«الملجأ الأخير» لعصمان سماسيكو أول فيلم مالي يحصد 7 جوائز ويرشح للأوسكار
«سينماتوغراف» ـ متابعات
أثار فيلم «الملجأ الأخير» للمخرج المالي عصمان سماسيكو، منذ أول عرض له قبل أشهر إعجاب النقاد، واهتمام المهرجانات السينمائية، التي فاز فيها بسبع جوائز، كما تم ترشيحه للقائمة الأولية لجوائز الأوسكار 2022 في صنف الأفلام الوثائقية.
ويحكي هذا الفيلم (88 دقيقة) قصة الهجرة في منطقة الساحل، الموضوع الذي يحتل صدارة أولويات واهتمامات شباب إفريقيا جنوب الصحراء. وبوسائل متواضعة، لكن باعتماد تقنيات سينمائية رفيعة، تمكن من تقديم مقاربة أفضل لهذه الظاهرة، بشكل مختلف ومتميز وأكثر إقناعا.
ولعل ذلك ما جعل هذا الفيلم يحصد العديد من الجوائز، بما في ذلك الجائزة الكبرى للفيلم الوثائقي في مهرجان كوبنهاغن.
و»الملجأ الأخير» هو بيت متواضع، وملاذ لاستقبال المهاجرين في مدينة غاو على حافة الصحراء الكبرى، هو آخر ملجأ أو مأوى بالنسبة للمغادرين، مكان لالتقاط الأنفاس قبل بدء رحلة التيه في الصحراء شمالا. وبالنسبة للعائدين، هو البيت الذي يحتضن انكساراتهم، وخيبات آمالهم. وفي هذا الملجأ تنشأ الصداقات، وتنسج الأحلام الوردية، وفيه يصطدم الأمل باليأس.
في ذلك البيت تتوقف مراهقتان بوركينابيتان هما إيستر وكادي، لاستجماع قواهما قبل مواصلة رحلتهما عبر الصحراء الكبرى في اتجاه البحر الأبيض المتوسط، فتجمعهما في «الملجأ الأخير» صداقة مع مهاجرة تائهة، تلاشت ذاكرتها على مر السنين وتعداد الرحلات، كما فقدت آمالها في العودة لمنزلها الذي لم تعد تتذكر الطريق إليه.
ويتتبع الشريط قصصاً خاصة لهؤلاء الذين يمرون بهذا الملجأ، وأيضا تجاربهم وأحلامهم وانكساراتهم. فيحكي عن الوافدين من دول ومناطق مختلفة من الساحل والصحراء، وكلهم تفاؤل وآمال وأحلام، قبل رحلة قطع الصحراء الكبرى للوصول الى البحر الأبيض المتوسط وعبوره، كما يحكي ألم العودة بالنسبة لصنف آخر من العابرين وقد لفظتهم رحلة التيه هذه، سواء إثر ترحيلهم من قبل سلطات الحدود، أو المرغمين بالنظر لقساوة الرحلة أو لفقدان أي أمل في الوصول.
ويروي الفيلم في مشاهد متداخلة، قصصا متعددة عن الهجرة، فليس كل المغادرين فارون من الفقر والبؤس والمجاعة، بل إن بعضهم يهاجرون فقط لأنهم تعبوا أو ملوا، وآخرون يحذوهم الأمل في التغيير أو الاكتشاف أو بدء حياة أخرى. ثم يتساءل الفيلم أليس ذلك حرية أساسية لكل إنسان، أليس من حقه الطبيعي التنقل بحرية والذهاب والعودة.
وخلال عرض افتتاحي للفيلم نظمه المركز السينمائي الوطني في مالي مؤخراً، ذكر مخرجه عصمان سماسيكو أنه استوحى الفيلم من قصة عائلية كانت جدته تحكيها، عن عمه الذي هاجر إلى الخارج، فانقطعت أخباره كليا، بينما لاتزال عائلته في انتظار مجيئه، من دون أن تتوصل لأي دليل على أنه على قيد الحياة.
وأضاف أنه سعى لتقديم صورة أخرى عن الهجرة، تختلف عما يعرض دائما على التلفزيون أو في وسائط الإعلام المتعددة لأجساد مهاجرين بلا أرواح تتناثر في الصحراء أو في الشواطئ، أو مكدسة في قوارب متهالكة تغرق بضحاياها.
وأشار الى أنه لم يشأ إظهار الموت والصور البربرية التي تقدم غالبا في نشرات الأخبار لمهاجرين يموتون عطشا في الصحراء أو غرقا في البحر أو جوعا وضربا في معسكرات الاحتجاز.
ويضيف أنه اختار بشكل غير مباشر التعبير عن الموتى، وهم كثيرون ظلت أسرهم بدون أخبار عنهم منذ مغادرتهم، إذ يبدأ الفيلم بمشاهد لعملية تجديد مقابر.
وأخرج عصمان سماسيكو 12 فيلما قصيرا، ويعد «الملجأ الأخير» ثاني أفلامه الطويلة وقد استغرق في الاشتغال عليه سنتين ونصف.
