"نجوى درويش".. مزج بين الشرقي والغربي في الكروشيه
- نجوى عبد العزيز محمود
دمشق
ببراعة خيوطها وألوان منسوجاتها صمّمت الكثير من المشغولات الصوفية بكلّ دقةٍ وإتقان، كما خاضت في عالم الأعمال اليدوية بكل إصرار على تطوير موهبتها، فابتكرت تصاميم متنوعة من الكروشيه والأقمشة، ما مكنها من المشاركة بالمعارض وبازارات العمل اليدوي.
مدوّنةُ وطن "eSyria" التقت الحرفية "نجوى درويش" لتحدثنا عن موهبتها وعملها اليدوي: «تعلمت الكروشيه منذ الصغر، فوالدتي كانت تحيك لنا الكثير من أغطية الطاولات والمفارش والألبسة، فجذبتني الفكرة وخصوصاً أنك تقوم بتحويل الخيوط إلى منسوجات متنوعة تبهر الأبصار، فدخلت معهد فنون تطبيقية وتعلمت غرز الكروشيه بشكل أكاديمي وكانت طرائق العمل توحي إلي بالفضول والرغبة بتعلم الكثير من غرز الكروشيه المختلفة، وبالفعل أتقنت مهارته بحرفية، ولتطوير ذلك بدأت بالبحث على شبكة الإنترنت عن الكروشيه ببلدان مختلفة لأتعرف على الكروشيه الروسي والأوروبي والياباني والصيني بهدف إغناء رؤيتي البصرية بنماذج وقطع فنية متنوعة، وخصوصاً أن لكل مجتمع طريقة تميزه عن غيره، ما أضاف الكثير لموهبتي وطورها، وخصوصاً أنني دمجت بين الطابع الشرقي والغربي بمشغولاتي، من خلال متابعة كل جديد في عالم الكروشيه وامتلاك مهارات جديدة بالحرفة، ما ساعدني على ابتكار تصاميم جديدة ومختلفة بطريقة عصرية وراقية لاقت الإقبال والإعجاب.
تمتلك "نجوى درويش" شخصية متحمسة دائماً لتعلم الجديد وإيجاد حلول إبداعية ومبتكرة لقطعها الفنية، بهدف ابتكار الأشياء المتنوعة والجديدة وإضافة لمستها وبصمتها الخاصة لأعمالها، تعرفت عليها منذ سنة تقريباً من خلال سوق "الفصول الأربعة لشغل الإيد" فهي من المشاركين الدائمين في السوق، بالإضافة إلى أنها تتعلم إعادة تدوير الأقمشة المستعملة بمشروع "نحلات الفردوس" فهي نحلة نشيطة وعملها متقن ودقيق من حيث تناسق الألوان وتركيب القطع بطريقة فنية مبتكرة، وتمتلك نظرة دقيقة ومميزة في اختيار تصاميم أعمالها
بدأت العمل بالتصميم منذ عدة سنوات كانت البداية مشغولات صوفية لأبنائي وهدايا للأقرباء والأصدقاء، فكانت الموهبة وعشقي لهذا النوع من الأعمال هي دافعي لإقامة مشروعي الخاص بهذا المجال وبالتأكيد مساندة عائلتي وأولادي من جانب آخر، فبدأتُ أخْذَ طلباتٍ من الزبائن لتصميم مشغولات من الكروشيه كالألعاب والألبسة والحقائب والأغطية حتى أنهم كانوا يختارون نماذج من النت ويطلبون مني حياكتها، وأنشأت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي وعرضت فيها تصميماتي التي لاقت رواجاً كبيراً وساهمت بتطوير عملي ووصولها إلى المحافظات السورية كافة، وبدأت بخطوة البيع لأعمالي من الكروشيه عبر الإنترنت».
