يعد ألكسندر هاملتون أحد الآباء المؤسسين للولايات المتحدة، وقد أحدث ثورة في نظامها المالي.
من هو ألكسندر هاملتون؟
هو كاتب وجندي ومحام وسياسي واقتصادي، ويعد أحد الآباء المؤسسين للولايات المتحدة، وقد حقق هاملتون خلال حياته القصيرة الكثير من الأمور.
من أهم تلك الإنجازات مساعدته على هزيمة البريطانيين خلال حرب الاستقلال الأميركية، وإسهامه في الموافقة على الدستور الأميركي، وقد استطاع أيضًا أن يكون أول وزير للخزانة في تاريخ البلاد، إضافةً إلى إحداثه ثورة وتغييرًا كبيرًا في النظام المالي الأمريكي.
مرت أكثر من مئتي عام منذ أن فقد هاملتون حياته على يد أحد خصومه السياسيين المدعو آرون بور، ولكنه لم يُنس حتى اليوم، فما زال إرثه حيًا حتى الآن بأشكال عدة، فوجهه موجود على فئة العشر دولارات، وهنالك العديد من الأماكن باسمه، والتماثيل والنُصب التذكارية التي تكرم ذكراه.
ومؤخرًا كان موضوع مسرحية الهيب هوب الموسيقية (هاملتون)، التي قدمت وجهة نظر جديدة حول قصته في تأسيس أميركا، وتحقيقه نجاحًا عالميًا كبيراً.
عناوين رئيسية:
ولد ألكسندر هاملتون في شهر يناير عام 1755، أو ربما عام 1757 في جزيرة نيفيس في البحر الكاريبي، خارج إطار الزواج، فقد اجتمعت والدته رايتشيل لافين ابنة الطبيب الفرنسي الهوغونتي بوالده التاجر الاسكتلندي جيمس هاملتون بعد هروبها من زواج مضطرب جعلها مفلسة، إذ أساء زوجها معاملتها وحبسها بتهمة الزنا.
يذكر أن هاملتون ادعى أنه ولد في العام ١٧٥٧، ولكن وثائق رسمية من جزيرة نيفيس تقول إنه ولد عام ١٧٥٥.
بدايات صعبة:
استقر والداه أخيرًا وأنجبا ولدين، لسوء حظهما (هو وأخيه الكبير) فإن كثيرًا من الحزن كان ينتظرهما. ففي عام ١٧٦٦، تخلى والده عنهما وترك العائلة، وبعد سنتين فقط توفيت والدته، تاركةً الولدين يتيمين قبل حتى أن يصبحا مراهقين.
عندما كان في عمر الثالثة عشر حصل على وظيفة في شركة تجارة محلية تعود ملكيتها إلى تاجرين من نيويورك، وفي وقت قصير ترقى ليصبح مديرًا فيها.
أعجب الموظفون في الشركة والمجتمع المحلي بمواهبه، وبدؤوا بجمع المال لمساعدته على الذهاب إلى أميركا كي يتعلم.
هيو نوكس كان من بين الناس الذين جمعوا له المال، وهو محرر في صحيفة محلية، وكان معجبًا جدًا برسالة كتبها ألكسندر هاملتون في صغره، وصف فيها إعصارًا ضرب الجزيرة عام ١٧٧٢.
في نيويورك:
في عام ١٧٧٣، وصل ألكسندر هاملتون إلى نيويورك بعدها بفترة وجيزة سجل في جامعة king’s college، التي عرفت لاحقًا باسم جامعة كولومبيا، وهناك أصبح مشهورًا لكتابته سلسلة من الكتيبات لم يصرح فيها عن اسمه، وتتناول العلاقات التجارية الأميركية البريطانية، حتى أن إحداها نُسبت لجون جاي و جون آدمز، وهما رجلا دعاية مشهوران.
تسبب شعوره بالكبرياء الوطني بتوقيف دراسته، ففي عام ١٧٧٥، اندلعت حرب الاستقلال الأميركية ضد البريطانيين، وأراد حينها فعل شيء ما حيالها.
