التّشكيليّة الشّابّة "مرام العبد".. لوحات تُعيد فلسفة الحياة
معين حمد العماطوري
السويداء
من يقف أمام لوحات الفنانة التشكيلية الشابة "مرام جمال العبد" يشعر أنه أمام تجربة فنية جديدة متنوعة الأبعاد، فرغم اتباعها طرقاً فنية معروفة في الفن التشكيلي، انتهجت لنفسها تجربة خاصة انطلقت من وحي الواقع وتجلياته المختلفة، وفوق كل ذلك رأت في الدوامة التي جسدتها في لوحاتها، طريقاً وسبيلاً نحو التجديد والتشكيل، مازجة بألوانها النارية والباردة رؤية الحياة وتطلعات الواقع.
مسيرة فنّانة
بعد أن أتمت الفنانة "العبد" 1996، مراحل التعليم الإلزامي انضمت إلى كلية الفنون الجميلة الثانية في "السويداء" عام 2018 قسم جرافيك "حفر وطباعة"، وأصبحت عضواً في نقابة الفنانين التشكيلين فرع "السويداء"، وهي عضو في مؤسسة "عشتار" للفنون في "العراق"، وعضو في جمعية "شموع السلام" في "دمشق"، وكذلك في جمعية "سواعدنا" الخيرية في "السويداء".
تقول "العبد" في حديثها لـ"المدونة": «أحببت أن أجسد ما نهلته من علوم تقنية وعلمية من أساتذتي، وأن أخط لنفسي رؤية فنية تحمل طابعاً خاصاً من حيث الشكل والمضمون، بمعنى اتخاذ منهج فلسفي في إيصال ما أرغب بإيصاله عبر لوحاتي الفنية وألواني، ولهذا أقمت معرضاً في المركز الثقافي في "أبو رمانة" نظمته جمعية "شموع السلام"، وقد تأثرت بالفنانين الذين تتلمذت على يدهم، وببعض المدارس مثل المدرسة التكعيبية والتجريدية والتعبيرية، وكذلك بواقع البلاد في ظل ما تعرضت له من ظروف الحرب».
الأستاذ الدكتور غسان ابو طرابهأبيض أسود
بافتتاح احد معارضها
وتتابع الفنانة "العبد" حديثها لـ"المدونة" بالقول: «مع الاستمرارية بالبحث والتجارب، توصلت إلى أسلوب جديد يمزج بين الأبيض والأسود بالألوان، ويميل إلى الدمج بين المدارس مع تجديد الأفكار الموضوعية التي تنتمي إلى البيئة، ووضع الحرب ومخلفاتها في قالب حديث يلامس الاتجاهات المعاصرة، وتكلمت في معرضي الأول الفردي عن ظروف الحرب، حيث قدمت أكثر من ثمانية وثلاثين عملاً فنياً بين الطباعة الخشبية والطباعة المعدنية والكولاج والرسم الزيتي، فكانت مواضيعه تتحدث عن المرأة في ظل الأزمة ودورها في تربية الأجيال، كما تكلمت عن معاناة الجندي السوري ودوره في هذه الحرب وعن فسيفساء المجتمع السوري، وطرحت موضوع فيروس كورونا، وكذلك عن الوضع الإنساني وما خلفته الحرب من وضع معيشي سيئ والحاجة لمتطلبات الحياة مثل الماء والمحروقات والغذاء، وألقيت الضوء على بعض الحلول البسيطة لدعم البلاد من الناحية السياحية والزراعية وتربية الحيوان، ودعم الحركة الرياضية والفنية والتطلع لمستقبل أفضل بروح التفاؤل».
الرّؤية والعمل
في بداية مشروعها الفني اختارت "العبد" مشروع التخرج في كلية الفنون الجميلة، بعنوان "الجنين"، واستخدمت فيه تقنيات متعددة منها الطباعة الخشبية، والطباعة المعدنية، والشاشة الحرارية، باللونين الأبيض والأسود، كما أضافت إلى الأعمال لوحات الكولاج، وهي عبارة عن الجرائد والأقمشة والطباعة، إضافة إلى الألوان الزيتية، بحيث يشكل هذا المزيج لوحة متكاملة التكوين واللون لتعبر عن إيحاء معين.
مرام العبد أمام اعمالها
وتضيف: «أحببت العمل على المزج بين طريقة غرافيك "أبيض وأسود" وطريقة التصوير وألوان الإعلان لتعطي أعمالي التفاؤل وحب الحياة، واعتمدت في تكويني على اللوحة ضمن الشكل الهرمي والنسبة الذهبية، وأضفت الشكل الحلزوني لتسليط الضوء على نقاط حساسة ومفصلية في الحياة، ابتداءً من مفاصل أعضاء الجسم وانتهاءً بمفاصل الحياة، واعتمدت في التكوينات على مدارس متعددة منها "التكعيبية، التعبيرية، التجريدية"، لإثبات البعد الثالث بطريقة مختزلة، وتحكمت بالألوان لخدمة اللوحة وموضوعها متناولة المشكلات الاجتماعية و"الدوامة" في زمن تأثير ما بعد الحرب، من دون إغفال التضامن مع القضية الفلسطينية من خلال لوحة القدس التي قدمتها».
