تُعد فقاعات شركات التكنولوجيا أمرًا معهودًا في وادي السيليكون، تحدث مرارًا وتكرارًا كأي اختراع جديد هناك، وهو ما لم يفهمه حتى أشد المطلعين على هذه الصناعة. كان خير من وصف تلك الشركات صاحب رأس المال الاستثماري الضخم بيل جورلي حين قال: «سنشهد نهاية بعض الشركات الناشئة هذا العام»، كان ذلك عام 2015 الذي شهد نشوء العديد من الشركات التي تزيد قيمتها على مليار دولار.
أصبحنا نسمع كثيرًا عن فقاعات شركات التكنولوجيا في كل مكان، متضمنةً أسهم التكنولوجيا والعروض العامة الأولية وشركات الاستحواذ والشركات الناشئة والعملات المشفرة، التي وصلت جميعها إلى مستويات مذهلة في السنوات القليلة الماضية، بيد أنها انخفضت إلى أدنى مستوياتها لاحقًا، ويبقى من الصعب تحديد أيها قد ينجح أو يفشل.
طالما كان انخفاض أسهم شركات التكنولوجيا مثيرًا للاهتمام، نذكر هنا انخفاض مؤشر (NDXT)، وهو مؤشر لأكبر 100 شركة تكنولوجية، في بورصة ناسداك بمقدار الثلث من ذروته في أوائل نوفمبر 2021، لتسجل شركات هذا المؤشر خسائر تجاوزت 2.8 تريليون دولار مجتمعة من قيمتها السوقية.
لم تسلم الشركات الناشئة البارزة والمطروحة للاكتتاب العام مؤخرًا من الضرر أيضًا. مثلًا، انخفضت أسهم شركة روبن هود بنسبة 80% عما كانت عليه عند طرح تطبيقها الخاص بتجارة التجزئة للاكتتاب العام في يوليو 2021، في حين خسرت أسهم شركة بيلوتون المصنعة للدراجات الرياضية المتصلة بالإنترنت أكثر من 90% من قيمتها، أما الشركات المجمّعة، فإن أكبر الشركات المدرجة حديثًا انخفضت قيمتها بنسبة 38% عما كانت عليه في بداية العام، ما يفسر الانخفاض الكبير في طرح الشركات للاكتتاب العام الأولي هذا العام، إذ طرحت فقط 30 شركة مقارنةً بـ 150 شركة طرحت للاكتتاب العام في أمريكا بين يناير وأبريل من عام 2021، وكان للتكنولوجيا الحصة الأكبر منها.
أيضًا، لم تنجح فكرة طرح شركات الاستحواذ للاكتتاب العام ثم البحث عن شركة ناشئة ودمجها معها، إذ إنه من بين 1000 شركة من هذه الشركات في أمريكا منذ عام 2018، نجحت عملية الدمج مع ثلث الشركات فقط، وسرعان ما تفقد صفقات الدمج والاستحواذ بريقها، إذ خسرت أهم 25 عملية دمج ما نسبته 56% من قيمتها الإجمالية منذ بداية العام.
يؤثر انهيار أسهم شركات التكنولوجيا سلبًا في تقييمات الشركات الخاصة. وفقًا لشركة سي بي إنسايتس للأبحاث، فإن الشركات التقنية الناشئة جنت نحو 628 مليار دولار حول العالم عام 2021، عبر أكثر من 34000 صفقة، في حين انخفض عدد الصفقات بنسبة 5% بين شهري يناير ومارس عام 2022، مقارنةً بالربع الأخير من 2021، عدا انخفاض حجم رأس المال المُستثمر بنسبة 19%، وهو أكبر انخفاض في ربع واحد منذ 2012.
كان ذلك مفاجئًا للمستثمرين، إذ أفادت شركة سوفت بنك أن أحد مستثمري التكنولوجيا اليابانيين المعروف برهاناته المحفوفة بالمخاطر قد خسر 33 مليار دولار من صناديقه الرئيسية في الأشهر الاثني عشر الماضية.
