تتكلم رواية المسخ لفرانز كافكا عن شخصية البطل غريغور سامسا الشاب الذي كان معيلًا لعائلته ويحيا حياةً روتينية ليستيقظ يومًا ويجد نفسه قد تحوّل إلى حشرة كبيرة، لتصف الرواية الآثار النفسية والاجتماعية التي ترتبت على هذا التحوّل، وكيف انتهت الأمور بالبطل إلى الانتحار.[١]
إنّ المعاملة التي تلقاها غريغور من عائلته، وزوّارهم، في محاولتهم إخفاءه والخزي منه لها رمزية كبيرة في تحليل سيكولوجية المجتمعات التي لا تتقبل بسهولة الأقليات التي تعيش بينهم، والتي قد تختلف عنهم في أمور كثيرة.[٢]
مثل ذلك الأفراد المهمشين في الفقر أمام جبروت رأسمالية هذا العالم، أو الأقليات الدينية والثقافية، وحتى أصحاب الإعاقات الذين يحييون بيينا، قد تكشف معاملة عائلة جريجور له فور مسخه عمّا يصدر في نفوس الآخرين من تصريح بالاختلاف ومحاربته بالإساءة إلى أصحابه المختلفين.[٢]
البعد النفسي للتحوّل
يشكّل التحوّل الذي حدث لغريغور تصويرًا للاغتراب الذي يعايشه الإنسان إذا ما قرر التخلص من حياة العبودية والاستنزاف التي كان يحياها، حيث كان غريغور سامسا يعمل كالآلة لأجل إعالة عائلته التي يعتمدون عليه رغم امتلاكهم مقدرة الخروج للعمل وإعالة أنفسهم وهو ما حدث بعد مسخه، فرغم كون التحوّل الحاصل له هو انقلاب من حالة وجودية لأخرى، لكنّه قد يمثل تحررًا من الوظيفة والمسؤولية التي كانت تسرق أيامه كاملةً.[٢]
يعتبر البشر أنانيين وهذا ما تكشف عنه هذه الرواية، حيث أنّ الرحمة والاحترام مشروطان بمدى الفائدة المتحصّلة من الشخص، فعندما كان غريغور معيلًا لأسرته كان يتلقى معاملة أخرى غير التي وجدها بعد المسخ، ففائدته بعد المسخ انعدمت لدى أفراد عائلته ما جعلهم يعاملونه كعالة.[٢]
إلى أن سبّبت له هذه المعاملة السيئة مشاعرًا كئيبة دفعته للانتحار؛ ليخلص من وضعه وليقدم نفسه فداءً إلى عائلته التي لا يريد إرباكها وتكليفها بشكل أكبر.[٢]
وتدور أحداث الرواية في أجواء المدينة تحت النظام الرأسمالي الذي يعمل فيه البشر في وظائف منظمة، خلال فترة القرن العشرين.[٢]
تحليل الحوار والسرد
إنّ منظور الرواية الرئيسي يأتينا من قبل غريغور، حيث في غالب الأحداث نجد الراوي في عقل غريغور يتكلم عمّا يشعر به غريغور ويعرفه، عن مخاوفه وأسئلته ونتعرّف على أثر كل ما يحدث له من خلال وجود الراوي في نفسه لينقل لنا كل أصداء الخارج على الداخل. إلا أنّنا نجده يتنقل بعدها إلى شخصيات أخرى، لنرى ماذا يدور في خلدها، لكنها لحظات نادرة.[٣]
تحليل اللغة والخيال
لقد تحوّل سامسا إلى حشرة غير محدّدة الشكل أو النوع، حيث اختلفت الترجمات في وصف نوعها، لكنّ الناس إذا أرادوا إذلال أحدهم وإخباره بأنّه طبقة دنيا أو وضيعة يخبرونه بأنّه "صرصور"، وهي المكانة التي شعر البطل بأنّه يشغلها؛ حيث التهميش الذي يتعرض له والخزي المريع، والنبذ، كل هذه المشاعر لم يكن غريغور سامسا يستحقها.[٢]
لقد استخدمت الرمزية المعبّرة عن سعة الخيال في الرواية؛ لتعبر عن حقائق نفسية مؤسفة لغريغور، مثل صورة المرأة التي كان يعلقها على جدار غرفته وينظر لها، كانت توحي بافتقاره إلى الصحبة البشرية بسبب حياته المسخرة للعمل الدائم وجمع المال.[٣]
