اليود المشع
إنّ الطب الإشعاعي هو فرعٌ حديثٌ من فروع الطب الذي تُستخدم فيه النظائر المشعة لتشخيص بعض الأمراض أو علاجها، ويُعتبر ذلك من أحدث التطورات في المجال الطبي. سنتحدث في هذا المقال عن نوعٍ من أنواع الطب الإشعاعي، ألا وهو اليود المشع.
تعريف اليود المشع
اليود المشع ( Radioactive iodine) هو نظيرٌ مشعٌ للعنصر الكيميائي اليود، يُستخدم في الفحوصات التشخيصية، وفي العلاج الإشعاعي لفرط نشاط الغدة الدرقية، والذي يحدث غالبًا بسبب اضطراب داء غريفز، كما يُستخدم كعلاجٍ لبعض أنواع سرطانات الغدة الدرقية.
يعتبر العلاج باستخدام اليود المشع الخيار الأول لعلاج فرط نشاط الغدة الدرقية في أمريكا الشمالية، بينما يُعتمد في معظم أنحاء العالم على الأدوية المضادة للغدة الدرقية، كعلاجٍ أوليٍّ.
لمحةٌ عن تاريخ استخدام اليود المشع
كان أول من استخدم اليود المشع لعلاج فرط نشاط الغدة الدرقية هو الطبيب الأمريكي ساول هيرتز (Saul Hertz)، حيث قام بإعطاء نظير اليود 131 إلى مريضٍ عنده، وكان ذلك في الأول من يناير عام 1941 في مستشفى ماساتشوستس العام، وقد كان لدى هيرتز تجارب ودراسات سابقة حول فزيولوجيا الغدة الدرقية لدى الحيوانات.
وفي مايو عام 1946 أصدر روبرت وهيرتز سلسلةً تتألف من 29 مريضًا، تم علاجهم من فرط نشاط الغدة الدرقية بواسطة اليود المشع، ومنذ ذلك الحين شهد العالم علاج عدة آلافٍ من المرضى باضطرابات الغدة الدرقية الحميدة والخبيثة.
يُعتبر نظير اليود 131 قصة نجاحٍ في الطب النووي، اكتشفه غلين سيبورغ وجون ليفينجود في عام 1938 في جامعة كاليفورنيا. من ميزاته أنه تنبعث منه أشعة غاما وبيتا؛ حيث تُتيح أشعة غاما التصوير الطبي التشخيصي وقياس الجرعات، بينما تُستخدم جسيمات بيتا كمصدرٍ في العلاج الإشعاعي لقتل الخلايا السرطانية. وقد سجل التاريخ العديد من حالات الشفاء بعد العلاج باليود المشع، فعلى سبيل المثال يبلغ إجمالي معدل البقاء للمرضى الذين يعانون من سرطانات مختلفة حوالي 85%.
علاج الغدة الدرقية باليود المشع
الغدة الدرقية هي واحدةٌ من أهم غدد الجسم، حيث تنتج هرموناتٍ تساعد الجسم على تنظيم عمليات التمثيل الغذائي، ومن أجل إنتاج تلك الهرمونات تحتاج الغدة إلى امتصاص اليود الذي يدخل جسمك، لتقوم بوظيفتها على أتم وجه، فعندما تكون الغدة مفرطة النشاط، يعني ذلك أنها تنتج الكثير من هذه الهرمونات؛ وبالتالي تسرّع عملية الاستقلاب.
يُستخدم اليود المشع لعلاج اضطرابات الغدة الدرقية المختلفة، ويُعطى العلاج من قبل أطباء مختصين في الطب النووي، قد لا تضطر للبقاء في المشفى في حالة كانت الجرعة صغيرةً، أمّا في حال ما إذا كانت الجرعة أعلى، فقد تحتاج إلى البقاء في غرفةٍ خاصةٍ في المشفى، كما ينبغي مراقبة البول للتأكد من إفراز اليود .
قد يكون العلاج باليود المشع عن طريق ابتلاع كبسولاتٍ، أو على شكل سائلٍ؛ حيث تمتص الغدة الدرقية معظم اليود المشع، وقد يقوم فريق الطب النووي أثناء المعالجة بإجراء فحصٍ دقيقٍ للمريض؛ للتحقق من أماكن امتصاص اليود في جسمه.