إنجازات بارزة:
لقد فهم الأمر، فقد كانت الرحلة التالية في حياة ألكسندر هاملتون إلى مركز الثورة الأميركية ليصبح مؤسسًا للأمة الجديدة، التي انبثقت من رحم الثورة، وصانعًا للنظام الاقتصادي الذي لا نزال نعايشه حتى يومنا هذا، بعد الحرب مارس المحاماة وكان نائبًا في المؤتمر الدستوري، أصبح أول وزير للخزانة في تاريخ البلاد أيضًا.
إليكم ملخصًا أساسيًا عن أهم إنجازاته الثورية:
بطل عسكري
عندما بدأت حرب الاستقلال انضم ألكسندر إلى سلاح المدفعية في ريف ولاية نيويورك، وتذوق بعضًا من مرارة الحياة على ساحة المعركة، واستطاع أن يثير إعجاب جورج واشنطن بشجاعته ومهاراته التكتيكية.
في عام ١٧٧٧، قام واشنطن بترقيته إلى رتبة مقدم في الجيش القاري، وجعله مساعده الشخصي. قضى بعدها هاملتون السنوات التالية واضعًا مهاراته الكتابية في خدمة العامة.
قلقًا من العودة إلى المعركة، ترك عمله مع واشنطن في عام ١٧٨١، ولاحقًا في ذلك العام، أعطاه الجنرال القيادة لكتيبة شاركت في الهجوم على يورك تاون، وقد نتج عنه استسلام الجنرال البريطاني لورد شارلز كورنواليس ونهاية الحرب.
يدعي المؤرخ Michael E. Newton أن هاملتون كان عبقريًا ومجتهدًا، ولكن تحتم عليه أن يكسب سمعته من أرض المعركة، لأنه لم يكن من عائلة مرموقة.
العمل على الدستور والأوراق الفيدرالية (الاتحادية)
لاحظ هاملتون تفرق مستعمرات أميركا السابقة، واستنتج أن الوثائق الاتحادية (الكونفيدرالية) -وهي أول وثائق إدارية في تاريخ الأمة- كانت السبب في هذه الفرقة داخل الأمة، فأخبر زملاءه أن البلاد بحاجة إلى حكومة مركزية قوية ممولة بمصادر منتظمة وموثوقة من الأرباح يمكن الاعتماد عليها. ليتحول إلى مدافع صريح وداعٍ إلى إنشاء دستور جديد؛ الميثاق المكتوب الذي سيؤسس وينظم قوانين أميركا وحكومتها.
في عام ١٧٨٧، انتخب المجلس التشريعي لولاية نيويورك هاملتون ممثلًا موفدًا إلى المؤتمر الدستوري. ويذكر المؤرخون إنه لم يؤد دورًا كبيرًا في كتابة الدستور، فالوثيقة المتبناة في نهاية المطاف أعطت مزيدًا من السلطة للولايات أكثر مما كان ألكسندر يريد.
ولكن ينسب له الفضل في المساعدة بالتحقق من الدستور والموافقة عليه، خصوصًا عبر كتابة ٥١ مقالة من أصل ٨٥، المعروفة باسم الأوراق الفيدرالية، التي قُرئت على نطاق واسع، إذ كانت تتبنى وتدافع عن الدستور المصاغ حديثًا قبل المصادقة عليه.
في عدد من تلك المقالات، وضع هاملتون حجر الأساس لعدد من أفكاره المتعلقة بالاقتصاد الأميركي، خصوصًا فيما يتعلق بالأرباح، والازدهار الاقتصادي، وتحصيل الضرائب، فناقش مثلًا فكرة أن الاتحاد القوي بين الولايات سيصب في صالح التجارة الأميركية، وأن الضرائب يجب أن تجمعها الحكومة الاتحادية من كل ولاية على حدة، كما دعا إلى حرية التجارة بين الولايات.
أول وزير للخزانة
عندما تمت الموافقة على الدستور الأميركي أصبح جورج واشنطن عبر التصويت أول رئيس في تاريخ البلاد، فعين حليفه ألكسندر هاملتون وزيرًا للخزانة.