إن طموحات حاملي العملات المشفرة بالوصول إلى أبعد ما يمكن لا تخفي أن العملات تلك آخذة بالتنامي والازدياد، لكن مع ذلك، أصبح بعضهم يفقدون الثقة بها تدريجيًا. بإلقاء نظرة على أشهر العملات المشفرة، وصل سعر عملة بيتكوين في 12 مايو 2022 إلى أقل من 26 ألف دولار، أي أقل من نصف سعرها حين بلغت الذروة في نوفمبر 2021.
لم يقتصر الأمر على بيتكوين، إذ سجلت العملات الأربع التي تليها شهرةً خسائر تجاوزت 70% من قيمتها، بل وصلت الخسائر إلى الرموز غير القابلة للاستبدال، وانخفض التداول بعملة إيثيريوم التي تُعد من أكبر العملات المشفرة أيضًا أكثر من النصف في الأسابيع الأخيرة، على موقع (OpenSea) الشهير لتداول الرموز غير القابلة للاستبدال.
عانى القطاع التكنولوجي تقلبات مفاجئة، إلا أنه في السنوات الأخيرة تعددت العوامل التي أبرزت أهمية التكنولوجيا، ومنها جائحة كورونا التي أدت إلى انتشار فكرة العمل والحياة عبر الإنترنت، إضافةً إلى ازدياد الطلب على برامج التحفيز الحكومية والسياسات النقدية الفضفاضة، كلها عوامل جذبت المستثمرين تجاه النمو التكنولوجي في المستقبل.
تعود الحياة لطبيعتها تدريجيًا ويبتعد الناس عن الشاشات ويخرجون من منازلهم أكثر من السابق، إلا أن الحرب في أوكرانيا خلقت حالة من عدم اليقين لديهم، بل يمكن القول إنها قادت الاقتصاد العالمي إلى التضخم، وربما الركود قريبًا.
قد يتطور الأمر إلى ارتفاع أسعار الفائدة واحتمال حدوث انكماش اقتصادي، ما سيقلل من أرباح شركات التكنولوجيا، التي تعتمد معظمها على الأرباح بعيدة المدى. حال لم تنخفض معدلات التضخم، فستلجأ البنوك إلى زيادة أسعار الفائدة مرة أخرى، ما يضيف مزيدًا من الضغط على أسهم شركات التكنولوجيا.
إلى أي مدى ستسوء الأمور؟
استقرت أسواق الأسهم قليلًا في الأيام الأخيرة، ولا أحد يتمنى عودة هبوطها مرة أخرى، لكنها تقلبات عادةً ما تحدث في الأسواق عبر السنوات الأخيرة بين صعود وهبوط، فعلى الجميع التحلي بالصبر واتخاذ القرارات بعد استقرار السوق. يصف دانيال آيفس المحلل التكنولوجي في بنك ويدبيش الاستثماري مجال التكنولوجيا بأنه يقف على مفترق طرق، إذ سيؤدي ارتفاع أسعار الفائدة إلى تجاهل المستثمرين لأسهم النمو المتضاربة والتركيز على الأسهم عالية الجودة في مجال التكنولوجيا، مثل أسهم عمالقة شركات التكنولوجيا في أمريكا ألفابت وأمازون وأبل وميتا ومايكروسوفت، التي انخفضت قيمتها السنوية بنسبة 25% تقريبًا منذ نوفمبر 2021، ولم ترق نتائجهم إلى مستويات الجودة السابقة، إلا أنها تبقى استثمارات آمنة، فقد بلغت مبيعاتهم ربع السنوية نحو 359 مليار دولار، منها 69 مليار دولار أرباحًا صافية، لأن أعمالهم الأساسية ما تزال تنمو، لا سيما الحوسبة السحابية.
سجلت الشركات الثلاث التي تتربع على قمة مزودي الخدمات السحابية، ألفابت وأمازون ومايكروسوفت، مبيعات بقيمة 43 مليار دولار في الربع الأول من عام 2022، بزيادة قدرها 33% عن العام السابق.
على غير المتوقع، سجلت أسهم شركات الأجهزة التكنولوجية القديمة أرقامًا جيدة، إذ ارتفعت قيمة أسهم شركة آي بي إم بنسبة 12%، في حين سجلت أسهم شركة إنتل عملاق صناعة معالجات الحواسيب هبوطًا بنسبة 13%.
