«حمى البحر المتوسط» يفتتح مهرجان الفيلم الفلسطيني في لندن
في نوفمبر 11, 2022
لندن ـ «سينماتوغراف»
تنطلق اليوم فعاليات مهرجان الفيلم الفلسطيني في لندن، مع مجموعة من الأفلام التي تتناول قضايا فلسطين وتعكس الواقع الذي يعيشه المواطن الفلسطيني. يشمل برنامج المهرجان الذي يمتد إلى 24 نوفمبر الجاري مجموعة منتقاة من الإصدارات الجديدة وأفلام السينما الفنية، ونخبة من الأفلام القديمة، إلى جانب العروض التقديمية الحصرية والمناقشات الطارئة.
يتميّز مهرجان هذا العام بأحداث خاصة، تتضمّن عملًا حديثًا للمخرج كريستيان غازي، والأفلام المستعادة حديثاً للمخرجة والصحافية اللبنانية جوسلين صعب، إضافة إلى إحياء ذكرى مرور 50 عاماً على اغتيال غسان كنفاني.
يفتتح المهرجان فيلم الدراما والكوميديا “حمى البحر المتوسط”، المدعوم من مؤسسة الدوحة للأفلام، وعرض في مهرجان كانّ السينمائي هذا العام، للكاتبة والمخرجة الفلسطينية مها الحاج. ويُعرض العمل اليوم وغداً في سينما باربيكان في لندن.
وقال مؤسس ومدير المهرجان خالد زيادة، عن فيلم الافتتاح: “اخترنا فيلم حمى البحر المتوسط للافتتاح، لأنّه، من وجهة نظري، من بين أحد أهم الافلام التي أُنتجت هذا العام جودتها من ناحية السيناريو والتمثيل والإنتاج والتصوير”.
وأضاف أن هذا الفيلم الجديد لمها الحاج هو قفزة نوعية في نطاق عملها السينمائي، ذلك أنه يتناول فئة من المجتمع الفلسطيني نادراً ما تناولتها الأفلام الأخرى، ويتعامل مع حياة شخصيتين وعلاقتهما اليومية العادية بعضهما مع بعض.
وقالت المخرجة مها الحاج إنّ “النقطة الأهم هي أن العمل، رغم أنه يروي قصص شخصيات فلسطينية، لكنّه عالمي بإنسانيته. وأعتقد أنّ أي مشاهد في العالم من أي مكان يمكنه أن يتفاعل مع الفيلم ويفهم شخصياته، لأنّها تشبه كل شخص مرّ بهذه الظروف، وليس من الضروري أن تكون فلسطينياً حتى تتعاطف مع وليد وجلال (بطلي الفيلم)”.
في الأسبوع الأوّل للمهرجان، يُعرض كل من فيلم “اليد الخضراء” للمخرجة والمنتجة الفلسطينية جمانة منّاع. يروي العمل بحس فكاهي ساخر النزاع بين الباحثين الفلسطينيين عن النباتات البرّية الصالحة للأكل وقوانين حماية الطبيعة الإسرائيلية. وينجح الفيلم في تصوير تأثير التشريعات الإسرائيلية على العادات الفلسطينية التي ترغمهم على الابتعاد أكثر عن أراضيهم.
يسبق هذا العرض الفيلم القصير “حساء فوق بيت لحم” الذي يصوّر عائلة فلسطينية عادية اجتمعت حول مائدة العشاء. ويرى المشاهد كيف يتطوّر النقاش حول طبق الملوخية، ليتحوّل بسرعة إلى حوار شخصي ونقاش حول السياسة.
الإثنين المقبل، تُعرض ثلاثة أعمال: فيلم “مدرج على القائمة السوداء” (Blacklisted) للمخرج وكاتب السيناريو والمصوّر السينمائي محمد المغني. تدور أحداثه حول استجواب شاب فلسطيني لعبوره الحدود، إذ يُشتبه بكونه إرهابياً، بينما تبقى نواياه الحقيقية مخفية، والفيلم القصير “بين موتين” للمخرج والكاتب السوري أمير فخر الدين (صاحب فيلم الغريب) الذي يسلّط الضوء على يوم في حياة زوجين مسنّين يعيشان في هضبة الجولان المحتلة، ورحلتهما نحو بستان أشجار الكرز المجاور للحدود السورية الإسرائيلية، الممزّقة بين أصداء القصف المستمرّ في سورية والاحتلال الإسرائيلي المستمرّ منذ عقود.
