يُشكّل التزايد السريع في أعداد المصابين بفيروس (SARS-COV-2) في أنحاء العالم تحدّياً غير مسبوقٍ للأنظمة الصّحيّة التي تُكافح أكثر من أيّ وقتٍ مضى (1,2).
ويؤثّر هذا الفيروس المستجد في الرّئتين والطرق الهوائيّة، ويؤدّي إلى إصابةٍ غير شديدةٍ لدى معظم المرضى؛ لكن في المقابل قد يؤدّي إلى مضاعفاتٍ خطيرةٍ لدى مرضى آخرين.
ويُعدُّ مرضى السّرطان الأكثر عرضةً للإصابة بتلك المضاعفات (3)؛ إذ ترتفع نسبة الخطر إلى ثلاثة أضعافٍ عند هؤلاء المرضى (2).
ويُشكّل ذلك مصدر قلقٍ لدى مرضى السّرطان وعائلاتهم؛ لما يُحدثه السّرطان وعلاجه من ضعفٍ في القدرة على مقاومة العدوى؛ إذ يُسبّب العلاج الكيميائيّ المستعمل ضعفاً في الجهاز المناعيّ من خلال تأثيره المثبِّط لنقيّ العظم من إنتاج ما يكفي من الكريات البيض، وأيضاً قد تؤدّي بعض السرطانات إلى ضعف مقاومة العدوى من خلال تأثيرها المباشر في الجهاز المناعيّ كسرطانات الدم وسرطانات الغدد اللّمفيّة (3).
وقد يحدث أيضاً صعوبةٌ في التّعرّف إلى أعراض الإصابة بـ (COVID-19) لدى مرضى السّرطان، فالحمّى والتّعب وضيق التّنفّس والألم المفصلي والعضلي الذي يحدث عند الإصابة بـ (COVID-19) تُماثل -إلى حدٍّ ما- الأعراض الظاهرة لدى مرضى السّرطان الخاضعين للعلاج (4).
وقد تبنّت العديد من مراكز العناية بمرضى السّرطان داخل أوروبا عدّة إستراتيجيّاتٍ علاجيّةٍ جديدةٍ تماشياً مع تفشّي فيروس كورونا المستجد، من أجل خفض زيارات مرضى السّرطان للمشافي إلى أقلّ ما يمكن، وبذلك تقليل المخاطر المحتملة في حال إصابتهم بـ (COVID-19)، ومن هذه الإستراتيجيّات:
اللّجوء إلى المعالجة الفمويّة عوضاً عن الوريديّة في العلاجات الهرمونيّة والهدفية.
تخفيف سمّيّة العلاج الكيميائيّ من خلال استعمال المعالجة الأحاديّة (monotherapy)، ونتيجةً لذلك الحدّ من المضاعفات التي قد تتطلّب الدخول للمشفى، وإلغاء الجراحات غير الطارئة أو استبدال المعالجة الشّعاعيّة بها.
وأيضاً قد يُسبّب الوباء الحاليّ ضغطاً كبيراً على المستشفيات بسبب الحاجة المتزايدة إلى وحدات العناية المركّزة، وأجهزة الدعم التّنفّسي، والتّصوير الشّعاعيّ؛ ممّا يؤدّي إلى تخفيض قبولات مرضى السّرطان وتقليل الزيارات الدوريّة للمتابعة (1).
وقد ساعدت التّجارب السّابقة -مع متلازمة الشّرق الأوسط التّنفّسية (MERS) عام 2012، والمتلازمة التّنفّسية الحادّة الوخيمة (SARS) عام 2003- على تشكيل التّوجّه الحاليّ لكيفيّة التّعامل مع مرضى السّرطان المصابين بـ (COVID-19)؛ لكن لا يُوجد إلى الآن معرفةٌ كاملةٌ عن كيفيّة تأثير هذه العدوى في مرضى السّرطان (2).
ويُواجه مختصّو الرّعاية الصّحيّة تحدياً كبيراً.. ليس فقط للتّعامل مع الوباء الحاليّ وإنما أيضاً رعاية المرضى الآخرين، وضمان عدم تعرّض مرضى السّرطان للإصابة بهذا الفيروس (1).
المصادر:
1- Caring for patients with cancer in the COVID-19 era | Nature Medicine [Internet]. [cited 2020 Apr 30]. Available from: هنا
2- Caring for our cancer patients in the wake of COVID-19 | British Journal of Cancer [Internet]. [cited 2020 Apr 30]. Available from: هنا
3- Coronavirus (COVID-19) and Cancer | Cancer Research UK [Internet]. Cancerresearchuk.org. 2020 [cited 29 April 2020]. Available from: هنا
4- Provision of cancer care during the COVID-19 pandemic | Nature Reviews Clinical Oncology [Internet]. [cited 2020 Apr 30]. Available from: هنا