حقائق مُدهشة لا يعرفها الكثيرون.. عن الجزائر !
الكثيرون جداً من العرب – المشارقة تحديداً – يعرفون معلومات عامة سطحية عن الجزائر، أبرزها أنها خاضت واحدة من أعظم الثـورات الشعبية المُسلحة ضد الاستعمار الفرنسي، وأنها بلاد الإبداع والجمال. والمعلومة الإضافية التي أصبح من المؤكد أن الجميع يعرفها الآن طبعاً، أن الجزائر لديها مُنتخب وطني مُشرِّف لها وللعرب جميعاً .
في هذا المقال، نخوض معاً في بعض الحقائق التي ربما لا يعرفها الكثير من العرب عن بلاد المليون ونصف مليون شهيد..
اليوم نتحدث عن الجــزائـر..
الجزائر .. دزاير .. تيزيري!
# سُميّت بالجزائر نسبة إلى (بلكين بن زيري) مؤسس الدولة الزيرية، والذي أسس عاصمته التي أطلق عليها اسم (جزائر بني مزغنة) نظراً لوجود 4 جزر صغيرة بالقرب من ساحل المدينة، وهذا ما أكده تاريخيون عرب عظماء مثل الإدريسي وياقوت الحموي، واستمر الاسم ليشمل كل أنحاء البلاد في عصر العثمانيين.
أيضاً، يُقال أن كلمة الجزائر تعود في الأصل إلى كلمة (تيزيري)، والتي تعني الليلة المُقمرة.
# الجزائر هي أكبر دولة إفريقية، وعربية، ومتوسطية من حيث المساحة، مساحة هائلة جداً 80% منها صحراء، تضم أكبر مساحة من (الرمال المتحركة).
# الجزائر وُلد فيها الفيلسوف الفرنسي العظيم (ألبير كامو) الحائز على جائزة نوبل في الآداب، وكان يلعب كحارس مرمى في فريق كرة القدم التابع لجامعة الجزائر!
# الجزائر دولة نفطية. النفط والغاز يستحوذان على 98% من صادراتها.
# مجموع المساحات المسكونة في الجزائر هي 12% من مساحة البلاد الهائلة.
# الجزائر تعتبر الدولة (الأكثر غلاء في المعيشة) في منطقة شمال إفريقيا.
*******************
السؤال المُحيّر: لماذا يتحدث الجزائريون الفرنسية؟!
ربما هذا هو أول سؤال يطرحه العربي المشرقي، بمجرد أن يستمع أو يشاهد وسائل الإعلام الجزائرية، أو يخالط بعض الجزائريين مباشرة. ففضلاً عن صعوبة اللهجة (المغاربية) عموماً بالنسبة للأذن المشرقية، يُكثر الجزائريون تحديداً من التحدث باللغة الفرنسية.. فتتداخل الكلمات الفرنسية مع العربية مع الكلمات العامية. فيتحوّل الأمر إلى معاناة حقيقية للفهم بالنسبة لعرب المشرق.
الجزائر تم احتلالها من قِبل المُستعمر الفرنسي أكثر من 130 عاماً. عدة أجيال متعاقبة كانت ترزح تحت الاحتلال الغاشم، والذي كان يُمارس أحط أنواع الممارسات التي يمكن أن تتخيلها. ومن بين هذه الممارسات الحقيرة، السعي إلى (فرنسة) الجزائر تحديداً، إلى جانب عدد من دول غرب أفريقيا عموماً.
دعنا نشرح الموضوع بأبسط شكل ممكن، دون الدخول في تفاصيل تاريخية وسياسية معقدة.
بريطانيا – الإمبراطورية الاستعمارية الكبرى التي لم تكن تغيب الشمس عنها – لم تكن مُهتمّة بنقل تراثها الإنجليزي اللغوي إلى الشعوب المُستعمرة بشكل إجباري، فقط كانت إمبراطورية تسعى للنفوذ والسيطرة على مفاصل العالم عسكرياً وسياسياً (الهند – مصر – أمريكا – أفريقيا… إلخ).
على العكس من فرنسا، التي كان جزءاً أساسياً من سياستها الاستعمارية نقل تراثها ولغتها إلى الشعوب التي تستعمرها، لتضمن بقاءها تحت لوائها، حتى بعد الانسحاب من هذه الأراضي.