وفي اليوم نفسه، تُعرض أوبرا باللغة العربية في تركيبة سينمائية جديدة، طوّرتها كل من الفنانة الفلسطينية لاريسا صنصور والدنماركية سورن ليند. تؤدي الأغنية السوبرانو الفلسطينية نور درويش، التي تمثّل مشاعر الفقد والحزن والصدمة الموروثة. صورت الأغنية في كنيسة مهجورة، مصحوبة بمواد أرشيفية من فلسطين ومؤثرات خاصة. وتعرض القطعة بالأبيض والأسود، بينما تقسم الشاشة إلى ثلاثة أجزاء، مثل لوحة ثلاثية للمذبح.
وتنتقل العروض، يوم الثلاثاء، إلى مسرح محاضرات معرض بروناي في جامعة مدرسة الدراسات الشرقية والأفريقية (SOAS)، حيث يعرض الفيلم الوثائقي “استعادة”، للمخرج رشيد مشهراوي. يعيد العمل إحياء تاريخ مدينة يافا الساحلية بين عامي 1930 و1948، من خلال الصور الأرشيفية المستخدمة بشكل مبتكر، ومن خلال ذكريات الفلسطينيين المنفيين الذين ينتقلون من مخيم للاجئين إلى مخيم لاجئين آخر. وينقلنا المخرج إلى مسقط رأس والديه وأجداده الذين جُردوا من ممتلكاتهم وتمّ نفيهم عام 1948.
ولا يبتعد فيلم “المنشية”، للمخرجة رنين جريس، عن يافا، بل يأخذنا إلى حي المنشية الذي يقع في الشمال الشرقي من هذه المدينة، وأصبح بحلول عام 1944 موطناً لقرابة 12 ألف فلسطيني، وما يقارب ألف يهودي. ويوثق هذا الفيلم القصير شهادات صالح المصري وافتخار ترك، اللاجئين الفلسطينيين اللذين نزحا داخليًا من المنشية قبل عام 1948.
ويُخصّص يوم الأربعاء لفيلم “المخدوعون” للمخرج توفيق صالح، المقتبس من رواية “رجال تحت الشمس” الصادرة عام 1962 لغسان كنفاني. تدور أحداث العمل في العراق في الخمسينيات من القرن الماضي، ويتتبع قصّة ثلاثة فلسطينيّين بعد النكبة، يحاولون الوصول إلى الكويت عن طريق العراق أملاً في حياة أفضل.
أمّا فيلم “عائد إلى حيفا” للمخرج قاسم حول، الذي يُعرض مساء يوم الخميس، والمقتبس عن رواية غسان كنفاني أيضاً، فيروي قصة صفية وسعيد اللذين طردا من منزلهما حيفا عام 1948، وأجبرا على ترك ابنهما خلدون البالغ من العمر خمسة أشهر. وبعد عشرين عاماً، عندما يتمكن الزوجان أخيراً من العودة إلى حيفا، يكتشفان أن خلدون تبناه مهاجران إسرائيليان وانضم إلى الجيش الإسرائيلي.
ومع انتهاء الأسبوع الأول لانطلاقة مهرجان الفيلم الفلسطيني، يعرض الوثائقي “سائقو الشيطان” للمخرج الفلسطيني محمد أبو الغيث وشريكه الألماني دانيال كارسينتي، يوم الجمعة. يقدّم العمل صورة مذهلة للاتجار بالبشر في واحدة من أكثر المناطق خطورة في العالم. ويروي قصّة تهريب عمال فلسطينيين عبر صحراء النقب بحثاً عن عمل لإعالة عائلاتهم، رغم أخطار الرحلة التي تهدّد حياتهم.