تصميمات للموبايل
وعن حياكتها لمشغولاتها قالت: «من خلال تصاميمي اعتمدت المزج بين الصوف والخشب والبلاستيك كإطارات الحقائب والمقالم وأحياناً أقوم بتدوير العديد من القوارير البلاستيكية وصناعة مقالم من الصوف للأطفال بطريقة مبتكرة ومميزة، بالإضافة إلى العديد من الزخارف من الكروشيه لتزيين الملابس والمجوهرات والإكسسوارات، وبالنسبة للعمل اليدوي للحياكة تبدأ من الفكرة، ثم البحث عن المواد اللازمة لحياكتها كالصوف والصنارة (إبرة الحياكة) وأقوم بتنسيق الألوان بطريقة فنية متناغمة، بالإضافة إلى تنسيق الخيوط حسب السماكة لاختيار إبرة الحياكة المناسبة لها، بالإضافة إلى أن هناك العديد من أنواع الأنسجة المستخدمة في هذا الفن، ومنها الصيفية التي تتميز بخفة الخام النسيجي، والشتوية التي تتميز بسماكة الخام النسيجي ومعظمها مصنوعة من القطن والكتان والفيزكوز والحرير وغيرها، كما أن الكروشيه يعتبر أداة للتعبير عن الأفكار الإبداعية والمهارات الفنية التي تحمل في طياتها الجمال والأناقة بآن واحد، وهو وسيلة للتفريغ عن الطاقات والضغوط النفسية، كون العمل به يحتاج إلى الصبر وطول البال والهدوء، فعندما تكتمل القطعة تغمرني السعادة والراحة، بالإضافة على أنني عملت على نشر ثقافة العمل اليدوي من خلال تدريب العديد من الفتيات الراغبات بتعلم حرفة الكروشيه بتقنياتها وتصاميمها، بالإضافة إلى أن حبي للعمل اليدوي دفعني لتطوير موهبتي وتعلم حرفة إعادة تدوير الأقمشة المستعملة وصممت فيها أغطية وسائد وطاولات وغيرها».
وفي الحديث مع إحدى الزبونات "إسراء زيدان" قالت: «تمتاز "نجوى" بالذوق واللباقة، أعرفها منذ عدة سنوات، فهي صديقة محبة وصادقة، وقد ساعدتني كثيراً بتعلم العديد من الغرزات والمشغولات من الكروشيه، أما بالنسبة لأعمالها الصوفية فهي تمتاز بالدقة والمهارة والذوق الرفيع من حيث تناسق الألوان والجودة، ودائماً تبهرني بمشغولاتها المبتكرة والجديدة، وخصوصاً أنها دائماً تسعى بعملها نحو التميز وعدم تكرار القطعة بكثرة، فأرتديها مع عدد محدود من الزبونات، كما أنها تهتم بالتفاصيل الدقيقة لمشغولاتها، بالإضافة إلى أفكارها الإبداعية بالتصميم ما يزيد عملها رونقاً وجمالاً وإبداعاً من خلال تصاميمها المتجددة دائماً».
حقائب من الخشب والصوف
بدورها "هناء العكش" المديرة التنظيمية لسوق "الفصول الأربعة لشغل الإيد" قالت عنها: «تمتلك "نجوى درويش" شخصية متحمسة دائماً لتعلم الجديد وإيجاد حلول إبداعية ومبتكرة لقطعها الفنية، بهدف ابتكار الأشياء المتنوعة والجديدة وإضافة لمستها وبصمتها الخاصة لأعمالها، تعرفت عليها منذ سنة تقريباً من خلال سوق "الفصول الأربعة لشغل الإيد" فهي من المشاركين الدائمين في السوق، بالإضافة إلى أنها تتعلم إعادة تدوير الأقمشة المستعملة بمشروع "نحلات الفردوس" فهي نحلة نشيطة وعملها متقن ودقيق من حيث تناسق الألوان وتركيب القطع بطريقة فنية مبتكرة، وتمتلك نظرة دقيقة ومميزة في اختيار تصاميم أعمالها».
الجدير بالذكر أنّ الحرفية "نجوى درويش" مواليد "الزبداني" عام 1980 شاركت بالعديد من المعارض والبازارات في "دمشق".
من مشاركتها بإحدى البازارات