سد مأرب
ربما سمع الكثير منا قصة مملكة سبأ وملكتها بلقيس مع الملك سليمان، ولكن ما لا يعرفه الكثيرون أن سبأ كانت مملكةً عظيمةً ومزدهرةً وذات نهضةٍ عمرانيةٍ، حيث قدمت للعالم ما يعتبر أول سد سطحي معروف في التاريخ وهو سد مأرب الشهير.
يعتبر سد مأرب أحد عجائب البناء والهندسة في العالم القديم، حيث يعتبره العديد من الباحثين من أفضل الأمثلة الشاهدة على فن العمارة في شبه الجزيرة العربية.
قامت حضارة سبأ في اليمن واتخذت من مدينة مأرب عاصمةً لها حيث أقامت السد الذي عُرف لاحقًا عبر التاريخ بسد مأرب العظيم، فما قصة بناء هذا السد وكيف كان وجوده سببًا لازدهار الحضارة وانهياره سببًا للهجرة وزوال تلك الحضارة.
حضارة سبأ
كانت مأرب كما ذكرنا عاصمةً لمملكة سبأ، وهي مملكةٌ ازدهرت خلال الألفية الأولى قبل الميلاد في الجزء الجنوبي الغربي من شبه الجزيرة العربية.
موقع حضارة سبأ أنّى سد مأرب
ازدهرت مملكة سبأ بسبب موقعها على طريق تجارة التوابل الهندية حيث كانت حلقة الوصل التجارية بين الشرق والغرب.
اعتمدت مملكة سبأ في حياتها الاقتصادية على التجارة بالكامل لدرجة أنه عندما توقفت طرق التجارة عبرها في القرن السادس قبل الميلاد تجمد اقتصاد المملكة بالكامل، لكنها مع ذلك استمرت حتى القرن الثالث الميلادي لتنهار تمامًا عندما غزاها الحميريون.
تاريخ بناء سد مأرب
"حيثما يوجد الماء توجد الحضارة" عبارةٌ طالما أكدها علماء الآثار خلال دراستهم لتاريخ الحضارات، لذلك كان من الطبيعي أن يسعى السبئيون لبناء السد بهدف توفير المياه وتحسين واقع الزراعة في مملكتهم.
الرقم الأثرية في مأرب
تاريخيًّا شُيِّد سد مأرب خلال القرن الثامن والسابع قبل الميلاد، ووفقًا للنقوش الأثرية المكتشفة فقد بني السد في عهد ملكين من ملوك سبأ هما سومهو يانوف وابنه ياثا عمار.
ورغم اتفاق معظم المصادر على تاريخ بناء السد في القرنين الثامن والسابع قبل الميلاد، فإن بعثةً أثريةً ألمانيةً اكتشفت بعض الحفريات التي تشير بأن مراحل بناء السد قد بدأت قبل ذلك، وترجح البعثة أن مراحل التحضير للسد بدأت في الألفية الثانية قبل الميلاد.
المواصفات الهندسية للسد
يتكون سد مأرب من أساسٍ من الحجارة الضخمة وجدارٍ ترابيٍّ مرصع بالحجارة والحصى على كلا الجانبين فوقه.
بلغ ارتفاع جدار السد حوالي 15 مترًا (أي ما يقارب 49.21 قدم) ، في حين بلغت سماكة تلك الجدران 60 مترًا (196.85 قدم).
كما امتد السد لمسافة 720 مترًا (2362.2 قدم) عبر وادي ضانا، بدايةً من جبل البلق الشمالي وباتجاه الجنوب.
أوقف السد تدفق مياه الأمطار الهابطة من الجبال باتجاه الوادي، وبالتالي منع حدوث الفيضانات وساهم في تخزين المياه لاستخدامها لاحقًا، كما أضاف السبئيون عدة سدود صغيرة على طرفي السد الكبير وذلك للمساعدة في توجيه مسار المياه باتجاه السد مما جعل سد مأرب نظامَ ريٍّ متكامل.
انهيار السد
كان سد مأرب منشأةً استراتيجيةً وهامةً بالنسبة لأهل اليمن لذلك اهتم الجميع بصيانة السد وإصلاحه على مرِّ القرون، حتى بعد سقوط مملكة سبأ على يد الحميريين.
