بروتوتايب المستقبل تقوده الروبوتات المتمردة على البشر
البرمجيات تتحكم في علاقة الإنسان بالآلة وتؤجج الصراع بينهما.
حنان مبروك
من يخدمك قد يكون هو من يقتلك
يحاول المخرجون السينمائيون البحث في مساوئ التطور التكنولوجي وخاصة فرضيات تمرد الروبوتات على صانعها الإنسان، فمن برمجها على خدمته قادر على قلب تلك البرمجيات وتجنيد الآلات الذكية والمطيعة لتدمير حياة البشر على كوكب الأرض بعد أن تصبح شديدة الشبه به، وترافقه في أدق تفاصيل حياته اليومية فتعرفه أكثر مما يعرف نفسه.
يمضي الذكاء الاصطناعي في مساره في الدخول إلى الحياة اليومية للبشر والوصول إلى تفاصيل دقيقة عن طريق البرمجيات والخوارزميات التي تتيح لتلك الكائنات أن تحقق تفوقا وتحضر بقوة في مسار الحياة البشرية.
ولأن وجود الكائنات الآلية صار أمرا حقيقيا وجديا ومن المتوقع أن يزداد استخدام الروبوتات في مجمل متطلبات الحياة لهذا يدخل هذا النوع من العلاقة بين البشري والآلي في سينما الخيال العلمي بوصفه واحدا من الموضوعات المفضلة.
من هذا المنطلق يقدم المخرج جاك موندي فيلم بورتوتايب من خلال تطرقه إلى فكرة وصول البشرية إلى مرحلة يصبح فيها استخدام الآليين بديلا عن الخدم في المنازل.
الفيلم يظهر المصنّعين وهم ماضون في إنتاج المزيد من الروبوتات التي تشبه البشر وجعلها تحتل مساحة واسعة في حياة الشخصيات
هنا سوف تتأسس علاقة إشكالية ما بين الآليين وبين تلك الأسرة وهي ثيمة تظهر اختلاف الأهواء والتوجهات، فضلا عن احتمالات خروج الآليين عن السيطرة وهو ما سوف نشهده في علاقة روجر مارشال (الممثل جيمس روبرتسون) مع الآليين الذين يجلبهم إلى المنزل.
في البدء هنالك الخادم الذي يطلق عليه زيرو والذي يتطور الأمر معه إلى سلسلة من التقاطعات لاسيما وأن روجر إنما جلب ذلك الخادم لمساعدة الزوجة في مرضها لكنه ما يلبث أن يبدأ بالضغط والتدخل والتذكير بالمواعيد وأوقات الدواء والارتباطات الشخصية وهو ما سوف يؤدي إلى خلق جو غير مريح داخل المنزل مما يدفع الزوجة شيلي (الممثلة دانييل سكوت) إلى اقتراح جلب روبوت آخر يكون مبرمجا بصوت وتصرفات أنثى وهو ما سوف يقوم به الزوج ليتطور الأمر إلى وجود كائنين آليين في وسط العائلة التي تسعى للتعاطي معهما وفهم الطريقة الصحيحة للتعامل.
في المقابل تعيش الزوجة أزمة صامتة مع الزوج وهنا يكون الآليون شهودا صامتين على أوضاع البشر وحياتهم واختياراتهم وتعقيداتها وهكذا تتراكم سلسلة من الإشكاليات التي تفصح عن صعوبات في فهم تلك العلاقة الملتبسة ما بين البشر والآليين.
من جانب آخر هنالك اليوميات والروتين اليومي الذي يتعامل معه الآليون بطريقة مختلفة فهم لا يتوقفون في هذه الحالة عن التدخل في حياة الشخصيات والمساعدة في تغيير خياراتها ومن جهة أخرى إيجاد مساحة ما لكي تعبر الروبوتات عن نفسها وهو أمر طريف في هذا الفيلم إذ تصل تلك الكائنات الآلية إلى مرحلة تريد لمواقفها ووجهات نظرها أن تنتقل إلى مسار الحياة اليومية وهو الأمر الذي ما يلبث أن يتطور إلى مواجهة حاسمة بين الطرفين.
من جهة أخرى هنالك ردود الأفعال غير المتوقعة والحاسمة والتي تصدر من الآليين ضد الآخرين ومن ذلك انتقامهم من شخص ما من الجيران كان يسخر من زيرو الأمر الذي يثير غضبه فيقتله خنقا.
لا شك أن الانتقال إلى هذا التحول الدرامي الجديد في مسار الدراما الفيلمية غير الحياة المسالمة للآليين إلى تحولهم إلى عدوانيين بشكل مفاجئ إذ يقع تغيير في برمجتهم يجعلهم لا يطيقون الآخرين وتلك معضلة أخرى واجهتها تلك الأسرة وهي تشهد ذلك التفاقم في العنف الذي صارت الشخصيات تعبر عنه.