قد تتعافى الشركات البرمجية ذات المبيعات المستقرة والهوامش العالية بسرعة، مثل أدوبي وأوريكل وسيلزفورس، إضافةً إلى منصات العملات المشفرة، مع أن ذلك يبدو صعبًا بعض الشيء نظرًا إلى انهيار منصة كوينبيس لتبادل العملات الرقمية في 11 مايو. في السياق ذاته، بإمكان شركات الأمن السيبراني مثل كراودسترايك وبالو ألتو نيتووركس استعادة مكانتها في السوق بعد المخاوف من الهجمات الإلكترونية الروسية والصينية، مثلما هو الحال مع شركة بالانتير، وهي شركة تحليلات سرية تقدم خدمات أمنية، التي أدت الانقسامات الجيوسياسية إلى رفع أسهمها بعد أن انخفضت بنسبة 20% في مايو نتيجةً لتباطؤ نمو مبيعاتها.
تتصف الشركات العاملة بنظام الدوام الجزئي أو العمل الحر بعدم الاستقرار، ولعل رائدة شركات التوصيل أوبر خير مثال، إذ أفادت في تقريرها لشهر مايو عن ازدياد الرحلات والمستخدمين بنسبة 20% على أساس سنوي في الربع الأول من العام، لكنها ما زالت تخسر نحو 6 مليارات دولار.
قد نشهد استمرار نمو اشتراكات صناع المحتوى المرئي بإنفاق يتجاوز مليارات الدولارات، مثل شركتي نتفليكس وديزني، أو الشركات الأصغر التي تشغل مجالات عديدة مثل سناب شات في مجال وسائل التواصل الاجتماعي وشوبيفاي في مجال التجارة الإلكترونية، المملوكتين لكل من ميتا وأمازون على التوالي.
من غير المنطقي أن نقارن الركود التكنولوجي الحالي بانفجار فقاعة الإنترنت قبل عقدين، لعدم امتلاك الشركات آنذاك ميزانيات عمومية جيدة ولا نماذج أعمال واعدة، في حين أن معظم شركات الحاضر تمتلكها.
تُعد تقلبات سوق التكنولوجيا مزعجة لجيل من مؤسسي وعمال ومستثمري التكنولوجيا الذين عاشوا فترة طويلة من الازدهار، إلا أنه من غير المرجح أن تتوقف سيطرة التكنولوجيا الرقمية على كل مجالات الحياة.
المصدر:ibelieveinsci
أصبحنا نسمع كثيرًا عن فقاعات شركات التكنولوجيا في كل مكان، متضمنةً أسهم التكنولوجيا والعروض العامة الأولية وشركات الاستحواذ والشركات الناشئة والعملات المشفرة، التي وصلت جميعها إلى مستويات مذهلة في السنوات القليلة الماضية، بيد أنها انخفضت إلى أدنى مستوياتها لاحقًا، ويبقى من الصعب تحديد أيها قد ينجح أو يفشل.
طالما كان انخفاض أسهم شركات التكنولوجيا مثيرًا للاهتمام، نذكر هنا انخفاض مؤشر (NDXT)، وهو مؤشر لأكبر 100 شركة تكنولوجية، في بورصة ناسداك بمقدار الثلث من ذروته في أوائل نوفمبر 2021، لتسجل شركات هذا المؤشر خسائر تجاوزت 2.8 تريليون دولار مجتمعة من قيمتها السوقية.
لم تسلم الشركات الناشئة البارزة والمطروحة للاكتتاب العام مؤخرًا من الضرر أيضًا. مثلًا، انخفضت أسهم شركة روبن هود بنسبة 80% عما كانت عليه عند طرح تطبيقها الخاص بتجارة التجزئة للاكتتاب العام في يوليو 2021، في حين خسرت أسهم شركة بيلوتون المصنعة للدراجات الرياضية المتصلة بالإنترنت أكثر من 90% من قيمتها، أما الشركات المجمّعة، فإن أكبر الشركات المدرجة حديثًا انخفضت قيمتها بنسبة 38% عما كانت عليه في بداية العام، ما يفسر الانخفاض الكبير في طرح الشركات للاكتتاب العام الأولي هذا العام، إذ طرحت فقط 30 شركة مقارنةً بـ 150 شركة طرحت للاكتتاب العام في أمريكا بين يناير وأبريل من عام 2021، وكان للتكنولوجيا الحصة الأكبر منها.
