الإسهال المزمن قد يتنبّأ بحصول التهاب المفاصل الرثياني في المستقبل

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الإسهال المزمن قد يتنبّأ بحصول التهاب المفاصل الرثياني في المستقبل

    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	d8a7d8b9d8b1d8a7d8b6-d8a7d984d8aad987d8a7d8a8-d8a7d984d985d981d8a7d8b5d984-d8a7d984d8b1d8abd98ad8a7d986d98a_5e67ce35727ad.jpeg?fit=722%2C406&ssl=1.jpg 
مشاهدات:	11 
الحجم:	48.8 كيلوبايت 
الهوية:	41381

    يعدّ التهاب المفاصل الرثياني مرضًا مناعيًّا ذاتيًّا مزمنًا (1)؛ أي يحصل عندما يهاجم الجهاز المناعي أنسجة الجسم عن طريق الخطأ، ويميل إلى التأثير في المفاصل الصغيرة مبكرًا، خاصّة تلك التي تربط الأصابع باليدين والقدمين، فهو يصيب حدود المفاصل؛ مما يسبب تورمًا مؤلمًا يمكن أن يؤدي في النهاية إلى تآكل العظام وتشوه المفاصل (2).

    لا يكتفي التهاب المفاصل الرثياني بإصابة المفاصل فقط، بل قد تمتد الإصابة إلى مختلف أجهزة الجسم؛ بما في ذلك الجلد والعينين والرئتين والقلب والأوعية الدموية (2)، وغالبًا ما يصيب النساء أكثر من الرجال من مجموع السكان (70٪ من الحالات). كذلك له العديد من المسببات المرضية وعوامل متعددة (1)، وحتى الآن؛ كان التدخين من أكثر العوامل التي تُحقِق من علاقتها بالرثياني، ووُجِد أنّ التدخين السلبي في أثناء الطفولة يرتبط بزيادة خطر الإصابة أيضًا (1).

    في دراسة فرنسية استباقية منذ عام 1990 ضمّت 98995 امرأة بصحة جيّدة، وهدفت إلى التحقق من علاقة التغيرات في وظائف الجهاز الهضمي مع خطر تطوّر التهاب المفاصل الرثياني لاحقًا؛ وُجِد أنّ الإسهال المزمن مرتبط بزيادة خطر تطوّر المرض لاحقًا في أثناء المتابعة بعد متوسط عدد سنوات يبلغ 11.7، وقد كان الارتباط أقوى لدى النساء المدخّنات دائمًا (1).

    أكملت المشاركات استبيانات عن أنماط حياتهن والمعلومات المرتبطة بصحتهن، وفيما إذا كُنّ يعانين تغيّراتٍ هضمية متضمنةً الإسهال المزمن والإمساك المزمن والتناوب بين الإسهال والإمساك، كذلك تضمّنت الاستبيانات معلومات عن حميتهنّ (1).

    وفي النتائج؛ لم يوجد ارتباطٌ بين الإمساك المزمن أو تناوب الإسهال والإمساك مع خطر تطوّر التهاب المفاصل الرثياني، في حين ارتبط الإسهال المزمن بتطوّر التهاب مفاصل مزمن لاحقًا؛ إذ يؤدي تغيّر البكتيريا المعوية -خاصة مع التدخين- إلى ظهور مرحلة مبكرة من تعزيز المناعة الذاتية، يليها ظهور المرض السريري بعد سنوات، وتتوافق هذه النتائج مع فرضية "الأصل المخاطي لحدوث التهاب المفاصل الرثياني" (1).