«سينماتوغراف» ـ متابعات
أثار فيلم «الملجأ الأخير» للمخرج المالي عصمان سماسيكو، منذ أول عرض له قبل أشهر إعجاب النقاد، واهتمام المهرجانات السينمائية، التي فاز فيها بسبع جوائز، كما تم ترشيحه للقائمة الأولية لجوائز الأوسكار 2022 في صنف الأفلام الوثائقية.
ويحكي هذا الفيلم (88 دقيقة) قصة الهجرة في منطقة الساحل، الموضوع الذي يحتل صدارة أولويات واهتمامات شباب إفريقيا جنوب الصحراء. وبوسائل متواضعة، لكن باعتماد تقنيات سينمائية رفيعة، تمكن من تقديم مقاربة أفضل لهذه الظاهرة، بشكل مختلف ومتميز وأكثر إقناعا.
ولعل ذلك ما جعل هذا الفيلم يحصد العديد من الجوائز، بما في ذلك الجائزة الكبرى للفيلم الوثائقي في مهرجان كوبنهاغن.
و»الملجأ الأخير» هو بيت متواضع، وملاذ لاستقبال المهاجرين في مدينة غاو على حافة الصحراء الكبرى، هو آخر ملجأ أو مأوى بالنسبة للمغادرين، مكان لالتقاط الأنفاس قبل بدء رحلة التيه في الصحراء شمالا. وبالنسبة للعائدين، هو البيت الذي يحتضن انكساراتهم، وخيبات آمالهم. وفي هذا الملجأ تنشأ الصداقات، وتنسج الأحلام الوردية، وفيه يصطدم الأمل باليأس.
في ذلك البيت تتوقف مراهقتان بوركينابيتان هما إيستر وكادي، لاستجماع قواهما قبل مواصلة رحلتهما عبر الصحراء الكبرى في اتجاه البحر الأبيض المتوسط، فتجمعهما في «الملجأ الأخير» صداقة مع مهاجرة تائهة، تلاشت ذاكرتها على مر السنين وتعداد الرحلات، كما فقدت آمالها في العودة لمنزلها الذي لم تعد تتذكر الطريق إليه.
ويتتبع الشريط قصصاً خاصة لهؤلاء الذين يمرون بهذا الملجأ، وأيضا تجاربهم وأحلامهم وانكساراتهم. فيحكي عن الوافدين من دول ومناطق مختلفة من الساحل والصحراء، وكلهم تفاؤل وآمال وأحلام، قبل رحلة قطع الصحراء الكبرى للوصول الى البحر الأبيض المتوسط وعبوره، كما يحكي ألم العودة بالنسبة لصنف آخر من العابرين وقد لفظتهم رحلة التيه هذه، سواء إثر ترحيلهم من قبل سلطات الحدود، أو المرغمين بالنظر لقساوة الرحلة أو لفقدان أي أمل في الوصول.
ويروي الفيلم في مشاهد متداخلة، قصصا متعددة عن الهجرة، فليس كل المغادرين فارون من الفقر والبؤس والمجاعة، بل إن بعضهم يهاجرون فقط لأنهم تعبوا أو ملوا، وآخرون يحذوهم الأمل في التغيير أو الاكتشاف أو بدء حياة أخرى. ثم يتساءل الفيلم أليس ذلك حرية أساسية لكل إنسان، أليس من حقه الطبيعي التنقل بحرية والذهاب والعودة.
وخلال عرض افتتاحي للفيلم نظمه المركز السينمائي الوطني في مالي مؤخراً، ذكر مخرجه عصمان سماسيكو أنه استوحى الفيلم من قصة عائلية كانت جدته تحكيها، عن عمه الذي هاجر إلى الخارج، فانقطعت أخباره كليا، بينما لاتزال عائلته في انتظار مجيئه، من دون أن تتوصل لأي دليل على أنه على قيد الحياة.
وأضاف أنه سعى لتقديم صورة أخرى عن الهجرة، تختلف عما يعرض دائما على التلفزيون أو في وسائط الإعلام المتعددة لأجساد مهاجرين بلا أرواح تتناثر في الصحراء أو في الشواطئ، أو مكدسة في قوارب متهالكة تغرق بضحاياها.
وأشار الى أنه لم يشأ إظهار الموت والصور البربرية التي تقدم غالبا في نشرات الأخبار لمهاجرين يموتون عطشا في الصحراء أو غرقا في البحر أو جوعا وضربا في معسكرات الاحتجاز.
ويضيف أنه اختار بشكل غير مباشر التعبير عن الموتى، وهم كثيرون ظلت أسرهم بدون أخبار عنهم منذ مغادرتهم، إذ يبدأ الفيلم بمشاهد لعملية تجديد مقابر.
وأخرج عصمان سماسيكو 12 فيلما قصيرا، ويعد «الملجأ الأخير» ثاني أفلامه الطويلة وقد استغرق في الاشتغال عليه سنتين ونصف.