تعرض السد لتصدعاتٍ وكسورٍ ثلاث مراتٍ، كانت المرة الأول عام 450م وتمكن الحميريون حينها من إصلاح السد وترميمه، أما المرة الثانية فكانت في عام 542م وأيضًا استطاع الحميريون ترميم السد.
كانت تلك التصدعات والكسور في جسم السد تنذر بأن عمر السد قارب على النهاية، وخصوصًا مع ضياع التقنيات المعمارية والإنشائية لأهل سبأ البناة الأصليّون للسد، وفي عام 570 م تصدع السد للمرة الثالثة والأخيرة حيث سببت الصدوع هذه المرة انهيار السد.
اختلف علماء الآثار حول سبب انهيار سد مأرب فقد عزى البعض انهيار السد إلى زلزالٍ كبيرٍ مدمرٍ، في حين يرى البعض الأخر أن السبب هو هطول أمطار موسمية غزيرة واستثنائية، بينما يتداول السكان المحليون في اليمن أن الفئران الكبيرة هي التي سببت الكسور والصدوع في جسم السد من خلال العض والخدش في قاعدة السد.
رغم اختلاف العلماء على سبب انهيار السد المباشر، إلا أنهم اتفقوا على أن انهيار السد شكل كارثةً أدت إلى هجرة السكان وتغيير ديموغرافيا المنطقة في ذلك الزمان.
سد مأرب اليوم
كل ما تبقى من سد مأرب في وقتنا الحالي هو بوابات السد التي تمثل شهادةً على معجزةٍ هندسيةٍ في العصر القديم.
بالإضافة إلى بعض المباني البسيطة المتبقية من مدينة مأرب القديمة، في حين أن مدينة مأرب الحديثة تبعد عن المدينة القديمة حوالي 3.5 كيلو متر شمالًا.
تعرضت آثار سد مأرب في عام 2015 إلى أضرارٍ بالغةٍ بسبب الغارات الجوية أثناء النزاع المستمر في اليمن.
ربما سمع الكثير منا قصة مملكة سبأ وملكتها بلقيس مع الملك سليمان، ولكن ما لا يعرفه الكثيرون أن سبأ كانت مملكةً عظيمةً ومزدهرةً وذات نهضةٍ عمرانيةٍ، حيث قدمت للعالم ما يعتبر أول سد سطحي معروف في التاريخ وهو سد مأرب الشهير.
يعتبر سد مأرب أحد عجائب البناء والهندسة في العالم القديم، حيث يعتبره العديد من الباحثين من أفضل الأمثلة الشاهدة على فن العمارة في شبه الجزيرة العربية.
قامت حضارة سبأ في اليمن واتخذت من مدينة مأرب عاصمةً لها حيث أقامت السد الذي عُرف لاحقًا عبر التاريخ بسد مأرب العظيم، فما قصة بناء هذا السد وكيف كان وجوده سببًا لازدهار الحضارة وانهياره سببًا للهجرة وزوال تلك الحضارة.
حضارة سبأ
كانت مأرب كما ذكرنا عاصمةً لمملكة سبأ، وهي مملكةٌ ازدهرت خلال الألفية الأولى قبل الميلاد في الجزء الجنوبي الغربي من شبه الجزيرة العربية.
موقع حضارة سبأ أنّى سد مأرب
ازدهرت مملكة سبأ بسبب موقعها على طريق تجارة التوابل الهندية حيث كانت حلقة الوصل التجارية بين الشرق والغرب.
اعتمدت مملكة سبأ في حياتها الاقتصادية على التجارة بالكامل لدرجة أنه عندما توقفت طرق التجارة عبرها في القرن السادس قبل الميلاد تجمد اقتصاد المملكة بالكامل، لكنها مع ذلك استمرت حتى القرن الثالث الميلادي لتنهار تمامًا عندما غزاها الحميريون.
تاريخ بناء سد مأرب
"حيثما يوجد الماء توجد الحضارة" عبارةٌ طالما أكدها علماء الآثار خلال دراستهم لتاريخ الحضارات، لذلك كان من الطبيعي أن يسعى السبئيون لبناء السد بهدف توفير المياه وتحسين واقع الزراعة في مملكتهم.
