"سامر السيد".. تناغم النور والظلال في لوحة
دمشق
الريشة والألوان قاربه الذي يبحر به ليصل إلى أعماق المجهول في اللوحة، بنى علاقة حميمية مع اللون الذي امتزج بروحه، سحرته الحارات الدمشقية فجسّدها بالعديد من أعماله، وعَدَّ الفن رسالة تنقل ثقافة المجتمع عبر الأجيال.
مدونة وطن "eSyria" التقت التشكيلي "سامر محمد السيد" ليحدثنا عن تجربته الفنية، فقال: «بدأت أول خطوطي على أوراقي المدرسية بعمر الحادية عشرة، حيث شاركت بمسابقة رواد الطلائع، كما أن لوالديّ دوراً كبيراً في تنمية الحسّ الفني لديّ، إضافة إلى البيئة التي نشأت فيها وأغنت ذاكرتي البصرية، وخصوصاً أنها كانت من أهم المواضيع التي جسّدت في لوحاتي، فأنا أرسم "دمشق" وأزقّتها بحالة من العاطفة المتنوعة كما الألوان، فلكل لون عاطفة وإظهار خاص به، فكانت معظم أعمالي بأسلوب الواقعية الكاملة، وبعضها مزيج بين الواقعية والتعبيرية اللونية، فالمنظر الجميل هو الذي يجذبني لأجسّده على ورقتي البيضاء بريشتي وألواني، وأظنّ أن الموضوع هو من اختارني لأرسمه، فالريشة والألوان قاربي الذي نقلني إلى أعماق اللوحة لأكتشف المجهول وأظهره للمتلقي بطريقة فنية مبتكرة تلفت نظره، كما أنني أخاف من اللوحة البيضاء في البداية إلى درجة أنني لا أريد أن أرسم عليها أي شيء حتى تأتيني الرغبة والحب للرسم، فأخاطر وأبحر بريشتي وألواني عليها، فالألوان لها سحرها الخاص بالنسبة لي، فأنا أميل إلى الألوان الحارة في كثير من لوحاتي الدمشقية، وأحاول أن أكون متوازناً بين الألوان الحارة والباردة برسوماتي الجديدة، حيث أختار الألوان المتعددة وأبتعد عن اللونين الأبيض والأسود؛ هذان اللونان المحايدان إلا إذا كانا للدمج مع بقية الألوان، والأسود نادراً ما أستخدمه في لوحتي، وكان لسفري إلى "بيروت" وبعض الدول العربية دور كبير في تطوير ملكتي الفنية، فقد تمرست على أيدي عدد من الفنانين المختصين بالتصوير الزيتي، ووجدت في "بيروت" مناخاً جيداً للعمل، فأنتجت العديد من اللوحات التي لاقت الاهتمام، وعرضت بعدة صالات فنية في الوطن العربي».
وعن رأيه عن الفن تحدث: «الفن بوجه عام هو حب وشغف وموهبة تميز فرداً عن الآخرين وتجعله مبدعاً، وخصوصاً إذا استطاع الفنان أن يصقل موهبته ويغنيها بالاطلاع على النتاجات الفنية المتنوعة التي تغني مخزونه البصري والثقافي، فبرأيي الدراسة الأكاديمية لا تصنع فناناً، وإنما تصقل موهبته إن وجدت، وتساهم بتكوين لوحة متوازنة الأبعاد والخط والمساحة والعمق بالألوان المدروسة؛ لنحصل على لوحة صحيحة ومتكاملة، فالفن يتحول إلى إبداع عندما يستطيع الفنان أن يترجم بلوحته ما تراه عينه الخبيرة ويطرحها بأجمل الأساليب الفنية، وعندما يصل المتلقي إلى حالة التأمل والبحث والحب للوحة ما، فبرأيي يكون الفن لديه وصل إلى الإبداع، إضافة إلى أن التشكيل هو أحد الفنون العظيمة التي تجعل الناظر إليه يشعر بشيء غريب يسري بين ضلوعه من حب وموسيقا وتأمل وجرعة أمل للجمال الخالص من دون شوائب».