وكنا قد شاهدنا في أفلام سابقة ظاهرة تمرد الآليين وخروجهم عن السيطرة وصولا إلى انتقامهم من البشر وفي هذا الفيلم نجد نوعا من ذلك وإن بدرجات متفاوتة فردود أفعال الآليين الساخطة لا تأتي دفعة واحدة بل تتطور على مراحل وعلى درجات وذلك بالاعتماد على الخبرات التي يكتسبونها من وسط العائلة.
في المقابل يعكس مارشال طباعه الشخصية في التعامل مع زوجته ومع الآخرين وهو الذي يتميز بالغلظة والعنف على علاقته بالآليين وهو ما سوف يلتقطه الآليون فيصبح مارشال خصما لهم لاسيما وأنه يهددهم بالطرد في كل مرة وهو ما سوف يدفع الآليين إلى الاقتصاص منه وخنقه.
المخرج جاك موندي يقدم في فيلم بورتوتايب فكرة وصول البشرية إلى مرحلة يصبح فيها استخدام الآليين بديلا عن الخدم في المنازل
وأما إذا عدنا إلى الأسرة في حد ذاتها فإنها سوف تعيش اضطرابا شديدا وتجد نفسها في هلع شديد من احتمالية تغيير الآليين لسلوكياتهم ومن ثم الانتقام من البشر.
هذه الجدلية الإشكالية في علاقة الآليين بالبشر في ظل تطورات الذكاء الاصطناعي هي التي يعنى بها هذا الفيلم فيما يظهر المصنّعين وهم ماضون في إنتاج المزيد من الروبوتات التي تشبه البشر وجعلها تحتل مساحة واسعة في حياة الشخصيات.
أما على الجهة الأخرى وما يتعلق بالآليين أنفسهم فمنذ المشاهد الأولى تظهر حقيقة الخروج عن السيطرة وبالتالي وجود نزعة الانتقام من البشر وهي التي تظهر في ملاحقة الروبوت لموظفة في داخل مبنى ووصوله إليها وخنقها ولهذا يكون القلق من حصول تحول مفاجئ وغير متوقع وغير مسيطر عليه في برمجة الآليين يدفعهم لارتكاب أعمال عنيفة أو انتقامية قد تؤذي البشر بل هو ما شاهدنا ذروته في عمليات قتل بدم بارد مارستها تلك الكائنات.
وأما إذا نظرنا إلى الحلول الإخراجية وبناء الشخصيات في هذه الدراما الفيلمية فإننا لن نجد من جديد لا شكلا ولا موضوعا في هذا الفيلم بل هو يعزف برتابة على نفس وتر العشرات من الأفلام السابقة التي عالجت هذه الثيمة من دون أن يضيف شيئا مهما.
البرمجيات تتحكم في علاقة الإنسان بالآلة وتؤجج الصراع بينهما.
حنان مبروك
من يخدمك قد يكون هو من يقتلك
يحاول المخرجون السينمائيون البحث في مساوئ التطور التكنولوجي وخاصة فرضيات تمرد الروبوتات على صانعها الإنسان، فمن برمجها على خدمته قادر على قلب تلك البرمجيات وتجنيد الآلات الذكية والمطيعة لتدمير حياة البشر على كوكب الأرض بعد أن تصبح شديدة الشبه به، وترافقه في أدق تفاصيل حياته اليومية فتعرفه أكثر مما يعرف نفسه.
يمضي الذكاء الاصطناعي في مساره في الدخول إلى الحياة اليومية للبشر والوصول إلى تفاصيل دقيقة عن طريق البرمجيات والخوارزميات التي تتيح لتلك الكائنات أن تحقق تفوقا وتحضر بقوة في مسار الحياة البشرية.
ولأن وجود الكائنات الآلية صار أمرا حقيقيا وجديا ومن المتوقع أن يزداد استخدام الروبوتات في مجمل متطلبات الحياة لهذا يدخل هذا النوع من العلاقة بين البشري والآلي في سينما الخيال العلمي بوصفه واحدا من الموضوعات المفضلة.
من هذا المنطلق يقدم المخرج جاك موندي فيلم بورتوتايب من خلال تطرقه إلى فكرة وصول البشرية إلى مرحلة يصبح فيها استخدام الآليين بديلا عن الخدم في المنازل.
الفيلم يظهر المصنّعين وهم ماضون في إنتاج المزيد من الروبوتات التي تشبه البشر وجعلها تحتل مساحة واسعة في حياة الشخصيات
هنا سوف تتأسس علاقة إشكالية ما بين الآليين وبين تلك الأسرة وهي ثيمة تظهر اختلاف الأهواء والتوجهات، فضلا عن احتمالات خروج الآليين عن السيطرة وهو ما سوف نشهده في علاقة روجر مارشال (الممثل جيمس روبرتسون) مع الآليين الذين يجلبهم إلى المنزل.