في خارج أوقات المعارك، كان هاملتون يدرس التاريخ المالي، وكان معجبًا بالكيفية التي كانت تدير فيها بريطانيا اقتصادها ودينها القومي الضخم. أدرك حينها أنه على الأمة الجديدة الحرص على أن يكون وضعها المالي تحت السيطرة، وأنه من واجب الحكومة الأميركية التأكد من ذلك وجعله أولوية.
كثير من التغيرات حصلت في فترة هاملتون، فقد جرى تأسيس أول بنك مركزي للبلاد، إذ صيغ على غرار بنك إنكلترا، وأقِر الدولار عملة رسمية للبلاد، ووُضعت التعريفات الجمركية على البضائع المستوردة، وأُصدرت سندات بفائدة لسد ديون الحكومة. هذه الإجراءات وغيرها -التي بالمناسبة واجهت انتقادات عنيدة من المعارضين السياسيين بمن فيهم توماس جيفرسون- أحدثت زيادة في ثروات البلاد، وزادت من النمو الاقتصادي، ومهدت الطريق -إلى جانب أمور أخرى- لولادة وول ستريت وأسواق البورصة الأميركية.
تنحى هاملتون أخيرًا عن منصبه في عام ١٧٩٥، ولكنه بقي المستشار الأمين لجورج واشنطن خلال فترتي حكمه، ومارس تأثيره من وراء الكواليس عندما أصبح جون آدامز رئيسًا.
غيّر هاملتون النظام المالي الأميركي، ومهد الطريق لتأسيس سوق الأسهم وأسواق الأوراق المالية على الأراضي الأميركية.
الجدل حوله وموته:
مسيرة هاملتون السياسية كانت مقيدة بسبب طبيعته الصريحة وآرائه المثيرة للجدل وعداواته مع سياسيين آخرين، إضافةً إلى فضيحة رئيسية أنهت أيامه في البيت الأبيض، وقضت على أي طموحات في أن يكون رئيسًا.
فبينما كان وزيرًا للخزانة كان على علاقة غرامية واتهم بالتحرش الجنسي، واستطاع أن يُبقي الأمر سرًا عدة سنوات، ولكن في نهاية الأمر أصبح سره معلومًا لعامة الناس.
عاد إلى الجيش مع سمعته الملوثة، ولم يبق فيه كثيرًا، ولكنه نجح في تحطيم آمال آرون بور في أن يصبح رئيسًا، وفي عام ١٨٠٤، وبعد خسارته لمنصب حاكم ولاية نيويورك، طلب بور الغاضب من هاملتون أن يتحداه في نزال بالمسدسات في المكان نفسه الذي مات فيه ابن هاملتون عندما كان يدافع عن شرف أبيه.
يقال إن هاملتون أضاع رصاصاته في الهواء، ومع الأسف، بور لم يكن كريمًا، فكانت طلقاته مميتة، ليقتل ألكسندر هاملتون تاركًا وراءه زوجة وسبعة أولاد.
بماذا يشتهر ألكسندر هاملتون؟
أنجز هاملتون الكثير خلال حياته القصيرة نسبيًا، وإن أكثر إنجازاته المعلن عنها عادةً تتضمن دوره في تأمين استقلال أميركا، ومساعدته على الموافقة على التوقيع على الدستور الأميركي، وإحداثه تغييرًا هامًا في النظام المالي للبلاد، وتأسيسه لحزب الفيدراليين (أول حزب سياسي قائم على الانتخاب في الولايات المتحدة)، وتأسيسه لقوات خفر السواحل الأميركية، وإنشاء صحيفة نيويورك بوست.
وفاة ألكسندر هاملتون:
قُتل هاملتون على يد خصمه السياسي آرون بور في نزال بالمسدسات، فقد كان بور غاضبًا من الشائعات التي كان يطلقها هاملتون، وكان يسيء إليه فيها، إذ اعتقد أنه شخص بلا مبادئ، وأنه يحاول على نحو أساسي تدمير مسيرته السياسية، لذا اقترح عليه أن يتبارزا بالمسدسات لتسوية الأمر.