سَحقت الجزائر الاستعمار الفرنسي من أراضيها بثورتها العظيمة التي سقط فيها أكثر من مليون شهيد. وحافظت الجزائر بعد الاستقلال – بصعوبة في البداية – على لغتها العربية جنباً إلى جنب مع الأمازيغية، التي عادت تسترد عافيتها مع أجيال الشباب الجزائري الذي وُلد مؤخراً.
اليوم، يتحدث نصف الجزائريين اللغة الفرنسية بشكل أساسي إلى جانب العربية والأمازيغية. ويُمكن القول أن مدن الساحل الجزائري تحديداً هي الأكثر تأثراً بالثقافة الفرنسية، والتي تقل تدريجياً كلما تمّ التوجّه جنوباً.
********************
كائنات فضائية في الجزائر؟!
الجزائر تحتضن لغزاً أثرياً مازال يُحيّر عقول آلاف العلماء، وهي كهوف تاسيلي (أو طاسيلي كما ينطقها بعضهم)، حيث تضم رسوميات مُدهشة تعود إلى ماضٍ سحيق جداً، يعتقد الكثيرون أنها رسومات سجّلتها مخلوقات فضائية هبطت إلى هذه المنطقة.
عشرية سوداء فاقعٌ لونها!
فترة التسعينات في الجزائر من أكثر الفترات المؤلمة في تاريخها، حتى لتسمّى (العشرية السوداء). وهي التي شهدت أحداثاً سياسية، أتبعتها نزاعات مسلحة بين الحكومة والمتطرّفين على مدى عشر سنوات تقريباً، سقط فيها مابين (150 – 200) ألف قتيل، وأصبحت الجزائر نموذجاً سياسياً لحالة الاشتباك السياسي الدموي بين القوى الدينية والقوى العسكرية، يتم نمذجتها في العديد من الحالات حول العالم.
ربمـا هذه الفترة تحديداً من تاريخ الجزائر، هي التي تجعل الجزائريين حذرين أكثر من غيرهم من الشعوب الأخرى، من القيام بأية ردود فعل عنيفة تجاه أية أوضاع سياسية أو اقتصادية غير مريحة، وانتهاج فكر (الإصـلاح) كبديل عن عدوى الثورات المُحيطة بها من كل جانب. فالمؤمن لا يُلدغ من جُحر مرتين!
الجزائر وفرنسا.. من يحتل الآخر الآن؟!
الجزائريون المُهاجرون إلى فرنسا، أو المقيمون فيها يمثلون جالية ضخمة للغاية، لا تقل عن 5 ملايين جزائري، مما جعل الكثير من الساسة الفرنسيين في الحكومات المتعاقبة يحذرون من احتمالية التغيير (الديموغرافي) في فرنسا، نتيجة تدفق المهاجرين الجزائريين خصوصاً، والمغاربة عموماً.
إذن، يمكن القول أن الأيام دارت دورتها، وأن الجزائر – مع دول المغرب العربي الأخرى – في طريقها إلى احتلال فرنسا وتغيير نظامها السكاني، ولكن بأسلوب أكثر تحضراً ورقياً من قطع الرؤوس الذي كان يمارسه الفرنسيون في أي مكان يذهبون إليه، تحت شعـار (فيف لا فرانس)!
رموز عربية مُشرّفة
# الجزائر لديها العديد من الأعلام ذوي الشهرة العالمية في الكثير من المجالات، أهمهم وأشهرهم على الإطلاق هو الدكتور (إلياس زرهوني)، الذي شغل مناصب علمية شديدة الأهمية في الولايات المتحدة، أهمهـا منصب مدير معاهد الصحة الوطنية الأمريكية لـ 6 سنوات كاملة (انتهت عام 2008)، وهو بذلك قد شغل أعلى منصب إداري حكومي يشغله عربي في أمريكا على الإطلاق.
نجوم في المجتمع الأمريكي من أصول عربية
حيث كان يعمل تحت إدارته حوالي 20 ألف باحث وموظّف، وتبلغ ميزانية معاهد الصحة الوطنية الأمريكية NIH حوالي 30 مليار دولار سنوياً.
رفقاء السلاح!
