"أسماء السوسي".. تطريز برازيلي بطابع شرقي
- نجوى عبد العزيز محمود
دمشق
بإتقانٍ ودقةٍ متناهية، رسمت لوحاتها بالخيوط لتبتكرَ تصاميمَ إكسسواراتٍ مميّزةٍ ومجسماتٍ صغيرة من الأقمشة والخيوط الملونة من التطريز البرازيلي، بالإضافة إلى إعادة تدوير الأقمشة التي أتقنتها بمهارة وحرفية.
مدوّنةُ وطن "eSyria" التقت "أسماء السوسي" وعن أعمالها تقول: «بدأت العمل بالتطريز وتصميم الإكسسوارات واللوحات الفنية منذ عام 2017 بالرغم من أن حبي للأعمال اليدوية بدأ منذ الصغر كهاوية، فأمي كانت تقوم بالتطريز على (الكنفة)، ووالدي كان خطاطاً، وتعلمت منهم الكثير، ما صقل موهبتي وطورها، كما أنني دخلت إلى مدرسة الفنون النسوية منذ الصف العاشر وتعلمت من خلال الدراسة طريقة وأنواع الغرز والخياطة والكروشيه، وبسبب الظروف لم أستطع إكمال دراستي بهذا المجال، لكن حبي وشغفي للتطريز والعمل اليدوي كان هاجسي وحلمي، فبدأت تطوير موهبتي من خلال الإنترنت واطلعت على أنواع التطريز في العديد من الدول كالتطريز الصيني والبرازيلي والتركي وبدأت بتعلمه، وأكثر ما لفت نظري هو التطريز البرازيلي، فهو يتميز بجماله ودقته وألوانه الجذابة التي تجعلك تشعر بالراحة عند النظر إليه، وخصوصاً أنه يمثل لوحة متناغمة من الرسوم وجمال الألوان ويحتاج إلى الدقة والهدوء بتطريزه لإخراج عمل فني متكامل، كما أنه يعتمد على تطريز القطع يدوياً دون أي تدخل آلي، فهو يعتمد بتصاميمه على زهرة "الفيسون" التي تضفي على التصميم الرقي والجمال بآن واحد، فبدأت بصناعة الإكسسوارات اليدوية كالقلادات، والعقود والأساور واللوحات الصغيرة والمتوسطة، إلى جانب التطريز على الأقمشة والألبسة وأكياس الهدايا.
تمتلك "أسماء السوسي" شخصية هادئة ولطيفة تجعلها متمكنة من موهبتها في فن التطريز كونه يحتاج إلى الهدوء والصبر والدقة، تعرفت عليها من خلال سوق "الفصول الأربعة لشغل الإيد" فهي من المشاركين الدائمين في السوق، بالإضافة إلى أنها من النحلات المتدربات عندي بمشروع "خلايا النحل" لإعادة تدوير الأقمشة المستعملة، وهي نحلة دؤوبة وعملها متقن ودقيق، كما تتصف تصاميمها بأناقة التفاصيل سواء من حيث اختيارها لألوانها وخيوطها من جهة واختيارها لتصاميم مشغولاتها من جهة ثانية، كما أن ألوانها هادئة تبعث الهدوء والطمأنينة في نفوس من يشاهدها، ويظهر حبها للعمل اليدوي في التصاميم التي تبتكرها والمشغولات التي تصنعها بكل حبّ، كما إنها تسعى دائماً للتجديد والتطور وابتكار مشغولات جديدة ومميزة
في البداية واجهتني بعض الصعوبات في تأمين الخيوط المستخدمة في التطريز والأقمشة، بالإضافة إلى القطع المعدنية والإطارات الخشبية التي نضطر لتأمينها من بعض الدول المجاورة، ولكن مع زيادة الطلب على المواد تم تأمينها في السوق».
مجموعة من أعمالها التطريزية
وعن مراحل العمل قالت: «تمر القطعة بمراحل عدة، أولها رسم التصميم على الورق، ثم أقوم بطباعته على القماش بواسطة ورق الكربون وأثبت القماش على الإطار لشده أثناء العمل، واختيار الألوان المناسبة لها، ثم أقوم بتطريز التصميم بالخيوط والإبرة، وبعد الانتهاء من تطريزها يتم تثبيتها حسب النمط المطلوب من قبل الزبون، أما بالنسبة للإكسسوارات الصغيرة والقلادات أقوم بتطريز الأسماء على قطعة صغيرة من القماش وأثبتها على التصميم المعدني حسب الطلب، وإضافة نقوش مستوحاة من الطبيعة كالورود وجذوع النباتات وأوراقها بطريقة فنية متميزة، مع إضافة الحجر والخرز ببعض التصاميم أحياناً، وقد استخدمت بتصاميمي العديد من الخطوط العربية، كخط النسخ والثلث والديواني، التي أضافت لتصاميمي العراقة والجمال بآن واحد، وخصوصاً أنني دمجت بين الطابع اللاتيني والشرقي بأعمالي باستخدام التطريز البرازيلي مع الخط العربي ولكن بطابع دمشقي عريق مع إضافة لمساتي الفنية الخاصة بي مع مراعاة أذواق الزبائن، وخصوصاً أنني صممت مشغولات مختلفة عن المشغولات الموجودة في السوق السورية فلاقت مشغولاتي رواجاً كبيراً وإقبالاً جيداً، وقد شاركت بالعديد من البازارات ومعارض العمل اليدوي في "دمشق"، بالإضافة إلى أنّ لي صفحة على مواقع التواصل الاجتماعي لعرض تصاميمي ومشغولاتي وكان لها دور كبير في بيع العديد من الإكسسوارات واللوحات في العديد من المحافظات السورية، ولم أكتفِ بالتطريز وتصميم الإكسسوارات فحبي وشغفي للعمل اليدوي دفعني لتطوير موهبتي وتعلم حرفة إعادة تدوير الأقمشة المستعملة لتصميم لوحات من الموزاييك الدمشقي وصنع أغطية للطاولات والمفارش والوسادات بطريقة مبتكرة وفنية أضافت الكثير لتجربتي ولعملي بهذا المجال».
وفي حديث مع "هناء العكش" المديرة التنظيمية لسوق "الفصول الأربعة لشغل الإيد" قالت عنها: «تمتلك "أسماء السوسي" شخصية هادئة ولطيفة تجعلها متمكنة من موهبتها في فن التطريز كونه يحتاج إلى الهدوء والصبر والدقة، تعرفت عليها من خلال سوق "الفصول الأربعة لشغل الإيد" فهي من المشاركين الدائمين في السوق، بالإضافة إلى أنها من النحلات المتدربات عندي بمشروع "خلايا النحل" لإعادة تدوير الأقمشة المستعملة، وهي نحلة دؤوبة وعملها متقن ودقيق، كما تتصف تصاميمها بأناقة التفاصيل سواء من حيث اختيارها لألوانها وخيوطها من جهة واختيارها لتصاميم مشغولاتها من جهة ثانية، كما أن ألوانها هادئة تبعث الهدوء والطمأنينة في نفوس من يشاهدها، ويظهر حبها للعمل اليدوي في التصاميم التي تبتكرها والمشغولات التي تصنعها بكل حبّ، كما إنها تسعى دائماً للتجديد والتطور وابتكار مشغولات جديدة ومميزة».
من مشاركاتها بسوق الأعمال اليدوية
الجدير بالذكر أنّ "أسماء السوسي" مواليد "إدلب" عام 1976 مقيمة في "دمشق".