المسافر الأبدي بحريته
في إمكان أيّ إنسان أن يصبح فنانا بغضّ النظر عن درجة موهبته.
فاروق يوسف
أعمال بويز اخترقت الآفاق بقوة تعبيرها
يبدأ الحديث عن الفنون المعاصرة بالفرنسي مارسيل دوشامب (1887 ــ 1968). لا تزال مبولته (النافورة) بنسخها المتعدّدة تحتل أماكن بارزة في المتاحف العالمية، وهي رمز لبدء انطلاقة أنواع فنية لم يكن الرهان عليها قويا عام 1917، وهو العام الذي يرافق توقيع دوشامب على مبولته التي اشتراها من أحد مخازن أدوات البناء وعرضها كما هي، معلنا أن هناك شيئا اسمه “الفن الجاهز”.
في أوقات لاحقة قدّم دوشامب أعمالا تنتمي إلى فنون الفيديو والأداء الجسدي والتركيب والمفاهيم. غير أن صفحة ذلك الفنان المغامر لم تدخل التاريخ الفني باعتبارها مصدرا للإلهام إلاّ في ستينات القرن العشرين وسبعيناته، وذلك من خلال فكر وسلوك واحد من أعظم متمرّدي الفن هو الألماني يوزف بويز الذي صوّره الأميركي أندي وارهول في مجموعة من البورتريهات المطبوعة بالحرير التي تظهره بقبعة رعاة البقر مسافرا يخترق الآفاق.
بويز (1921 ــ 1986) هو الذي أرسى قواعد اللعبة التي انفتحت بالفن على ديمقراطية غريبة عنه حين اعتبر أن في إمكان أيّ إنسان أن يصبح فنانا بغضّ النظر عن درجة موهبته، كما أنه أعاد الاعتبار إلى الفكرة الدادائية التي تقول بصلاحية كل شيء أن يكون مادة فنية.
ولأنه كان يدرّس الفن في جامعة دوسلدورف فقد كانت دروسه مختبرا عظيما للفوضى التي ستخترق المشهد الفني العالمي بعد سنوات قليلة من وفاته، ولا تزال عواصفها تشكّل مصدرا مهما لإلهام العاملين في الفنون البصرية في مختلف أنحاء العالم. وبالرغم من أن منحوتات بويز وأعماله التركيبية تحتل اليوم أماكن بارزة في المتاحف العالمية وبالأخص في متحف هامبورغر بانهوف في برلين، فإن الأحداث المفصلية التي صنعها بتقنية الأداء الجسدي مثل “أنا أحب أميركا وأميركا تحبني” و”كيف تشرح الصور لأرنب ميت” لا تزال تثير قدرا لافتا من الشغب بالرغم من أنها قد اختفت وتحوّلت إلى صور.
ما فعله بويز عن طريق مفهوم “الفن أو النحت الاجتماعي” أنه ذهب بالممارسة الفنية إلى أقصى حدود ما تملك من تحرّر إنساني، وهو الذي قال “الفن يساوي الحرية والحرية تعني الإنسان”.
انشرWhatsAppTwitterFacebook
في إمكان أيّ إنسان أن يصبح فنانا بغضّ النظر عن درجة موهبته.
فاروق يوسف
أعمال بويز اخترقت الآفاق بقوة تعبيرها
يبدأ الحديث عن الفنون المعاصرة بالفرنسي مارسيل دوشامب (1887 ــ 1968). لا تزال مبولته (النافورة) بنسخها المتعدّدة تحتل أماكن بارزة في المتاحف العالمية، وهي رمز لبدء انطلاقة أنواع فنية لم يكن الرهان عليها قويا عام 1917، وهو العام الذي يرافق توقيع دوشامب على مبولته التي اشتراها من أحد مخازن أدوات البناء وعرضها كما هي، معلنا أن هناك شيئا اسمه “الفن الجاهز”.
في أوقات لاحقة قدّم دوشامب أعمالا تنتمي إلى فنون الفيديو والأداء الجسدي والتركيب والمفاهيم. غير أن صفحة ذلك الفنان المغامر لم تدخل التاريخ الفني باعتبارها مصدرا للإلهام إلاّ في ستينات القرن العشرين وسبعيناته، وذلك من خلال فكر وسلوك واحد من أعظم متمرّدي الفن هو الألماني يوزف بويز الذي صوّره الأميركي أندي وارهول في مجموعة من البورتريهات المطبوعة بالحرير التي تظهره بقبعة رعاة البقر مسافرا يخترق الآفاق.
بويز (1921 ــ 1986) هو الذي أرسى قواعد اللعبة التي انفتحت بالفن على ديمقراطية غريبة عنه حين اعتبر أن في إمكان أيّ إنسان أن يصبح فنانا بغضّ النظر عن درجة موهبته، كما أنه أعاد الاعتبار إلى الفكرة الدادائية التي تقول بصلاحية كل شيء أن يكون مادة فنية.
ولأنه كان يدرّس الفن في جامعة دوسلدورف فقد كانت دروسه مختبرا عظيما للفوضى التي ستخترق المشهد الفني العالمي بعد سنوات قليلة من وفاته، ولا تزال عواصفها تشكّل مصدرا مهما لإلهام العاملين في الفنون البصرية في مختلف أنحاء العالم. وبالرغم من أن منحوتات بويز وأعماله التركيبية تحتل اليوم أماكن بارزة في المتاحف العالمية وبالأخص في متحف هامبورغر بانهوف في برلين، فإن الأحداث المفصلية التي صنعها بتقنية الأداء الجسدي مثل “أنا أحب أميركا وأميركا تحبني” و”كيف تشرح الصور لأرنب ميت” لا تزال تثير قدرا لافتا من الشغب بالرغم من أنها قد اختفت وتحوّلت إلى صور.
ما فعله بويز عن طريق مفهوم “الفن أو النحت الاجتماعي” أنه ذهب بالممارسة الفنية إلى أقصى حدود ما تملك من تحرّر إنساني، وهو الذي قال “الفن يساوي الحرية والحرية تعني الإنسان”.
انشرWhatsAppTwitterFacebook