د."موفق الخزعل" تجربة تشكيلية تقف بين التراكم والتناقض والتنامي
حمص
فنان تشكيلي عشق الحارات الدمشقية فطرحها بأسلوب متقشف تقشف الزاهد، ومضى إلى الإنسان ليقدمه بصياغات تعبيرية مختلفة ولكن الجامع بينها حالة الغنى اللوني، وغنى الملمس. بين التقشف والغنى كان لموقع eSyria وقفة مع الفنان د."موفق الخزعل" حيث قال:
وكانت البداية حين سألناه عن استخدامه لعدة أساليب، لعدة مواضيع، لعدة تقنيات، في المعرض الذي قدمه في "دمشق"، فقال: «هذا التنوع هو نوع من طموحي لأن أكون شاملاً قدر الإمكان دون تكلّف، هذا التنوع يأتي عبر الزمن أيضاً، بلحظة ما أعمل بأدوات وحالة أعطي نتائج فيها، وبمرحلة أخرى أعمل بأدوات مختلفة أو أنها نفسها تعطي نتائج مختلفة. التقنية التي أستخدمها غالباً هي الزيتي، مطعّماً بالقليل من المائي على القماش».
وتابع قوله: «هناك اختلاف بالأساليب يعود لبعض اللوحات، عبارة عن الحارات الدمشقية حيث كنت أقيم هنا في "دمشق" وعملت تجربة في الـ2000، وكنت أريد تطويرها ولكني توقفت عند هذا الحد ولم أستطع إكمالها. أما الموضوع الإنساني، فجزء منه قديم يعود لثماني سنوات مضت، وهناك لوحة كبيرة عملت عليها على مراحل منذ عام 2007، فالموضوع الإنساني في حديثه وقديمه في لوحاتي دائم الحضور، حتى في الحارات أستشف العمل على هذا الإنسان وبالتالي إن كان مفقوداً فهناك حالة حضور بالسؤال عنه».
حارة دمشقية
وإن كان يرد في بعض لوحاته على الفنان التشكيلي "عبد القادر عزّوز" الذي سبق أن تكلم عن حالة التقشّف لديه، يجيب: «الأستاذ "عبد القادر" من أهم الفنانين في سورية، هو صديقي وتفضل علي بهذه الكلمة، هو قرأ هذا الأمر من خلال تتبعه لبعض اللوحات الدمشقية، وهناك حقيقة شيءٌ من هذا، فهي تقارب الأيقونة بمعادلة اللون، القليل من اللون، وربما هناك غنى في الحس، ربما الزاهد يكون غنياً بنفسه وثيابه عادية، هذه قراءة خاصة لي وللوحتي، الغنى الآخر تكلم عنه بقضية طموحي باللون، فليس بالضرورة أن أكون راضياً عن كل نتائجي، أنا أتبناها أمام المشاهدين ولكني أطمح لتجاوزها، وهناك العديد من الأعمال بطبيعة الحال المطروح فيها هو اللون، وربما أنا أتغنّى بهذا الشيء، ربما هذا الإنسان يخترقه هذا الغنى اللوني، فاللون جميل والحياة دون لون ليست جميلة، في العديد من اللوحات يوجد غنى، هذه محاولة باللون والاجتهاد فيه أتمنى أن تكون ناجحة وأطورها».
وتابع يوضح عن كلمة الفنان "عزوز": «هذه الكلمة مكتوبة بعد كل هذا العمل، ككلمة تقدمني وتعطيني حد من المصداقية، لا أن تكون واسطة للحضور، لأني لم أرضَ لفنان أن يتكلّف ويكتب ما لا يعبر عنه، طُلب منه تقديمي كقيمة ثقافية انطلاقاً من نظرته وأن يقدمني بلغة للجمهور العام مفسّراً، وبالتالي أكسب للتاريخ كلمة من فنان أحترمه وأن تكون مفتاحا بيد المتلقين ليروا التجربة».
بورتريه.
وعن كون معظم الحالات الإنسانية لديه تحوي غنى لونيا يصل في بعضها لحدّ البهرجة، يوضح: «هذه قراءة شخصية، بالنسبة لي شخصياً البهرجة إن كانت كرنفالية وحالة عيش وفرح فهي موجودة بجزئيات، نحن لا نفتعل، وهذا أهم شيء، أما البهرجة ككلمة اتهامية، أي فيها شيء من الاتهام فآخذها بروح رياضية، لكني أقول هذا ليس طموحي ولا أبحث عنه، ربما اعتدنا صياغات لونية محترمة ومطروحة وأنا قادر على التعامل معها، لكني بالشكل العام أجتهد باتجاه آخر، فنياً بدلا من أن أسميها بهرجة، يمكن أن أقرأها من زاوية أخرى، ربما لست معتاداً عليها ومرتاح لها».