التقى الاثنان في صباح يوم الحادي عشر من يوليو عام ١٨٠٤ في المكان نفسه، الذي قتل فيه ابن هاملتون قبل ثلاث سنوات.
ووفقاً لبعض الشائعات، كان هاملتون مترددًا في إطلاق النار باتجاه بور لأنه كان محطمًا بسبب وفاة ابنه. بور لم يكن لديه مشكلة حيال ذلك، وأطلق النار لينهي حياته.
أين دفن ألكسندر هاملتون؟
دفن في مقبرة كنيسة الثالوث في وسط مدينة مانهاتن، زوجته إيلزا -التي عاشت بعده خمسين عامًا- مدفونة أيضًا إلى جانبه.
متى كان ألكسندر هاملتون رئيسًا؟
هاملتون لم يكن يومًا رئيسًا للولايات المتحدة رغم أنه كان المساعد والمستشار الأقرب لأول رئيس للبلاد جورج واشنطن، وقد ساعد أيضًا على تشكيل سياسات خليفته جون آدامز.
أخيراً…
تعد قصة ألكسندر هاملتون مثيرة للإعجاب ليس فقط لما أنجزه، ولكن أيضًا لقدرته على تجاوز العقبات حتى يصل إلى ما وصل إليه، الأميركيون مدينون بدين كبير لهذا الرجل الذي أنجز الكثير من بدايات متواضعة.
المصدر:ibelieveinsci
من هو ألكسندر هاملتون؟
هو كاتب وجندي ومحام وسياسي واقتصادي، ويعد أحد الآباء المؤسسين للولايات المتحدة، وقد حقق هاملتون خلال حياته القصيرة الكثير من الأمور.
من أهم تلك الإنجازات مساعدته على هزيمة البريطانيين خلال حرب الاستقلال الأميركية، وإسهامه في الموافقة على الدستور الأميركي، وقد استطاع أيضًا أن يكون أول وزير للخزانة في تاريخ البلاد، إضافةً إلى إحداثه ثورة وتغييرًا كبيرًا في النظام المالي الأمريكي.
مرت أكثر من مئتي عام منذ أن فقد هاملتون حياته على يد أحد خصومه السياسيين المدعو آرون بور، ولكنه لم يُنس حتى اليوم، فما زال إرثه حيًا حتى الآن بأشكال عدة، فوجهه موجود على فئة العشر دولارات، وهنالك العديد من الأماكن باسمه، والتماثيل والنُصب التذكارية التي تكرم ذكراه.
ومؤخرًا كان موضوع مسرحية الهيب هوب الموسيقية (هاملتون)، التي قدمت وجهة نظر جديدة حول قصته في تأسيس أميركا، وتحقيقه نجاحًا عالميًا كبيراً.
عناوين رئيسية:
- ألكسندر هاملتون هو أحد الآباء المؤسسين للولايات المتحدة الأميركية.
- قائمة إنجازاته تتضمن المساعدة على هزيمة البريطانيين خلال حرب الاستقلال، والمساهمة في الموافقة على الدستور الأميركي، إضافةً إلى إحداثه ثورة وتغييرًا كبيرًا في النظام المالي للبلاد الأميركي.
- نشأ هاملتون فقيرًا، وأصبح يتيمًا في سن الثالثة عشر.
- أرسل إلى أميركا لتحصيل العلم على يد عدد من المتبرعين الذين كانوا معجبين بمواهبه التي أظهرها في سن صغير.
- حالما أصبح في الولايات المتحدة جذب انتباه الأمة عبر كتابته لسلسلة من المناشير والكتيبات، وأصبح أيضًا بطل حرب.
- إلى جانب جورج واشنطن وآخرين، أحدث تغييرًا كبيرًا في المشهد السياسي والمالي لبلاده.
