمت بتنفيذه في أكثر من مكان، وصممت أيضاً لوحة حرق على الخشب بطول 5م، وارتفاع 150سم، وهي أكبر لوحة في العالم، تحكي عن تفاصيل البيت العربي أو الشامي، ومن ضمن أعمالي قمت بتصنيع السفن الفينيقية، ومراكب صيد كتحف فنية».
سفينة من تصميمه وتنفيذه
وتحدث "منذر رمضان" عضو المكتب التنفيذي لاتحاد الحرفيين عن مهنة "فراس" وأهميتها في مدينة "طرطوس"، قائلاً: «يهتم "فراس شلدح" بالعمل الحرفي الفني بكل تفاصيله، وهو شيخ كار المهن اليدوية والتراثية. وسبب نجاحه أنه ليس لديه اقتباس من أحد بالمهنة، لأن جميع أعماله متفردة، وحاول أن يترك بصمة للعصر الحالي من خلال عمله بالموزاييك النافر، ونحن كمنظمة افتتحنا فعاليات ثقافية فنية حرفية تراثية ومعارض متنقلة في أكثر من مكان، كان الهدف منها إبقاء الذاكرة حية والحفاظ على الإرث والهوية وتشجيع من يعمل في هذه الحرف على الاستمرارية، مع العلم أن كل من يشارك كان يملك اندفاعاً ذاتياً ناتجاً عن حس وطني عالٍ، ومنهم الحرفي المتميز "فراس"».
أما الفنانة التشكيلية "فتاة منصور" زميلة "فراس" بالجمعية، ومختصة بالحفر على الفضة، فقالت: «ساعد "فراس" ببناء وإظهار الاتحاد بكل الوسائل الممكنة، وأعطى من وقته وجهده، وسهل عملية انتساب الحرفيين المبدعين وأصحاب المهن، وعمل على تنظيم وإقامة معارض للحرفيين بمجهوده الشخصي من دون أي مقابل، فهو محترف بصناعة السفن والمجسمات الخشبية وأعمال الديكور، ومبدع بفن الخيزران في مجال أثاث المنزل. اللافت أنه دائم التجديد، وعنده إبداع وتميز، وصاحب أفكار نيرة وجريئة، عمله يدوي كلياً ولا تدخل الآلة في مهنته، وهو نشيط حاز الكثير من الجوائز، وشارك بمعارض مهمة».
يذكر، أن الفنان "فراس شلدح" من مواليد "حلب" عام 1968، مقيم في "طرطوس"، مشارك دائم في معرض "دمشق" الدولي، ومعرض "الباسل للإبداع والاختراع".