وتشير الفنانة "العبد" إلى أنها جرّدت عبر لوحاتها عن الحرب، بعض البشر من مشاعرهم الإنسانية، وهناك بعض الأفكار بلوحات متنوعة للإسراع بالإصلاح بروح التفاؤل، ورأت أن نقوم بدعم الحركة الزراعية والسياحية والفنية والمواصلات والرياضة، من خلال الفن التشكيلي كخطوة نادرة نابعة من طاقة الشباب، وبينت في إحدى لوحاتها موضوع العوز المائي، وجرّدت هذه اللوحة من الألوان لتبين أن الحياة بلا ماء هي بلا لون أو طعم.
كسر التّقاليد
الأستاذ الدكتور "غسان أبو طرابه" العميد الأسبق لكلية الفنون الجميلة الثانية في "السويداء" يوضح أن الفنانة الواعدة الشابة "مرام العبد" هي واحدة من المتفوقات في دراستها الجامعية خلال السنوات الأربع في كلية الفنون الجميلة الثانية، ومنذ أن كانت طالبة في قسم الغرافيك اهتمت في تكوين تجربة فنية خاصة بها من خلال أعمالها الفنية، واختيارها مشروع التخرج الذي عملت فيه على تحديد رؤية لنفسها، تجسدت بلوحاتها بعد التخرج بحيث اتبعت المدرسة التكعيبية، ووضعت في كل لوحة من لوحاتها الدوامة وهو رسم هوية ذاتية لفنانة شابة واعدة ترغب في كسر التقليد السائد، بحيث استطاعت تقديم فن حديث يمتاز بالجمال والتعبير، ولديها القدرة على إيصال أحاسيسها عبر اللون، وهي تؤكد علم الجمال بلوحاتها وتربط عناصر اللوحة بمفهوم العمل والتكوين، وتكمن قدرتها الإبداعية بإيصال الإحساس والتعبير وقدرتها على امتلاك العمل الفني، وهي ترسم لنفسها خطاً سيكون له شأن وبصمة بالفن التشكيلي السوري.
معين حمد العماطوري
السويداء
من يقف أمام لوحات الفنانة التشكيلية الشابة "مرام جمال العبد" يشعر أنه أمام تجربة فنية جديدة متنوعة الأبعاد، فرغم اتباعها طرقاً فنية معروفة في الفن التشكيلي، انتهجت لنفسها تجربة خاصة انطلقت من وحي الواقع وتجلياته المختلفة، وفوق كل ذلك رأت في الدوامة التي جسدتها في لوحاتها، طريقاً وسبيلاً نحو التجديد والتشكيل، مازجة بألوانها النارية والباردة رؤية الحياة وتطلعات الواقع.
مسيرة فنّانة
بعد أن أتمت الفنانة "العبد" 1996، مراحل التعليم الإلزامي انضمت إلى كلية الفنون الجميلة الثانية في "السويداء" عام 2018 قسم جرافيك "حفر وطباعة"، وأصبحت عضواً في نقابة الفنانين التشكيلين فرع "السويداء"، وهي عضو في مؤسسة "عشتار" للفنون في "العراق"، وعضو في جمعية "شموع السلام" في "دمشق"، وكذلك في جمعية "سواعدنا" الخيرية في "السويداء".
أحببت أن أجسد ما نهلته من علوم تقنية وعلمية من أساتذتي، وأن أخط لنفسي رؤية فنية تحمل طابعاً خاصاً من حيث الشكل والمضمون، بمعنى اتخاذ منهج فلسفي في إيصال ما أرغب بإيصاله عبر لوحاتي الفنية وألواني، ولهذا أقمت معرضاً في المركز الثقافي في "أبو رمانة" نظمته جمعية "شموع السلام"، وقد تأثرت بالفنانين الذين تتلمذت على يدهم، وببعض المدارس مثل المدرسة التكعيبية والتجريدية والتعبيرية، وكذلك بواقع البلاد في ظل ما تعرضت له من ظروف الحرب
تقول "العبد" في حديثها لـ"المدونة": «أحببت أن أجسد ما نهلته من علوم تقنية وعلمية من أساتذتي، وأن أخط لنفسي رؤية فنية تحمل طابعاً خاصاً من حيث الشكل والمضمون، بمعنى اتخاذ منهج فلسفي في إيصال ما أرغب بإيصاله عبر لوحاتي الفنية وألواني، ولهذا أقمت معرضاً في المركز الثقافي في "أبو رمانة" نظمته جمعية "شموع السلام"، وقد تأثرت بالفنانين الذين تتلمذت على يدهم، وببعض المدارس مثل المدرسة التكعيبية والتجريدية والتعبيرية، وكذلك بواقع البلاد في ظل ما تعرضت له من ظروف الحرب».
