"مدن الباستيل": لوحات تجريدية لفنانتين عمانيتين تصوران المدن والناس
الأعمال تتناول خيال الفنان وتصوُّره لبيئته تم التعبير عنها بطريقة تجريدية اندمجت معها الخامات البيئية بأسلوب فني قصصي.
الأربعاء 2022/11/02
الباستيل يزيد المدن هدوءا
مسقط - يستضيف غاليري سارة بمؤسسة بيت الزبير في العاصمة العمانية مسقط، وبدءا من الثلاثاء، المعرض التشكيلي "مدن الباستيل" للفنانتين التشكيليتين العمانيتين رحمة الحجرية وسميرة اليعقوبية، تحت رعاية علياء بنت ثويني بن شهاب آل سعيد.
وتتناول الأعمال الفنية خيال الفنان وتصوُّره للبيئة من حوله وحياة الناس في المدن، تم التعبير عنها بأسلوب تجريدي وسريالي اندمجت معها الخامات البيئية بأسلوب فني قصصي.
وتشارك الفنانتان بأكثر من أربعين عملًا فنيًّا، تجسدان فيها استحضارهما لملامح المدن عبر توظيف خامات مختلفة بإخراج عالٍ وانسجام في أعمالهن الفنية؛ كاعتمادهن على الألوان الحيوية في بعض الضربات، والتناغم في توزيع عناصر فنية تدلنا على ملامح المدن وقصصها التي تُروى بصريًّا في معرضهما الفني.
الأعمال الفنية تم التعبير عنها بأسلوب تجريدي وسريالي اندمجت معها الخامات البيئية بأسلوب فني
ولطالما كان الرسم على مدى التاريخ الآلية المثلى لتوثيق حياة البشر والمدن والتحولات المتعاقبة عليها، ونقل صورة مختصرة ومهمة عن حضارات وعصور خلت وهو ما تشتغل عليه الفنانتان في المعرض، كل واحدة بأسلوبها الخاص لكنهما تشتركان في الالتزام بالثيمة العامة، فتنقلان إلى أهالي السلطنة ومن هم خارجها صورا من عُمان كما يراها أبناؤها من الفنانين.
وتبدي الفنانتان عبر لوحاتهما تمازجا بين الرؤى والألوان والأساليب، تعكس إحساس كل منهما بالآخر أي بالإنسان من حولها وبالمدن، لتأتي أعمالهما كشكل من التعبير عن الالتزام تجاه المجموعة والفضاء المكاني المشترك، والوطن، باعتباره مدينة يشترك فيها الجميع، ويطغى عليها لون الباستيل.
والباستيل في الفن التشكيلي يعدّ أسلوبا تشكيليا منفصلا بذاته، حيث يختلف الرسم بالباستيل عن غيره من ألوان الفنون، إذ لا تدخل فيه أيّ مادة مذابة، وإنما يرسم به جافا، والمادة والأساليب الفنية للرسم بألوان الباستيل لها طابعها الخاص.
وتنتمي ألوان الباستيل إلى عائلة الألوان الشاحبة والتي عندما توصف في الفضاء اللوني تعني ارتفاع إضاءة اللون وانخفاض التلون أو التشبع، وهو ما يمكن ملاحظته في لوحات الفنانتين المعروضة في بيت الزبير وعلى صفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي، فهي بالفعل تصور المدن بالباستيل فتظهرها شاحبة رغم جمال تفاصيلها.
يذكر أن مؤسسة بيت الزبير التي تستضيف هذا المعرض بدأت موسمها الثقافي الجديد بحزمة واسعة من الفعاليات الثقافية والفنية التي تسعى للمساهمة في المناخ الثقافي في السلطنة، واستكمال النجاحات التي تحققت خلال المواسم الثقافية السابقة.
-عن العرب اليوم-