قراءة انطباعية لقصة ( أنامل دافئة)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قراءة انطباعية لقصة ( أنامل دافئة)

    قراءة انطباعية لقصة ( أنامل دافئة)
    للكاتبة المبدعة/وفاء عبد الحفيظ محمد كامل حامد
    النص
    أنامل دافئة
    عبر نافذة الأمل وقفت حين بدأت خيوط الشمس تلملم أطرافها، حيث بدأت تهبط في كهف المغيب،
    هلت نسمات المساء تعبث بوجهها، لكنها شاردة الذهن، تقلب صفحات الماضي، كيف لم تكن مثل أمها الحكمة الجارية دون تكلف، في مواقف كثيرة، تضعها وسرعان ما يزول السبب في تكدير النفس، امامها زوجها، عابس الوجه مقطّب الجبين بصوته الجهوري يهدد ويتوعد، لأنها خرجت بدون إذنه وغابت اليوم بأكمله ولم تبلغه بتأخيرها، هاج وماج ، نسيت تماما طفلها لدى البواب ولم تجلبه إلى المنزل في موعد خروجه، كأنها تسمع أمها حين كانت في نفس موقفها غير أنها أودعتها عند الجارة، حين سألها الزوج لم ذلك التأخير؟ أجابت كنت بصحبة صديقتي بالعمل حيث واجهتها مشكلة كبيرة ووقفت بجانبها لأنها جعلتني الأخت الحانية ،شعرت بالخجل لازمتها حتى استكانت ، فجأة تسلل خلفي وذكر كلمة عتاب، لم أخاطبه هرولت إلى المطبخ وأعددت طبق الحلوى المفضل لديه، حين رآه لاحت بوجهه ابتسامة، تعود صورة زوجها معنفا إياها، عندما تريدين الذهاب بعد الدوام لابد أن تجعلي الأهم في حساباتك، عادت تتأمل المساء بنفحاته الرطبة تنعش القلب حين تضل الأماسي الوردية طريقها إلى بيتها،
    انتابتها وساوس قهرية، تذكرت والدتها أثناء سفر والدها المتكرر تجمعها مع أخيها الصغير وتظل تقص عليهما قصصا سعيدة، عندما كانا في مرحلة الشباب ،تحتضنهما بشدة ثم تقوم بحركة مفاجأة تأخذهم في نوبة من الضحك، تنظر إلى حالتها في وجوم، من تبلدها تجاه مثيرات الحياة،
    تبتعد عن النافذة ترتدي ثوب الخروج إلى العمل،
    انتصف النهار وإذا بالمدرسة تخبرها بالحضور فورا، تحاول الاتصال بزوجها خارج التغطية، تصل المدرسة وبرأسها ألف سؤال ؟ تتقدمها المسؤولة عن الصغار وتخبرها بسقوط الابن من على اللعبة ، صرخت ،قالت لها:- نحن عملنا اللازم وهو الآن في حجرة الحكيمة ، أسرعت وهي تلهج ياحبيبي ياقلب أمك، وجدته نائما والضمادة تلتف حول رأسه بفزع أيقظته، حملته وخرجت إلى سيارتها في سباق محموم بين السيارات في ذروةاليوم وإشارات المرور تتعثر بالطريق فجأة تقف بسيارتها ،تسمع خروشة بين العجلات ، تخرج منها إذا بها تجد العجلة الخلفية من جهة اليسار مفرغة بسبب ثقب ، تفتح حقيبة السيارة وتحمل العجلة الاحتياطي ، تراها هي الأخرى تحتاج للنفخ ، تتلفت يمينا ويسارا ، أصطف خلفها طابورا من السيارات ، جاءها أحدهم يسألها ؟ أشارت باصبعها ناحية العجلتين تمتم ثم حملهما مصمماً أن يذهب لكي ينقذ الوضع وهي تكرر أسفها وشاهد طفلها، أسرع من أمامها،
    أخذتها نوبة من الحزن على حالها دون وجود زوجها معها ثم تهدأ ولسان حالها يقول: -ولو كان معي ماذا كان فاعلا؟!
    السيارات في حماس شديد بأصوات الإنذارات بضجيج رهيب ، أرادت أن تعتذر لأحدهم، أتي مهرولا حاملا العجلتين وسرعان ما ركب العجلة، أضاءت وجهها ابتسامة رضا تدير سيارتها وتطير ثم تقف لاهثة،
    أمام عيادة، تدلف للداخل ، رآها الطبيب فزعة،قام بتهدأتهاثم بالكشف على الجرح وسأل الطفل بعض الأسئلة أجابه وأعطاه كيسا صغيرا به بعض الحلوى وداعبه فابتسم، طمأنها عليه ، أخذته وعادت إلى المنزل ، انقضى اليوم وعند منتصف الليل حضر زوجها، أخبرته بحالة طفلها وهو في سكون تام عندما أنهت كلامها قال؛ أحسنت صنعا هكذا أريدك.
    وفاءعبدالحفيظ
    القراءة
    العنوان ( أنامل دافئة ) عنوان مناسب وغير كاشف لمحتوى القصة، لكنه يشير إلى وجود نوع من الحنان والدفء ستبرزه أحداث القصة، اللغة موحيه ومعبرة عن حالة الأمومة والتي تفقد أحيانا وجودها نتيجة للاهمال وعدم الاعتناء الكافي بالابناء، وكذلك العلاقة الفاترة بين الزوجين، ومحاولة القاء الزوج المسئولية الكاملة على كاهلها، وابتعاده عن معاونتها.
    السرد جاء مشوق وسلس؛ استخدمت بعض الصور الجمالية في وصف الحالة الزمانية والنفسية، تناولت فكرة رجوع البطلة للماضي متذكرة ما كان يصدر من والدتها من تصرفات في مواقف مشابهه، في محاولة منها لإنهاء خلافاتها ومشاكلها بذات الطريقة الحكيمة، فترى في والدتها نموذج مكتمل للسيدة الناجحة التي استطاعت أن تدير شئوون بيتها بحكمة واقتدار.
    ولكن جاء الخلط في بعض الأجزاء بينها وبين والدتها، ويتضح ذلك جليا في المثال التي ساقته عن والدتها عند تعرضها للموقف ذاته الذي تعرضت إليه، وكيف تعاملت والدتها مع الأمر بحكمة؛ فأكتسبت حب وتقدير زوجها، لتنتقل بصورة مفاجئة للحديث عن البطلة وتعاملها، مما أحدث بعض الارتباك في السرد والخلط بينها والأم.
    استخدمت الكاتبة إيقاع سرد سريع ومتعجل بعض الشئ وخاصة بعد خروج البطلة وابنها من المدرسة، وكأنها تلهث في كلماتها كلهث الأم في الواقع لمحاولة انقاذ طفلها، فتنقل لنا المشهد وكأنها تصوره؛ فنتعاطف مع البطلة ونتأثر بمعاناتها، فتقابل البطلة المعوقات في طريقها، ولكن تجد من يمد لها يد المساعدة، والطبيب يتعاطف معها ومع طفلها، لتأتي النهاية الجميلة كما أرادت أن تكون، فتنال ثقة زوجها ورضاه عن تصرفاتها تماما كما كانت والدتها. بالتوفيق أن شاء الله ومزيدًا من الابداع
يعمل...
X