إبراهيم العريس يكتب : الحضور السعودي في المهرجانات العالمية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • إبراهيم العريس يكتب : الحضور السعودي في المهرجانات العالمية

    إبراهيم العريس يكتب : الحضور السعودي في المهرجانات العالمية

    في يونيو 8, 2022



    ـ إبراهيم العريس

    كم تبدو كالسنوات الضوئية اليوم، تلك المسافة الزمنية التي ٍ تفصلنا عن مساء ُ دعيت فيه إلى ندوة حول السينما، كان من المفترض أن تقام في الرياض، بترتيب ضمن مناسبة رسمية فإذا ُ بالندوة تلغى في المساء نفسه.

    وكم تبدو سنوات ً ضوئية تلك المسافة التي مرت منذ حقق الرائد عبد الله المحيسن الفيلم السعودي الروائي الطويل الأول… خارج السعودية؛ لتتلوه هيفاء ّ المنصور بتحقيقها روائيها الطويل الأول، فتثير من الدهشة ٍ والفضول قدر ما أثارت من الإعجاب، ويتعامل معها كثر بإشفاق خوفاً َ من غٍد غير واضح.

    كل هذا يبدو اليوم بعيداً، والمهرجانات المحلية والعربية والعالمية تزدحم بالحضور السعودي، الشاب خاصة، أفلاماً ومبدعين وإداريين في حراك بدا كبيراً، وعلى سبيل المثال في الدورة الأخيرة لمهرجان «مالمو» في السويد.

    اليوم لم يعد يبدو أن الفضول أو «الإشفاق» هو ما يحرك الجمهور المهرجاني، أو حتى ّ الجمهور العريض للتحلق من حول كل ما يبدو مرتبطاً بالسينما السعودية والآفاق التي تطرحها.

    ولئن كانت تلكم هي الحال منذ سنوات، بل تحديداً منذ بدا وكأن الحضور السعودي بدءاً من «كان»، راح يحل مكان كل حضور عربي آخر، فإن ذلك الحضور في «مالمو» ظهر وكأنه «بروفة» عامة لحضور أوسع كثيراً.

    وكأنه تمهيد ٍ لتظاهرة ٍ جديدة ٌ تحمل عنوان «مهرجان أفلام السعودية». ونقول جديدة مع معرفتنا بأنها دورة ٌ إضافية ٍ لجهود ً سبقت. فهي جديدة بقوة الاحتضان الرسمي والشبابي لها، بعدما ظلت طويلا ً هامشية ً ومشاغبة لا أكثر! .

    هذه الدورة التي نتوقع أن نكتشف فيها مفاجآت ً طيبة، مستندين إلى المفاجآت التي بتنا نكتشفها في ٍ كل مناسبة ٍ سينمائية ٍ سعودية، تقع اليوم في الوسط بين نشاطات «مالمو» وما تالها في معهد العالم ّ العربي، وبين تلك العودة في أسبوع سينمائي سعودي في ستوكهولم بعد حين، وتأتي لترسخ حضوراً بات ّ من المسلمات اليوم، وبخاصة على أيدي شبان ً سينمائيين يقدمون صورة ً زاهية عن بلد يبدو وكأن الإبداع يولد فيه من جديد.

    لكنه يبدو وكأنه في الوقت نفسه، يتعايش مع السينما، ومن خلالها مع العصر، منفتحاً ً على العالم وعلى لغة فنية ذات نبض يكشف كم أن جيل ّ بأسره من مبدعين عرفوا، شباناً ٍ وشابات، مخرجين ومنتجين، تقنيين وممثالت وممثلين، كيف يلتقطون السينما من حيث وصلت إلى ذراها التقنية والتعبيرية هنا والآن، ودائماً ٍ دون أن ينسوا الجذور ولا حتى التفكير بكل حب بالرواد.

    صحيح ً أن هذا كله قد يبدو اليوم أكثر جمالاً وقوة من أن يكون حقيقياً ً. لكن الندوة، مثال، التي عقدها رئيس ّ هيئة السينما السعودية في «مالمو» وشاركه في حضورها شبان مبتسمون مدهشون يضجون باألمل ٍ والثقة، سرعان ما عرفنا أنهم بعض جيل ٍ جديد يصنع السينما السعودية الجديدة، هذه الندوة طمأنتنا، بل وأكدت لنا أن القوم متنبهون إلى الصعوبات والمطبات، بحيث سيصعب عليهم أن يقعوا في الأخطاء التي ّ وقعت فيها سينمات سبقت السعودية في هذا المجال، وحلقت كمهرجاناتها، ثم سقطت واختفت في بلدان لا تبعد عنها كثيراً.

    فهل كثير أن تشعر السينما اليوم بشيء من الاطمئنان، وبقدر لا بأس به من الأمان؟، أم أننا نحلم ويحلم معنا كل محب حقيقي للسينما؟.

    كاتب سينمائي
يعمل...
X