الأستاذ الدكتور غسان ابو طرابهأبيض أسود
بافتتاح احد معارضها
وتتابع الفنانة "العبد" حديثها لـ"المدونة" بالقول: «مع الاستمرارية بالبحث والتجارب، توصلت إلى أسلوب جديد يمزج بين الأبيض والأسود بالألوان، ويميل إلى الدمج بين المدارس مع تجديد الأفكار الموضوعية التي تنتمي إلى البيئة، ووضع الحرب ومخلفاتها في قالب حديث يلامس الاتجاهات المعاصرة، وتكلمت في معرضي الأول الفردي عن ظروف الحرب، حيث قدمت أكثر من ثمانية وثلاثين عملاً فنياً بين الطباعة الخشبية والطباعة المعدنية والكولاج والرسم الزيتي، فكانت مواضيعه تتحدث عن المرأة في ظل الأزمة ودورها في تربية الأجيال، كما تكلمت عن معاناة الجندي السوري ودوره في هذه الحرب وعن فسيفساء المجتمع السوري، وطرحت موضوع فيروس كورونا، وكذلك عن الوضع الإنساني وما خلفته الحرب من وضع معيشي سيئ والحاجة لمتطلبات الحياة مثل الماء والمحروقات والغذاء، وألقيت الضوء على بعض الحلول البسيطة لدعم البلاد من الناحية السياحية والزراعية وتربية الحيوان، ودعم الحركة الرياضية والفنية والتطلع لمستقبل أفضل بروح التفاؤل».
الرّؤية والعمل
في بداية مشروعها الفني اختارت "العبد" مشروع التخرج في كلية الفنون الجميلة، بعنوان "الجنين"، واستخدمت فيه تقنيات متعددة منها الطباعة الخشبية، والطباعة المعدنية، والشاشة الحرارية، باللونين الأبيض والأسود، كما أضافت إلى الأعمال لوحات الكولاج، وهي عبارة عن الجرائد والأقمشة والطباعة، إضافة إلى الألوان الزيتية، بحيث يشكل هذا المزيج لوحة متكاملة التكوين واللون لتعبر عن إيحاء معين.
مرام العبد أمام اعمالها
وتضيف: «أحببت العمل على المزج بين طريقة غرافيك "أبيض وأسود" وطريقة التصوير وألوان الإعلان لتعطي أعمالي التفاؤل وحب الحياة، واعتمدت في تكويني على اللوحة ضمن الشكل الهرمي والنسبة الذهبية، وأضفت الشكل الحلزوني لتسليط الضوء على نقاط حساسة ومفصلية في الحياة، ابتداءً من مفاصل أعضاء الجسم وانتهاءً بمفاصل الحياة، واعتمدت في التكوينات على مدارس متعددة منها "التكعيبية، التعبيرية، التجريدية"، لإثبات البعد الثالث بطريقة مختزلة، وتحكمت بالألوان لخدمة اللوحة وموضوعها متناولة المشكلات الاجتماعية و"الدوامة" في زمن تأثير ما بعد الحرب، من دون إغفال التضامن مع القضية الفلسطينية من خلال لوحة القدس التي قدمتها».
وتشير الفنانة "العبد" إلى أنها جرّدت عبر لوحاتها عن الحرب، بعض البشر من مشاعرهم الإنسانية، وهناك بعض الأفكار بلوحات متنوعة للإسراع بالإصلاح بروح التفاؤل، ورأت أن نقوم بدعم الحركة الزراعية والسياحية والفنية والمواصلات والرياضة، من خلال الفن التشكيلي كخطوة نادرة نابعة من طاقة الشباب، وبينت في إحدى لوحاتها موضوع العوز المائي، وجرّدت هذه اللوحة من الألوان لتبين أن الحياة بلا ماء هي بلا لون أو طعم.
كسر التّقاليد
الأستاذ الدكتور "غسان أبو طرابه" العميد الأسبق لكلية الفنون الجميلة الثانية في "السويداء" يوضح أن الفنانة الواعدة الشابة "مرام العبد" هي واحدة من المتفوقات في دراستها الجامعية خلال السنوات الأربع في كلية الفنون الجميلة الثانية، ومنذ أن كانت طالبة في قسم الغرافيك اهتمت في تكوين تجربة فنية خاصة بها من خلال أعمالها الفنية، واختيارها مشروع التخرج الذي عملت فيه على تحديد رؤية لنفسها، تجسدت بلوحاتها بعد التخرج بحيث اتبعت المدرسة التكعيبية، ووضعت في كل لوحة من لوحاتها الدوامة وهو رسم هوية ذاتية لفنانة شابة واعدة ترغب في كسر التقليد السائد، بحيث استطاعت تقديم فن حديث يمتاز بالجمال والتعبير، ولديها القدرة على إيصال أحاسيسها عبر اللون، وهي تؤكد علم الجمال بلوحاتها وتربط عناصر اللوحة بمفهوم العمل والتكوين، وتكمن قدرتها الإبداعية بإيصال الإحساس والتعبير وقدرتها على امتلاك العمل الفني، وهي ترسم لنفسها خطاً سيكون له شأن وبصمة بالفن التشكيلي السوري.