الإجهاد الملحي:
تنمو النباتات في الطبيعة تحت شروط غير مفضلة نتيجة غياب، نقص، أو زيادة عامل أو عدة عوامل عن الحد الأمثل لنمو النبات مثل الماء، الأملاح، الضوء، الحرارة، أو مواد كيميائية، وهي عوامل لا حيوية؛ أو تهاجم من طرف طفيليات (عوامل حيوية)، وهذه الحالات تعرف بالإجهاد، والذي يسبب نقصا في إنتاجية النبات (Croughan et al., 1981).
عرف الإجهاد في معظم المعاجم على أنه من أصل انجليزي؛ فهو يعبر عن اضطراب في أحد العوامل الخارجية التي تسبب خللا يعيق أو يؤثر على الوظيفة العادية للنبات (1999 ,William). كما يوصف على أنه زيادة تركيز مختلف الأملاح في التربة، مما يؤدي إلى انخفاض جهدها المائي، وبالتالي عجز النبات على امتصاص الماء رغم توفره في الوسط (1999 ,William).
2 تأثير الإجهاد الملحي على النباتات Effets du stress salin sur les plantes
يتضرر النبات من الملوحة حسب (1999 ,Shannon , 1997 ; William ) على ثلاث مستويات.
التركيز العالي من الأملاح، خاصة ايون +Na ، يضر البنية الفيزيائية للتربة ويضعف من امتصاص بعض الكتيونات المهمة مثل +Ca +K النفاذية والتهوية، والمسامية، ومنه ناقلية الماء في التربة، وهو التاثير الغذائي.
ينتج عن التراكيز المنخفضة والمتوسطة التأثير على الحالة المائية أي إحداث ما يعرف بالإجهاد الأسموزي. انخفاض الجهد المائي للتربة، بعد انخفاض الجهد الاسموزي (ارتفاع تركيز المحلول في المنطقة الجذرية)، والذي يعيق إمتصاص النبات للماء من التربة والحفاظ على الإنتباج ، ويقلل من ضغط الانتفاخ، وحصول النبات على المواد المعدنية، انخفاض النمو، الاحتراق الورقي، ويحتمل أن يقود إلى موت النبات، وهذا في حالة عدم فعالية التعديل الاسموزي، وهو التاثير الأسموزي.
و حسب هذه النتائج فإن :
1/ تحت التركيز الملحي العالي، تعزل النباتات NaCl في النسيج الورقي مقارنة مع الحالة الطبيعية. ينتج عن هذه الزيادة انخفاض في الجهد الأسموزي و سالبية أكثر للجهد المائي.
2/ نقصان الناقلية المائية في الجذور تقلل من كمية الماء المتدفق إلى الجزء العلوي، مما يسبب إجهاد مائي في الأنسجة الورقية.
كما أن المعاملة بالملح تسبب انخفاضا معتبرا في المحتوى النسبي للماء RWC و يشير هذا الانخفاض إلى فقد الانتباج و تراجع نسبة التمدد الخلوي، مما يقود إلى نقصان في نسبة نمو الجذور، الأوراق و الأفرع الجانبية. كما يقلل التأثير الأسموزي من الناقلية الثغرية و يزيد من سرعة شيخوخة الأوراق، مما ينعكس سلبا على عملية التركيب الضوئي .فالمسارات الثلاثة: نقص التشكل الورقي الجديد، موت الأوراق البالغة وإنخفاض نشاط التركيب الضوئي تشارك معا في نقص نمو النبات (2002 ,.Munns et al).
تحت مثل هذه الظروف بین Shannon سنة 1984 أن النباتات تعمل على التعديل الأسموزي من خلال تراكم بعض المحاليل العضوية والأيونية للحفاظ على تدرج الجهد من أجل ضمان تدفق الماء.
إن انخفاض النمو ينتج عند كل النباتات، لكن مستوى احتمال الملوحة ومقدار الانخفاض يتغير حسب النوع النباتي ( 1986 ,Maas)، الصنف داخل النوع (2002 ,.Ghoulam et al)، مرحلة النمو ,.Vicente et al) (2004، مدة التعريض للملح، تركيز الملح، و تركيبه والتفاعل مع الوسط (1999 ,Shannon). حيث تنتج السمية الأيونية نتيجة تراكم الأيونات خاصة *Na و CI في سيتوبلازم الخلايا النباتية، خاصة عند النباتات الكارهة للملوحة وهو التاثير الايوني.
المصدر:
بن ضياف حمدي 2010 .
التباينات الجسمية المحدثة عند نبات البطاطس (Solanum tuberosum L) تحت الظروف المخبرية قصد تحسين مقاومتها للملوحة.