ويتابع: «لا يوجد أي إحراج بأن أحاول تفسير عملي، أنا أحاول نوعاً ما ربط الفكرة بالشكل، ربما أنت تقف أمام حادث وترى ألواناً، وتقرؤه من زاوية وأنا أقرؤه بشكل آخر، هذا الشخص الملون، هل الحياة الملونة هي مغرضة أم هي حالة الحياة، هل الفنان مغرض بالبهرجة أم هو في حالة اشتعال، حالة من الصرخة حتى باللون، هناك شخص يكتب مرثيته وهو يمجد الحياة، قصيدة "لوركا" عن مصارع الثيران نموذج، ولكن هو يكتب فيها ملحمة إسبانيا الكاملة، ويعيش بمجدها، لكنه يقول له اذهب حتى البحر يموت، أنا لست "لوركا" ولكني أجتهد في هذا اللون ليكون جزءاً منه متعة بصرية وجزءاً من القماش، أتمنى حياة ملونة ولكن ليس بالشكل السطحي».
حالات إنسانية
ويضيف متابعاً: «كل فنان يتجاوز نفسه، أتمنى أن أتجاوز نفسي للأغنى، هناك صياغات مطروحة، أنا متأكد من الصيغة التي قدمتها، دون أن أضع تقييماً للدفاع عن نفسي، البهرجة يمكن أن تحسها بالملمس الملون وليس بالألوان، بالمعادلة، بالموضوع، بأن ترى وجهاً من فضاء آخر، بالرومانسية التي تجاوز الزمن، معمول ومطروح فيها كل الكآبات والعمق الفكري ولكنها بهرجية وغير الصورة المطلوبة، أنا أقول للجمهور إني في هذه الأعمال لا أسعى لهذه الغايات».
ويلاحظ في كل لوحاته أنه يعمل على ملمس خشن ويستخدم الخدش في بعض الأعمال، وعن مرد هذه المسائل إن كانت مجرد تكنيك، أم هناك غايات أخرى، يقول: «هناك جانب تقني، وجانب يأتي من طبيعة المواد أحياناً، لمسة السكين من الأدوات التقنية، الخدش موجود أيضاً لغاية ما، أن يأخذ ويحرك المساحة بدل أن تكون فقيرة، السمكات اللونية تأتي بين اللمسات حين أكون غير أنيق ولطيف فأتصارع وأهبش اللوحة، وأخرج بنتيجة فيها نوع من النفور (البروزات)، أتمنى أن تغني الأعمال، وأقول إن السطح تقنية ولكن طبيعة الأدوات تحدّد أحياناً استناداً ل حاجة العمل، وأحياناً يكون جزءاً من عفوية العمل، بصراحة، قد لا يكون هو الخيار النهائي ولكن العمل أحياناً يأخذ طابع اللحظة والتفريغ، والتعبيرية تدخل بهذا الشيء، فاللمسة لا تنشّز لكونها موجودة في كل المساحة، تخلق حالة من الخشونة أتمنى ألا تكون نوعاً من الوسخ على سطح اللوحة».
الفنان والناقد التشكيلي "عصام درويش"، يقول: «أنا تعرفت على عمل موفق من فترة بسيطة، وتفاجأت بالمستوى الجيد للعمل، "موفّق" ينتمي إلى مجموعة من الفنانين الذين ما يزالون يصدقون موضوع التصوير واللون، علاقة اللون مع الضوء، الشكل والملمس، ويعملون بإخلاص على هذا الأمر، رغم أن هناك من هجره وذهب نحو الحداثة».
الشابة "هيلين مسوح" تقول: «يمكن القول عن الفنان "موفق" إنه في عرضه لمجموعة أعماله في صالة "عشتار" أنه وضعنا أمام مجموعة مسارات، فالذي يشاهد الحارات الدمشقية يصعب الوصول إلى نتيجة اللوحات التي تحوي الإنسان أو حتى لوحات الطبيعة الصامتة التي تحوي التفاحات والأواني، كنت أفضل ألا يجمع كل تجربته في معرض واحد».
