"عمار الشوا" ولوحات لاتحمل عنوان
- لينا يوسف
اللاذقيّة
تحثك لوحاته للولوج إلى عالمه ذو الطابع الخاص من خلال فتح حوار بصري مع عمله الفني، جميع لوحاته الفنية هي بحد ذاتها ناطقة فهو لايحتاج لوضع عنوانا لأي لوحة ينجزها إنما يترك للمشاهد قضية اختيار العنوان من خلال حرية الإبحار في قراءة العمل.
يملك فلسفة خاصة في مسيرته الفنية اقتبسها من فلسفة بعض الأدباء والفنانين التاريخيين حيث تمكن من خلال ذلك تدوين اسمه في معظم المعارض المحلية والدولية.
أقمت عدة معارض مشتركة في "دمشق" و"مصياف" وشاركت في مهرجان "جبلة" الثقافي لسنتين وأقمت معرضي الأول في المركز الثقافي في "مصياف" عام (2001). وفي عام (2002) أقمت معرضا في المركز الثقافي في "السويداء" ومعرضا في "غاليري نصير شورى" عام (2004) و(2005) وكان لي معرضا في "مدريد" في المركز الثقافي السوري عام (2006) ومعرضا مشتركا في "سالسبورغ" في "النمسا" عام (2006)، كما أنه هناك لوحات لم تشارك في أي معرض وشاركت بها كنوع من المشاركة الخاصة في كل من "دبي" و"الكويت" و"أمريكا"
موقع eLatakia التقى الفنان التشكيلي "عمار الشوا" في الحوار التالي:
من لوحات الفنان عمار الشوا
** أتذكر إحدى اللقطات وأنا في الصف الثالث الابتدائي عندما طلبت معلمتنا أن نرسم فخطر ببالي حينئذ أن أرسم معلمتي وكانت وقتها لقطة هائلة عندما أعُجبت المعلمة باللوحة وبعد أن سلّمتها إياها قامت بتعليقها على أحد جدران غرفة الإدارة في المدرسة ومن بعدها شجعتني على المتابعة في هذا الطريق، ووالدتي التي كانت تتنبأ لي بأنني سأكون فنانا في المستقبل، فوقوفها إلى جانبي كان له دور ايجابي في مسيرتي الفنية على الرغم من الرفض القاطع من قبل أسرتي من أن أدخل كلية "الفنون الجميلة" لأنهم كانوا يتمنون لي دخول الحياة العملية من أسهل الطرق.
وبعد أن أنهيت دراستي صممت على الاجتهاد على نفسي وبمفردي إلى جانب العمل الذي يؤمن لي دخل مادي يساعدني على هذا الاجتهاد وانتسبت إلى مركز خاص للفنون التشكيلية ودرست فيه مدة أربع سنوات حيث كانت تعتمد الدراسة على مبدأ التنافسية والتي ساعدتني كثيراً في تمهيد الطريق لبدء مسيرتي الفنية وحصلت على شهادة من مركز "الفنون التشكيلية".
- كيف بدأت مسيرتك في الفن التشكيلي بأسلوب أكاديمي؟
من لوحاته.. والتركيز على اللون البنفسجي
** وضعت الخطوط العريضة لطريقي الفني من خلال العمل بنصيحة "دافنشي" التي تقول (النسخ مهم) حيث أدركت من خلال هذه النصيحة أن النسخ هو أكاديمية تعليمية تتضمن الجرأة على استخدام اللون، فالنسخ مهم جدا في بداية أي طريق وفي كافة المجالات، وهناك رواية عن الشاعر "أبو تمام" تحكي عن شخص طلب من "أبي تمام" أن يعلمه الشعر وبدوره طلب "أبو تمام" من ذلك الشخص أن يذهب ويحفظ (1000) بيت من الشعر وعندما فعل ذلك الرجل ما طُلب منه قال له "أبو تمام" (الآن عليك أن تنسى كل ماحفظته من أبيات الشعر ومن ثم عد إلي لأعلمك الشعر). المغزى من كلامي أن "أبو تمام" قام بملئ مخزون شعري له ذائقة لغوية في قلب ذلك الرجل، ونصيحة "دافنشي" تحمل نفس الصياغة ولكن في مجال الفن، وهكذا بدأت بموضوع التراث (طائر الفينيق والقيامة من الرماد بعد الموت وغير ذلك من الحضارة الفينيقية ) حيث ولّدت الحالة الفينيقية لديّ عمل فني ونص بصري متكامل ومن ثم ركزت على الحالة التجريدية فهي تساعد المتلقي وبأدنى مستوى من الإحساس على فهم النص الفني وبالتالي تجعل المتلقي في مشاركة مع الفنان لوضع عنوان للوحته، والهدف من كل هذا هو الارتقاء بالذائقة البصرية.
- الفنان يحتاج إلى حالة نفسية معينة تولّد لديه إحساسا يقوده لإمساك الريشة وانتقاء اللون، ففي أي حالة نفسية وفي أي وقت تتوجه للرسم؟
** كنت أرسم في الصباح وبروح أعلى كل يوم، ولكن أدركت أن حالة القلق التي تتولد داخل الإنسان يمكن أن تكون مصدراً لإنتاج الجمال فالفنان يحمل حساسية عالية بالتعبير عن كل مايشعر به، ولكن أحيانا الفنان يرسم الفنان لوحة قد تكون ليست أصلية أي لاتعبر عن المعنى الحقيقي للحالة التي كان يعيشها أثناء رسمه لتلك اللوحة.
وبمعنى آخر ليست كل لوحة هي روح وإحساس الفنان، وهناك لوحات تكون مراحل وخطوات للوحة الأم، قد تبقى اللوحة في روحي واحساسي لسنوات وعمليا أعمل على إنجازها خلال ساعتين من خلال لحظات إحساس معينة يتضارب فيها الحزن والفرح تقودني لإكمال عملي الفني، وأحيانا أخرى أرسم في الليل وبعد أن أنام أعود لأستيقظ في ساعات الليل وأضيف إلى لوحتي لمسة معينة وقد ألغي فكرة معينة من العمل، وبما أن المرسم رحم الفنان فهو المكان الذي يحسسني بمتعة إنجاز اللوحة أكثر من اللوحة نفسها.
- ما المواضيع التي تتناول إحساسك كفنان؟
** غالبا ما أحس اللوحة بأنها أنثى فأرى من خلالها الحياة والطبيعة القصيدة الجميلة فالأنثى هي عنواني الأساسي في أغلب لوحاتي، وأركز على اللون البنفسجي في معظم اللوحات ولكن لجأت مؤخرا للألوان الزيتية "الأكريليك ".
شارك "عمار الشوا" بالعديد من المعارض الفردية والجماعية داخل القطر وخارجه ووصلت مشاركته إلى بعض الدول الأوروبية وعن هذا الجانب قال: «أقمت عدة معارض مشتركة في "دمشق" و"مصياف" وشاركت في مهرجان "جبلة" الثقافي لسنتين وأقمت معرضي الأول في المركز الثقافي في "مصياف" عام (2001).
وفي عام (2002) أقمت معرضا في المركز الثقافي في "السويداء" ومعرضا في "غاليري نصير شورى" عام (2004) و(2005) وكان لي معرضا في "مدريد" في المركز الثقافي السوري عام (2006) ومعرضا مشتركا في "سالسبورغ" في "النمسا" عام (2006)، كما أنه هناك لوحات لم تشارك في أي معرض وشاركت بها كنوع من المشاركة الخاصة في كل من "دبي" و"الكويت" و"أمريكا"».
شاركغرّدأرسلأرسل