حارس الفلة البنفسجية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حارس الفلة البنفسجية

    سميا صالح


    ( حارس الفلة البنفسجية) للروائي

    مفيد عيسى أحمد ، الغائيّة والهدفيّة ..
    (حارس الفلة البنفسجية )الصادرة عن الهيئة السورية للكتاب /٢٠١٩م
    مفيد يكتب بالإسلوب البانورامي السينمائي الذي يتجه صوب الإنسانية المعذبة تحت غول التقليد والأعراف السائدة وأخطبوط الحرب والمتناقضات النافقة من جرائها . يمتلك من التقنية المتجاوزة ، لا أجد مألوفا ولاروتينا ولا غثيانا في أغلب سردياته ، سوى تواجد العصارة ذات المعنى المؤلم أمام الرائي والقاريء ومجمل قصصه في مجموعته ( حارس الفلة البنفسجية)، كتبت بفن الهدفية والغائيّة. مفيد يكتب المحتوى والشكل بتقنية الفن السابع بحيث أننا نستطيع أن نسمع حركات الأشياء وأن نحس بضوء الصورة ، أن ننذهل في كيفية الإنتقال من مشهد الى مشهد . لذلك نرى في قصته ( ثلاثة حقول وأربعة براعم) إتخذت صفة الصورة والقص وأجده قد إقترب من التشيكي الشهير ( فرانز كافكا) في رواية والمتحولون في ظل مجتمعات قاسية لايجد المرء من بدٍ سوى أن يهرب من قسوة الحياة كي يتحول الى شي آخر وهذا ما أدى بحارس المسرح أن يتمنى لو انه يمثل دور (فيل) وكذلك (قمر) معشوقته المفترضة في خياله أو ما يعرف بالحب من طرف واحد ، في أن تفكر بالطيران بأجنحة للهروب من عالم الآرض الى عوالم أخرى أجمل وأجمل في الحرية والإنعتاق . تحدثت هذه القصة أيضا عن رغبة الإنتقام لدى المرء فيما لو ألمّت به ملمة ولكنه غير قادر على إيجاد الحلول لها سوى الإنتقام . لكن ليس كل تفكير يالإنتقام يمكن أن يتحول الى فعل وإنما هي نوازع البشر ومابدواخله من شر أو خير والصراع بين الأنا والهو الذي دخل في عقل الحارس ورغبته في الإنتقام من حبيبته قمر التي خذلته وتركته صريعاً في معاناته .
    في قصة مايشبه إنعدام الحس ..
    مفيد هنا يقترب من المدرسة الرمزية ، فراح يوضح لنا بشكل آخر أن طبيب الآسنان هو ( الدكتاتور) أو المتسلّط الطيّب أو أنه يستخدم إسلوب الترغيب والترهيب وهذا لامناص منه من أنها الدكتاتورية بعينها. ولأننا في تلك اللحظة تحت رحمة الطبيب وهو يفعل بنا مايشاء من تعذيب وألم ومامن طاقة لدينا على ردعه لآننا الآخرون نريد الشفاء من علّة باتت تنخر بنا كما ينخر العفن في أسنانا . فرحنا نفكر من شدة ما يؤلمنا هذا الطبيب في كيفية قتله لكنّ المعضلة تقف أمامنا من أنه إبن المحلة والجيران ومداوي لكل من فيها حتى جاءت الطائفية فكانت مبررا قويا لقتله ومشاجرات ومشاحنات بين أهل المنطقة في كيفية قتل رجل طبيب قد أعانهم ذات يوم رغم تسلطه وتعذيبه للآخرين فندخل في متاهات لانحصد منها غير الدمار والتخريب ووقوف الإنسانية على عكازها . لكن النهاية هنا جعلها مفيد تنتمي الى المسرح البريختي وكان بارعا حقا حيث يجلس شخص في كرسي المعالجة لدى طبيب الآسنان ويحمل مسدساً لقتل الطبيب أثناء معالجته له وفي كل مرة يمد يده على المسدس لقتله ولم يفعلها حتى يصل مرحلة إنعدام الحس مثل تلك الناجمة عن الم الأسنان فتختفي تماما في مرحلة عدمية الحس. فيتركنا مفيد على تساؤل صعب هل نحن مع قتل الطبيب أم من عدمه لآن الأمور أحيانا تدخل مشبك الأحداث ولانعرف ماهي الحلول الصحيحة التي تصل بنا الى البناء الحقيقي لشعوبنا الا بمعجزة يصنعها الشاطرون وأهل الحل .
    آخرما أقوله من أننا حين نقرأ مفيد عيسى في مجموعته القصصية ( حارس الفلة البنفسجية) نجد أنفسنا داخلين على تفاصيل هائلة صغيرها وعظيمها والتي شكّلت كل الجمالات التي قرأناها في سردها الجاذب وقالبها المتين الذي يقول لنا : من أنّ القلوب تبقى نابضة في البحث ، تستمع الى الجدل ، الى الحداثة ، والى العقل .
يعمل...
X