بعد الهزيمة المؤلمة التي مُنيَ بها العرب في حرب 1967، التي شملت هزيمة مصر وسوريا والأردن وفلسطين، وما ترتب عليها من احتلال القدس، والضفة الغربية، وغزة وسيناء، وهضبة الجولان.. وصل الرئيس الجزائري المُناضل بومدين إلى العاصمة الروسية موسكو، ودار حوار تاريخي عنيف للغاية سجّله الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل في كتابه (1967 الانفجار)، مفاده أن الاتحاد السوفييتي سوف يستمر في مساعدة العرب بالسلاح، ولكنهم – أي العرب – يتأخرون في دفع الأموال. فما كان من بومدين إلا أن أخرج شيكاً بـ 100 مليون دولار (مبلغ هائل في ذلك الوقت)، وألقاه في وجه (بريجينيف) قائلاً:
كنت أنتظر هذه الملاحظة.. لذلك طلبت من وزير المالية الجزائري سرعة إجراء هذا التحويل فوراً!
بعد اللقاء قام الاتحاد السوفييتي بالتواصل فوراً مع القاهرة ودمشق لمناقشة كيفية إمداد الدولتين المهزومتين بالسلاح الفوري.
وبعد 6 سنوات، ومع اندلاع حــرب أكتوبر 1973 على الجبهة المصرية – السورية، شاركت الجزائر في الحرب بعدد كبير من القوات، شملت خمسين طائرة حربية، وقرابة 100 دبابة، ومدافع جوية، ومجنزرات، وحوالي ثلاثة آلاف مُقاتل.
******************
كالعادة، لا يُمكن الإشارة إلى كل الحقائق المثيرة عن دولة كبيرة بحجم الجزائر، فقط تكفي بعض الحقائق التي ربما يجهلها العرب عموماً، والعرب المشارقة خصوصاً. وقد حاولنا أن تكون مُنوّعة بقدر الإمكان، تشمل التاريخ، والحاضر، والجغرافيا، والأحداث المؤثرة.
قراء أراجيك الأعزاء في الجزائر يُمكنهم إضافة مايرونه حقائق مثيرة مُدهشة، غير معروفة للكثيرين، عن بلادهم – بدون تعصّب واتخاذ مواقف سياسية من فضلكم – ليشاركونا بها للمزيد من التعرّف على هذا البلد العربي العظيم، الذي شرّف العرب في كثير من المناسبات التاريخية والرياضية والنضالية.
ومازال ذلك النداء العربي الحماسي المُحبب للنفس، يردده الملايين – ولن ينقطع إن شاء الله -:
وعقدنا العزم أن تحيا الجزائر!
الكثيرون جداً من العرب – المشارقة تحديداً – يعرفون معلومات عامة سطحية عن الجزائر، أبرزها أنها خاضت واحدة من أعظم الثـورات الشعبية المُسلحة ضد الاستعمار الفرنسي، وأنها بلاد الإبداع والجمال. والمعلومة الإضافية التي أصبح من المؤكد أن الجميع يعرفها الآن طبعاً، أن الجزائر لديها مُنتخب وطني مُشرِّف لها وللعرب جميعاً .
في هذا المقال، نخوض معاً في بعض الحقائق التي ربما لا يعرفها الكثير من العرب عن بلاد المليون ونصف مليون شهيد..
اليوم نتحدث عن الجــزائـر..
الجزائر .. دزاير .. تيزيري!
# سُميّت بالجزائر نسبة إلى (بلكين بن زيري) مؤسس الدولة الزيرية، والذي أسس عاصمته التي أطلق عليها اسم (جزائر بني مزغنة) نظراً لوجود 4 جزر صغيرة بالقرب من ساحل المدينة، وهذا ما أكده تاريخيون عرب عظماء مثل الإدريسي وياقوت الحموي، واستمر الاسم ليشمل كل أنحاء البلاد في عصر العثمانيين.
أيضاً، يُقال أن كلمة الجزائر تعود في الأصل إلى كلمة (تيزيري)، والتي تعني الليلة المُقمرة.
# الجزائر هي أكبر دولة إفريقية، وعربية، ومتوسطية من حيث المساحة، مساحة هائلة جداً 80% منها صحراء، تضم أكبر مساحة من (الرمال المتحركة).
# الجزائر وُلد فيها الفيلسوف الفرنسي العظيم (ألبير كامو) الحائز على جائزة نوبل في الآداب، وكان يلعب كحارس مرمى في فريق كرة القدم التابع لجامعة الجزائر!
# الجزائر دولة نفطية. النفط والغاز يستحوذان على 98% من صادراتها.
# مجموع المساحات المسكونة في الجزائر هي 12% من مساحة البلاد الهائلة.
# الجزائر تعتبر الدولة (الأكثر غلاء في المعيشة) في منطقة شمال إفريقيا.
*******************
السؤال المُحيّر: لماذا يتحدث الجزائريون الفرنسية؟!