أما السيد "نديم العيد" صديق الفنان فيقول: «لقد واكبت تجربة الفنان "موفق الخزعل" منذ فترة طويلة، ويمكن الحديث عنها بأنها تشمل أكثر من مرحلة من تجربته وخبرته، ويمكن تمييز العمل القديم من الجديد فيها ببساطة، فالحالة اللونية أصبحت واضحة وجميلة جداً، وهذا ناتج عن تغير في نفسيته».
لكن الفنان والناقد التشكيلي "غازي عانا"، يرى: «أنه متمكّن كمصور من المادة التصويرية، متمكّن كملون وكرسّام أيضاً. كرسام أراه جيداً بـ"البورتريه" بشكل واضح، فأعمال "البورتريه" فيها الكثير من التمكن والأكاديمية، فيها مهارات باللون والرسم، ربما "موفّق" ليس معروفاً في الوسط التشكيلي، لا أعرف لماذا كان غائباً، لكن حضوره في معرضه الأخير يعوض عن غيابه بعض الشيء».
السيدة "سميرة نحاس" مهتمة بالفن التشكيلي، تقول: «الفنان "موفق الخزعي" فنان مجرب وهذا يتضح لأي إنسان يزور معرضه ويشاهد لوحاته، وحالة التجريب بادية من خلال عرضه للوحات متقشفة لونياً ولوحات أخرى غنية لونياً ويمكن أن نصفها بأنها دسمة لونياً، ولكن في الحالتين التمكن من الأدوات واضح وجلي».
والجدير ذكره أن الفنان، عضو اتحاد الفنانين التشكيليين في "حمص"، وسبق أن قدم معرضه الأول فيها في أيار 2010، وهذا معرضه الأول في "دمشق" والذي يقام في صالة "عشتار"، خريج معهد "صبحي شعيب" ويعتبر نفسه هاوياً لكونه ليس خريجاً أكاديمياً من كلية الفنون، ولأنه طبيب أسنان.
- هيسم شملوني
حمص
فنان تشكيلي عشق الحارات الدمشقية فطرحها بأسلوب متقشف تقشف الزاهد، ومضى إلى الإنسان ليقدمه بصياغات تعبيرية مختلفة ولكن الجامع بينها حالة الغنى اللوني، وغنى الملمس. بين التقشف والغنى كان لموقع eSyria وقفة مع الفنان د."موفق الخزعل" حيث قال:
وكانت البداية حين سألناه عن استخدامه لعدة أساليب، لعدة مواضيع، لعدة تقنيات، في المعرض الذي قدمه في "دمشق"، فقال: «هذا التنوع هو نوع من طموحي لأن أكون شاملاً قدر الإمكان دون تكلّف، هذا التنوع يأتي عبر الزمن أيضاً، بلحظة ما أعمل بأدوات وحالة أعطي نتائج فيها، وبمرحلة أخرى أعمل بأدوات مختلفة أو أنها نفسها تعطي نتائج مختلفة. التقنية التي أستخدمها غالباً هي الزيتي، مطعّماً بالقليل من المائي على القماش».
لقد واكبت تجربة الفنان "موفق الخزعل" منذ فترة طويلة، ويمكن الحديث عنها بأنها تشمل أكثر من مرحلة من تجربته وخبرته، ويمكن تمييز العمل القديم من الجديد فيها ببساطة، فالحالة اللونية أصبحت واضحة وجميلة جداً، وهذا ناتج عن تغير في نفسيته
وتابع قوله: «هناك اختلاف بالأساليب يعود لبعض اللوحات، عبارة عن الحارات الدمشقية حيث كنت أقيم هنا في "دمشق" وعملت تجربة في الـ2000، وكنت أريد تطويرها ولكني توقفت عند هذا الحد ولم أستطع إكمالها. أما الموضوع الإنساني، فجزء منه قديم يعود لثماني سنوات مضت، وهناك لوحة كبيرة عملت عليها على مراحل منذ عام 2007، فالموضوع الإنساني في حديثه وقديمه في لوحاتي دائم الحضور، حتى في الحارات أستشف العمل على هذا الإنسان وبالتالي إن كان مفقوداً فهناك حالة حضور بالسؤال عنه».
