Jawdat Hoshyar
الاتحاد العربي للثقافة
د.عائشة الخضر لونا عامر
الشاعرة الشهيرة التي إنتحرت حزناً على تفكك الإتحاد السوفيتي
جودت هوشيار
هل إطلع معظم الكتّاب والنقّاد والمترجمين في بلادنا – ما عدا الذين يعرفون اللغة الروسية – على الأدب الروسي حقاً ؟. أعتقد انهم يعرفون فقط القمم الأدبية العالمية ( غوغول ، تورغينيف، تولستوي ، دوستويفسكي ، تشيخوف ، ماياكوفسكي ، يسينين ) ، وعدة كتّاب وشعراء آخرين . حاولت خلال السنوات الماضية تقديم أدباء روس عباقرة آخرين إلى الجمهور القارئ في بلادنا ( أرتسيباشيف ،باوستوفسكي ، زوشينكو ، بابل ، دوفلاتوف إلخ . ولكن الأدب الروسي الكلاسيكي والمعاصر زاخر بعدد لا يحصى من مشاهير الأدباء الروس الذين يعرفهم العالم ولا نعرفهم . ومهمة تعريفهم وتقديمهم فوق طاقة شخص واحد .من يعرف حقاً يفغيني زامياتين ، الذي ألهم أورويل لكتابة روايته الشهيرة " 1984" ، ومن يعرف فلاديمير فيسوتسكي ، وبولات أكوجافا ، تتيانا تولستايا ، وفكتوريا توكاريفا، والقائمة تطول وتطول .
اليوم نتحدث عن شاعرة روسية شهيرة . أنها يوليا درونينا ( 1924-1991) التي إشتهرت بقدرتها على البقاء امرأة دائما حتى في الخنادق طوال الحرب الوطنية العظمى ، عندما تطوعت للعمل كمسعفة في جبهات القتال الأشد ضراوة ، وأصيبت خلالها بجروح بليغة . كتبت قصائد حب مؤثرة وبدت كأنها "امرأة حديدية " لكنها في الحقيقة كانت ضعيفة وهشة من الداخل . كانت وطنية حقيقية حتى النخاع . ولكن إنهيار الإتحاد السوفيتي حطمها ، وتلقت ( الكارثة ) كمأساة شخصية ، ولم تتحمل العيش في الظروف القاسية الجديدة . حبست نفسها في المرآب ، وبدأت بتشغيل سيارتها ، بعد أن كتبت رسالة وداعية مؤلمة ، ثم إنتحرت- بتناول كمية كبيرة من الحبوب المنومة – حزنا على تفكك الإتحاد السوفيتي الذي تغنت به طوال حياتها الأدبية