صالون هدي».. فيلم فلسطيني يثير الجدل عن الولاء والخيانة والحرية
إفتتح الفيلم الفلسطيني «صالون هدي» عروض أفلام المسابقة الدولية لمهرجان البحر الأحمر السينمائي، في دورته الإفتتاحية، حيث أقيم له عرضاً صباحياً للصحافة، وعرضاً مسائياً تم خلاله إستقبال أبطال الفيلم على «الرد كاربت»، وهم ميساء عبد الهادي، على سليمان، منال عوض، وهاني أبو أسعد مخرج ومؤلف العمل.
يثير الفيلم كثيراً من التساؤلات حول قصته المأخوذة عن أحداث حقيقية، والتى تتأرجح رسائله بين الولاء والخيانة والحرية، من خلال أحداثه التى تدور في محل لتصفيف الشعر في بيت لحم، تمتلكه شابة تدعى هدى، وتستخدمه في الإيقاع بالسيدات المترددات عليه، لتصويرهن في أوضاع مخلة بعد تخديرهن مع شخصيات تنتمي لقوات الإحتلال، وتختار ضحيتها الأخيرة ريم وهى زوجة وأم لطفلة رضيع، تتوجه للمحل لتغيير قَصة شعرها، لتنقلب حياتها رأساً على عقب، تتوالي أحداث الفيلم الذي يثير كثيراً من التشويق والتوتر، مع تصاعد الضغوط التى تواجهها بطلتيه هدي وريم، بين ظالمة ومظلومة، بين من تبيع وتخون وبين متهمة بريئة يخشي منها الجميع، بما فيهم زوجها وأقرب صديقاتها التى تبوح لها بأزمتها.
وبحسب المخرج هاني أبو أسعد فقد حرضته القصة الواقعية مثلما يؤكد: “نادراً ما أجد قصة مستوحاة من أحداث حقيقية تنطوي على تناقضات عديدة، مُسلية بصورة طبيعية، كقنبلة موقوتة، تضمن خلق حالة من التوتر، ويمكنك أيضاً التورط معها عاطفياً، إذ تتعاطف بوضوح مع البطل. ومن منظور فني، فيلم صالون هدى يمثل ذورة التقاء قوتين متناقضتين، وهما الولاء والخيانة، من خلال توليفها في رؤية مشوقة، ومقلقة”.
حماسه لقصة الفيلم جعله يكتب بنفسه السيناريو، وهو أمر ليس بجديد عن هاني أبو أسعد الذى يعد من أشهر وأهم المخرجين المعاصرين، تضم قائمة أعماله أفلاماً حققت نجاحاً دولياً استثنائياً حيث ترشح فيلم “الجنة الآن” (2005) لـجائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي وفاز بالغولدن غلوب، وفيلم “عمر” (2013) والذي ترشح للأوسكار أيضاً كأفضل فيلم أجنبي، وفي 2017 أخرج أول أفلامه في هوليوود وهو Mountain Between Us من بطولة النجمة كيت ونسليت وإدريس ألبا وافتتح الفيلم مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، ويعد فيلم “صالون هدى” أحدث أعماله في فلسطين بعد أربع سنوات من تجربته في هوليوود، وقد إختار لبطولته ممثليه المفضلين الذين سبق وأختارهما لفيلمه الذى وصل للتصفيات النهائية في جوائز الأوسكار”الجنة الآن”.
تحمل المشاهد الأولي للفيلم عناوين سياسية تكشف عن الوضع السياسي المتأزم والصراع الممتد على مدي عقود بين أجهزة الإستخبارات الإسرائيلية والمقاومة الفلسطينية، يضع المخرج أبطاله في بؤرة توتر لا تنتهي، تصل بهم إلي حد الرهبة ومحاولة التخلص من الحياة، حين تفتح ريم أنبوب الغاز وتستسلم للموت وهى تقضم تفاحة، وتتفاجأ بفراغ الأنبوبة فتلعن هذا الحظ السيئ، فيما تدرك هدي أن هذا وقت الموت الذي كانت تتوقعه بين لحظة وأخري، بين مخاوف ريم والتحقيقات التى تحاصر هدي، يمضي السيناريو في تصاعد مثير ومتلاحق يعيشه المتفرج مع بطلتيه.
تحمل الممثلة ميساء عبد الهادئ عبء الفيلم مجسدة ببراعة مشاهد الصدمة والخوف والترقب، وهى تحمل طفلتها الرضيع وتتنقل بها في مطاردات مخيفة ومصير غامض، ويدخل الممثل الكبير على سليمان في مواجهة قاسية مع هدي لكنها لا تفقده إنسانيته معها في لحظات مؤثرة، وتقدم منال عوض واحداً من الأدوار الصعبة التى تكشف موهبتها وجرأة إختيارها في شخصية مثيرة للكراهية وعدم التعاطف معه، ويأتى حوار الفيلم محملاً بكثير من الرؤي السياسية والإجتماعية، مثلما جاء على لسان هدي (المجتمع الذي يمارس الظلم على حاله، سهل كتير يحتلوه)، وفي مشاهد الإستجواب بين هدي وحسن (على سليمان).
