بدر شاكر السياب
بدر شاكر السياب، شاعر عراقي مشهور، يُعدّ من أهم الشعراء العرب في القرن العشرين، حيث ساهم في تأسيس الشعر الحر في الوطن العربي، إلى جانب شعراء كبار أمثال أمل دنقل، وصلاح عبد الصبور، ونازك الملائكة، ولميعة عباس، وغيرهم.
نبذة عن بدر شاكر السيّاب
تفجرت موهبة السياب الشعرية الفذة في سن صغيرة، قبل أن يتجاوز الثانية عشرة حتى، وهي محاولات قال عنها لاحقًا: “إنها كانت صحيحة من ناحية الوزن، ولكنها كانت مليئة بالأخطاء النحوية”، وتعتبر قصيدته “هل كان حبًا” أول قصيدة يكتبها بأسلوب الشعر الحر، بعد الحرب العالمية الثانية، ورغم أنها لا تختلف كثيرًا عن الشعر العمودي، لكن يمكن اعتبارها الجسر الذي نقل السياب إلى مرحلة التجديد الفعلي.
أما البداية الحقيقية، فتمثلت في قصيدتي “أغنية قديمة” و”في السوق القديم”، ويرى بعض النقاد أنهما جسدتا مرحلة التحول في القصيدة العربيّة من ناحية المضمون والشكل.
توالى فيض بدر شاكر السياب الخلاق على امتداد حياته القصيرة (38 عامًا)، ولم ينقطع عن نظم الشعر حتى في فترات نضاله ومشاغله ومرضه، ليُغني الشعر العربي بالكثير من القصائد، التي جمعت ونشرت في ديوان من جزئين، ضم القصائد الطويلة، إلى جانب قصائد أخرى غير منشورة.
كان السياب شخصًا مرهفًا حساسًا، يُفضي على الورق ما يعتمر في نفسه من خلجات وأحاسيس على شكل شعر، وقد اشتهر باستخدامه الرمز، وهو ما ألقى الضوء على مخزونه الثقافي وثراءه اللغوي وثروته الشعرية الضخمة، وموهبته الكبيرة، وظهر الرمز بشكل واضح في قصائد “حفار القبور” و”الأسلحة” والأطفال” و”المومس العمياء”، الأمر الذي أسهم في انتشار هذا الأسلوب، كما استفاد السياب من الأسطورة، واتخذت عنده ما يدعى “الإسقاط”، والذي يمثل قمة الإبداع الفني في الشعر.
حياة بدر شاكر السياب
ولد السياب عام 1926، في قرية جيكور الصغيرة، التي ترد كثيرًا في أشعاره، والتي تقع قرب “أبي الخصيب” جنوب شرق البصرة. توفيت والدة السياب عام 1932 قبل أن يتجاوز السادسة، ومعها بدأت أزمته العاطفية، ورحلة بحثه عن الحب والتعويض، إلا أنه لم يجد غايته، لأسباب عديدة منها مادية، واجتماعية، وجمالية، حيث لم يكن السياب شابًا وسيمًا.
درس السياب المرحلة الابتدائية في مدرسة أبي الخصيب، بينما درس المرحلة الثانوية في قطاع العشّار، وعاش مع جدته لأمه. انتظم منذ عام 1941 بكتابة الشعر، وفي عام 1943 التحق بقسم اللغة العربية بدار المعلمين في بغداد، وهي الفترة التي سطع فيها إبداعه الشعري، بقي في هذا القسم سنتين، ليتحول بعدها إلى قسم اللغة الإنجليزية، بهدف الاطلاع على مصادر أكثر، وتجارب جديدة لرفد أشعاره.
تخرَّج بدر شاكر السياب من الجامعة عام 1948، لتبرز بعدها ميوله الشيوعية، ويبدأ النضال لتحرير العراق وفلسطين من المحتلين.
على إثر الأوضاع السياسية المتقلبة في العراق، ومشاركته في المظاهرات المناهضة للحكومة والداعية لمقاطعة الانتخابات عام 1952، وسجن عدد من رفاقه، خاف السياب أن يطاله الاعتقال، فسافر إلى المحمّرة بالبصرة، ثم هرب بجواز سفر إيراني إلى الكويت، لكنه عاد إلى العراق، بسبب ما عاناه من الفقر، والحنين إلى الوطن.
في عام 1955 تزوج من قريبته إقبال طه العبد الجليل، ورزق منها بثلاثة أولاد هم غيداء وآلاء وغيلان، وأصدر بعد أشهر من زواجه ترجماته الشعرية لعدة شعراء في كتاب حمل عنوان “قصائد مختارة من الشعر العالمي الحديث”.
عمل السياب في مديرية الاستيراد والتصدير العامة، وبسبب تردي الوضع المادي، اضطر عام 1957 للتعاون مع جريدة “الشعب” التابعة للحكومة – رغم اختلاف مواقفهما – كما كتب المقالات في جريدة “الحرية” تحت عنوان “كنت شيوعا”.