ربما هذا هو أول سؤال يطرحه العربي المشرقي، بمجرد أن يستمع أو يشاهد وسائل الإعلام الجزائرية، أو يخالط بعض الجزائريين مباشرة. ففضلاً عن صعوبة اللهجة (المغاربية) عموماً بالنسبة للأذن المشرقية، يُكثر الجزائريون تحديداً من التحدث باللغة الفرنسية.. فتتداخل الكلمات الفرنسية مع العربية مع الكلمات العامية. فيتحوّل الأمر إلى معاناة حقيقية للفهم بالنسبة لعرب المشرق.
الجزائر تم احتلالها من قِبل المُستعمر الفرنسي أكثر من 130 عاماً. عدة أجيال متعاقبة كانت ترزح تحت الاحتلال الغاشم، والذي كان يُمارس أحط أنواع الممارسات التي يمكن أن تتخيلها. ومن بين هذه الممارسات الحقيرة، السعي إلى (فرنسة) الجزائر تحديداً، إلى جانب عدد من دول غرب أفريقيا عموماً.
دعنا نشرح الموضوع بأبسط شكل ممكن، دون الدخول في تفاصيل تاريخية وسياسية معقدة.
بريطانيا – الإمبراطورية الاستعمارية الكبرى التي لم تكن تغيب الشمس عنها – لم تكن مُهتمّة بنقل تراثها الإنجليزي اللغوي إلى الشعوب المُستعمرة بشكل إجباري، فقط كانت إمبراطورية تسعى للنفوذ والسيطرة على مفاصل العالم عسكرياً وسياسياً (الهند – مصر – أمريكا – أفريقيا… إلخ).
على العكس من فرنسا، التي كان جزءاً أساسياً من سياستها الاستعمارية نقل تراثها ولغتها إلى الشعوب التي تستعمرها، لتضمن بقاءها تحت لوائها، حتى بعد الانسحاب من هذه الأراضي.
سَحقت الجزائر الاستعمار الفرنسي من أراضيها بثورتها العظيمة التي سقط فيها أكثر من مليون شهيد. وحافظت الجزائر بعد الاستقلال – بصعوبة في البداية – على لغتها العربية جنباً إلى جنب مع الأمازيغية، التي عادت تسترد عافيتها مع أجيال الشباب الجزائري الذي وُلد مؤخراً.
اليوم، يتحدث نصف الجزائريين اللغة الفرنسية بشكل أساسي إلى جانب العربية والأمازيغية. ويُمكن القول أن مدن الساحل الجزائري تحديداً هي الأكثر تأثراً بالثقافة الفرنسية، والتي تقل تدريجياً كلما تمّ التوجّه جنوباً.
********************
كائنات فضائية في الجزائر؟!
الجزائر تحتضن لغزاً أثرياً مازال يُحيّر عقول آلاف العلماء، وهي كهوف تاسيلي (أو طاسيلي كما ينطقها بعضهم)، حيث تضم رسوميات مُدهشة تعود إلى ماضٍ سحيق جداً، يعتقد الكثيرون أنها رسومات سجّلتها مخلوقات فضائية هبطت إلى هذه المنطقة.
عشرية سوداء فاقعٌ لونها!
فترة التسعينات في الجزائر من أكثر الفترات المؤلمة في تاريخها، حتى لتسمّى (العشرية السوداء). وهي التي شهدت أحداثاً سياسية، أتبعتها نزاعات مسلحة بين الحكومة والمتطرّفين على مدى عشر سنوات تقريباً، سقط فيها مابين (150 – 200) ألف قتيل، وأصبحت الجزائر نموذجاً سياسياً لحالة الاشتباك السياسي الدموي بين القوى الدينية والقوى العسكرية، يتم نمذجتها في العديد من الحالات حول العالم.
ربمـا هذه الفترة تحديداً من تاريخ الجزائر، هي التي تجعل الجزائريين حذرين أكثر من غيرهم من الشعوب الأخرى، من القيام بأية ردود فعل عنيفة تجاه أية أوضاع سياسية أو اقتصادية غير مريحة، وانتهاج فكر (الإصـلاح) كبديل عن عدوى الثورات المُحيطة بها من كل جانب. فالمؤمن لا يُلدغ من جُحر مرتين!
الجزائر وفرنسا.. من يحتل الآخر الآن؟!