في نوفمبر 11, 2022
لندن ـ «سينماتوغراف»
تنطلق اليوم فعاليات مهرجان الفيلم الفلسطيني في لندن، مع مجموعة من الأفلام التي تتناول قضايا فلسطين وتعكس الواقع الذي يعيشه المواطن الفلسطيني. يشمل برنامج المهرجان الذي يمتد إلى 24 نوفمبر الجاري مجموعة منتقاة من الإصدارات الجديدة وأفلام السينما الفنية، ونخبة من الأفلام القديمة، إلى جانب العروض التقديمية الحصرية والمناقشات الطارئة.
يتميّز مهرجان هذا العام بأحداث خاصة، تتضمّن عملًا حديثًا للمخرج كريستيان غازي، والأفلام المستعادة حديثاً للمخرجة والصحافية اللبنانية جوسلين صعب، إضافة إلى إحياء ذكرى مرور 50 عاماً على اغتيال غسان كنفاني.
يفتتح المهرجان فيلم الدراما والكوميديا “حمى البحر المتوسط”، المدعوم من مؤسسة الدوحة للأفلام، وعرض في مهرجان كانّ السينمائي هذا العام، للكاتبة والمخرجة الفلسطينية مها الحاج. ويُعرض العمل اليوم وغداً في سينما باربيكان في لندن.
وقال مؤسس ومدير المهرجان خالد زيادة، عن فيلم الافتتاح: “اخترنا فيلم حمى البحر المتوسط للافتتاح، لأنّه، من وجهة نظري، من بين أحد أهم الافلام التي أُنتجت هذا العام جودتها من ناحية السيناريو والتمثيل والإنتاج والتصوير”.
وأضاف أن هذا الفيلم الجديد لمها الحاج هو قفزة نوعية في نطاق عملها السينمائي، ذلك أنه يتناول فئة من المجتمع الفلسطيني نادراً ما تناولتها الأفلام الأخرى، ويتعامل مع حياة شخصيتين وعلاقتهما اليومية العادية بعضهما مع بعض.
وقالت المخرجة مها الحاج إنّ “النقطة الأهم هي أن العمل، رغم أنه يروي قصص شخصيات فلسطينية، لكنّه عالمي بإنسانيته. وأعتقد أنّ أي مشاهد في العالم من أي مكان يمكنه أن يتفاعل مع الفيلم ويفهم شخصياته، لأنّها تشبه كل شخص مرّ بهذه الظروف، وليس من الضروري أن تكون فلسطينياً حتى تتعاطف مع وليد وجلال (بطلي الفيلم)”.
في الأسبوع الأوّل للمهرجان، يُعرض كل من فيلم “اليد الخضراء” للمخرجة والمنتجة الفلسطينية جمانة منّاع. يروي العمل بحس فكاهي ساخر النزاع بين الباحثين الفلسطينيين عن النباتات البرّية الصالحة للأكل وقوانين حماية الطبيعة الإسرائيلية. وينجح الفيلم في تصوير تأثير التشريعات الإسرائيلية على العادات الفلسطينية التي ترغمهم على الابتعاد أكثر عن أراضيهم.
يسبق هذا العرض الفيلم القصير “حساء فوق بيت لحم” الذي يصوّر عائلة فلسطينية عادية اجتمعت حول مائدة العشاء. ويرى المشاهد كيف يتطوّر النقاش حول طبق الملوخية، ليتحوّل بسرعة إلى حوار شخصي ونقاش حول السياسة.
الإثنين المقبل، تُعرض ثلاثة أعمال: فيلم “مدرج على القائمة السوداء” (Blacklisted) للمخرج وكاتب السيناريو والمصوّر السينمائي محمد المغني. تدور أحداثه حول استجواب شاب فلسطيني لعبوره الحدود، إذ يُشتبه بكونه إرهابياً، بينما تبقى نواياه الحقيقية مخفية، والفيلم القصير “بين موتين” للمخرج والكاتب السوري أمير فخر الدين (صاحب فيلم الغريب) الذي يسلّط الضوء على يوم في حياة زوجين مسنّين يعيشان في هضبة الجولان المحتلة، ورحلتهما نحو بستان أشجار الكرز المجاور للحدود السورية الإسرائيلية، الممزّقة بين أصداء القصف المستمرّ في سورية والاحتلال الإسرائيلي المستمرّ منذ عقود.