خلال كل هذه الفترة لم يبتعد بدر شاكر السياب عن تنظيم الشعر، بل زاد عطاؤه، وفاز ديوانه “أنشودة المطر” في مسابقة شعرية لمجلة “شعر” ونُشر فيها لاحقًا. تعتبر قصيدته التي تحمل نفس اسم الديوان هي الأشهر ويقول فيها:
عيناكِ غابتا نخيلٍ ساعةَ السحَرْ
أو شُرفتان راح ينأى عنهما القمَرْ
عيناكِ حينَ تَبسُمانِ تُورقُ الكرومْ وترقصُ الأضواءُ كالأقمارِ في نَهَرْ
يرجُّه المجذافُ وهْنًا ساعةَ السَّحَرْ كأنَّما تنبضُ في غوريهِما النّجوم
وتغرقانِ في ضبابٍ من أسىً شفيفْ كالبحرِ سرَّحَ اليديْنِ فوقَه المساءْ.
نهاية السياب جسدًا
بعد معاناة مع الألم والفقر والشقاء، لم ينقطع فيها عن كتابة الدواوين حتى في فترة مرضه، كان من أهمها: “المعبد الغريق”، و”منزل الأقنان”
، وآخرها ديوان “شناشيل ابنة الحلبي”، فارق السياب الحياة يوم 24 كانون الأول 1964، في مشفى بالكويت إثر مرض في جهازه العصبي أقعده عن الحركة، ودفن في مقبرة الحسن البصري بالبصرة.
أجمل ما كتب بدر شاكر السياب
رغم حياته القصيرة، تركَ السياب كنزًا عظيمًا من الدواوين (حوالي عشرة)، والكثير من القصائد المميزة، فقد كان فياضًا بالانتاج الشعري الجميل. لعلّ من أشهر ما كتب السياب عن الحب قصيدة: “هل كان حبًّا؟”، وقصيدة “أحبيني”، و”عينان زرقاوان”، و”الباب تقرعه الرياح”، و”سوف أمضي”، و”اتبعيني”، وغيرها.
أما أشهر قصائده عن الوطن: فهي قصيدة: “لأني غريب”، وقصيدة “غريب على الخليج”، وقصيدة “سفر أيوب”، وقصيدة: “الثورة”، وقصيدة: “أنشودة المطر”، وقصيدة “لا تزيديه لوعة”، وقصيدة “وداع”.
بدر شاكر السياب، شاعر عراقي مشهور، يُعدّ من أهم الشعراء العرب في القرن العشرين، حيث ساهم في تأسيس الشعر الحر في الوطن العربي، إلى جانب شعراء كبار أمثال أمل دنقل، وصلاح عبد الصبور، ونازك الملائكة، ولميعة عباس، وغيرهم.
نبذة عن بدر شاكر السيّاب
تفجرت موهبة السياب الشعرية الفذة في سن صغيرة، قبل أن يتجاوز الثانية عشرة حتى، وهي محاولات قال عنها لاحقًا: “إنها كانت صحيحة من ناحية الوزن، ولكنها كانت مليئة بالأخطاء النحوية”، وتعتبر قصيدته “هل كان حبًا” أول قصيدة يكتبها بأسلوب الشعر الحر، بعد الحرب العالمية الثانية، ورغم أنها لا تختلف كثيرًا عن الشعر العمودي، لكن يمكن اعتبارها الجسر الذي نقل السياب إلى مرحلة التجديد الفعلي.
أما البداية الحقيقية، فتمثلت في قصيدتي “أغنية قديمة” و”في السوق القديم”، ويرى بعض النقاد أنهما جسدتا مرحلة التحول في القصيدة العربيّة من ناحية المضمون والشكل.
توالى فيض بدر شاكر السياب الخلاق على امتداد حياته القصيرة (38 عامًا)، ولم ينقطع عن نظم الشعر حتى في فترات نضاله ومشاغله ومرضه، ليُغني الشعر العربي بالكثير من القصائد، التي جمعت ونشرت في ديوان من جزئين، ضم القصائد الطويلة، إلى جانب قصائد أخرى غير منشورة.
كان السياب شخصًا مرهفًا حساسًا، يُفضي على الورق ما يعتمر في نفسه من خلجات وأحاسيس على شكل شعر، وقد اشتهر باستخدامه الرمز، وهو ما ألقى الضوء على مخزونه الثقافي وثراءه اللغوي وثروته الشعرية الضخمة، وموهبته الكبيرة، وظهر الرمز بشكل واضح في قصائد “حفار القبور” و”الأسلحة” والأطفال” و”المومس العمياء”، الأمر الذي أسهم في انتشار هذا الأسلوب، كما استفاد السياب من الأسطورة، واتخذت عنده ما يدعى “الإسقاط”، والذي يمثل قمة الإبداع الفني في الشعر.