ولد ألكسندر هاملتون في شهر يناير عام 1755، أو ربما عام 1757 في جزيرة نيفيس في البحر الكاريبي، خارج إطار الزواج، فقد اجتمعت والدته رايتشيل لافين ابنة الطبيب الفرنسي الهوغونتي بوالده التاجر الاسكتلندي جيمس هاملتون بعد هروبها من زواج مضطرب جعلها مفلسة، إذ أساء زوجها معاملتها وحبسها بتهمة الزنا.
يذكر أن هاملتون ادعى أنه ولد في العام ١٧٥٧، ولكن وثائق رسمية من جزيرة نيفيس تقول إنه ولد عام ١٧٥٥.
بدايات صعبة:
استقر والداه أخيرًا وأنجبا ولدين، لسوء حظهما (هو وأخيه الكبير) فإن كثيرًا من الحزن كان ينتظرهما. ففي عام ١٧٦٦، تخلى والده عنهما وترك العائلة، وبعد سنتين فقط توفيت والدته، تاركةً الولدين يتيمين قبل حتى أن يصبحا مراهقين.
عندما كان في عمر الثالثة عشر حصل على وظيفة في شركة تجارة محلية تعود ملكيتها إلى تاجرين من نيويورك، وفي وقت قصير ترقى ليصبح مديرًا فيها.
أعجب الموظفون في الشركة والمجتمع المحلي بمواهبه، وبدؤوا بجمع المال لمساعدته على الذهاب إلى أميركا كي يتعلم.
هيو نوكس كان من بين الناس الذين جمعوا له المال، وهو محرر في صحيفة محلية، وكان معجبًا جدًا برسالة كتبها ألكسندر هاملتون في صغره، وصف فيها إعصارًا ضرب الجزيرة عام ١٧٧٢.
في نيويورك:
في عام ١٧٧٣، وصل ألكسندر هاملتون إلى نيويورك بعدها بفترة وجيزة سجل في جامعة king’s college، التي عرفت لاحقًا باسم جامعة كولومبيا، وهناك أصبح مشهورًا لكتابته سلسلة من الكتيبات لم يصرح فيها عن اسمه، وتتناول العلاقات التجارية الأميركية البريطانية، حتى أن إحداها نُسبت لجون جاي و جون آدمز، وهما رجلا دعاية مشهوران.
تسبب شعوره بالكبرياء الوطني بتوقيف دراسته، ففي عام ١٧٧٥، اندلعت حرب الاستقلال الأميركية ضد البريطانيين، وأراد حينها فعل شيء ما حيالها.
إنجازات بارزة:
لقد فهم الأمر، فقد كانت الرحلة التالية في حياة ألكسندر هاملتون إلى مركز الثورة الأميركية ليصبح مؤسسًا للأمة الجديدة، التي انبثقت من رحم الثورة، وصانعًا للنظام الاقتصادي الذي لا نزال نعايشه حتى يومنا هذا، بعد الحرب مارس المحاماة وكان نائبًا في المؤتمر الدستوري، أصبح أول وزير للخزانة في تاريخ البلاد أيضًا.
إليكم ملخصًا أساسيًا عن أهم إنجازاته الثورية:
بطل عسكري
عندما بدأت حرب الاستقلال انضم ألكسندر إلى سلاح المدفعية في ريف ولاية نيويورك، وتذوق بعضًا من مرارة الحياة على ساحة المعركة، واستطاع أن يثير إعجاب جورج واشنطن بشجاعته ومهاراته التكتيكية.
في عام ١٧٧٧، قام واشنطن بترقيته إلى رتبة مقدم في الجيش القاري، وجعله مساعده الشخصي. قضى بعدها هاملتون السنوات التالية واضعًا مهاراته الكتابية في خدمة العامة.
قلقًا من العودة إلى المعركة، ترك عمله مع واشنطن في عام ١٧٨١، ولاحقًا في ذلك العام، أعطاه الجنرال القيادة لكتيبة شاركت في الهجوم على يورك تاون، وقد نتج عنه استسلام الجنرال البريطاني لورد شارلز كورنواليس ونهاية الحرب.