إنّه يشعر بضياع إنسانيته في هذا السعي الجائر لتأمين الحياة، وعندما أفرغوا غرفته من الأثاث أصابه الذعر وشعر بوجوب القتال لأجل هذه اللوحة التي ربما كانت الشيء الوحيد الذي يذكره بإنسانيته المهدورة قبل المسخ.[٣]
إنّ رمزية الطعام نفسه الذي انتقل من كونه طعامًا بشريًا صالحًا يأكله صاحبه مقابل الخدمات التي يقدمها للجميع، ليتحول مع المسخ إلى طعام فاسد بعد أن أصبح عالة، تبين أنّ المجتمعات تتعامل مع الفرد اعتمادًا على قيمته المبنية على خدماته ومقدار الفائدة التي يحققها لهذا المجتمع.[٣]
الاستعارة
لقد استخدم كافكا الكثير من التقنيات الأدبية في هذه الرواية، والتي قلّت بسبب الترجمات المتعددة للرواي، إلّا أنّ الاستعارة تبقى تتجلى في الرواية بوضوح، فالحبس الذي شعر به غريغور في غرفته المظلمة بعد المسخ كان يعيشه طيلة حياته، لم يكن حبيسًا لجسد الحشرة في الرواية فقط، بل عاش حياته حبيسًا للنظام المالي، والحكومي، والأخلاقي بواجباته اتجاه عائلته ومسؤوليته عنهم.[٣]
كانت هذه الشخصية تعاني دائمًا من السجن الوجودي الذي لم يكن القارئ ليلاحظه إلا في الغرفة المغلقة في البيت وهو داخل جسد الحشرة. كما أنّ استعارة الطقس بدت واضحة في الرواية حيث كانت المدينة يملأها الضباب المتكرر، الذي يحجب النور ويوحي بالاكتئاب، وهو إحساس غريغور الذاتي، فقد كان الضباب داخل منزل ويمتد في روحه، ليس فقط خارج النافذة.[٣]
المراجع
إنّ المعاملة التي تلقاها غريغور من عائلته، وزوّارهم، في محاولتهم إخفاءه والخزي منه لها رمزية كبيرة في تحليل سيكولوجية المجتمعات التي لا تتقبل بسهولة الأقليات التي تعيش بينهم، والتي قد تختلف عنهم في أمور كثيرة.[٢]
مثل ذلك الأفراد المهمشين في الفقر أمام جبروت رأسمالية هذا العالم، أو الأقليات الدينية والثقافية، وحتى أصحاب الإعاقات الذين يحييون بيينا، قد تكشف معاملة عائلة جريجور له فور مسخه عمّا يصدر في نفوس الآخرين من تصريح بالاختلاف ومحاربته بالإساءة إلى أصحابه المختلفين.[٢]
البعد النفسي للتحوّل
يشكّل التحوّل الذي حدث لغريغور تصويرًا للاغتراب الذي يعايشه الإنسان إذا ما قرر التخلص من حياة العبودية والاستنزاف التي كان يحياها، حيث كان غريغور سامسا يعمل كالآلة لأجل إعالة عائلته التي يعتمدون عليه رغم امتلاكهم مقدرة الخروج للعمل وإعالة أنفسهم وهو ما حدث بعد مسخه، فرغم كون التحوّل الحاصل له هو انقلاب من حالة وجودية لأخرى، لكنّه قد يمثل تحررًا من الوظيفة والمسؤولية التي كانت تسرق أيامه كاملةً.[٢]
يعتبر البشر أنانيين وهذا ما تكشف عنه هذه الرواية، حيث أنّ الرحمة والاحترام مشروطان بمدى الفائدة المتحصّلة من الشخص، فعندما كان غريغور معيلًا لأسرته كان يتلقى معاملة أخرى غير التي وجدها بعد المسخ، ففائدته بعد المسخ انعدمت لدى أفراد عائلته ما جعلهم يعاملونه كعالة.[٢]