إختيار الممثلين مرحلة مهمة في عمل المخرج، غير أنه يكتسب أهمية خاصة لدي هاني أبو أسعد، في هذا الفيلم سلك أسلوباً مغايراً حيث إختار أبطاله قبل أن ينته من كتابة السيناريو، مؤكداً: “مع هذا الفيلم، وبينما كنت أكتب السيناريو، كان في ذهني ممثلون بعينهم لتجسيد الأدوار، لذا فهي تجربة مغايرة إذا ما تعلق الأمر باختيار الممثلين عن أفلامي السابقة.. كنت أستمتع حقاً بالكتابة بعد أن أدركت أن علي سليمان سيجسد دور “حسن”، ومنال عوض ستكون “هدى”، بينما تجسّد ميساء عبد الهادي دور “ريم”.. عندما كنت أضع كلماتي على الصفحات، كنت أسمعهم يقولونها بأصواتهم”.
يستحضر المخرج هاني أبو أسعد من ذاكرته مواقف عن الخيانه، يراها بمثابة تحريض له على فكرة الفيلم، ووفقاً لتصريحات له “من بين أصعب المواقف التي تعرّض لها في طفولته كانت “خيانة” من أحد أقرب أصدقائه، ما تسبب له في آلام بالمعدة وقتها، قائلاً: ربما، ودون وعي، أعود في هذا الفيلم، بشكل أو بآخر، إلى تلك اللحظة، التى مثلت شكلاً من أشكال الخيانة في ذاكرتي منذ الطفولة ووقعت من صديق لي وكانت بمثابة الصدمة التى أزعجتني كثيراً وبقيت بتساؤلاتها في ذاكرتي,
نهاية الفيلم جاءت عادلة ومنطقية دفعت فيها هدى ثمن الخيانة وأستعادت ريم إبتسامة غابت عنها، بمكالمة أزالت كل مخاوفها من ذلك الدليل المشبوه ليرفع عنها حصار إتهامات الخيانة التى لاحقتها.
إفتتح الفيلم الفلسطيني «صالون هدي» عروض أفلام المسابقة الدولية لمهرجان البحر الأحمر السينمائي، في دورته الإفتتاحية، حيث أقيم له عرضاً صباحياً للصحافة، وعرضاً مسائياً تم خلاله إستقبال أبطال الفيلم على «الرد كاربت»، وهم ميساء عبد الهادي، على سليمان، منال عوض، وهاني أبو أسعد مخرج ومؤلف العمل.
يثير الفيلم كثيراً من التساؤلات حول قصته المأخوذة عن أحداث حقيقية، والتى تتأرجح رسائله بين الولاء والخيانة والحرية، من خلال أحداثه التى تدور في محل لتصفيف الشعر في بيت لحم، تمتلكه شابة تدعى هدى، وتستخدمه في الإيقاع بالسيدات المترددات عليه، لتصويرهن في أوضاع مخلة بعد تخديرهن مع شخصيات تنتمي لقوات الإحتلال، وتختار ضحيتها الأخيرة ريم وهى زوجة وأم لطفلة رضيع، تتوجه للمحل لتغيير قَصة شعرها، لتنقلب حياتها رأساً على عقب، تتوالي أحداث الفيلم الذي يثير كثيراً من التشويق والتوتر، مع تصاعد الضغوط التى تواجهها بطلتيه هدي وريم، بين ظالمة ومظلومة، بين من تبيع وتخون وبين متهمة بريئة يخشي منها الجميع، بما فيهم زوجها وأقرب صديقاتها التى تبوح لها بأزمتها.
وبحسب المخرج هاني أبو أسعد فقد حرضته القصة الواقعية مثلما يؤكد: “نادراً ما أجد قصة مستوحاة من أحداث حقيقية تنطوي على تناقضات عديدة، مُسلية بصورة طبيعية، كقنبلة موقوتة، تضمن خلق حالة من التوتر، ويمكنك أيضاً التورط معها عاطفياً، إذ تتعاطف بوضوح مع البطل. ومن منظور فني، فيلم صالون هدى يمثل ذورة التقاء قوتين متناقضتين، وهما الولاء والخيانة، من خلال توليفها في رؤية مشوقة، ومقلقة”.
