ما هي ظاهرة الباريدوليا وأسبابها وطرق علاجها
أهذا غيمةٌ على شكل أرنب؟ نجومٌ متسلسلةٌ على شكل عين إنسان! أيعقل أنني رأيت السروال المرمي على الكرسي كرجلٍ جالس؟!! من المؤكد أنّ إحدى هذه المواقف أو ما شابهها قد مرّ معك في حياتك. فما هي هذه الحالة، وهل تُصنف هذه الحالة العابرة كمرضٍ أو ظاهرةٍ علمية؟ فلنتعرّف عن كثب على ظاهرة الباريدوليا.
تعريف ظاهرة الباريدوليا
لطما اعتداد دماغ الإنسان على تفسير الوجوه بلمح البصر، ولكن أحيانًا قد تخدعنا الأشياء ونتوهّم بأنها وجوه. ولكن أيعقل أنّ يكون هذا الخطأ في التمييز غير الطبيعي ناتجًا عن عملية سريعة تعتمد على الرؤية السريعة (لمح الأشياء بسرعة)، أو قد تكون من إعادة تفسيرٍ معرفيٍ أبطأ. يسمى هذا التفسير غير المنطقيٍّ للوجوه بظاهرة الباريدوليا (Pareidolia).
يُشير مصطلح الباريدوليا إلى كلمتين يونانيتين ـ PARA وIDOL ـ معناهما هو "الصورة الخاطئة أو العشوائية"، كما فَسر العلماء هذه الظاهرة بأنها نوعٌ من الأبوفينيا (Apophenia) والتي تعني الاستسقاط؛ أيّ محاولة ربط أشياء أو أحداث منفصلةٌ ببعضها البعض لإعطائها معنى جديدًا ليس لهُ وجودٌ من الصّحة. كما عُرفت بأنها تلك الظاهرةٌ النفسية التي تجعل بعض الاشخاص يَرون صورةً أو يسمعون صوتًا غامضًا؛ وربما يكون عشوائيًا.
أسباب ظاهرة الباريدوليا
قامَ العلماء بتحليل هذه الظاهرة علميًا وفلسفيًا (نفسيًا)، فعلميًا ومن الناحية العصّبية هنالك عدّة أسبابٍ لتشكل ظاهرة للباريدوليا:
أمّا من الناحية الفلسفية فهنالك العديد من النظريات حول هذه الظاهرة. فقد قال الخبراء أنّ سبب الباريدوليا هي حواس الإنسان فقد يعتقدون أنّ العين هي من تنظر إلى الأشياء بشكلٍ خاطئ، أو حتى الأذن؛ حاول أنّ تسـمع إلى تسجيلٍ صوتيّ ولكن تشغيله بشكلٍ عكسي ستشعر أنّ هذا الصوت مستفز وخادش للأذن بعض الشيء مع أنّه نفس التسجيل الذي قدّ سمعته من قَبل ولن تتأثر.
غالبًا ما يكون لظاهرة الباريدوليا إيحاءاتٌ دينية للبعض، فقد كَشفت بعض الدراسات في فلندا أنّ الأشخاص المتدينين أو الذين لديهم إيمانٌ قوي بما هو خارقٌ للطبيعة هم أكثر عُرضةً لرؤية الوجوه في الأشياء الهامدة والمناظر الطبيعية.
كما صَرح عالم الكونيات والمؤلف الأمريكي "كارل ساغان" في كتابه (العالم المسكون بالشياطين_ العلم كشمعة في الظلام)؛ أنّ قدرة الأشخاص التعرف على الوجوه من مسافةٍ بعيدة، أو في حالة ضعف الرؤية هي تقنيةٌ مهمةٌ للبقاء على قيد الحياة. كما أنه أشار أيضًا أنّ ظاهرة الباريدوليا تُمكن البشر من الحكم فورًا على ما إذا كان الشخص القادم صديقًا أو عدوًا.
كما كتب "ليوناردو دافنشي" عن هذه الظاهرة " إذا نظرت إلى جدرانٍ ملطخةٍ ببقعٍ مختلفة، أو بمزيجٍ من أنواع مختلفةٍ من الأحجار، إذا كُنت على وشك ابتكار مشهدٍ ما؛ فستتمكن من رؤية تشابه مختلف بين مختلف المناظر الطبيعية المختلفة المزينة بالجبال، والأنهار، والصور، والأشجار، والسهول، والوديان الواسعة، ومجموعةٌ مختلفةٌ من التلال". وأيضًا ذُكر في إحدى دفاتر مذكرات دافنشي أنّه أحيانًا ما يستخدم الفنانون هذه الظاهرة لمصلحتهم من خلال تضمين الصور المخفية في عملهم، فلطالما يشاهد الفنانون وجوهًا في أعمال رسامة الورود والعالم الروحي "جورجيا أوكيف".