بعد ابتلاع اليود المشع عبر الفم يصل إلى مجرى الدم، فتمتصه خلايا الغدة الدرقية، ليقوم بتدمير الخلايا المسؤولة عن إفراز الهرمونات في الغدة الدرقية؛ مما يؤدي إلى انخفاض مستوى الهرمون فيها، علاوةً على ذلك يُعالَج سرطان الغدة الدرقية عن طريق تدمير أي خلايا سرطانية متبقية بعد عملية استئصال الغدة، كما يُمكنه أن يقتل الخلايا السرطانية التي قد تنتشر في أجزاء أخرى من الجسم.
الآثار الجانبية للعلاج باليود المشع
هناك بعض الأضرار أو الآثار الجانبية، التي قد تنجم عن العلاج باستخدام اليود المشع، أهمها في ما يلي:
الاحتياطات الواجب مراعاتها عند استخدام اليود المشع
من أهم الاحتياطات الواجب مراعاتها هي إيقاف الأدوية المضادة للغدة الدرقية قبل ثلاثة أيامٍ على الأقل من أخذ العلاج، كما يجب عدم الاقتراب من الأشخاص لعدّة أيام خصوصًا النساء الحوامل والمرضعات والأطفال؛ لأنه سيخرج غالبية اليود المشع الذي لم يتم امتصاصه من الجسم خلال يومين عن طريق البول بشكلٍ أساسيٍّ، وأيضًا سيتم إفراز كمياتٍ صغيرةٍ منه عن طريق العرق، والدموع، واللعاب، والبراز.
إضافةً إلى ما سبق يجب على النساء تجنب الحمل، بعد أخذ العلاج لمدةٍ تتراوح من 6 إلى 12 شهرًا، كما يجب التوقف عن إرضاع الطفل قبل العلاج بعدة أيامٍ.
إنّ الطب الإشعاعي هو فرعٌ حديثٌ من فروع الطب الذي تُستخدم فيه النظائر المشعة لتشخيص بعض الأمراض أو علاجها، ويُعتبر ذلك من أحدث التطورات في المجال الطبي. سنتحدث في هذا المقال عن نوعٍ من أنواع الطب الإشعاعي، ألا وهو اليود المشع.
تعريف اليود المشع
اليود المشع ( Radioactive iodine) هو نظيرٌ مشعٌ للعنصر الكيميائي اليود، يُستخدم في الفحوصات التشخيصية، وفي العلاج الإشعاعي لفرط نشاط الغدة الدرقية، والذي يحدث غالبًا بسبب اضطراب داء غريفز، كما يُستخدم كعلاجٍ لبعض أنواع سرطانات الغدة الدرقية.
يعتبر العلاج باستخدام اليود المشع الخيار الأول لعلاج فرط نشاط الغدة الدرقية في أمريكا الشمالية، بينما يُعتمد في معظم أنحاء العالم على الأدوية المضادة للغدة الدرقية، كعلاجٍ أوليٍّ.
لمحةٌ عن تاريخ استخدام اليود المشع
كان أول من استخدم اليود المشع لعلاج فرط نشاط الغدة الدرقية هو الطبيب الأمريكي ساول هيرتز (Saul Hertz)، حيث قام بإعطاء نظير اليود 131 إلى مريضٍ عنده، وكان ذلك في الأول من يناير عام 1941 في مستشفى ماساتشوستس العام، وقد كان لدى هيرتز تجارب ودراسات سابقة حول فزيولوجيا الغدة الدرقية لدى الحيوانات.
وفي مايو عام 1946 أصدر روبرت وهيرتز سلسلةً تتألف من 29 مريضًا، تم علاجهم من فرط نشاط الغدة الدرقية بواسطة اليود المشع، ومنذ ذلك الحين شهد العالم علاج عدة آلافٍ من المرضى باضطرابات الغدة الدرقية الحميدة والخبيثة.