الجزائريون المُهاجرون إلى فرنسا، أو المقيمون فيها يمثلون جالية ضخمة للغاية، لا تقل عن 5 ملايين جزائري، مما جعل الكثير من الساسة الفرنسيين في الحكومات المتعاقبة يحذرون من احتمالية التغيير (الديموغرافي) في فرنسا، نتيجة تدفق المهاجرين الجزائريين خصوصاً، والمغاربة عموماً.
إذن، يمكن القول أن الأيام دارت دورتها، وأن الجزائر – مع دول المغرب العربي الأخرى – في طريقها إلى احتلال فرنسا وتغيير نظامها السكاني، ولكن بأسلوب أكثر تحضراً ورقياً من قطع الرؤوس الذي كان يمارسه الفرنسيون في أي مكان يذهبون إليه، تحت شعـار (فيف لا فرانس)!
رموز عربية مُشرّفة
# الجزائر لديها العديد من الأعلام ذوي الشهرة العالمية في الكثير من المجالات، أهمهم وأشهرهم على الإطلاق هو الدكتور (إلياس زرهوني)، الذي شغل مناصب علمية شديدة الأهمية في الولايات المتحدة، أهمهـا منصب مدير معاهد الصحة الوطنية الأمريكية لـ 6 سنوات كاملة (انتهت عام 2008)، وهو بذلك قد شغل أعلى منصب إداري حكومي يشغله عربي في أمريكا على الإطلاق.
نجوم في المجتمع الأمريكي من أصول عربية
حيث كان يعمل تحت إدارته حوالي 20 ألف باحث وموظّف، وتبلغ ميزانية معاهد الصحة الوطنية الأمريكية NIH حوالي 30 مليار دولار سنوياً.
رفقاء السلاح!
بعد الهزيمة المؤلمة التي مُنيَ بها العرب في حرب 1967، التي شملت هزيمة مصر وسوريا والأردن وفلسطين، وما ترتب عليها من احتلال القدس، والضفة الغربية، وغزة وسيناء، وهضبة الجولان.. وصل الرئيس الجزائري المُناضل بومدين إلى العاصمة الروسية موسكو، ودار حوار تاريخي عنيف للغاية سجّله الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل في كتابه (1967 الانفجار)، مفاده أن الاتحاد السوفييتي سوف يستمر في مساعدة العرب بالسلاح، ولكنهم – أي العرب – يتأخرون في دفع الأموال. فما كان من بومدين إلا أن أخرج شيكاً بـ 100 مليون دولار (مبلغ هائل في ذلك الوقت)، وألقاه في وجه (بريجينيف) قائلاً:
كنت أنتظر هذه الملاحظة.. لذلك طلبت من وزير المالية الجزائري سرعة إجراء هذا التحويل فوراً!
بعد اللقاء قام الاتحاد السوفييتي بالتواصل فوراً مع القاهرة ودمشق لمناقشة كيفية إمداد الدولتين المهزومتين بالسلاح الفوري.
وبعد 6 سنوات، ومع اندلاع حــرب أكتوبر 1973 على الجبهة المصرية – السورية، شاركت الجزائر في الحرب بعدد كبير من القوات، شملت خمسين طائرة حربية، وقرابة 100 دبابة، ومدافع جوية، ومجنزرات، وحوالي ثلاثة آلاف مُقاتل.
******************
كالعادة، لا يُمكن الإشارة إلى كل الحقائق المثيرة عن دولة كبيرة بحجم الجزائر، فقط تكفي بعض الحقائق التي ربما يجهلها العرب عموماً، والعرب المشارقة خصوصاً. وقد حاولنا أن تكون مُنوّعة بقدر الإمكان، تشمل التاريخ، والحاضر، والجغرافيا، والأحداث المؤثرة.
قراء أراجيك الأعزاء في الجزائر يُمكنهم إضافة مايرونه حقائق مثيرة مُدهشة، غير معروفة للكثيرين، عن بلادهم – بدون تعصّب واتخاذ مواقف سياسية من فضلكم – ليشاركونا بها للمزيد من التعرّف على هذا البلد العربي العظيم، الذي شرّف العرب في كثير من المناسبات التاريخية والرياضية والنضالية.
ومازال ذلك النداء العربي الحماسي المُحبب للنفس، يردده الملايين – ولن ينقطع إن شاء الله -:
وعقدنا العزم أن تحيا الجزائر!