"عبد الله صالومة".. جامع الفنون السّبعة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • "عبد الله صالومة".. جامع الفنون السّبعة

    "عبد الله صالومة".. جامع الفنون السّبعة ومايسترو اللّوحة الأكاديميّة
    • نجوى عبد العزيز محمود


    دمشق
    منذ بداية مشواره مع الفن اتبع الفنان التشكيلي الدكتور "عبد الله صالومة"، الأسلوب التعبيري والرمزي بلوحاته، وكان حبه لعمله الفني وموهبته هو ما جعله يبتكر طرقاً لمنع تقليد وتزوير عمله الفني، فكان أول من رسم بتقنية اللوحة المركبة، بالإضافة إلى امتلاكه مواهب أخرى بالشعر والعزف.
    البداية


    يتحدث الفنان "صالومة" في لقائه مع "مدونة وطن" عن بدايات مشواره الفني وعلاقته باللوحة ويقول: «كنت في عمر الثامنة عندما اكتشف والدي ميولي للرسم، وبعدها انضممت إلى مركز "أدهم إسماعيل"، وكنت حينها بعمر العاشرة، تعلمت النحت بالمركز لمدة سنتين، وبعمر الثالثة عشرة بدأت برسم اللوحات الزيتية، وتابعت دراستي بالمركز حتى دخولي كلية الفنون الجميلة التي كانت الحلم الذي راودني وسعيت لتحقيقه، كما أنني أكتب الشعر كهواية وتعلمت العزف على الغيتار أيضاً، ولكنني أجد نفسي في اللوحة، وخصوصاً التصوير، أي اللوحات الزيتية كونه اختصاصاً تعمقت فيه أكاديمياً أكثر من الفنون الأخرى».
    أتت فكرة هذه اللوحة عندما زرت أحد المتاحف (الانطباعي)، فوجدت لوحة لأحد الفنانين وهي رسم على ثلاث لوحات مع بعضها ولكنها كانت بجانب بعضها البعض
    أسلوب ومهارات


    يفضل د."صالومة" الأسلوب التعبيري والرمزي كونه يحمل في طياته -حسبما يقول- رسالة ومضامين عفوية تعبر عن الحالة الوجدانية للفنان حيث يجسدها بلوحات وتقنيات عدة، كما أنه رسم الأيقونات التي أضافت لتجربته الشيء الكثير، وخصوصاً أن رسم الأيقونات له أسلوب وطريقة خاصة كالتذهيب والرسم على الخشب، ومراحل العمل فيها تعتمد على الطبقات المتراكمة فوق بعضها، كما أن المرأة حاضرة بلوحاته، وبرأيه فإن جمال المرأة من أجمل ما رسم، وهي تحتاج إلى قدرات ومهارات عدة.


    اللوحة المركبة

    ويشير الفنان التشكيلي إلى أنه في العام 2010 بدأ بتجربة جديدة بالرسم على ثلاث لوحات فوق بعضها بطريقة متناغمة، لتشكل اللوحات الثلاث لوحة مدروسة وفيها تشريح وتكوين معقد جداً.

    ويضيف: «أتت فكرة هذه اللوحة عندما زرت أحد المتاحف (الانطباعي)، فوجدت لوحة لأحد الفنانين وهي رسم على ثلاث لوحات مع بعضها ولكنها كانت بجانب بعضها البعض».


    من اللوحات التي أنجزها مع التشكيلية فيفيان الصايغلمسات خاصّة



    ألوان زيتية على القماش توضع بلمسات نافرة بسكين الرسم

    ويتابع بالقول: «منذ عشر سنوات ظهرت فكرة الطباعة على الأقمشة وخصوصاً أنه تم استخدام أقمشة "الكامبل" المستخدم في اللوحات، وأصبح من السهل تقليد أي لوحة بمجرد طباعتها على القماش وإضافة بعض اللمسات الفنية عليها لتصبح لوحة طبق الأصل، فقمت بإضافة تقنية جديدة للوحاتي تمنعها من التزوير والتقليد كاللمسة النافرة والمعجونة بالسكين، بالإضافة إلى الشفافيات والكتيم والتهيب الذي لا يمكن تكراره نفسه باللوحة، بالإضافة إلى العفوية والتكتلات المعجونة عليها».
    الفنون السّبعة


    ويرى الدكتور "صالومة" أن الفن هو مجال للتعبير وتفريغ المشاعر والأفكار، والميزة السحرية للفن أنه عابر للبلدان.

