: في ذكرى رحيل يوسف وهبي باشا السينما المصرية
القاهرة ـ «سينماتوغراف»
لم يكن يوسف وهبي مجرد نجم في تاريخ السينما، بل كان بالتأكيد أيقونة من أيقونات الزمن الجميل، وأحد أهم المحاربين من أجل رسالة الفن الراقي، فقد ولد عام 1898 في محافظة الفيوم في عائلة من طبقة النبلاء، وتلقى تعليماً جيداً كان يؤهله ليصبح “باشا” مثل أبيه، لكن طريقه تغيّر ليصبح “باشا” في مجال آخر، فقد شغف بالمسرح وبإلقاء المونولوغات منذ كان في المدرسة، وقرر أن يواصل دراسة التمثيل، فسافر إلى إيطاليا وصقل موهبته في معاهدها، ثم عاد وانضم إلى فرقة حسن فايق المسرحية فلمع نجمه عالياً، ليصل به طموحه إلى تأسيس شركة رمسيس للإنتاج السينمائي والمسرحي، والتي رافقت مشواره الطويل.
لم يكن يوسف وهبي ممثلا فقط، فأول فيلم ظهر فيه كان بعنوان “أولاد الذوات” عام 1932 وكان من تأليفه الشخصي، وكانت هذه أول خطوة في طريق جعله واحداً من أهم المؤلفين في تاريخ السينما المصرية بأكثر من أربعين عملا من أشهرها: “غرام وانتقام”، “الأفوكاتو مديحة”، “سفير جهنم” وغيرها.
وكان يوسف وهبي مخرجاً عظيماً أيضاً، أخرج عدداً كبيراً من أعماله التي ألفها أو قام ببطولتها، فقد ترك رصيداً يحوي أكثر من 140 عملا تنوع بين المسرح والسينما، ولم يتوقف عن التمثيل حتى آخر أيامه. ومما لا يعرفه كثيرون عنه، أنه أقدم مرة واحدة على خوض تجربة “التلحين” في فيلم “بيت الطاعة” الذي ألفه وأخرجه ومثل فيه أيضا.
وعرف يوسف وهبي كواحد من نجوم زمن الفن الجميل، كما كان حاملا للواء السينما النظيفة التي تحمل رسالة للناس، فانتخب نقيباً للممثلين، كما فاز بعدة جوائز وتكريمات، وكان أول مسلم ينال جائزة من بابا الفاتيكان لدفاعه عن حقوق الإنسان وحرية الأديان.
وقد غادر النجم الأنيق هذه الحياة من 36 عاماً في 17 من أكتوبر/ تشرين الأول عام 1982 إثر سكتة قلبية، تاركاً خلفه فراغاً كبيراً وحباً كبيراً سيبقى في قلوب كل من استطاع أن يرسم على وجوههم إبتسامة وأن يزرع في أرواحهم رسالة.