«أخوات» : جزائريات يبحثن عن الهوية المفقودة
تونس ـ «سينماتوغراف»
في عرضه الأول بقاعات السينما في العاصمة التونسية حظي فيلم “أخوات” للمخرجة الفرنسية الجزائرية يمينة بن قيقي باهتمام الجمهور التونسي، إذ يعيد من جديد طرح مسألة الشتات والهجرة بين فرنسا والجزائر التي تعود إلى بدايات القرن العشرين وما خلفته من أزمات عائلية وبحث عن هوية مفقودة.
يروي الفيلم قصة ثلاث أخوات فرنسيات من أصول جزائرية: إيزبيل أدجاني في دور “زهرة” ورشيدة براكني في دور “نورة” و مايوين لوبيسكو في دور “جميلة”، يبحثن منذ 30 عاماً عن أخيهن “رضا” الذي خطفه الأب وعاد به إلى الجزائر.
ولما تعلم الأخوات بأن الأب على فراش الموت يقررن السفر إلى الجزائر، على أمل أن يكشف لهن عن مكان شقيقهن. وهكذا تبدأ “زهرة” وشقيقتاها رحلة ضد الزمن في جزائر تعصف بها رياح الثورة.
حاولت مخرجة الفيلم خوض تجربة البحث عن الذات في محيط غريب عنها مادياً، ولكنه ملتصق بها نفسياً. وبين هذا وذاك تعيش رحلة التناقضات والحيرة بين الأنا المتحققة فعلاً بفعل المولد في وسط غربي عاشته من حيث المنشأ برواسب ثقافية أخرى قد تتعارض مع ثقافة بلد المولد والمنشأ (فرنسا).
لكن عند العودة إلى الجزائر، الموطن الثقافي تعيش الأخوات حالة من الاغتراب المضاعف، فيصبحن في اغتراب دائم بين عالمين مختلفين، يعيش أحدهما (الجزائر) تحولات كبرى على المستوى الثقافي والسياسي والاجتماعي يفاجئ العائدات الثلاث.
يقدم الفيلم قراءة أخرى في حالة التشتت التي عاشها الكثير من الفرنسيين من أصول جزائرية؛ فحركة الهجرة بين البلدين تعود إلى بدايات القرن العشرين وما قبلها، منذ احتلال فرنسا للجزائر سنة 1820، ويتواصل صدى هذه الوضعية إلى حدود القرن الواحد والعشرين، خاصة أن الكثير من الفرنسيين من أصول جزائرية لا يزال يهزهم الحنين إلى الوطن الآخر على الضفاف الجنوبية للمتوسط.
حضر عرض الفيلم الأول مخرجته يمينة بن قيقي والمنتج فيليب دوبوي مانديل والممثلة فايزة قين في دور “سمية“.
وأكدت المخرجة أن العرض الأول لفيلمها في تونس يشكل مناسبة سعيدة لها خاصة وأنها تؤمن بأن السينما هي الجسر الواصل بين الشعوب رغم اختلاف الثقافات والحضارات وحتى الأمزجة.
يذكر أن قيقي ولدت عام 1957 في مدينة ليل الفرنسية لأبوين جزائريين، وهي مخرجة وسيناريست ومنتجة برامج تلفزية ووزيرة سابقة.