يُعتبر نظير اليود 131 قصة نجاحٍ في الطب النووي، اكتشفه غلين سيبورغ وجون ليفينجود في عام 1938 في جامعة كاليفورنيا. من ميزاته أنه تنبعث منه أشعة غاما وبيتا؛ حيث تُتيح أشعة غاما التصوير الطبي التشخيصي وقياس الجرعات، بينما تُستخدم جسيمات بيتا كمصدرٍ في العلاج الإشعاعي لقتل الخلايا السرطانية. وقد سجل التاريخ العديد من حالات الشفاء بعد العلاج باليود المشع، فعلى سبيل المثال يبلغ إجمالي معدل البقاء للمرضى الذين يعانون من سرطانات مختلفة حوالي 85%.
علاج الغدة الدرقية باليود المشع
الغدة الدرقية هي واحدةٌ من أهم غدد الجسم، حيث تنتج هرموناتٍ تساعد الجسم على تنظيم عمليات التمثيل الغذائي، ومن أجل إنتاج تلك الهرمونات تحتاج الغدة إلى امتصاص اليود الذي يدخل جسمك، لتقوم بوظيفتها على أتم وجه، فعندما تكون الغدة مفرطة النشاط، يعني ذلك أنها تنتج الكثير من هذه الهرمونات؛ وبالتالي تسرّع عملية الاستقلاب.
يُستخدم اليود المشع لعلاج اضطرابات الغدة الدرقية المختلفة، ويُعطى العلاج من قبل أطباء مختصين في الطب النووي، قد لا تضطر للبقاء في المشفى في حالة كانت الجرعة صغيرةً، أمّا في حال ما إذا كانت الجرعة أعلى، فقد تحتاج إلى البقاء في غرفةٍ خاصةٍ في المشفى، كما ينبغي مراقبة البول للتأكد من إفراز اليود .
قد يكون العلاج باليود المشع عن طريق ابتلاع كبسولاتٍ، أو على شكل سائلٍ؛ حيث تمتص الغدة الدرقية معظم اليود المشع، وقد يقوم فريق الطب النووي أثناء المعالجة بإجراء فحصٍ دقيقٍ للمريض؛ للتحقق من أماكن امتصاص اليود في جسمه.
بعد ابتلاع اليود المشع عبر الفم يصل إلى مجرى الدم، فتمتصه خلايا الغدة الدرقية، ليقوم بتدمير الخلايا المسؤولة عن إفراز الهرمونات في الغدة الدرقية؛ مما يؤدي إلى انخفاض مستوى الهرمون فيها، علاوةً على ذلك يُعالَج سرطان الغدة الدرقية عن طريق تدمير أي خلايا سرطانية متبقية بعد عملية استئصال الغدة، كما يُمكنه أن يقتل الخلايا السرطانية التي قد تنتشر في أجزاء أخرى من الجسم.
الآثار الجانبية للعلاج باليود المشع
هناك بعض الأضرار أو الآثار الجانبية، التي قد تنجم عن العلاج باستخدام اليود المشع، أهمها في ما يلي:
- قصور الغدة الدرقية: وذلك عندما تصبح الغدة لا تنتج ما يكفي من الهرمونات، لكن لحسن الحظ يبقى علاج قصور الغدة أسهل بكثيرٍ مقارنةً مع علاج فرط نشاط الغدة، وذلك بواسطة إعطاء علاجٍ هرمونيٍّ بديل آمن وغير مكلفٍ.
- غثيان.
- جفاف في الفم وقلة إفراز اللعاب.
- تورم الغدد اللعابية.
- فقدان التذوق.
- جفاف العينين.
- بعض الآلام في الرقبة.
الاحتياطات الواجب مراعاتها عند استخدام اليود المشع
من أهم الاحتياطات الواجب مراعاتها هي إيقاف الأدوية المضادة للغدة الدرقية قبل ثلاثة أيامٍ على الأقل من أخذ العلاج، كما يجب عدم الاقتراب من الأشخاص لعدّة أيام خصوصًا النساء الحوامل والمرضعات والأطفال؛ لأنه سيخرج غالبية اليود المشع الذي لم يتم امتصاصه من الجسم خلال يومين عن طريق البول بشكلٍ أساسيٍّ، وأيضًا سيتم إفراز كمياتٍ صغيرةٍ منه عن طريق العرق، والدموع، واللعاب، والبراز.
إضافةً إلى ما سبق يجب على النساء تجنب الحمل، بعد أخذ العلاج لمدةٍ تتراوح من 6 إلى 12 شهرًا، كما يجب التوقف عن إرضاع الطفل قبل العلاج بعدة أيامٍ.