يدعي المؤرخ Michael E. Newton أن هاملتون كان عبقريًا ومجتهدًا، ولكن تحتم عليه أن يكسب سمعته من أرض المعركة، لأنه لم يكن من عائلة مرموقة.
العمل على الدستور والأوراق الفيدرالية (الاتحادية)
لاحظ هاملتون تفرق مستعمرات أميركا السابقة، واستنتج أن الوثائق الاتحادية (الكونفيدرالية) -وهي أول وثائق إدارية في تاريخ الأمة- كانت السبب في هذه الفرقة داخل الأمة، فأخبر زملاءه أن البلاد بحاجة إلى حكومة مركزية قوية ممولة بمصادر منتظمة وموثوقة من الأرباح يمكن الاعتماد عليها. ليتحول إلى مدافع صريح وداعٍ إلى إنشاء دستور جديد؛ الميثاق المكتوب الذي سيؤسس وينظم قوانين أميركا وحكومتها.
في عام ١٧٨٧، انتخب المجلس التشريعي لولاية نيويورك هاملتون ممثلًا موفدًا إلى المؤتمر الدستوري. ويذكر المؤرخون إنه لم يؤد دورًا كبيرًا في كتابة الدستور، فالوثيقة المتبناة في نهاية المطاف أعطت مزيدًا من السلطة للولايات أكثر مما كان ألكسندر يريد.
ولكن ينسب له الفضل في المساعدة بالتحقق من الدستور والموافقة عليه، خصوصًا عبر كتابة ٥١ مقالة من أصل ٨٥، المعروفة باسم الأوراق الفيدرالية، التي قُرئت على نطاق واسع، إذ كانت تتبنى وتدافع عن الدستور المصاغ حديثًا قبل المصادقة عليه.
في عدد من تلك المقالات، وضع هاملتون حجر الأساس لعدد من أفكاره المتعلقة بالاقتصاد الأميركي، خصوصًا فيما يتعلق بالأرباح، والازدهار الاقتصادي، وتحصيل الضرائب، فناقش مثلًا فكرة أن الاتحاد القوي بين الولايات سيصب في صالح التجارة الأميركية، وأن الضرائب يجب أن تجمعها الحكومة الاتحادية من كل ولاية على حدة، كما دعا إلى حرية التجارة بين الولايات.
أول وزير للخزانة
عندما تمت الموافقة على الدستور الأميركي أصبح جورج واشنطن عبر التصويت أول رئيس في تاريخ البلاد، فعين حليفه ألكسندر هاملتون وزيرًا للخزانة.
في خارج أوقات المعارك، كان هاملتون يدرس التاريخ المالي، وكان معجبًا بالكيفية التي كانت تدير فيها بريطانيا اقتصادها ودينها القومي الضخم. أدرك حينها أنه على الأمة الجديدة الحرص على أن يكون وضعها المالي تحت السيطرة، وأنه من واجب الحكومة الأميركية التأكد من ذلك وجعله أولوية.
كثير من التغيرات حصلت في فترة هاملتون، فقد جرى تأسيس أول بنك مركزي للبلاد، إذ صيغ على غرار بنك إنكلترا، وأقِر الدولار عملة رسمية للبلاد، ووُضعت التعريفات الجمركية على البضائع المستوردة، وأُصدرت سندات بفائدة لسد ديون الحكومة. هذه الإجراءات وغيرها -التي بالمناسبة واجهت انتقادات عنيدة من المعارضين السياسيين بمن فيهم توماس جيفرسون- أحدثت زيادة في ثروات البلاد، وزادت من النمو الاقتصادي، ومهدت الطريق -إلى جانب أمور أخرى- لولادة وول ستريت وأسواق البورصة الأميركية.
تنحى هاملتون أخيرًا عن منصبه في عام ١٧٩٥، ولكنه بقي المستشار الأمين لجورج واشنطن خلال فترتي حكمه، ومارس تأثيره من وراء الكواليس عندما أصبح جون آدامز رئيسًا.