وفي اليوم نفسه، تُعرض أوبرا باللغة العربية في تركيبة سينمائية جديدة، طوّرتها كل من الفنانة الفلسطينية لاريسا صنصور والدنماركية سورن ليند. تؤدي الأغنية السوبرانو الفلسطينية نور درويش، التي تمثّل مشاعر الفقد والحزن والصدمة الموروثة. صورت الأغنية في كنيسة مهجورة، مصحوبة بمواد أرشيفية من فلسطين ومؤثرات خاصة. وتعرض القطعة بالأبيض والأسود، بينما تقسم الشاشة إلى ثلاثة أجزاء، مثل لوحة ثلاثية للمذبح.
وتنتقل العروض، يوم الثلاثاء، إلى مسرح محاضرات معرض بروناي في جامعة مدرسة الدراسات الشرقية والأفريقية (SOAS)، حيث يعرض الفيلم الوثائقي “استعادة”، للمخرج رشيد مشهراوي. يعيد العمل إحياء تاريخ مدينة يافا الساحلية بين عامي 1930 و1948، من خلال الصور الأرشيفية المستخدمة بشكل مبتكر، ومن خلال ذكريات الفلسطينيين المنفيين الذين ينتقلون من مخيم للاجئين إلى مخيم لاجئين آخر. وينقلنا المخرج إلى مسقط رأس والديه وأجداده الذين جُردوا من ممتلكاتهم وتمّ نفيهم عام 1948.
ولا يبتعد فيلم “المنشية”، للمخرجة رنين جريس، عن يافا، بل يأخذنا إلى حي المنشية الذي يقع في الشمال الشرقي من هذه المدينة، وأصبح بحلول عام 1944 موطناً لقرابة 12 ألف فلسطيني، وما يقارب ألف يهودي. ويوثق هذا الفيلم القصير شهادات صالح المصري وافتخار ترك، اللاجئين الفلسطينيين اللذين نزحا داخليًا من المنشية قبل عام 1948.
ويُخصّص يوم الأربعاء لفيلم “المخدوعون” للمخرج توفيق صالح، المقتبس من رواية “رجال تحت الشمس” الصادرة عام 1962 لغسان كنفاني. تدور أحداث العمل في العراق في الخمسينيات من القرن الماضي، ويتتبع قصّة ثلاثة فلسطينيّين بعد النكبة، يحاولون الوصول إلى الكويت عن طريق العراق أملاً في حياة أفضل.
أمّا فيلم “عائد إلى حيفا” للمخرج قاسم حول، الذي يُعرض مساء يوم الخميس، والمقتبس عن رواية غسان كنفاني أيضاً، فيروي قصة صفية وسعيد اللذين طردا من منزلهما حيفا عام 1948، وأجبرا على ترك ابنهما خلدون البالغ من العمر خمسة أشهر. وبعد عشرين عاماً، عندما يتمكن الزوجان أخيراً من العودة إلى حيفا، يكتشفان أن خلدون تبناه مهاجران إسرائيليان وانضم إلى الجيش الإسرائيلي.
ومع انتهاء الأسبوع الأول لانطلاقة مهرجان الفيلم الفلسطيني، يعرض الوثائقي “سائقو الشيطان” للمخرج الفلسطيني محمد أبو الغيث وشريكه الألماني دانيال كارسينتي، يوم الجمعة. يقدّم العمل صورة مذهلة للاتجار بالبشر في واحدة من أكثر المناطق خطورة في العالم. ويروي قصّة تهريب عمال فلسطينيين عبر صحراء النقب بحثاً عن عمل لإعالة عائلاتهم، رغم أخطار الرحلة التي تهدّد حياتهم.