هل الباريدوليا داء...وهل له علاج؟
تُشير الدراسات إلى أنّ الأشخاص العصبيين، ولأشخاص الذين يعانون من حالاتٍ مزاجية سلبية هم الأكثر عُرضةً للإصابة بالباريدوليا، حيث يعود تفسير هذه الظاهرة المفرطة لديهم هو أنّ هؤلاء الأشخاص في حالة تأهّب قصوى للخطر طوال الوقت تقريبًا؛ لذلك من المرجح أنّ تتهيأ لهم أوجهٌ أو أصواتٌ غير مألوفة.
كما أثبتت الإحصائيات أنّ النساء أكثر عُرضةً لرؤية الوجوه، قد يكون هذا مرتبطًا بحقيقة أنّ النسوة لديهم قدرة أفضل من الرجال على كشف المشاعر من خلال فك رموز تعابير الوجه.
أمّا في علم النفس يستخدم بعض الأطباء النفسيين ظاهرة الباريدوليا لإظهار المشاعر المخفية لدى مرضاهم، وذلك عن طريق القيام بتجربة الحبر والورق، والتي يقوم فيه الطبيب برش الحبر على الورق وطي الورقة من المنتصف؛ ومن ثم يَطلب الطبيب من مريضه تفسير للصورة التي نتجت عن بقع الحبر المرشوشة، حينها يبدأ المريض بإخراج أفكاره العميقة بشرح ما قد يراه. ولكن طريقة العلاج هذه لم تلقَ الدعم من قِبل علماء النفس ووصفها بأن ليس لها أساسٌ من الحقائق.
أهذا غيمةٌ على شكل أرنب؟ نجومٌ متسلسلةٌ على شكل عين إنسان! أيعقل أنني رأيت السروال المرمي على الكرسي كرجلٍ جالس؟!! من المؤكد أنّ إحدى هذه المواقف أو ما شابهها قد مرّ معك في حياتك. فما هي هذه الحالة، وهل تُصنف هذه الحالة العابرة كمرضٍ أو ظاهرةٍ علمية؟ فلنتعرّف عن كثب على ظاهرة الباريدوليا.
تعريف ظاهرة الباريدوليا
لطما اعتداد دماغ الإنسان على تفسير الوجوه بلمح البصر، ولكن أحيانًا قد تخدعنا الأشياء ونتوهّم بأنها وجوه. ولكن أيعقل أنّ يكون هذا الخطأ في التمييز غير الطبيعي ناتجًا عن عملية سريعة تعتمد على الرؤية السريعة (لمح الأشياء بسرعة)، أو قد تكون من إعادة تفسيرٍ معرفيٍ أبطأ. يسمى هذا التفسير غير المنطقيٍّ للوجوه بظاهرة الباريدوليا (Pareidolia).
يُشير مصطلح الباريدوليا إلى كلمتين يونانيتين ـ PARA وIDOL ـ معناهما هو "الصورة الخاطئة أو العشوائية"، كما فَسر العلماء هذه الظاهرة بأنها نوعٌ من الأبوفينيا (Apophenia) والتي تعني الاستسقاط؛ أيّ محاولة ربط أشياء أو أحداث منفصلةٌ ببعضها البعض لإعطائها معنى جديدًا ليس لهُ وجودٌ من الصّحة. كما عُرفت بأنها تلك الظاهرةٌ النفسية التي تجعل بعض الاشخاص يَرون صورةً أو يسمعون صوتًا غامضًا؛ وربما يكون عشوائيًا.
أسباب ظاهرة الباريدوليا
قامَ العلماء بتحليل هذه الظاهرة علميًا وفلسفيًا (نفسيًا)، فعلميًا ومن الناحية العصّبية هنالك عدّة أسبابٍ لتشكل ظاهرة للباريدوليا:
- يسمى الجزء المسؤول عن تفسير الوجوه بالدماغ بالتلفيف المغزلي (Fusiform gyrus) والذي لديه جانبان رئيسيان؛ كلٌّ منهما مسؤولٌ عن وظيفةٍ معينة، فالجانب الأيمن يَصدر أوامر بطيئة وتحتاج إلى وقتٍ محدد للتعرف على الوجوه وتفسيرها بدقةٍ تامة، أمّأ الجانب الأيسر يَقوم بالحكم السريع على الوجه الذي لمحته العينين، وهنا قد يُفسر العقل البشري اللمحة السريعة عن الوجه ليعطي نتائج خاطئة ويصححها الجزء الأيمن بعد ذلك.