حارة دمشقية
وإن كان يرد في بعض لوحاته على الفنان التشكيلي "عبد القادر عزّوز" الذي سبق أن تكلم عن حالة التقشّف لديه، يجيب: «الأستاذ "عبد القادر" من أهم الفنانين في سورية، هو صديقي وتفضل علي بهذه الكلمة، هو قرأ هذا الأمر من خلال تتبعه لبعض اللوحات الدمشقية، وهناك حقيقة شيءٌ من هذا، فهي تقارب الأيقونة بمعادلة اللون، القليل من اللون، وربما هناك غنى في الحس، ربما الزاهد يكون غنياً بنفسه وثيابه عادية، هذه قراءة خاصة لي وللوحتي، الغنى الآخر تكلم عنه بقضية طموحي باللون، فليس بالضرورة أن أكون راضياً عن كل نتائجي، أنا أتبناها أمام المشاهدين ولكني أطمح لتجاوزها، وهناك العديد من الأعمال بطبيعة الحال المطروح فيها هو اللون، وربما أنا أتغنّى بهذا الشيء، ربما هذا الإنسان يخترقه هذا الغنى اللوني، فاللون جميل والحياة دون لون ليست جميلة، في العديد من اللوحات يوجد غنى، هذه محاولة باللون والاجتهاد فيه أتمنى أن تكون ناجحة وأطورها».
وتابع يوضح عن كلمة الفنان "عزوز": «هذه الكلمة مكتوبة بعد كل هذا العمل، ككلمة تقدمني وتعطيني حد من المصداقية، لا أن تكون واسطة للحضور، لأني لم أرضَ لفنان أن يتكلّف ويكتب ما لا يعبر عنه، طُلب منه تقديمي كقيمة ثقافية انطلاقاً من نظرته وأن يقدمني بلغة للجمهور العام مفسّراً، وبالتالي أكسب للتاريخ كلمة من فنان أحترمه وأن تكون مفتاحا بيد المتلقين ليروا التجربة».
بورتريه.
وعن كون معظم الحالات الإنسانية لديه تحوي غنى لونيا يصل في بعضها لحدّ البهرجة، يوضح: «هذه قراءة شخصية، بالنسبة لي شخصياً البهرجة إن كانت كرنفالية وحالة عيش وفرح فهي موجودة بجزئيات، نحن لا نفتعل، وهذا أهم شيء، أما البهرجة ككلمة اتهامية، أي فيها شيء من الاتهام فآخذها بروح رياضية، لكني أقول هذا ليس طموحي ولا أبحث عنه، ربما اعتدنا صياغات لونية محترمة ومطروحة وأنا قادر على التعامل معها، لكني بالشكل العام أجتهد باتجاه آخر، فنياً بدلا من أن أسميها بهرجة، يمكن أن أقرأها من زاوية أخرى، ربما لست معتاداً عليها ومرتاح لها».
ويتابع: «لا يوجد أي إحراج بأن أحاول تفسير عملي، أنا أحاول نوعاً ما ربط الفكرة بالشكل، ربما أنت تقف أمام حادث وترى ألواناً، وتقرؤه من زاوية وأنا أقرؤه بشكل آخر، هذا الشخص الملون، هل الحياة الملونة هي مغرضة أم هي حالة الحياة، هل الفنان مغرض بالبهرجة أم هو في حالة اشتعال، حالة من الصرخة حتى باللون، هناك شخص يكتب مرثيته وهو يمجد الحياة، قصيدة "لوركا" عن مصارع الثيران نموذج، ولكن هو يكتب فيها ملحمة إسبانيا الكاملة، ويعيش بمجدها، لكنه يقول له اذهب حتى البحر يموت، أنا لست "لوركا" ولكني أجتهد في هذا اللون ليكون جزءاً منه متعة بصرية وجزءاً من القماش، أتمنى حياة ملونة ولكن ليس بالشكل السطحي».
حالات إنسانية
ويضيف متابعاً: «كل فنان يتجاوز نفسه، أتمنى أن أتجاوز نفسي للأغنى، هناك صياغات مطروحة، أنا متأكد من الصيغة التي قدمتها، دون أن أضع تقييماً للدفاع عن نفسي، البهرجة يمكن أن تحسها بالملمس الملون وليس بالألوان، بالمعادلة، بالموضوع، بأن ترى وجهاً من فضاء آخر، بالرومانسية التي تجاوز الزمن، معمول ومطروح فيها كل الكآبات والعمق الفكري ولكنها بهرجية وغير الصورة المطلوبة، أنا أقول للجمهور إني في هذه الأعمال لا أسعى لهذه الغايات».
