فنانون من تسعة بلدان يحتفون بفن المنمنمات الإسلامي في الجزائر

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • فنانون من تسعة بلدان يحتفون بفن المنمنمات الإسلامي في الجزائر

    فنانون من تسعة بلدان يحتفون بفن المنمنمات الإسلامي في الجزائر


    التظاهرة تهدف إلى تشجيع الفنانين من أجل الخوض في هذا الفن ومتابعته.
    الاثنين 2022/11/21


    المنمنمات والزخرفة فنون إسلامية عريقة

    تلمسان (الجزائر) - افتتحت مساء السبت بمركز الدراسات الأندلسية بتلمسان الدورة الـ12 للمهرجان الثقافي الدولي للمنمنمات وفنون الزخرفة بمشاركة فنانين من تسعة بلدان مع تخصيص تكريم للفنان التشكيلي الراحل بشير يلس أيقونة الفن التشكيلي في الجزائر نظير مساره الإبداعي الثري والحافل في مجال التشكيل وأيضا فن العمارة.

    وتم بهذه المناسبة تدشين عدة معارض لفناني زخرفة ومنمنمات من مختلف المحافظات الجزائرية، وأيضا من تركيا وإيران والهند وأوزبكستان وأندونيسيا وسلطنة عمان وغيرها.

    وقال محافظ تلمسان أمومن مرموري إن “هذا المهرجان هو بمثابة ملتقى لهذا الفن الإسلامي، يجمع أشهر الفنانين من البلدان المتفوقة في هذا الاختصاص الفني بحيث نتذكر من خلال هذه التظاهرة الفنان التشكيلي الجزائري بشير يلس، الذي غادر عالمنا في أغسطس الماضي، تكريما لمساره الفني الطويل الذي كرسه لخدمة الفن والثقافة والتراث في الجزائر”.

    ومن جهته اعتبر ممثل وزيرة الثقافة والفنون سمير ثعالبي أن “المدرسة الجزائرية في فنون الزخرفة والمنمنمات قد قطعت أشواطا من التألق بفضل محمد راسم، وهو الرائد الكبير للفن التشكيلي الجزائري الحديث وفن المنمنمات بالتحديد، وتأثيره جلي على الفنانين الجزائريين الذين نبغوا في هذا الفن”، مضيفا أنه “استطاع أن يظهر براعة في تطوير التقنيات والانتقال بهذا الإبداع من التقليد إلى المعاصرة مستفيدا من التجربة التشكيلية الأوروبية مع الحفاظ على الهوية الجزائرية”.



    ولفت ثعالبي إلى أن تنظيم هذه التظاهرة الدولية “يأتي ضمن سلسلة المهرجانات الثقافية التي دأبت وزارة الثقافة والفنون على تنظيمها خلال هذه السنة والتي ستصل مع نهاية شهر ديسمبر إلى 50 مهرجانا تغطي أكثر من 38 محافظة بمختلف أشكالها”، مشيرا إلى أن هذا “سيعطي فرصة لإعادة النظر، في 2023، في هذه المهرجانات من خلال توزيعها ودعمها”.

    وأوضحت محافظة المهرجان سامية قادرين من جهتها أن الهدف من هذا الأخير “إبراز خصائص المدرسة الإسلامية الجزائرية وتشجيع الفنانين من أجل الخوض في هذا الفن ومتابعته”، مضيفة أن هذه الطبعة “تتميز بدورات تدريبية ستحمل اسم بشير يلس تنظم لأول مرة لفائدة طلبة مدرسة الفنون الجميلة بعنابة وملحقة مدرسة الفنون الجميلة بعزازقة (تيزي وزو) وكلية الفنون الإسلامية بتلمسان والتي ستؤطرها نخبة من الأساتذة البارزين في مجال الفنون الإسلامية من الجزائر وتركيا وإيران وغيرها”.

    وكان حفل الافتتاح قد عرف أيضا عرض شريط فيديو حول حياة ومسار بشير يلس (1921 – 2022)، وهي وقفة عرفان وتقدير لهذا الفنان الذي كرس حياته لخدمة الفن والثقافة الجزائرية، في التشكيل والمعمار، حيث أنجز منذ نهاية الستينات سلسلة من الطوابع البريدية والجداريات التي استلهم فيها عناصر التراث الجزائري، كما شارك في تصميم العديد من مباني المؤسسات المعروفة في عدة مدن جزائرية، وقد تم في هذا الإطار تكريم عائلته.

    وتهدف هذه الدورة التي تحمل شعار “جسور ذهبية” إلى تسليط الضوء على أبرز المدارس الفنية في العالم الإسلامي ومختلف التجارب الرائدة في هذا المجال والتي من بينها المدرسة الجزائرية وتجارب الفنانين الجزائريين في هذه الممارسة الفنية العريقة التي أرسى قواعدها في الجزائر محمد راسم، وتوفير جو للاحتكاك والتواصل بنظرائهم من البلدان ذات التقاليد في هذا المجال.

    ونظم المهرجان ندوة علمية الأحد بمناسبة اليوم العالمي للفن الإسلامي المصادف لـ18 نوفمبر، حول “مدارس الفن الإسلامي”، وكانت بمشاركة أساتذة وأكاديميين من الجزائر والبلدان المشاركة تناولت مواضيع الزخرفة العثمانية نهاية القرن 16، والمدرسة الجزائرية للمنمنمات من خلال الأخوين محمد وعمر راسم، وكذلك تطور مدارس المنمنمات في العالم الإسلامي وتطور فن الزخرفة.

    كما تنظم في الأيام المقبلة ورشات في فن الإبرو التركي والزخرفة والتذهيب، والمنمنمات الجزائرية (منمنمات راسم) والمنمنمات التركية والمنمنمات من شبه الجزيرة الهندية، مع توفير فضاءات فنية خاصة بالطفل.

    وسيكون اختتام المهرجان بإعلان نتائج المسابقة الدولية لـ”فن المنمنمات والزخرفة” التي تم إطلاقها في سبتمبر الماضي والتي تندرج في إطار الرفع من مستوى المنافسة بين الفنانين في هذا المجال، حيث تشمل ثلاث جوائز في كل فئة.

    وتتميز المنمنمات الإسلامية بدقة الرسم والتلوين وتنوع الصور والخطوط، والهوامش المزخرفة والوجوه، وهو فن برع فيه عدد من الخطاطين والرسامين المهرة الذين كانوا يزينون به الكتب والمخطوطات. وتشتمل الرسومات على رحلات صيد، وتفاصيل يومية وحكايات مسرودة، كما تتضمن رسومات العلوم والخرائط والأماكن، والنبات والحيوان، والبقاع المقدسة، والطرق، كما تحتوي على مجموعة كبيرة من الموضوعات الأدبية والثقافية والطبية والعلمية والتشريحية والتعليمية.

    وتنقسم مدارس المنمنمات إلى مدرسة بغداد، والمدرسة العراقية، والفارسية، والتيمورية، والعثمانية، وقد استخدم المسلمون متأثرين بالفرس والروم الرسوم والصور من أجل الإيضاح، وبيان ما يمكن أن يوجه إلى القارئ من معلومات أو إحصائيات.
يعمل...
X