حماسه لقصة الفيلم جعله يكتب بنفسه السيناريو، وهو أمر ليس بجديد عن هاني أبو أسعد الذى يعد من أشهر وأهم المخرجين المعاصرين، تضم قائمة أعماله أفلاماً حققت نجاحاً دولياً استثنائياً حيث ترشح فيلم “الجنة الآن” (2005) لـجائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي وفاز بالغولدن غلوب، وفيلم “عمر” (2013) والذي ترشح للأوسكار أيضاً كأفضل فيلم أجنبي، وفي 2017 أخرج أول أفلامه في هوليوود وهو Mountain Between Us من بطولة النجمة كيت ونسليت وإدريس ألبا وافتتح الفيلم مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، ويعد فيلم “صالون هدى” أحدث أعماله في فلسطين بعد أربع سنوات من تجربته في هوليوود، وقد إختار لبطولته ممثليه المفضلين الذين سبق وأختارهما لفيلمه الذى وصل للتصفيات النهائية في جوائز الأوسكار”الجنة الآن”.
تحمل المشاهد الأولي للفيلم عناوين سياسية تكشف عن الوضع السياسي المتأزم والصراع الممتد على مدي عقود بين أجهزة الإستخبارات الإسرائيلية والمقاومة الفلسطينية، يضع المخرج أبطاله في بؤرة توتر لا تنتهي، تصل بهم إلي حد الرهبة ومحاولة التخلص من الحياة، حين تفتح ريم أنبوب الغاز وتستسلم للموت وهى تقضم تفاحة، وتتفاجأ بفراغ الأنبوبة فتلعن هذا الحظ السيئ، فيما تدرك هدي أن هذا وقت الموت الذي كانت تتوقعه بين لحظة وأخري، بين مخاوف ريم والتحقيقات التى تحاصر هدي، يمضي السيناريو في تصاعد مثير ومتلاحق يعيشه المتفرج مع بطلتيه.
تحمل الممثلة ميساء عبد الهادئ عبء الفيلم مجسدة ببراعة مشاهد الصدمة والخوف والترقب، وهى تحمل طفلتها الرضيع وتتنقل بها في مطاردات مخيفة ومصير غامض، ويدخل الممثل الكبير على سليمان في مواجهة قاسية مع هدي لكنها لا تفقده إنسانيته معها في لحظات مؤثرة، وتقدم منال عوض واحداً من الأدوار الصعبة التى تكشف موهبتها وجرأة إختيارها في شخصية مثيرة للكراهية وعدم التعاطف معه، ويأتى حوار الفيلم محملاً بكثير من الرؤي السياسية والإجتماعية، مثلما جاء على لسان هدي (المجتمع الذي يمارس الظلم على حاله، سهل كتير يحتلوه)، وفي مشاهد الإستجواب بين هدي وحسن (على سليمان).
إختيار الممثلين مرحلة مهمة في عمل المخرج، غير أنه يكتسب أهمية خاصة لدي هاني أبو أسعد، في هذا الفيلم سلك أسلوباً مغايراً حيث إختار أبطاله قبل أن ينته من كتابة السيناريو، مؤكداً: “مع هذا الفيلم، وبينما كنت أكتب السيناريو، كان في ذهني ممثلون بعينهم لتجسيد الأدوار، لذا فهي تجربة مغايرة إذا ما تعلق الأمر باختيار الممثلين عن أفلامي السابقة.. كنت أستمتع حقاً بالكتابة بعد أن أدركت أن علي سليمان سيجسد دور “حسن”، ومنال عوض ستكون “هدى”، بينما تجسّد ميساء عبد الهادي دور “ريم”.. عندما كنت أضع كلماتي على الصفحات، كنت أسمعهم يقولونها بأصواتهم”.
يستحضر المخرج هاني أبو أسعد من ذاكرته مواقف عن الخيانه، يراها بمثابة تحريض له على فكرة الفيلم، ووفقاً لتصريحات له “من بين أصعب المواقف التي تعرّض لها في طفولته كانت “خيانة” من أحد أقرب أصدقائه، ما تسبب له في آلام بالمعدة وقتها، قائلاً: ربما، ودون وعي، أعود في هذا الفيلم، بشكل أو بآخر، إلى تلك اللحظة، التى مثلت شكلاً من أشكال الخيانة في ذاكرتي منذ الطفولة ووقعت من صديق لي وكانت بمثابة الصدمة التى أزعجتني كثيراً وبقيت بتساؤلاتها في ذاكرتي,
نهاية الفيلم جاءت عادلة ومنطقية دفعت فيها هدى ثمن الخيانة وأستعادت ريم إبتسامة غابت عنها، بمكالمة أزالت كل مخاوفها من ذلك الدليل المشبوه ليرفع عنها حصار إتهامات الخيانة التى لاحقتها.