"ديدار ظاظا" التخصّص في الخط العربي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • "ديدار ظاظا" التخصّص في الخط العربي

    "ديدار ظاظا" التخصّص في الخط العربي

    عبد العظيم العبد الله



    الحسكة
    تربطه علاقة متينة مع الخط العربي، حتّى إنه جعله الزاد والهوى والمتعة، تعلم من معلّميه الكثير، وأتقن قوانينه وأسسه بشكل صحيح، فنال الثقة وحاز الرضا في فن الخط العربي.

    موقع eHasakeh التقى الخطاط "ديدار ظاظا" في محلّه بمدينة "القامشلي" وتحدّث عن بداياته مع فن الخط حيث قال: «فن الخط يعطي الكثير من المعاني والقيم عدا أنه فن راق يعبر عن إحساس مرهف وجميل، ولذلك ومع طفولتي في المرحلة الابتدائية كنت أقوم برسم كل ما أكتبه بحيث أعطي جهداً مضاعفاً في جميع كتاباتي، وخاصة للعناوين الرئيسية وبذلك كنت أنال الثناء من معلّمي مدرستي على اهتمامي بالخط العربي، وكان للمرحوم المدرس "جان كارات" الفضل الكبير في توجيهي وتعليمي، والذي كان حافزاً كبيراً لجعل الإتقان في الخط هدفاً وغاية أسعى من أجله، وسرت على ذاك النهج بالاهتمام والممارسة اليومية، وفي المرحلة الإعداديّة شجّعني أكثر أحد رموز اللغة العربية الأستاذ "عدنان حقي" ودعّم تشجيعه لي بتصحيح بعض أخطائي».
    أخذنا منه الكثير من فن الخط خلال الفترة الماضية، ومازلنا نبحث عن المزيد لأن الهدف بالمحصلة نيل العلامة التامة في فهم الخط العربي، وهو لا يبخل بإعطاء كل ما هو متعلق بفن الخط، ولا يتردد أبداً في تعليم أكبر نسبة من الشباب

    وتابع السيد "ديدار" عن الخط بالقول التالي: «الخط علم وفلسفة وفن، ومتعة، وغذاء للروح، لأنه يعتمد على أصول ثابتة وقواعد دقيقة تستند إلى موازين وضعها الأقدمون، ولأنه فن فهو يتسم بالجمال، ويحتاج لدقة متناهية، وقبل ذلك يتطلب التعبير الداخلي ورسم معالمه في الذهن، فلكل زمن ووقت ومكان الخط الخاص به، فمن المعروف الأنواع العديدة للخط العربي، الذي واكب ويواكب جميع المتطلبات الفنية والاجتماعية، فجميع أنواع الخطوط فيها الذوق الفني الساحر، واللمسة الفنية الباهرة، وأعتقد أن الخط " الفارسي" فيه جمالية عظيمة، واستخدامه بدقة يعطي جمالاً فنياً وأدبيا، فهو من أكثر استخداماتي ومتعتي، فمن يعطيه بصدق سيأخذ الإبداع والتألق فأنا انتظر بفارغ الصبر مرور يوم الجمعة لأعود إلى عملي ممارساً الخط اليوم الذي يليه».


    ديدار في مكان عمله اليومي

    وعن صعوبات الخط العربي تابع عنها الخطاط "ديدار" بالقول التالي: «صور الحروف العربية متعددة ومتنوعة حسب الاتصال أو الانفصال، أو حسب ورودها في بدء الكلمة أو وسطها أو آخرها، حتى تبلغ أشكال بعضها أربعة، وهكذا تبلغ الحروف أشكال كثيرة ومستقلة، والحروف العربية في أغلبيتها تتشابه، وبذلك تكمن الصعوبة عند الطفل خاصة، فيبدأ اللبس عنده ولذلك لابدّ من تعليم الطفل على خط الرقعة الأوضح والأسهل، مع ضرورة عدم إهمال الأنواع الأخرى من الخطوط».

    وكان للخطاط "ديدار ظاظا" حديثه عن كيفية الحفاظ على الخط العربي عندما قال: «أهم مسألة في اللغة العربية وجماليتها يكمن في الخط العربي، ولذلك حتّى نحافظ على رونقه وجماليته لابدّ من التركيز على نقطة مهمة في وقتنا الحاضر ضرورة الاستغناء عن الكتابة في الحاسوب لمن يرغب في التعليم السليم، فالخط يزداد جمالاً من خلال الكتابة باليد، فمن الصعب إعطاء الحاسوب الجمالية الحقيقية لبعض أنواع الخطوط وخاصة النسخ والثلث، وهنا يتطلب دور نقابة الفنانين بأخذ دوره الكامل من خلال الدورات والاختبارات الدورية وإعطاء رخص للشهادات، والطفل في المدرسة بالدعم والتشجيع وإجراء المسابقات والمحاسبة في الخط السيئ».


    مدخل مدينة القامشلي من تصميم الخطاط ديدار

    واختتم "ديدار" حديثه بالقول التالي: «يجب أن يعرف الطفل أن الخط السليم يساعده على تعليم القراءة وتقوية أعصاب يديه، ويتعود الهدوء والصبر في جميع مناحي الحياة بما فيها الدراسية، وأيضاً زرع النشوة في النفوس ففي المحصلة هو نوع من أنواع الفنون الجمالية، وأفضل التخصص في الخط العربي من أجل الحفاظ على جوهره ففي مدن "حمص، حلب، دمشق" هناك توجه لرسم الخط العربي بموضوع واحد فقط، ويعتبر أحد أهم عوامل الحفاظ على أنواعه، وبالمحصلة يحتاج الخط إلى ذوق ودراية ومشاعر وجهد، فقد ضحيت بدراستي من اجل إتقانه بالشكل السليم والصحيح».

    احد الذين يتعلمون عند الخطاط "ديدار" الشاب "أحمد مراد" تحدّث عن تعليمه بالقول التالي: «أخذنا منه الكثير من فن الخط خلال الفترة الماضية، ومازلنا نبحث عن المزيد لأن الهدف بالمحصلة نيل العلامة التامة في فهم الخط العربي، وهو لا يبخل بإعطاء كل ما هو متعلق بفن الخط، ولا يتردد أبداً في تعليم أكبر نسبة من الشباب».

    أمّا الخطّاط "سيامند سليمان" فقد تحدّث عن "ديدار" بالقول التالي: «الخط العربي رسالة تحمل الكثير من القيم والمعاني الجميلة ومن بينها القيمة الفنية، ولابد من أنامل فنية وروح راقية في التعامل مع تلك الأنواع من الخطوط، ومن بين من يعطي الخط حقه السيد "ديدار" فهو من بين الذين يحافظون ويتقنون جوهره الحقيقي، وأعتز دائماً بأنني تعلمت الخط منه خلال مسيرتي التعليمية تحت إشرافه».
يعمل...
X