"دمشق" ومعالمها التاريخية محور معرض تشكيلي جماعي
ستون لوحة بريشة فنانين عبروا من خلالها عن متانة ارتباطهم بأقدم المدن المأهولة في التاريخ وحبهم العميق لها.
الأربعاء 2022/11/09
دمشق طاغية على الأعمال التشكيلية (لوحة: ناثر حسني)
دمشق - يصطحب معرض "دمشق" جمهور الفن التشكيلي في رحلة بين الأحياء الدمشقية القديمة وبيوتها وحاراتها ومعالمها التاريخية، عبر لوحات تجسد أدق التفاصيل التي رسمها فنانون كبار ممن كانت لهم بصمتهم في الحياة التشكيلية السورية.
ويضم المعرض الذي ازدانت بلوحاته أروقة المركز الثقافي العربي في أبورمانة نحو 60 عملاً فنياً بريشة فنانين من جيل المخضرمين وجيل الشباب، عبروا من خلال هذه اللوحات عن متانة ارتباطهم بأقدم المدن المأهولة في التاريخ وعن حبهم العميق لها.
ويقول الفنان التشكيلي محمد غنوم إن مشاركته تمثلت في “خمس لوحات، تمازج فيها الخط العربي مع الفن التشكيلي”، معتمداً على تقنيات الأكريليك والزيتي، وهي أعمال رسمها منذ سنوات عدة، فحب دمشق ليس وليد اللحظة بل هي حبه منذ الأزل، وفق تعبيره.
أما التشكيلي ناثر حسني فيشارك بعشرة أعمال جسد من خلالها بعض المعالم الأثرية في دمشق العريقة، وصور فيها البيوت الدمشقية وتفاصيلها المعمارية، مركزاً على أدق التفاصيل ومعتمداً على الألوان الزيتية.
لوحة تجسد المعالم الأثرية في دمشق العريقة والبيوت الدمشقية وتفاصيلها المعمارية
بدوره شارك الفنان التشكيلي نذير بارودي بـ19 عملاً من نتاج تجاربه القديمة، فقد دخل هذا المجال منذ 53 عاماً، وبين أنه رسم الحارات القديمة والحرف التي تعرضت للاندثار، واستعرض طقوسا وعادات اشتهر بها أهالي دمشق سواء في الأفراح أو في الأحزان أو خلال الحفلات الطربية، مؤكدا ضرورة إطلاع الأجيال الجديدة على التراث بكل تفاصيله.
أما الفنانة دعاء بسطاطي فرسمت على الزجاج لوحات للجامع الأموي والبيوت الدمشقية القديمة. من جهته شارك التشكيلي أحمد شما بتسع لوحات تروي حكايات متنوعة عن دمشق، مجسداً المعالم الأثرية والتاريخية، إضافة إلى صورٍ وثائقيةٍ قديمةٍ تحولت إلى لوحاتٍ فنيةٍ، وقد استخدم في أعماله الألوان الزيتية.
وكان للوردة الدمشقية حضورٌ بارزٌ في إحدى لوحات الفنان الشاب علاء الغبرة الذي شارك بثلاث لوحات عن مئذنة العروس والجامع الأموي وبيوت دمشقية متمازجة مع عباراتٍ من الخط العربي والزخارف الهندسية الدقيقة.
كما كان للحارات الدمشقية حضورها المتميز في أعمال التشكيلي محمد دبور، ليرسم حارة الورد في ساروجة وجامع البدرائية في حي القيمرية وحي العمارة وحارة الصواف وحمام القيمرية، لافتاً إلى أنه بدأ هذه التجربة منذ عام 1980، وفي رصيده المئات من اللوحات.
وأشارت مديرة الثقافة بدمشق نعيمة سليمان إلى أن هذا المعرض جاء ليوثق التراث المادي واللامادي والحرف اليدوية في مدينة دمشق، أقدم عاصمة مأهولة في التاريخ، مؤكدة أن التراث هو الجسر الواصل بين الماضي والحاضر و”مهمتنا تعريف الأجيال القادمة بهذا الإرث العريق".
أما رباب أحمد مديرة المركز الثقافي في أبورمانة فأشارت إلى أهمية الفن التشكيلي ليس فقط كقيمة جمالية تشكيلية، بل أيضا كدور مهم في التوثيق، وهو ما جعلها تنتقي باقة من أهم الفنانين الذين وثقوا دمشق في لوحاتهم بهدف تشجيع الفنانين التشكيليين على المزيد من الاهتمام بتوثيق هذه المدينة من ناحية التراث والحرف والعمارة، لافتة إلى أنه تمت إقامة ندوة عقب افتتاح المعرض الذي تم بالتعاون مع جمعية أصدقاء حديقة السبكي.
# عن العرب اليوم#