- يقوم الدماغ بعملية مسح أو تصوير داخل أدمغتنا فهو يَفحص باستمرار الخطوط والأشكال والأسطح والألوان العشوائية؛ وذلك بعد أنّ يُطابقها من صورةٍ ما، ومن ثم تَخرج صورةٌ على مدمجة بين هاتين الصورتين مثلًا قد تلمح البدر ويأتي بمخيلتك شخصٌ ما لترى وجه هذا الشخص على القمر. ولكن هذه الحالة لا تَقتصر على الصور فقط؛ بلّ قد يحدث المزج في السمع (كالكلام، والأغاني) فقد يُطابق العقل صوتين في نفس الوقت.
- ما هو معروفٌ عن الدماغ البشري أنّه مُعقد كحاسبٍ آليٍ تمامًا، فكمية المعلومات الضخمة التي في الدماغ قد تتشابك في بعضها البعض لتعطي ارتباطاتٍ غير منطقيةٍ.
أمّا من الناحية الفلسفية فهنالك العديد من النظريات حول هذه الظاهرة. فقد قال الخبراء أنّ سبب الباريدوليا هي حواس الإنسان فقد يعتقدون أنّ العين هي من تنظر إلى الأشياء بشكلٍ خاطئ، أو حتى الأذن؛ حاول أنّ تسـمع إلى تسجيلٍ صوتيّ ولكن تشغيله بشكلٍ عكسي ستشعر أنّ هذا الصوت مستفز وخادش للأذن بعض الشيء مع أنّه نفس التسجيل الذي قدّ سمعته من قَبل ولن تتأثر.
غالبًا ما يكون لظاهرة الباريدوليا إيحاءاتٌ دينية للبعض، فقد كَشفت بعض الدراسات في فلندا أنّ الأشخاص المتدينين أو الذين لديهم إيمانٌ قوي بما هو خارقٌ للطبيعة هم أكثر عُرضةً لرؤية الوجوه في الأشياء الهامدة والمناظر الطبيعية.
كما صَرح عالم الكونيات والمؤلف الأمريكي "كارل ساغان" في كتابه (العالم المسكون بالشياطين_ العلم كشمعة في الظلام)؛ أنّ قدرة الأشخاص التعرف على الوجوه من مسافةٍ بعيدة، أو في حالة ضعف الرؤية هي تقنيةٌ مهمةٌ للبقاء على قيد الحياة. كما أنه أشار أيضًا أنّ ظاهرة الباريدوليا تُمكن البشر من الحكم فورًا على ما إذا كان الشخص القادم صديقًا أو عدوًا.
كما كتب "ليوناردو دافنشي" عن هذه الظاهرة " إذا نظرت إلى جدرانٍ ملطخةٍ ببقعٍ مختلفة، أو بمزيجٍ من أنواع مختلفةٍ من الأحجار، إذا كُنت على وشك ابتكار مشهدٍ ما؛ فستتمكن من رؤية تشابه مختلف بين مختلف المناظر الطبيعية المختلفة المزينة بالجبال، والأنهار، والصور، والأشجار، والسهول، والوديان الواسعة، ومجموعةٌ مختلفةٌ من التلال". وأيضًا ذُكر في إحدى دفاتر مذكرات دافنشي أنّه أحيانًا ما يستخدم الفنانون هذه الظاهرة لمصلحتهم من خلال تضمين الصور المخفية في عملهم، فلطالما يشاهد الفنانون وجوهًا في أعمال رسامة الورود والعالم الروحي "جورجيا أوكيف".
هل الباريدوليا داء...وهل له علاج؟
تُشير الدراسات إلى أنّ الأشخاص العصبيين، ولأشخاص الذين يعانون من حالاتٍ مزاجية سلبية هم الأكثر عُرضةً للإصابة بالباريدوليا، حيث يعود تفسير هذه الظاهرة المفرطة لديهم هو أنّ هؤلاء الأشخاص في حالة تأهّب قصوى للخطر طوال الوقت تقريبًا؛ لذلك من المرجح أنّ تتهيأ لهم أوجهٌ أو أصواتٌ غير مألوفة.
كما أثبتت الإحصائيات أنّ النساء أكثر عُرضةً لرؤية الوجوه، قد يكون هذا مرتبطًا بحقيقة أنّ النسوة لديهم قدرة أفضل من الرجال على كشف المشاعر من خلال فك رموز تعابير الوجه.
أمّا في علم النفس يستخدم بعض الأطباء النفسيين ظاهرة الباريدوليا لإظهار المشاعر المخفية لدى مرضاهم، وذلك عن طريق القيام بتجربة الحبر والورق، والتي يقوم فيه الطبيب برش الحبر على الورق وطي الورقة من المنتصف؛ ومن ثم يَطلب الطبيب من مريضه تفسير للصورة التي نتجت عن بقع الحبر المرشوشة، حينها يبدأ المريض بإخراج أفكاره العميقة بشرح ما قد يراه. ولكن طريقة العلاج هذه لم تلقَ الدعم من قِبل علماء النفس ووصفها بأن ليس لها أساسٌ من الحقائق.