إلى أن سبّبت له هذه المعاملة السيئة مشاعرًا كئيبة دفعته للانتحار؛ ليخلص من وضعه وليقدم نفسه فداءً إلى عائلته التي لا يريد إرباكها وتكليفها بشكل أكبر.[٢]
وتدور أحداث الرواية في أجواء المدينة تحت النظام الرأسمالي الذي يعمل فيه البشر في وظائف منظمة، خلال فترة القرن العشرين.[٢]
تحليل الحوار والسرد
إنّ منظور الرواية الرئيسي يأتينا من قبل غريغور، حيث في غالب الأحداث نجد الراوي في عقل غريغور يتكلم عمّا يشعر به غريغور ويعرفه، عن مخاوفه وأسئلته ونتعرّف على أثر كل ما يحدث له من خلال وجود الراوي في نفسه لينقل لنا كل أصداء الخارج على الداخل. إلا أنّنا نجده يتنقل بعدها إلى شخصيات أخرى، لنرى ماذا يدور في خلدها، لكنها لحظات نادرة.[٣]
تحليل اللغة والخيال
لقد تحوّل سامسا إلى حشرة غير محدّدة الشكل أو النوع، حيث اختلفت الترجمات في وصف نوعها، لكنّ الناس إذا أرادوا إذلال أحدهم وإخباره بأنّه طبقة دنيا أو وضيعة يخبرونه بأنّه "صرصور"، وهي المكانة التي شعر البطل بأنّه يشغلها؛ حيث التهميش الذي يتعرض له والخزي المريع، والنبذ، كل هذه المشاعر لم يكن غريغور سامسا يستحقها.[٢]
لقد استخدمت الرمزية المعبّرة عن سعة الخيال في الرواية؛ لتعبر عن حقائق نفسية مؤسفة لغريغور، مثل صورة المرأة التي كان يعلقها على جدار غرفته وينظر لها، كانت توحي بافتقاره إلى الصحبة البشرية بسبب حياته المسخرة للعمل الدائم وجمع المال.[٣]
إنّه يشعر بضياع إنسانيته في هذا السعي الجائر لتأمين الحياة، وعندما أفرغوا غرفته من الأثاث أصابه الذعر وشعر بوجوب القتال لأجل هذه اللوحة التي ربما كانت الشيء الوحيد الذي يذكره بإنسانيته المهدورة قبل المسخ.[٣]
إنّ رمزية الطعام نفسه الذي انتقل من كونه طعامًا بشريًا صالحًا يأكله صاحبه مقابل الخدمات التي يقدمها للجميع، ليتحول مع المسخ إلى طعام فاسد بعد أن أصبح عالة، تبين أنّ المجتمعات تتعامل مع الفرد اعتمادًا على قيمته المبنية على خدماته ومقدار الفائدة التي يحققها لهذا المجتمع.[٣]
الاستعارة
لقد استخدم كافكا الكثير من التقنيات الأدبية في هذه الرواية، والتي قلّت بسبب الترجمات المتعددة للرواي، إلّا أنّ الاستعارة تبقى تتجلى في الرواية بوضوح، فالحبس الذي شعر به غريغور في غرفته المظلمة بعد المسخ كان يعيشه طيلة حياته، لم يكن حبيسًا لجسد الحشرة في الرواية فقط، بل عاش حياته حبيسًا للنظام المالي، والحكومي، والأخلاقي بواجباته اتجاه عائلته ومسؤوليته عنهم.[٣]
كانت هذه الشخصية تعاني دائمًا من السجن الوجودي الذي لم يكن القارئ ليلاحظه إلا في الغرفة المغلقة في البيت وهو داخل جسد الحشرة. كما أنّ استعارة الطقس بدت واضحة في الرواية حيث كانت المدينة يملأها الضباب المتكرر، الذي يحجب النور ويوحي بالاكتئاب، وهو إحساس غريغور الذاتي، فقد كان الضباب داخل منزل ويمتد في روحه، ليس فقط خارج النافذة.[٣]
المراجع
- ↑ كافكا، المسخ، صفحة 70. بتصرّف.
- ^ A Summary and Analysis of Franz Kafka’s ‘The Metamorphosis’", nteresting literature, Retrieved 24/2/2022. Edited.
- ^"The Metamorphosis", book analysis, Retrieved 24/2/2022. Edited