حارات دمشقية من أعماله
الفنان التشكيلي "عصام خباز" حدّثنا عنه: «يعدّ الفنان التشكيلي "سامر السيد" أحد الفنانين التشكيليين السوريين المتميزين، وتعدّ لوحاته جزءاً مهماً من الهوية الفنية التشكيلية السورية اليوم، فمن خلال لوحاته طرح أسلوباً جديداً جسّد فيه البيئة الدمشقية عبر رسالة لونية فريدة تستمد روحها من ألوان الطبيعة المختلفة المتمايزة، ويتكامل هذا الطرح اللوني مع التكوينات المعمارية والخطوط التي تميز هذه البيئة بحاراتها وأزقتها العريقة، لنلتمس بلوحاته قيمة تشكيلية وجمالية فريدة تعكس آفاق رؤيته الفنية التي استخلصها من تجربته الممتدة لسنوات عدة، وكان شغله الشاغل البحث في الظلال السحرية في الوجوه والأماكن، التي منحت الضوء للوحاته حتى وصلت إلى مسافات بعيدة، أبدع في رسم البورتريه، وحارات "دمشق" القديمة شكلت بالنسبة له ملامح الطريق للوصول إلى حالات الرضا والشغف بما هو قريب من ذاته».
يذكر، أن التشكيلي "سامر محمد السيد" من مواليد "دمشق" عام 1970، أعماله مقتناة في العديد من الدول العربية و"الصين" و"تركيا" وكندا".
بورتريه
من أعماله الفنية
- نجوى عبد العزيز محمود
دمشق
الريشة والألوان قاربه الذي يبحر به ليصل إلى أعماق المجهول في اللوحة، بنى علاقة حميمية مع اللون الذي امتزج بروحه، سحرته الحارات الدمشقية فجسّدها بالعديد من أعماله، وعَدَّ الفن رسالة تنقل ثقافة المجتمع عبر الأجيال.
مدونة وطن "eSyria" التقت التشكيلي "سامر محمد السيد" ليحدثنا عن تجربته الفنية، فقال: «بدأت أول خطوطي على أوراقي المدرسية بعمر الحادية عشرة، حيث شاركت بمسابقة رواد الطلائع، كما أن لوالديّ دوراً كبيراً في تنمية الحسّ الفني لديّ، إضافة إلى البيئة التي نشأت فيها وأغنت ذاكرتي البصرية، وخصوصاً أنها كانت من أهم المواضيع التي جسّدت في لوحاتي، فأنا أرسم "دمشق" وأزقّتها بحالة من العاطفة المتنوعة كما الألوان، فلكل لون عاطفة وإظهار خاص به، فكانت معظم أعمالي بأسلوب الواقعية الكاملة، وبعضها مزيج بين الواقعية والتعبيرية اللونية، فالمنظر الجميل هو الذي يجذبني لأجسّده على ورقتي البيضاء بريشتي وألواني، وأظنّ أن الموضوع هو من اختارني لأرسمه، فالريشة والألوان قاربي الذي نقلني إلى أعماق اللوحة لأكتشف المجهول وأظهره للمتلقي بطريقة فنية مبتكرة تلفت نظره، كما أنني أخاف من اللوحة البيضاء في البداية إلى درجة أنني لا أريد أن أرسم عليها أي شيء حتى تأتيني الرغبة والحب للرسم، فأخاطر وأبحر بريشتي وألواني عليها، فالألوان لها سحرها الخاص بالنسبة لي، فأنا أميل إلى الألوان الحارة في كثير من لوحاتي الدمشقية، وأحاول أن أكون متوازناً بين الألوان الحارة والباردة برسوماتي الجديدة، حيث أختار الألوان المتعددة وأبتعد عن اللونين الأبيض والأسود؛ هذان اللونان المحايدان إلا إذا كانا للدمج مع بقية الألوان، والأسود نادراً ما أستخدمه في لوحتي، وكان لسفري إلى "بيروت" وبعض الدول العربية دور كبير في تطوير ملكتي الفنية، فقد تمرست على أيدي عدد من الفنانين المختصين بالتصوير الزيتي، ووجدت في "بيروت" مناخاً جيداً للعمل، فأنتجت العديد من اللوحات التي لاقت الاهتمام، وعرضت بعدة صالات فنية في الوطن العربي».