أيضًا، لم تنجح فكرة طرح شركات الاستحواذ للاكتتاب العام ثم البحث عن شركة ناشئة ودمجها معها، إذ إنه من بين 1000 شركة من هذه الشركات في أمريكا منذ عام 2018، نجحت عملية الدمج مع ثلث الشركات فقط، وسرعان ما تفقد صفقات الدمج والاستحواذ بريقها، إذ خسرت أهم 25 عملية دمج ما نسبته 56% من قيمتها الإجمالية منذ بداية العام.
يؤثر انهيار أسهم شركات التكنولوجيا سلبًا في تقييمات الشركات الخاصة. وفقًا لشركة سي بي إنسايتس للأبحاث، فإن الشركات التقنية الناشئة جنت نحو 628 مليار دولار حول العالم عام 2021، عبر أكثر من 34000 صفقة، في حين انخفض عدد الصفقات بنسبة 5% بين شهري يناير ومارس عام 2022، مقارنةً بالربع الأخير من 2021، عدا انخفاض حجم رأس المال المُستثمر بنسبة 19%، وهو أكبر انخفاض في ربع واحد منذ 2012.
كان ذلك مفاجئًا للمستثمرين، إذ أفادت شركة سوفت بنك أن أحد مستثمري التكنولوجيا اليابانيين المعروف برهاناته المحفوفة بالمخاطر قد خسر 33 مليار دولار من صناديقه الرئيسية في الأشهر الاثني عشر الماضية.
إن طموحات حاملي العملات المشفرة بالوصول إلى أبعد ما يمكن لا تخفي أن العملات تلك آخذة بالتنامي والازدياد، لكن مع ذلك، أصبح بعضهم يفقدون الثقة بها تدريجيًا. بإلقاء نظرة على أشهر العملات المشفرة، وصل سعر عملة بيتكوين في 12 مايو 2022 إلى أقل من 26 ألف دولار، أي أقل من نصف سعرها حين بلغت الذروة في نوفمبر 2021.
لم يقتصر الأمر على بيتكوين، إذ سجلت العملات الأربع التي تليها شهرةً خسائر تجاوزت 70% من قيمتها، بل وصلت الخسائر إلى الرموز غير القابلة للاستبدال، وانخفض التداول بعملة إيثيريوم التي تُعد من أكبر العملات المشفرة أيضًا أكثر من النصف في الأسابيع الأخيرة، على موقع (OpenSea) الشهير لتداول الرموز غير القابلة للاستبدال.
عانى القطاع التكنولوجي تقلبات مفاجئة، إلا أنه في السنوات الأخيرة تعددت العوامل التي أبرزت أهمية التكنولوجيا، ومنها جائحة كورونا التي أدت إلى انتشار فكرة العمل والحياة عبر الإنترنت، إضافةً إلى ازدياد الطلب على برامج التحفيز الحكومية والسياسات النقدية الفضفاضة، كلها عوامل جذبت المستثمرين تجاه النمو التكنولوجي في المستقبل.
تعود الحياة لطبيعتها تدريجيًا ويبتعد الناس عن الشاشات ويخرجون من منازلهم أكثر من السابق، إلا أن الحرب في أوكرانيا خلقت حالة من عدم اليقين لديهم، بل يمكن القول إنها قادت الاقتصاد العالمي إلى التضخم، وربما الركود قريبًا.
قد يتطور الأمر إلى ارتفاع أسعار الفائدة واحتمال حدوث انكماش اقتصادي، ما سيقلل من أرباح شركات التكنولوجيا، التي تعتمد معظمها على الأرباح بعيدة المدى. حال لم تنخفض معدلات التضخم، فستلجأ البنوك إلى زيادة أسعار الفائدة مرة أخرى، ما يضيف مزيدًا من الضغط على أسهم شركات التكنولوجيا.