    و لكن؛ ما تغيّر البكتيريا المعوية (المكروبيوتا)؟ و كيف يحفّز ظهور مناعة ذاتية في الجسم؟
    تسكن الجسم البشري مجموعات كبيرة ومتنوعة من البكتيريا المتعايشة معه طبيعيًّا، والتي شهدت توصيفًا واسعًا لها في السنوات الأخيرة (3)، وتعمل البكتيريا المعويّة المتعايشة مع الأمعاء على المحافظة على الخلايا الظهارية في طبقات الأمعاء وإصلاحها، إضافةً إلى أنّ المخاط الموجود في القولون يعمل على تعطيل الحركات البكتيريّة وإبعاد البكتيريا عن الاتصال المباشر مع الخلايا الظهارية (4)، كذلك تؤدي هذه البكتيريا دورًا في بناء الاستجابة المناعية الطبيعية للجسم وتحمُّل عدم تطوير استجابة مناعية تجاه مستضدات الجسم الذاتية (3).

    أما في حال حدوث خلل في البكتيريا المعويّة (dysbiosis)؛ تُحدث البكتيريا الغازية خللًا في الطبقة المخاطية الواقية، وينجم عنه حصول إسهال (4)، ويمكن أن تقود إلى انهيار الحاجز المناعي مؤديةً إلى دخول محتويات خلايا البكتيريا هذه إلى مجرى الدم (3)، الأمر الذي قد يؤدي إلى حدوث التهابات مزمنة وتطوير استجابة مناعية تجاه الجسم نفسه (3)؛ إذ يُعدّ خلل التوازن البكتيري مسؤولًا عن العديد من أمراض المناعة الذاتية، كذلك يُعدّ التهاب المفاصل الرثياني من أكثر اضطرابات المناعة الذاتية الرئيسية التي دُرِست على نطاق واسع فيما يخص خلل توازن البكتيريا المتعايشة مع الجسم (3).

    تكثر الأسباب التي تؤدي إلى خلل التوازن البكتيري في الأمعاء، ومنها: الأسباب البيئية مثل التدخين (5)، والغذاء كتغيير نمط الطعام أو نقص تناوله وتناول كميات كبيرة من الدهون، كذلك يؤدي تناول الأدوية الفموية دون تدخل طبي إلى تغيرات في البكتيريا (6)، إضافةً إلى الاستعداد الوراثي (3).

    إنّ الدراسة الحديثة التي تربط بين تطور اضطرابات الجهاز الهضمي -تحديدًا حدوث الإسهال المزمن الناجم عن خلل توازن البكتيريا المعويّة- وتطور حدوث اضطرابات الجهاز المناعي -مثل التهاب المفاصل الرثياني- في غاية الأهمية؛ إذ يمكن التنبؤ بحصول الأمراض المزمنة عن طريق ذلك، ويمكن الوصول إلى العديد من العلاجات المثمرة لمنع تطوّر مثل هذه الأمراض خاصّةً في حال وجود استعداد وراثي.

    المصادر:


    1. Yann Nguyen, Xavier Mariette, Carine Salliot, Gaëlle Gusto, Marie-Christine Boutron-Ruault, Raphaèle Seror. 2020. Chronic diarrhoea and risk of rheumatoid arthritis: findings from the French E3N-EPIC Cohort Study. Rheumatology,keaa133. Available from: هنا

    2. Rheumatoid arthritis [Internet]. Mayo Clinic. [cited 2020 Sep 18]. Available from: هنا

    3. Sandhya, P., Danda, D., Sharma, D. and Scaria, V. (2016), Does the buck stop with the bugs?: an overview of microbial dysbiosis in rheumatoid arthritis. Int J Rheum Dis, 19: 8-20. doi:10.1111/1756-185X.12728. Available from: هنا

    4. Margret I Moré and Alexander Swidsinski. 2015. Saccharomyces boulardii CNCM I-745 supports regeneration of the intestinal microbiota after diarrheic dysbiosis – a review. Clinical and Experimental Gastroenterology. doi: 10.2147/CEG.S85574. Available from: هنا

    5. Savin, Z., Kivity, S., Yonath, H. et al. 2018. Smoking and the intestinal microbiome. Arch Microbiol 200, 677–684 (2018). Available from: هنا

    6. Weiss, G.A., Hennet, T. 2017. Mechanisms and consequences of intestinal dysbiosis. Cell. Mol. Life Sci. 74, 2959–2977 (2017). Available from: هنا
يعمل...
X