غيّر هاملتون النظام المالي الأميركي، ومهد الطريق لتأسيس سوق الأسهم وأسواق الأوراق المالية على الأراضي الأميركية.
الجدل حوله وموته:
مسيرة هاملتون السياسية كانت مقيدة بسبب طبيعته الصريحة وآرائه المثيرة للجدل وعداواته مع سياسيين آخرين، إضافةً إلى فضيحة رئيسية أنهت أيامه في البيت الأبيض، وقضت على أي طموحات في أن يكون رئيسًا.
فبينما كان وزيرًا للخزانة كان على علاقة غرامية واتهم بالتحرش الجنسي، واستطاع أن يُبقي الأمر سرًا عدة سنوات، ولكن في نهاية الأمر أصبح سره معلومًا لعامة الناس.
عاد إلى الجيش مع سمعته الملوثة، ولم يبق فيه كثيرًا، ولكنه نجح في تحطيم آمال آرون بور في أن يصبح رئيسًا، وفي عام ١٨٠٤، وبعد خسارته لمنصب حاكم ولاية نيويورك، طلب بور الغاضب من هاملتون أن يتحداه في نزال بالمسدسات في المكان نفسه الذي مات فيه ابن هاملتون عندما كان يدافع عن شرف أبيه.
يقال إن هاملتون أضاع رصاصاته في الهواء، ومع الأسف، بور لم يكن كريمًا، فكانت طلقاته مميتة، ليقتل ألكسندر هاملتون تاركًا وراءه زوجة وسبعة أولاد.
بماذا يشتهر ألكسندر هاملتون؟
أنجز هاملتون الكثير خلال حياته القصيرة نسبيًا، وإن أكثر إنجازاته المعلن عنها عادةً تتضمن دوره في تأمين استقلال أميركا، ومساعدته على الموافقة على التوقيع على الدستور الأميركي، وإحداثه تغييرًا هامًا في النظام المالي للبلاد، وتأسيسه لحزب الفيدراليين (أول حزب سياسي قائم على الانتخاب في الولايات المتحدة)، وتأسيسه لقوات خفر السواحل الأميركية، وإنشاء صحيفة نيويورك بوست.
وفاة ألكسندر هاملتون:
قُتل هاملتون على يد خصمه السياسي آرون بور في نزال بالمسدسات، فقد كان بور غاضبًا من الشائعات التي كان يطلقها هاملتون، وكان يسيء إليه فيها، إذ اعتقد أنه شخص بلا مبادئ، وأنه يحاول على نحو أساسي تدمير مسيرته السياسية، لذا اقترح عليه أن يتبارزا بالمسدسات لتسوية الأمر.
التقى الاثنان في صباح يوم الحادي عشر من يوليو عام ١٨٠٤ في المكان نفسه، الذي قتل فيه ابن هاملتون قبل ثلاث سنوات.
ووفقاً لبعض الشائعات، كان هاملتون مترددًا في إطلاق النار باتجاه بور لأنه كان محطمًا بسبب وفاة ابنه. بور لم يكن لديه مشكلة حيال ذلك، وأطلق النار لينهي حياته.
أين دفن ألكسندر هاملتون؟
دفن في مقبرة كنيسة الثالوث في وسط مدينة مانهاتن، زوجته إيلزا -التي عاشت بعده خمسين عامًا- مدفونة أيضًا إلى جانبه.
متى كان ألكسندر هاملتون رئيسًا؟
هاملتون لم يكن يومًا رئيسًا للولايات المتحدة رغم أنه كان المساعد والمستشار الأقرب لأول رئيس للبلاد جورج واشنطن، وقد ساعد أيضًا على تشكيل سياسات خليفته جون آدامز.
أخيراً…
تعد قصة ألكسندر هاملتون مثيرة للإعجاب ليس فقط لما أنجزه، ولكن أيضًا لقدرته على تجاوز العقبات حتى يصل إلى ما وصل إليه، الأميركيون مدينون بدين كبير لهذا الرجل الذي أنجز الكثير من بدايات متواضعة.
المصدر:ibelieveinsci