    ويضيف: «أذكر أنه عندما كنت بالسنة الثالثة بالجامعة، حضرت حفل تخرج طلاب معهد "صلحي الوادي"، فخطرت ببالي فكرة لماذا لا يترافق العرض الموسيقي مع لوحات فنية تجسد الحالة الموسيقية؟ وبالمقابل عندما تقام المعارض لا ترافقها موسيقا، فقررت دمج هذه الفنون مع بعضها، وكانت البداية بفكرة حفلات رسم مع الموسيقا التي أنجزتها بعام 1996، وخلال الجامعة كانت لدينا مادة عن علم الجمال وكانت تقوم على أن الفنون هي سبعة (ثلاثة فنون تشكيلية) لها علاقة بالمكان (النحت، التكوين، الرسم)، و(ثلاثة فنون زمنية)، لها علاقة بالزمان (كالرقص والموسيقا والشعر)، والفن السابع الذي يجمع القسم التشكيلي بالزماني، فقمت بجمع الفنون السبعة وأنتجت فيلماً وثائقياً مع حوالي 24 شخصاً بمواهب عدة لإنجاز فيلم مدته ساعة وخمس وعشرون دقيقة، جرى فيه عرض مراحل العمل بالنحت والرسم والشعر والتصوير وغيرها، وتم إنجازه بثلاث سنوات وتم عرضه بالمركز الثقافي الفرنسي بعام 2000».
    المايسترو الأكاديمي


    الناقد التشكيلي "أديب مخزوم" ينطلق في حديثه عن لوحات الفنان "صالومة"من تحليل أجواء لوحاته السابقة والجديدة ما قبل مرحلة "باريس" وبعدها، لمعرفة تحولاتها وتنقلاتها على الصعيدين التكويني والتلويني.

    ويضيف: «ثمة تحول في لوحاته الأحدث، لجهة رسم الوجوه بلون أو بلونين وحساسية بصرية عالية، ناتجة عن خبرته الطويلة في الرسم الأكاديمي، وعمله في التدريس الفني في كلية الفنون الجميلة بـ"دمشق"، ففي لوحاته الأحدث التي عرض نماذج منها، لم يقدم اللوحة على الطريقة التقليدية، وإنما جسّد إحساسه بالموديل، ودمج أكثر من لوحة في عمل واحد، أي قام بكسر شكل اللوحة المألوف كمستطيل أو مربع وعلى صعيد التلوين، جسّد الوجوه والأجساد باتجاه واضح نحو الاختصار والتبسيط والاعتماد على اللون الأبيض ودرجاته في أكثر الأحيان».

    ويقول مخزوم: «رغم كل العفوية والتبسيط الذي نراه، هو لا يزال مايسترو اللوحة الأكاديمية بامتياز، ولا يزال يتنقل بين الواقعية والعفوية التعبيرية، ولوحاته تشدنا ليس بموضوعها المحبب فحسب، وإنما بمعالجتها التقنية الخاصة التي يعمل على تطويرها يوماً بعد آخر، حيث نجد في لوحاته أسراراً ومكامن وتعابير الوجوه والعيون، فيحرك الوجه ويرسمه من زوايا مختلفة، من الأمام ومن الجانب "بروفيل"، ومن نقاط قريبة وبعيدة، مرتفعة ومنخفضة، فهو فنان متمكن من التشريح، ويعرف كيف يلاحق أماكن الظل والنور، ولا يخشى مواجهة الموديل الحي، وسبق أن رسم العديد من زميلاته في المحترف الأكاديمي منذ كان طالباً».
    لوحات شعرية


    ويضيف "مخزوم": «الموسيقا لها مكان بارز في دفتر يوميات وتجارب "صالومة"، وهو الفنان الذي رسم مراراً على المسرح على أنغام وإيقاعات الموسيقا، ومن ناحية أخرى يتجاوب تشكيلياً مع إيقاعات القصائد التي يكتبها، فلكل لوحة يرسمها إيقاعها الموسيقي والشعري، وهكذا نجد نقاط التقاء وافتراق بين لوحات الأمس ولوحات اليوم، حتى وإن جمعها خط أسلوبي أو روح واحدة، وهذا أسميه وحدة الاختلاف أو وحدة التنوع، وهو يعمل من خلال تجاربه المتنوعة على إيجاد روابط وثيقة بين معطيات الرسم الأكاديمي، والحرية التعبيرية وحيوية الحركة العفوية للمسة اللونية، لتأكيد أهمية الارتباط بإشارات ومظاهر الرسم الواقعي الحديث في خطوات البحث عن آفاق جديدة وبديلة، وتكشف بالتالي عن حلمه بإضافة الحيوية والحركة إلى اللوحة المتمثلة في حرية التعبير، حتى إن خلفية لوحاته غالباً ما تكون تجريدية، وهذا يعزز علاقته مع ثقافة فنون العصر، ويبرز حيوية الحركة وتناسق التأليف والتلوين في رسم الوجوه والأجساد».
    في سطور


    التشكيلي الدكتور "عبد الله صالومة"، فنان تشكيلي ومدّرس في كلية الفنون الجميلة في جامعة "دمشق" ولد عام 1975، اختصاص تاريخ الفن من جامعة "لوميير ليون الثانية فرنسا" 2011، ماستر إنسانيّات بتاريخ الفنون من جامعة "بيكاردي جول فيرن - فرنسا" 2002، ماجستير في الفنون الجميلة (تصوير) من جامعة "دمشق 2005"، أقام العديد من المعارض داخل "سورية" وخارجها.
يعمل...
X