رواية: نداء البحر
المشهد الأول "ساحل الموت"
بعض الجنود يظهرون من فوق تلة رملية بإتجاه البحر، أكثرهم تماسكاً تبع قدماه بجسده وكأنه لا يملك غير ما تقوده قدماه إليه.
والآخرون ما بين من يزحف على الأرض في نفس الإتجاه ومن يتدحرج من أعلى التلة فوق الرمال إلى شاطيء رملي ضيق في السفح لينتهي ببحر ذو طبيعة صخرية.
صوت ما يشد كل هؤلاء الجنود بإتجاه هذا المنحدر الرملي، صوت ما بين الأمل والتأوه وكأنه بعض من ألم الولادة، وها هي ناقة ملقاة على صخرة في البحر قريباً من الشاطيء وهي تتلوى من الألم وأخرى تكاد تتلاشى في هذه الرمال أسفل التلة وناقة أخرى مازالت تقف على رجليها يجرها نفس المصير.
وهناك هذا الجندي الذي يظهر من تماسكه أنه أعلاهم رتبة وأكثرهم دراية بالأمر، يمسك في يده ما يشبه قوقع لحلزون بحري وما إن تطأ قدماه مياه البحر حتي يخرج كائن من هذا القوقع وكأنه يتعرف على هذا المكان ويحس به فيصدر صوتاً يتطابق وهذا الصوت الذي لطالما جذب الجميع إلى هذا المكان الغريب، يحاول التأكد مما رآه وسمعه ولكن يقنع نفسه بأنه خيل له بعد كل هذا التعب، فكيف يكون لأي كائن كان ان يعيش كل هذه السنوات في هذا القوقع بعيداً عن بيئته بلا ماء أو غذاء، قبل أن يطل مرة ثانية من القوقع ويصدر صوتاً أقوى لوهلة، فيعم الصمت وتتغير السماء وتنتهي كل هذه المعاناة التي تسود هذا المكان، وكأن كل شيء ينمحي من حول هذا الجندي و هو يحملق داخل هذه القوقعة التي يحملها بيده فيجوب بنظره كل أرجاء المكان وكل شيء قد إختفي من حوله إلا هذا المكان ولكنه ليس هو وكأنه مكانه يشبه كثيراً.
يسمع صوت رصاصات وملاحقات عسكرية، ليرى بعض الجنود ينطلقون إلى هذا السهل الضيق، مسرعون مدججون بالسلاح وهم يلتفتون يميناً وشمالاً وكأنهم يؤمنون المكان، لتظهر بعض النياق يعلوها ثلاتة من الجنود الأعلى رتبة، والنوق قوية تعلو برأسها حتى تكاد ترتطم بطائرة حربية تمر من فوقها قبل أن تسقط في البحر قرب الشاطيء، لتغرق في الحال تدريجياً حتى لا يظهر منها شيء.
الغريب أنه يقف وكأنه ليس بموجود، خافت تنفذ من خلاله الأشياء ولا يلفت نظر أحد، هم يرتدون نفس الزي العسكري ولكنه الشكل القديم منذ الحرب العالمية الأولى.
يتلفت الجنود وهو يلاحظ الجميع وكأنه في حلم طويل، فيلقي بنظره في كل صوب لكن لا يرى أي شيء من مما كان يحيط به وكأنه خطى بقدمه في الماضي ولكنه لا يدري لماذا ولمَ هو بالذات؟.
تعلو صياح الجنود بفرحة بالفرار والنجاة تشوبها بعض تأوهات الجنود المصابيين، وأسترعى نظره أن ينادي الجنود بإسم ابيه الذي مات منذ سنوات عدة بعد أن شارك في هذه الحرب ومازال يوم حملت إليهم أخبار موته بعد صراع شديد مع مرض غريب أصابه اثناء القتال، فيلتفت بنظره إلى الشخص الذي ينادونه فأكنه هو هو أبوه في شبابه، تعلو وجهه المعفر إبتسامة جميلة إعتاد أن يرها في صوره القديمة التي ورثها عنه في صندوق مهماته العسكرية الذي سلمته له أمه بعد أن شب عن الطوق وقبل أن يقرر أن ينخرط في السلك العسكري.
