الخطاط "وليد علّوش": دخول الكمبيوتر أفقد الخط العربي نكهته
- يزن الحاج
دير الزور
تواضع لا حدود له، وابتعاد عن الأضواء، وشغف لا حد له بالخط العربي، تلك هي صفات الخطاط "وليد علّوش" الذي يعد واحداً من أكثر خطاطي "دير الزور" شهرة، عمل على تدريس الخط العربي للأطفال في المرحلة الابتدائية منذ ربع قرن وما زال مستمراً بهذه المهمة الجليلة حتى الآن رغم انحسار دور الخط العربي بعد دخول الكمبيوتر.
من مشغله الذي يقع في شارع "سينما فؤاد" الشهير في "دير الزور"، كان لموقع eDeirallor هذا الحوار الذي تناولنا فيه مواهب الأستاذ "وليد علوش" المتعددة من الخط العربي إلى الرياضة، وصولاً إلى الأغنية الشعبية، إذ يعد أحد أكثر كتّابها شهرة وجودة.
- باعتباركم أحد أشهر خطاطي "دير الزور"، وأحد أكثر الأساتذة تفانياً في تدريس الخط العربي، ماذا تحدثنا عن وضع الخط العربي حالياً، وعن وضعه في الماضي قبل دخول الكمبيوتر؟.
** باختصار شديد، كان الخط العربي في الماضي يتميز بالنكهة العربية الأصيلة التي ساهم الكمبيوتر بعد دخوله إليها في فقدان تلك الروح الرائعة والنكهة الأصيلة إن لم نتعامل مع الخط العربي برائحة الحبر وصرير القصبة، فهو ليس بفن أبداً.
- وماذا عن دورك كأستاذ قام بتدريس المئات من الأطفال هذا الفن الرائع؟.
** أنا أدرّس مادة الخط العربي في مدرسة "الأسد" التخصصية الابتدائية منذ ربع قرن، والحمد لله هناك حصة دائمة لطلابي في مسابقات ريادة الطلائع على مستوى القطر، حتى أن ثلاثة من طلابي حازوا شرف الريادة هذا العام. كذلك صدرت لي عام 1986 مجموعة "باكورة الخط العربي" التي تتألف من سبعة أجزاء، كل جزء يقدم أسرار نوع من الخط العربي وهي: "الرقعة، النسخ، الديواني، الديواني الجلي، الفارسي، الثلث، والكوفي بنوعيه التذكاري واللين"؛ ويقع كل جزء منها في 21 صفحة وقد صدرت عن مكتبة دار التراث "بدير الزور" التي يمتلكها الأستاذ المرحوم "أحمد شوحان" عضو اتحاد الكتّاب العرب الذي كان له فضل كبير في إصدار هذه المجموعة ومن ثم في تشجيعي على كتابة المصحف الشريف.
وأقوم بمهمة التدريس خدمة لهذا البلد الذي خرّج الكثير من الخطاطين الذين كان لهم فضل كبير علي وعلى البلد بشكل عام ومنهم الأستاذ "عبد القهّار عبيد" رحمه الله، والأستاذ "عقيل العرفي"، الأستاذ "محمد القاضي"، الأستاذ "حسان الخاطر" والأستاذ "عبد الوهاب جلال" أطال الله في أعمارهم جميعاً.
- قد لا يعلم الكثيرون بأنك أول من قام بكتابة المصحف الشريف في "دير الزور"، لمَ لم يتم تسليط الضوء على هذه التجربة الرائدة، رغم مرور سنوات طويلة عليها؟.