الرقم الأثرية في مأرب
تاريخيًّا شُيِّد سد مأرب خلال القرن الثامن والسابع قبل الميلاد، ووفقًا للنقوش الأثرية المكتشفة فقد بني السد في عهد ملكين من ملوك سبأ هما سومهو يانوف وابنه ياثا عمار.
ورغم اتفاق معظم المصادر على تاريخ بناء السد في القرنين الثامن والسابع قبل الميلاد، فإن بعثةً أثريةً ألمانيةً اكتشفت بعض الحفريات التي تشير بأن مراحل بناء السد قد بدأت قبل ذلك، وترجح البعثة أن مراحل التحضير للسد بدأت في الألفية الثانية قبل الميلاد.
المواصفات الهندسية للسد
يتكون سد مأرب من أساسٍ من الحجارة الضخمة وجدارٍ ترابيٍّ مرصع بالحجارة والحصى على كلا الجانبين فوقه.
بلغ ارتفاع جدار السد حوالي 15 مترًا (أي ما يقارب 49.21 قدم) ، في حين بلغت سماكة تلك الجدران 60 مترًا (196.85 قدم).
كما امتد السد لمسافة 720 مترًا (2362.2 قدم) عبر وادي ضانا، بدايةً من جبل البلق الشمالي وباتجاه الجنوب.
أوقف السد تدفق مياه الأمطار الهابطة من الجبال باتجاه الوادي، وبالتالي منع حدوث الفيضانات وساهم في تخزين المياه لاستخدامها لاحقًا، كما أضاف السبئيون عدة سدود صغيرة على طرفي السد الكبير وذلك للمساعدة في توجيه مسار المياه باتجاه السد مما جعل سد مأرب نظامَ ريٍّ متكامل.
انهيار السد
كان سد مأرب منشأةً استراتيجيةً وهامةً بالنسبة لأهل اليمن لذلك اهتم الجميع بصيانة السد وإصلاحه على مرِّ القرون، حتى بعد سقوط مملكة سبأ على يد الحميريين.
تعرض السد لتصدعاتٍ وكسورٍ ثلاث مراتٍ، كانت المرة الأول عام 450م وتمكن الحميريون حينها من إصلاح السد وترميمه، أما المرة الثانية فكانت في عام 542م وأيضًا استطاع الحميريون ترميم السد.
كانت تلك التصدعات والكسور في جسم السد تنذر بأن عمر السد قارب على النهاية، وخصوصًا مع ضياع التقنيات المعمارية والإنشائية لأهل سبأ البناة الأصليّون للسد، وفي عام 570 م تصدع السد للمرة الثالثة والأخيرة حيث سببت الصدوع هذه المرة انهيار السد.
اختلف علماء الآثار حول سبب انهيار سد مأرب فقد عزى البعض انهيار السد إلى زلزالٍ كبيرٍ مدمرٍ، في حين يرى البعض الأخر أن السبب هو هطول أمطار موسمية غزيرة واستثنائية، بينما يتداول السكان المحليون في اليمن أن الفئران الكبيرة هي التي سببت الكسور والصدوع في جسم السد من خلال العض والخدش في قاعدة السد.
رغم اختلاف العلماء على سبب انهيار السد المباشر، إلا أنهم اتفقوا على أن انهيار السد شكل كارثةً أدت إلى هجرة السكان وتغيير ديموغرافيا المنطقة في ذلك الزمان.
سد مأرب اليوم
كل ما تبقى من سد مأرب في وقتنا الحالي هو بوابات السد التي تمثل شهادةً على معجزةٍ هندسيةٍ في العصر القديم.
بالإضافة إلى بعض المباني البسيطة المتبقية من مدينة مأرب القديمة، في حين أن مدينة مأرب الحديثة تبعد عن المدينة القديمة حوالي 3.5 كيلو متر شمالًا.
تعرضت آثار سد مأرب في عام 2015 إلى أضرارٍ بالغةٍ بسبب الغارات الجوية أثناء النزاع المستمر في اليمن.