حياة بدر شاكر السياب
ولد السياب عام 1926، في قرية جيكور الصغيرة، التي ترد كثيرًا في أشعاره، والتي تقع قرب “أبي الخصيب” جنوب شرق البصرة. توفيت والدة السياب عام 1932 قبل أن يتجاوز السادسة، ومعها بدأت أزمته العاطفية، ورحلة بحثه عن الحب والتعويض، إلا أنه لم يجد غايته، لأسباب عديدة منها مادية، واجتماعية، وجمالية، حيث لم يكن السياب شابًا وسيمًا.
درس السياب المرحلة الابتدائية في مدرسة أبي الخصيب، بينما درس المرحلة الثانوية في قطاع العشّار، وعاش مع جدته لأمه. انتظم منذ عام 1941 بكتابة الشعر، وفي عام 1943 التحق بقسم اللغة العربية بدار المعلمين في بغداد، وهي الفترة التي سطع فيها إبداعه الشعري، بقي في هذا القسم سنتين، ليتحول بعدها إلى قسم اللغة الإنجليزية، بهدف الاطلاع على مصادر أكثر، وتجارب جديدة لرفد أشعاره.
تخرَّج بدر شاكر السياب من الجامعة عام 1948، لتبرز بعدها ميوله الشيوعية، ويبدأ النضال لتحرير العراق وفلسطين من المحتلين.
على إثر الأوضاع السياسية المتقلبة في العراق، ومشاركته في المظاهرات المناهضة للحكومة والداعية لمقاطعة الانتخابات عام 1952، وسجن عدد من رفاقه، خاف السياب أن يطاله الاعتقال، فسافر إلى المحمّرة بالبصرة، ثم هرب بجواز سفر إيراني إلى الكويت، لكنه عاد إلى العراق، بسبب ما عاناه من الفقر، والحنين إلى الوطن.
في عام 1955 تزوج من قريبته إقبال طه العبد الجليل، ورزق منها بثلاثة أولاد هم غيداء وآلاء وغيلان، وأصدر بعد أشهر من زواجه ترجماته الشعرية لعدة شعراء في كتاب حمل عنوان “قصائد مختارة من الشعر العالمي الحديث”.
عمل السياب في مديرية الاستيراد والتصدير العامة، وبسبب تردي الوضع المادي، اضطر عام 1957 للتعاون مع جريدة “الشعب” التابعة للحكومة – رغم اختلاف مواقفهما – كما كتب المقالات في جريدة “الحرية” تحت عنوان “كنت شيوعا”.
خلال كل هذه الفترة لم يبتعد بدر شاكر السياب عن تنظيم الشعر، بل زاد عطاؤه، وفاز ديوانه “أنشودة المطر” في مسابقة شعرية لمجلة “شعر” ونُشر فيها لاحقًا. تعتبر قصيدته التي تحمل نفس اسم الديوان هي الأشهر ويقول فيها:
عيناكِ غابتا نخيلٍ ساعةَ السحَرْ
أو شُرفتان راح ينأى عنهما القمَرْ
عيناكِ حينَ تَبسُمانِ تُورقُ الكرومْ وترقصُ الأضواءُ كالأقمارِ في نَهَرْ
يرجُّه المجذافُ وهْنًا ساعةَ السَّحَرْ كأنَّما تنبضُ في غوريهِما النّجوم
وتغرقانِ في ضبابٍ من أسىً شفيفْ كالبحرِ سرَّحَ اليديْنِ فوقَه المساءْ.
نهاية السياب جسدًا
بعد معاناة مع الألم والفقر والشقاء، لم ينقطع فيها عن كتابة الدواوين حتى في فترة مرضه، كان من أهمها: “المعبد الغريق”، و”منزل الأقنان”
، وآخرها ديوان “شناشيل ابنة الحلبي”، فارق السياب الحياة يوم 24 كانون الأول 1964، في مشفى بالكويت إثر مرض في جهازه العصبي أقعده عن الحركة، ودفن في مقبرة الحسن البصري بالبصرة.
أجمل ما كتب بدر شاكر السياب
رغم حياته القصيرة، تركَ السياب كنزًا عظيمًا من الدواوين (حوالي عشرة)، والكثير من القصائد المميزة، فقد كان فياضًا بالانتاج الشعري الجميل. لعلّ من أشهر ما كتب السياب عن الحب قصيدة: “هل كان حبًّا؟”، وقصيدة “أحبيني”، و”عينان زرقاوان”، و”الباب تقرعه الرياح”، و”سوف أمضي”، و”اتبعيني”، وغيرها.
أما أشهر قصائده عن الوطن: فهي قصيدة: “لأني غريب”، وقصيدة “غريب على الخليج”، وقصيدة “سفر أيوب”، وقصيدة: “الثورة”، وقصيدة: “أنشودة المطر”، وقصيدة “لا تزيديه لوعة”، وقصيدة “وداع”.