من أعلام الخط العربي
- محمود العبد الله
الرقّة
تحظى الفنون الإسلامية بمكانة خالدة وتتميز بميزات عديدة، أهمها الشخصية المستقلة المتماسكة، والوقار والقيمة الروحية العميقة، والخط العربي من الفنون الإسلامية التي سُخرت في خدمة الدين الإسلامي، وشحذ المسلمون أذهانهم وملكاتهم من أجل الإبداع فيه وتطويره، وبرز منهم خطاطون مهرة أضفوا عليه من روحهم جماليةً من نوع آخر.
موقع eRaqqa وللتعرف على أبرز مبدعي الخط العربي، التقى بتاريخ (8/1/2009)م، الخطاط الأستاذ "أسامة الحمزاوي"، الذي حدثنا عن أشهر مبدعي الخط العربي، فقال: «من أبرز أعلام هذا الفن الخالد الذين تركوا بصمة فيه، نذكر "أبو علي محمد بن علي بن الحسن"، المعروف بـ"ابن مقلة"، المولود في "بغداد"، سنة /272/هـ، وقد بلغ مرتبة عالية في فن الخط العربي، ونبغ فيه نبوغاً عظيماً، وهو الذي أسس القواعد المهمة، والأبعاد الرئيسة لقاعدتي خط "الثلث"، و"النسخ"، وقد اختاره الخليفة العباسي "المقتدر بالله" وزيراً له سنة /316/هـ، ولا يقل شأناً عنه في ذلك "أبو الحسن علي بن هلال بن عبد العزيز"، المشهور بـ"ابن البواب البغدادي"، الذي أتقن قاعدة "ابن مقلة"، وجوَّدها وحسَّنها، وانتهت إليه رئاسة الخط العربي في زمانه، ولم يقاربه أحد في خطه، وهو المتوفى في "بغداد"، سنة /413/هـ».
إنَّ تجويد الخط العربي، من أسباب المعرفة، والعلم، والحضارة، ولا يختلف اثنان على الدور الكبير الذي قدمته التقنية الحديثة في خدمة الخط العربي، وسهولة انتشاره، حيث تمت برمجة كل قواعد الخط العربي، لأجهزة الحاسوب، فأنتجته جميلاً، لكنه بلا روح، التي يهبها له الإنسان الخطاط، من أمثال العظماء الذين ذكرناهم
ويتابع "الحمزاوي"، حديثه لنا عن أشهر الخطاطين فيقول: «في كنف الخليفة العباسي "المستعصم بالله"، آخر خلفاء بني العباس، عاش الخطاط "أبو الدر جمال الدين ياقوت المستعصمي"، الذي بلغت شهرته الآفاق، وبالغ أهل زمانه باقتناء لوحاته، وتوفي في "بغداد" سنة /691/هـ، أما في عام /1052/م، فقد ولد الخطاط "عثمان بن علي"، المعروف بحافظ القرآن، الذي نشأ في "القسطنطينية"، عاصمة الخلافة الإسلامية، وكان من ألمع المجددين في الخط العربي، وقد درس على يده الكثير من الخطاطين، وصرف جلّ وقته لكتابة المصحف الشريف، حتى قيل أنه كتب 25 مصحفاً في غاية الإتقان والتنسيق، ولم يقاربه أحد من خطاطي المصاحف، ونسب إليه المصحف، حتى صار يقال "مصحف الحافظ عثمان"».
الخطاط الأسناذ حامد الآمدي
وعن أشهر الخطاطين الأتراك، وغيرهم، بعد "عثمان"، والذين كان لهم اليد الطولى في تقدم الخط العربي يتابع "الحمزاوي"، قائلاً: «أشهر أعلام الخط العربي الذين برزوا في تركيا، نذكر "مصطفى راقم"، "عبد الله زهدي"، "محمد نظيف بك"، "سامي أفندي"، "إسماعيل حقي"، "محمد شوقي أفندي"، والأستاذ "حامد الآمدي"، الذي امتاز خطه بالروعة والجمال، وهو من عباقرة خطاطي الأتراك، ولا ننسى الخطاط العربي "هاشم البغدادي"، الذي مازج بين القاعدتين العربية والتركية، بصورة عجيبة».
ويختتم "الحمزاوي" حديثه لنا عن جمالية الخط العربي، ودخول التقنية الحديثة إليه بالقول: «إنَّ تجويد الخط العربي، من أسباب المعرفة، والعلم، والحضارة، ولا يختلف اثنان على الدور الكبير الذي قدمته التقنية الحديثة في خدمة الخط العربي، وسهولة انتشاره، حيث تمت برمجة كل قواعد الخط العربي، لأجهزة الحاسوب، فأنتجته جميلاً، لكنه بلا روح، التي يهبها له الإنسان الخطاط، من أمثال العظماء الذين ذكرناهم».
الخطاط هاشم البغدادي