في البدء هنالك الخادم الذي يطلق عليه زيرو والذي يتطور الأمر معه إلى سلسلة من التقاطعات لاسيما وأن روجر إنما جلب ذلك الخادم لمساعدة الزوجة في مرضها لكنه ما يلبث أن يبدأ بالضغط والتدخل والتذكير بالمواعيد وأوقات الدواء والارتباطات الشخصية وهو ما سوف يؤدي إلى خلق جو غير مريح داخل المنزل مما يدفع الزوجة شيلي (الممثلة دانييل سكوت) إلى اقتراح جلب روبوت آخر يكون مبرمجا بصوت وتصرفات أنثى وهو ما سوف يقوم به الزوج ليتطور الأمر إلى وجود كائنين آليين في وسط العائلة التي تسعى للتعاطي معهما وفهم الطريقة الصحيحة للتعامل.
في المقابل تعيش الزوجة أزمة صامتة مع الزوج وهنا يكون الآليون شهودا صامتين على أوضاع البشر وحياتهم واختياراتهم وتعقيداتها وهكذا تتراكم سلسلة من الإشكاليات التي تفصح عن صعوبات في فهم تلك العلاقة الملتبسة ما بين البشر والآليين.
من جانب آخر هنالك اليوميات والروتين اليومي الذي يتعامل معه الآليون بطريقة مختلفة فهم لا يتوقفون في هذه الحالة عن التدخل في حياة الشخصيات والمساعدة في تغيير خياراتها ومن جهة أخرى إيجاد مساحة ما لكي تعبر الروبوتات عن نفسها وهو أمر طريف في هذا الفيلم إذ تصل تلك الكائنات الآلية إلى مرحلة تريد لمواقفها ووجهات نظرها أن تنتقل إلى مسار الحياة اليومية وهو الأمر الذي ما يلبث أن يتطور إلى مواجهة حاسمة بين الطرفين.
من جهة أخرى هنالك ردود الأفعال غير المتوقعة والحاسمة والتي تصدر من الآليين ضد الآخرين ومن ذلك انتقامهم من شخص ما من الجيران كان يسخر من زيرو الأمر الذي يثير غضبه فيقتله خنقا.
لا شك أن الانتقال إلى هذا التحول الدرامي الجديد في مسار الدراما الفيلمية غير الحياة المسالمة للآليين إلى تحولهم إلى عدوانيين بشكل مفاجئ إذ يقع تغيير في برمجتهم يجعلهم لا يطيقون الآخرين وتلك معضلة أخرى واجهتها تلك الأسرة وهي تشهد ذلك التفاقم في العنف الذي صارت الشخصيات تعبر عنه.
وكنا قد شاهدنا في أفلام سابقة ظاهرة تمرد الآليين وخروجهم عن السيطرة وصولا إلى انتقامهم من البشر وفي هذا الفيلم نجد نوعا من ذلك وإن بدرجات متفاوتة فردود أفعال الآليين الساخطة لا تأتي دفعة واحدة بل تتطور على مراحل وعلى درجات وذلك بالاعتماد على الخبرات التي يكتسبونها من وسط العائلة.
في المقابل يعكس مارشال طباعه الشخصية في التعامل مع زوجته ومع الآخرين وهو الذي يتميز بالغلظة والعنف على علاقته بالآليين وهو ما سوف يلتقطه الآليون فيصبح مارشال خصما لهم لاسيما وأنه يهددهم بالطرد في كل مرة وهو ما سوف يدفع الآليين إلى الاقتصاص منه وخنقه.
المخرج جاك موندي يقدم في فيلم بورتوتايب فكرة وصول البشرية إلى مرحلة يصبح فيها استخدام الآليين بديلا عن الخدم في المنازل
وأما إذا عدنا إلى الأسرة في حد ذاتها فإنها سوف تعيش اضطرابا شديدا وتجد نفسها في هلع شديد من احتمالية تغيير الآليين لسلوكياتهم ومن ثم الانتقام من البشر.
هذه الجدلية الإشكالية في علاقة الآليين بالبشر في ظل تطورات الذكاء الاصطناعي هي التي يعنى بها هذا الفيلم فيما يظهر المصنّعين وهم ماضون في إنتاج المزيد من الروبوتات التي تشبه البشر وجعلها تحتل مساحة واسعة في حياة الشخصيات.
أما على الجهة الأخرى وما يتعلق بالآليين أنفسهم فمنذ المشاهد الأولى تظهر حقيقة الخروج عن السيطرة وبالتالي وجود نزعة الانتقام من البشر وهي التي تظهر في ملاحقة الروبوت لموظفة في داخل مبنى ووصوله إليها وخنقها ولهذا يكون القلق من حصول تحول مفاجئ وغير متوقع وغير مسيطر عليه في برمجة الآليين يدفعهم لارتكاب أعمال عنيفة أو انتقامية قد تؤذي البشر بل هو ما شاهدنا ذروته في عمليات قتل بدم بارد مارستها تلك الكائنات.
وأما إذا نظرنا إلى الحلول الإخراجية وبناء الشخصيات في هذه الدراما الفيلمية فإننا لن نجد من جديد لا شكلا ولا موضوعا في هذا الفيلم بل هو يعزف برتابة على نفس وتر العشرات من الأفلام السابقة التي عالجت هذه الثيمة من دون أن يضيف شيئا مهما.