إلى أي مدى ستسوء الأمور؟
استقرت أسواق الأسهم قليلًا في الأيام الأخيرة، ولا أحد يتمنى عودة هبوطها مرة أخرى، لكنها تقلبات عادةً ما تحدث في الأسواق عبر السنوات الأخيرة بين صعود وهبوط، فعلى الجميع التحلي بالصبر واتخاذ القرارات بعد استقرار السوق. يصف دانيال آيفس المحلل التكنولوجي في بنك ويدبيش الاستثماري مجال التكنولوجيا بأنه يقف على مفترق طرق، إذ سيؤدي ارتفاع أسعار الفائدة إلى تجاهل المستثمرين لأسهم النمو المتضاربة والتركيز على الأسهم عالية الجودة في مجال التكنولوجيا، مثل أسهم عمالقة شركات التكنولوجيا في أمريكا ألفابت وأمازون وأبل وميتا ومايكروسوفت، التي انخفضت قيمتها السنوية بنسبة 25% تقريبًا منذ نوفمبر 2021، ولم ترق نتائجهم إلى مستويات الجودة السابقة، إلا أنها تبقى استثمارات آمنة، فقد بلغت مبيعاتهم ربع السنوية نحو 359 مليار دولار، منها 69 مليار دولار أرباحًا صافية، لأن أعمالهم الأساسية ما تزال تنمو، لا سيما الحوسبة السحابية.
سجلت الشركات الثلاث التي تتربع على قمة مزودي الخدمات السحابية، ألفابت وأمازون ومايكروسوفت، مبيعات بقيمة 43 مليار دولار في الربع الأول من عام 2022، بزيادة قدرها 33% عن العام السابق.
على غير المتوقع، سجلت أسهم شركات الأجهزة التكنولوجية القديمة أرقامًا جيدة، إذ ارتفعت قيمة أسهم شركة آي بي إم بنسبة 12%، في حين سجلت أسهم شركة إنتل عملاق صناعة معالجات الحواسيب هبوطًا بنسبة 13%.
قد تتعافى الشركات البرمجية ذات المبيعات المستقرة والهوامش العالية بسرعة، مثل أدوبي وأوريكل وسيلزفورس، إضافةً إلى منصات العملات المشفرة، مع أن ذلك يبدو صعبًا بعض الشيء نظرًا إلى انهيار منصة كوينبيس لتبادل العملات الرقمية في 11 مايو. في السياق ذاته، بإمكان شركات الأمن السيبراني مثل كراودسترايك وبالو ألتو نيتووركس استعادة مكانتها في السوق بعد المخاوف من الهجمات الإلكترونية الروسية والصينية، مثلما هو الحال مع شركة بالانتير، وهي شركة تحليلات سرية تقدم خدمات أمنية، التي أدت الانقسامات الجيوسياسية إلى رفع أسهمها بعد أن انخفضت بنسبة 20% في مايو نتيجةً لتباطؤ نمو مبيعاتها.
تتصف الشركات العاملة بنظام الدوام الجزئي أو العمل الحر بعدم الاستقرار، ولعل رائدة شركات التوصيل أوبر خير مثال، إذ أفادت في تقريرها لشهر مايو عن ازدياد الرحلات والمستخدمين بنسبة 20% على أساس سنوي في الربع الأول من العام، لكنها ما زالت تخسر نحو 6 مليارات دولار.
قد نشهد استمرار نمو اشتراكات صناع المحتوى المرئي بإنفاق يتجاوز مليارات الدولارات، مثل شركتي نتفليكس وديزني، أو الشركات الأصغر التي تشغل مجالات عديدة مثل سناب شات في مجال وسائل التواصل الاجتماعي وشوبيفاي في مجال التجارة الإلكترونية، المملوكتين لكل من ميتا وأمازون على التوالي.
من غير المنطقي أن نقارن الركود التكنولوجي الحالي بانفجار فقاعة الإنترنت قبل عقدين، لعدم امتلاك الشركات آنذاك ميزانيات عمومية جيدة ولا نماذج أعمال واعدة، في حين أن معظم شركات الحاضر تمتلكها.
تُعد تقلبات سوق التكنولوجيا مزعجة لجيل من مؤسسي وعمال ومستثمري التكنولوجيا الذين عاشوا فترة طويلة من الازدهار، إلا أنه من غير المرجح أن تتوقف سيطرة التكنولوجيا الرقمية على كل مجالات الحياة.
المصدر:ibelieveinsci