كائن من دموع
كيكي سميث تعلمت النحت باعتباره نوعا من صلابة الموقف الذي هو في الوقت نفسه خزان مشاعر متفجرة.
لكل نجمة حكاية عند كيكي سميث
النحاتة الأميركية كيكي سميث المولودة في ألمانيا عام 1954 هي ابنة النحات توني سميث. نحاتة ابنة نحات وهي وإن كانت تمارس فنونا معاصرة “الرسم، التصوير، الأداء الجسدي، التصميم الغرافيكي” لم يمارسها أبوها، غير أنها ورثت عنه كل صفات النحات الحقيقي؛ ذلك الكائن الذي يصارع الحجر والحديد.
من خلال ولعها بعلم التشريح اخترقت سميث الجسد البشري لتكتشف عن طريق الفن هذه المرة خبايا ذلك العالم الذي يظل مجهولا بالرغم من كل الفتوحات التي حقّقها العلم المعاصر، بدءا من اليدين ذهابا إلى الجهاز الهضمي والحوض والكبد باستعمال مواد مختلفة تتّسم بالهشاشة كالقماش والورق والطين وشمع العسل.
ولشدة استغراقها في محاولة فهم الجانب العضوي من الوجود البشري التحقت عام 1985 بدورة لطب الطوارئ. ألم يكن الإنسان حدثا طارئا من وجهة نظرها؟ عاطفته أكبر منه. هي مساحة وجوده الحقيقي وهي حقل براءته.
وبالرغم من هشاشة المواد التي تستعملها سميث غير أن الإنسان في هيئته الأخيرة يبدو أشدّ صلابة من الحديد. إلا أن ذلك المظهر ينطوي على قدر من الخديعة. فذلك الكائن يخبئ الكثير من الدموع.
كيكي سميث نحاتة اللحظات العصيبة في حياة الإنسان
لقد تعلمت النحت باعتباره نوعا من صلابة الموقف الذي هو في الوقت نفسه خزان مشاعر متفجرة. من هذا الموقع الملتبس الذي يجمع بين البريطاني هنري مور والسويسري ألبرتو جياكوميتي اقتحمت سميث عالم النحت لتهبه مساحة جديدة شيدّت فيها أسلوبها الشخصي الذي يقوم على أساس التقاط اللحظات العصيبة في حياة الإنسان، لحظات يمتزج فيها الألم العضوي بكل قسوته بالمشاعر الوجودية العميقة.
لذلك لجأت في واحدة من أهم مراحلها التعبيرية إلى الاستعانة بالخرافات والأساطير وبالأخصّ على مستوى العلاقة الغامضة بين المرأة والطبيعة كونهما رمزيْ عطاء وكرم وتضحية.
يومها انتقلت الفنانة من الاهتمام بعالم العضويات إلى الانفتاح على عالم الانفجارات الكونية فصنعت جداريات مليئة بالنجوم كما لو أن لكل نجمة حكاية. وهكذا صار على من يهتمّ بفنها أن يرافقها من الداخل البشري إلى الحفلة الكونية التي تحيط بنا وتتحكم بمصائرنا في سفر تأملي يمتزج من خلاله صخب الأكوان بأصوات الموسيقى الداخلية.
فاروق يوسف
كيكي سميث تعلمت النحت باعتباره نوعا من صلابة الموقف الذي هو في الوقت نفسه خزان مشاعر متفجرة.
لكل نجمة حكاية عند كيكي سميث
النحاتة الأميركية كيكي سميث المولودة في ألمانيا عام 1954 هي ابنة النحات توني سميث. نحاتة ابنة نحات وهي وإن كانت تمارس فنونا معاصرة “الرسم، التصوير، الأداء الجسدي، التصميم الغرافيكي” لم يمارسها أبوها، غير أنها ورثت عنه كل صفات النحات الحقيقي؛ ذلك الكائن الذي يصارع الحجر والحديد.
من خلال ولعها بعلم التشريح اخترقت سميث الجسد البشري لتكتشف عن طريق الفن هذه المرة خبايا ذلك العالم الذي يظل مجهولا بالرغم من كل الفتوحات التي حقّقها العلم المعاصر، بدءا من اليدين ذهابا إلى الجهاز الهضمي والحوض والكبد باستعمال مواد مختلفة تتّسم بالهشاشة كالقماش والورق والطين وشمع العسل.
ولشدة استغراقها في محاولة فهم الجانب العضوي من الوجود البشري التحقت عام 1985 بدورة لطب الطوارئ. ألم يكن الإنسان حدثا طارئا من وجهة نظرها؟ عاطفته أكبر منه. هي مساحة وجوده الحقيقي وهي حقل براءته.
وبالرغم من هشاشة المواد التي تستعملها سميث غير أن الإنسان في هيئته الأخيرة يبدو أشدّ صلابة من الحديد. إلا أن ذلك المظهر ينطوي على قدر من الخديعة. فذلك الكائن يخبئ الكثير من الدموع.
كيكي سميث نحاتة اللحظات العصيبة في حياة الإنسان
لقد تعلمت النحت باعتباره نوعا من صلابة الموقف الذي هو في الوقت نفسه خزان مشاعر متفجرة. من هذا الموقع الملتبس الذي يجمع بين البريطاني هنري مور والسويسري ألبرتو جياكوميتي اقتحمت سميث عالم النحت لتهبه مساحة جديدة شيدّت فيها أسلوبها الشخصي الذي يقوم على أساس التقاط اللحظات العصيبة في حياة الإنسان، لحظات يمتزج فيها الألم العضوي بكل قسوته بالمشاعر الوجودية العميقة.
لذلك لجأت في واحدة من أهم مراحلها التعبيرية إلى الاستعانة بالخرافات والأساطير وبالأخصّ على مستوى العلاقة الغامضة بين المرأة والطبيعة كونهما رمزيْ عطاء وكرم وتضحية.
يومها انتقلت الفنانة من الاهتمام بعالم العضويات إلى الانفتاح على عالم الانفجارات الكونية فصنعت جداريات مليئة بالنجوم كما لو أن لكل نجمة حكاية. وهكذا صار على من يهتمّ بفنها أن يرافقها من الداخل البشري إلى الحفلة الكونية التي تحيط بنا وتتحكم بمصائرنا في سفر تأملي يمتزج من خلاله صخب الأكوان بأصوات الموسيقى الداخلية.
فاروق يوسف