المشهد الأول "ساحل الموت"
بعض الجنود يظهرون من فوق تلة رملية بإتجاه البحر، أكثرهم تماسكاً تبع قدماه بجسده وكأنه لا يملك غير ما تقوده قدماه إليه.
والآخرون ما بين من يزحف على الأرض في نفس الإتجاه ومن يتدحرج من أعلى التلة فوق الرمال إلى شاطيء رملي ضيق في السفح لينتهي ببحر ذو طبيعة صخرية.
صوت ما يشد كل هؤلاء الجنود بإتجاه هذا المنحدر الرملي، صوت ما بين الأمل والتأوه وكأنه بعض من ألم الولادة، وها هي ناقة ملقاة على صخرة في البحر قريباً من الشاطيء وهي تتلوى من الألم وأخرى تكاد تتلاشى في هذه الرمال أسفل التلة وناقة أخرى مازالت تقف على رجليها يجرها نفس المصير.
وهناك هذا الجندي الذي يظهر من تماسكه أنه أعلاهم رتبة وأكثرهم دراية بالأمر، يمسك في يده ما يشبه قوقع لحلزون بحري وما إن تطأ قدماه مياه البحر حتي يخرج كائن من هذا القوقع وكأنه يتعرف على هذا المكان ويحس به فيصدر صوتاً يتطابق وهذا الصوت الذي لطالما جذب الجميع إلى هذا المكان الغريب، يحاول التأكد مما رآه وسمعه ولكن يقنع نفسه بأنه خيل له بعد كل هذا التعب، فكيف يكون لأي كائن كان ان يعيش كل هذه السنوات في هذا القوقع بعيداً عن بيئته بلا ماء أو غذاء، قبل أن يطل مرة ثانية من القوقع ويصدر صوتاً أقوى لوهلة، فيعم الصمت وتتغير السماء وتنتهي كل هذه المعاناة التي تسود هذا المكان، وكأن كل شيء ينمحي من حول هذا الجندي و هو يحملق داخل هذه القوقعة التي يحملها بيده فيجوب بنظره كل أرجاء المكان وكل شيء قد إختفي من حوله إلا هذا المكان ولكنه ليس هو وكأنه مكانه يشبه كثيراً.
يسمع صوت رصاصات وملاحقات عسكرية، ليرى بعض الجنود ينطلقون إلى هذا السهل الضيق، مسرعون مدججون بالسلاح وهم يلتفتون يميناً وشمالاً وكأنهم يؤمنون المكان، لتظهر بعض النياق يعلوها ثلاتة من الجنود الأعلى رتبة، والنوق قوية تعلو برأسها حتى تكاد ترتطم بطائرة حربية تمر من فوقها قبل أن تسقط في البحر قرب الشاطيء، لتغرق في الحال تدريجياً حتى لا يظهر منها شيء.
الغريب أنه يقف وكأنه ليس بموجود، خافت تنفذ من خلاله الأشياء ولا يلفت نظر أحد، هم يرتدون نفس الزي العسكري ولكنه الشكل القديم منذ الحرب العالمية الأولى.
يتلفت الجنود وهو يلاحظ الجميع وكأنه في حلم طويل، فيلقي بنظره في كل صوب لكن لا يرى أي شيء من مما كان يحيط به وكأنه خطى بقدمه في الماضي ولكنه لا يدري لماذا ولمَ هو بالذات؟.
تعلو صياح الجنود بفرحة بالفرار والنجاة تشوبها بعض تأوهات الجنود المصابيين، وأسترعى نظره أن ينادي الجنود بإسم ابيه الذي مات منذ سنوات عدة بعد أن شارك في هذه الحرب ومازال يوم حملت إليهم أخبار موته بعد صراع شديد مع مرض غريب أصابه اثناء القتال، فيلتفت بنظره إلى الشخص الذي ينادونه فأكنه هو هو أبوه في شبابه، تعلو وجهه المعفر إبتسامة جميلة إعتاد أن يرها في صوره القديمة التي ورثها عنه في صندوق مهماته العسكرية الذي سلمته له أمه بعد أن شب عن الطوق وقبل أن يقرر أن ينخرط في السلك العسكري.