يعدّ الفنان التشكيلي "سامر السيد" أحد الفنانين التشكيليين السوريين المتميزين، وتعدّ لوحاته جزءاً مهماً من الهوية الفنية التشكيلية السورية اليوم، فمن خلال لوحاته طرح أسلوباً جديداً جسّد فيه البيئة الدمشقية عبر رسالة لونية فريدة تستمد روحها من ألوان الطبيعة المختلفة المتمايزة، ويتكامل هذا الطرح اللوني مع التكوينات المعمارية والخطوط التي تميز هذه البيئة بحاراتها وأزقتها العريقة، لنلتمس بلوحاته قيمة تشكيلية وجمالية فريدة تعكس آفاق رؤيته الفنية التي استخلصها من تجربته الممتدة لسنوات عدة، وكان شغله الشاغل البحث في الظلال السحرية في الوجوه والأماكن، التي منحت الضوء للوحاته حتى وصلت إلى مسافات بعيدة، أبدع في رسم البورتريه، وحارات "دمشق" القديمة شكلت بالنسبة له ملامح الطريق للوصول إلى حالات الرضا والشغف بما هو قريب من ذاته
وعن رأيه عن الفن تحدث: «الفن بوجه عام هو حب وشغف وموهبة تميز فرداً عن الآخرين وتجعله مبدعاً، وخصوصاً إذا استطاع الفنان أن يصقل موهبته ويغنيها بالاطلاع على النتاجات الفنية المتنوعة التي تغني مخزونه البصري والثقافي، فبرأيي الدراسة الأكاديمية لا تصنع فناناً، وإنما تصقل موهبته إن وجدت، وتساهم بتكوين لوحة متوازنة الأبعاد والخط والمساحة والعمق بالألوان المدروسة؛ لنحصل على لوحة صحيحة ومتكاملة، فالفن يتحول إلى إبداع عندما يستطيع الفنان أن يترجم بلوحته ما تراه عينه الخبيرة ويطرحها بأجمل الأساليب الفنية، وعندما يصل المتلقي إلى حالة التأمل والبحث والحب للوحة ما، فبرأيي يكون الفن لديه وصل إلى الإبداع، إضافة إلى أن التشكيل هو أحد الفنون العظيمة التي تجعل الناظر إليه يشعر بشيء غريب يسري بين ضلوعه من حب وموسيقا وتأمل وجرعة أمل للجمال الخالص من دون شوائب».
حارات دمشقية من أعماله
الفنان التشكيلي "عصام خباز" حدّثنا عنه: «يعدّ الفنان التشكيلي "سامر السيد" أحد الفنانين التشكيليين السوريين المتميزين، وتعدّ لوحاته جزءاً مهماً من الهوية الفنية التشكيلية السورية اليوم، فمن خلال لوحاته طرح أسلوباً جديداً جسّد فيه البيئة الدمشقية عبر رسالة لونية فريدة تستمد روحها من ألوان الطبيعة المختلفة المتمايزة، ويتكامل هذا الطرح اللوني مع التكوينات المعمارية والخطوط التي تميز هذه البيئة بحاراتها وأزقتها العريقة، لنلتمس بلوحاته قيمة تشكيلية وجمالية فريدة تعكس آفاق رؤيته الفنية التي استخلصها من تجربته الممتدة لسنوات عدة، وكان شغله الشاغل البحث في الظلال السحرية في الوجوه والأماكن، التي منحت الضوء للوحاته حتى وصلت إلى مسافات بعيدة، أبدع في رسم البورتريه، وحارات "دمشق" القديمة شكلت بالنسبة له ملامح الطريق للوصول إلى حالات الرضا والشغف بما هو قريب من ذاته».
يذكر، أن التشكيلي "سامر محمد السيد" من مواليد "دمشق" عام 1970، أعماله مقتناة في العديد من الدول العربية و"الصين" و"تركيا" وكندا".
بورتريه
من أعماله الفنية