** انتهيت من كتابة المصحف الشريف منذ 12 عاماً، وقد قمت بكتابته مرتين، تم تقديم النسخة الأولى باليد إلى مكتب الدكتور "بشار الأسد"، قبل تسلّمه الرئاسة عن طريق مدير مكتبه، أما النسخة الثانية فأحتفظ بها في بيتي لعل شخصاً ما أو دار نشر، يقوم بتبني مشروع طباعتها، وفي الحقيقة أتتني عدة مبادرات إحداها من الحرس الملكي السعودي حيث صوروا بضع صفحات من المصحف الشريف، كما أن طرفاً آخر هو عربي يقيم في ألمانيا أبدى رغبة في تبنيها وقام بتصوير عدة صفحات كذلك عن طريق وسيط، وإن لم تتكلل هذه المشاريع بالنجاح فإنني أنتظر أطفالي لعلهم يقومون بهذه المهمة عني.
أما عن قضية عدم تسليط الضوء على هذه التجربة، فإنني أؤكد أن كلاً من صحيفتي "تشرين والثورة" نشرت خبراً عن الموضوع، ولم يقم أحد حتى الآن بتغطية هذه التجربة إعلامياً حتى جئت أنت كمراسل لموقع إنترنت آمل أن تصل رسالتي إلى كل المهتمين من خلاله.
- لننتقل الآن إلى موهبتك الثانية المتعلقة بكتابة الأغنية الشعبية، متى بدأت بالكتابة ومن هم المطربون والملحنون الذين تعاملت معهم فنياً؟
** بدأت كتابة الأغنية الشعبية بشكل جدي منذ أكثر من خمسة عشر عاماً، حيث أظهرت ما كان مخبّأ في الأدراج، كانت البداية بأغنية لحنها الأستاذ "يحيى عبد الجبار" وغناها الأستاذ "عبد السلام الخضر"، ثم جاء مهرجان الأغنية الفراتية الأول وتأسست فرقة الفرات التراثية حيث واكبت هذه التجربة منذ البداية، وقدّمت للفرقة الكثير من الأغاني منها: "ضيعوني"، "لا تقول إني خاين"، "انتهيت"، "هلهولة بيوم الزفة" (أي زغاريد في يوم الزفاف).
كما غنى مطربون فراتيون وعراقيون كثر أغاني من كتابتي، فمن المطربين العراقيين غنى لي "فؤاد سالم" أغنية "تمايل يا عود الزل" و"الياس خضر" أغنية "الفرات يغازل دجلة"، و"كاظم الكوفي" أغنية "يجنّ الليل"، و"رضا الخياط" أغنية "الفرح مرنا وتعدّانا"، وهناك أغان أخرى أرسلتها إلى المطرب "كاظم الساهر" لم يتم تنفيذها بعد.
أما المطربون الديريون فقد غنى معظمهم أغاني من كتابتي، أما آخر أعمالي فهي أغنية "نحبك يا بشار" التي غناها المطرب العراقي الكبير "سعدي توفيق البغدادي" ولحنها "رعد العلي".
- وماذا عن إنجازاتك الرياضية، ولا سيما أن دراستك الأساسية هي الرياضة؟.
** أنا أحمل دبلوم تربية رياضية منذ عام 1974، وذلك بمنحة من السيد الرئيس "حافظ الأسد" بسبب تفوقي الرياضي، أما عن مشاركاتي فهي كثيرة جداً، حيث شاركت في تحكيم ألعاب القوى في الدورة العربية الخامسة، كما عملت في التنظيم وإدارة الملاعب في كل من بطولتي العالم العسكرية بكرة القدم وكرة السلة اللتين أقيمتا في "دمشق". وكذلك شاركت في دورة المدربين الدولية لكرة اليد (تأهيل وصقل) بالإضافة إلى أنني أحمل الحزام الأسود في الكاراتيه عدا ممارستي لألعاب الكونغ فو.
باختصار، لم يتم إقامة أي لقاء محلي أو دولي طول فترة السبعينيات من القرن الماضي إلا وكنت مشاركاً في التحكيم، حتى إنني رُشّحت حكماً دولياً ولكن بعودتي إلى "دير الزور" انتهت تلك الفترة تماماً.
شاركغرّدأرسلأرسل