ويلاحظ في كل لوحاته أنه يعمل على ملمس خشن ويستخدم الخدش في بعض الأعمال، وعن مرد هذه المسائل إن كانت مجرد تكنيك، أم هناك غايات أخرى، يقول: «هناك جانب تقني، وجانب يأتي من طبيعة المواد أحياناً، لمسة السكين من الأدوات التقنية، الخدش موجود أيضاً لغاية ما، أن يأخذ ويحرك المساحة بدل أن تكون فقيرة، السمكات اللونية تأتي بين اللمسات حين أكون غير أنيق ولطيف فأتصارع وأهبش اللوحة، وأخرج بنتيجة فيها نوع من النفور (البروزات)، أتمنى أن تغني الأعمال، وأقول إن السطح تقنية ولكن طبيعة الأدوات تحدّد أحياناً استناداً ل حاجة العمل، وأحياناً يكون جزءاً من عفوية العمل، بصراحة، قد لا يكون هو الخيار النهائي ولكن العمل أحياناً يأخذ طابع اللحظة والتفريغ، والتعبيرية تدخل بهذا الشيء، فاللمسة لا تنشّز لكونها موجودة في كل المساحة، تخلق حالة من الخشونة أتمنى ألا تكون نوعاً من الوسخ على سطح اللوحة».
الفنان والناقد التشكيلي "عصام درويش"، يقول: «أنا تعرفت على عمل موفق من فترة بسيطة، وتفاجأت بالمستوى الجيد للعمل، "موفّق" ينتمي إلى مجموعة من الفنانين الذين ما يزالون يصدقون موضوع التصوير واللون، علاقة اللون مع الضوء، الشكل والملمس، ويعملون بإخلاص على هذا الأمر، رغم أن هناك من هجره وذهب نحو الحداثة».
الشابة "هيلين مسوح" تقول: «يمكن القول عن الفنان "موفق" إنه في عرضه لمجموعة أعماله في صالة "عشتار" أنه وضعنا أمام مجموعة مسارات، فالذي يشاهد الحارات الدمشقية يصعب الوصول إلى نتيجة اللوحات التي تحوي الإنسان أو حتى لوحات الطبيعة الصامتة التي تحوي التفاحات والأواني، كنت أفضل ألا يجمع كل تجربته في معرض واحد».
أما السيد "نديم العيد" صديق الفنان فيقول: «لقد واكبت تجربة الفنان "موفق الخزعل" منذ فترة طويلة، ويمكن الحديث عنها بأنها تشمل أكثر من مرحلة من تجربته وخبرته، ويمكن تمييز العمل القديم من الجديد فيها ببساطة، فالحالة اللونية أصبحت واضحة وجميلة جداً، وهذا ناتج عن تغير في نفسيته».
لكن الفنان والناقد التشكيلي "غازي عانا"، يرى: «أنه متمكّن كمصور من المادة التصويرية، متمكّن كملون وكرسّام أيضاً. كرسام أراه جيداً بـ"البورتريه" بشكل واضح، فأعمال "البورتريه" فيها الكثير من التمكن والأكاديمية، فيها مهارات باللون والرسم، ربما "موفّق" ليس معروفاً في الوسط التشكيلي، لا أعرف لماذا كان غائباً، لكن حضوره في معرضه الأخير يعوض عن غيابه بعض الشيء».
السيدة "سميرة نحاس" مهتمة بالفن التشكيلي، تقول: «الفنان "موفق الخزعي" فنان مجرب وهذا يتضح لأي إنسان يزور معرضه ويشاهد لوحاته، وحالة التجريب بادية من خلال عرضه للوحات متقشفة لونياً ولوحات أخرى غنية لونياً ويمكن أن نصفها بأنها دسمة لونياً، ولكن في الحالتين التمكن من الأدوات واضح وجلي».
والجدير ذكره أن الفنان، عضو اتحاد الفنانين التشكيليين في "حمص"، وسبق أن قدم معرضه الأول فيها في أيار 2010، وهذا معرضه الأول في "دمشق" والذي يقام في صالة "عشتار"، خريج معهد "صبحي شعيب" ويعتبر نفسه هاوياً لكونه ليس خريجاً أكاديمياً من كلية الفنون، ولأنه طبيب أسنان.