إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ماجدة حنا.. صور فنية وهوس بتوثيق المناطق الأثرية

تقليص
X
تقليص
  •  

  • ماجدة حنا.. صور فنية وهوس بتوثيق المناطق الأثرية

    المصورة الفوتوغرافية "ماجدة حنا"، تقول : منذ طفولتي أحببت الحارات القديمة، والدور العربية، والنسيج العمراني المنسجم بتلك الشوارع الضيقة، والأبنية الحجرية في حيّ "بستان الديوان"، حيث نشأت، وترعرعت في دار عربية يتوسطها فناء داخلي، أرضه حجر أزرق، وجدرانه من الحجر الأبيض والأزرق، بتناوب فني، ليظل مطبوعاً بذاكرتي ووجداني، فأصبحت أجسد جمال العمارة العربية الأثرية التراثية، التي عشقتها بصور فوتوغرافية، لأعكس الطابع العمراني في "سورية" في أعمالي، بتصويرها وتوثيقها، لعل التصوير الضوئي من الهوايات التي مارستها في حياتي، إلى جانب المطالعة والموسيقى، بعد حصولي على الثانوية العامة، التحقت بكلية الهندسة "المعمارية" في جامعة "البعث"، التي تتقاطع مع موهبتي عام ألف وتسعمائة وثمانين، لأحصل على البكالوريوس في الهندسة بعد خمس سنوات، تخصصت خلال دراستها بالعمارة العربية، وساعدتني طبيعة دراستي، بتنمية وصقل موهبة التصوير الضوئي "الفوتوغرافي"، فبدأت أحمل كاميرتي بكل ثقة وجرأة، وألتقط صور لكل ما هو جميل، برغم أنني لم ألتحق بدورات أكاديمية، كان اعتمادي على موهبتي، ونظرتي الفنية للصورة التي ألتقطها، أو المنظر الطبيعي، حيث أن التصوير: هو أبسط السبل لتجسيد الواقع، ويعود نجاح اللقطة الفنية، لعدة عوامل، أهمها: اختيار الوقت المناسب للتصوير، و اللقطة بحد ذاتها، من حيث إعطائها الزمن الكافي، لالتقاطها وخاصة في الأماكن المظلمة، وعملت على تحميض الأفلام وطباعتها بالأسود والأبيض في الثمانينات».
    وعن المعارض التي شاركت بها، قالت: «كان لي العديد المشاركات بمعارض، ضمن المحافظة وخارجها، فشاركت بمعارض جماعية في "حمص"منها: معرضين في "قصر الزهراوي"، لقيمته التاريخية حيث يبلغ عمر البناء820 سنة، ومعرض "تحية إلى ١٧نيسان" في صالة "نقابة الفنون التشكيلية"، ومعرض بالمركز الثقافي في قاعة "سامي الدروبي"، ومعرض في الهواء الطلق رصيف "الروضة"، إلى جانب معارض فردية : في مركز ثقافي "حمص"، ومعرض في صالة "وليد الشامي"، ومعرض في "حلب" في صالة "إيبلا "، ومعرض في مدينة "حماه" صالة "الفنانين التشكيلين" ألف وتسعمائة وسبع وثمانين، وأخيراً معرض في صالة "اتحاد الفنانين التشكيليين" في "حمص" عام ألفين وتسع عشرة».
    وعن الأشخاص الداعمين لها، وأبرز الموضوعات التي تناولتها، قالت: «الفضل يعود في تنمية موهبتي هذه، للفنانين التشكيليين : "موفق جمال"، "فاروق قندقجي"، حيث كنا نخرج أيام العطل برحلات تصويرية، أحيانا في داخل المدينة في "حمص" القديمة، وحينا أخر خارج المدينة في القرى مثل "تلبيسه" و"براك"، أو في الطبيعة، ليلتقط كل منا اللقطة من زاويته، بهدف التشجيع والتحفيز، والإفادة من أخطاء بعضنا، إلى جانب تشجيع أساتذتي في الجامعة والأهل والأصدقاء، وقد ركزت في أعمالي على الاهتمام بالعمارة العربية، و التراثية بشكل أساسي، كونها تعكس طابع و أصالة وعراقة وطننا، إلى جانب بعض اللقطات في الطبيعة، بعناصرها المتعددة من الأسوار والمساجد والحمامات والدور العربية، وأزقة وشوارع "حمص" القديمة، وحماماتها كحمام "العصيات" في حي "الورشة"، من منظور علوي، حيث تظهر مناطق دخول الإضاءة عبر "القمرية" في أعلى الحمام, ووثقت قاعات الحمام، الذي يتألف من ثلاثة أجنحة "البراني" و"الوسطاني" و"الجواني"، وركزت على المنازل القديمة: بتفاصيلها، فهي من الخارج كصرح معماري مغلقة، ومفتوحة من الداخل، فكل الأبنية العربية ليس لها فتحات على الشارع، وفي حال وجودها، تكون عبارة عن ملاقف علوية، تقوم بتهوية المنزل، وكان "للسيباطيات" حضور في أعمالي، في منطقة "الصليبية"، ووثقت إحدى القرى الطينية التابعة لــ"قطينة"، التي تعطي دفئاً في الشتاء، وبرودة في الصيف، وشدني شكل امرأة عجوز، تجلس أمام دار عربي في حي "الورشة"بعمرها، وشوارع "حمص" القديمة المرصوفة بالحجارة "البازلتية"، و"معلولة"أيضاً حاضرة في أعمالي، بتوثيق الفجوة التي في أعلاها، فبرزت الصورة كلوحة تجريدية، تظهر صغر حجم الإنسان نسبة للصرح الكبير ».
    وتناول مسيرتها رئيس فرع "حمص" لاتحاد الفنانين التشكيلين "أميل فرحة"، قائلاً: «بدا جلياً لمستها الفنية، منذ معرضها الفني الأخير في التصوير "الضوئي"، ومن اللافت اهتمامها بالتفاصيل والمواقع الأثرية من الدور العربية، حتى القلاع، والأسوار، وهي على مستوى جيد من الاحتراف، وتستحق تسليط الضوء على تجربتها».
    وتناول تجربتها رئيس تحرير "مجلة فن التصوير" المصور "فريد ظفور"، قائلاً: «كانت رحلة عاشقة التراث البصري الفنانة "حنا"، مكللة بالنجاح، باعتبارها خريجة الهندسة المعمارية، التي أخذت منها أصول الفن الفوتوغرافي، المرتبط بالضوء والظل واللون الأحادي والألوان الطيفية السبعة، وتعلمت التكوين، والتشكيل، والكتل، والمنظور، وزاوية الالتقاط، وأوقات التصوير المفضلة، وأيضاً جمالية الفصول الأربعة، والتصوير الليلي والنهاري، وأكدت بأنها تملك الحس الفني الراقي، باحترافية وتقنية عالية، وأكدت سيطرتها على أدواتها من كاميرات وعدسات وغيرها، ومن ثم أثبتت شخصيتها وبصمتها المميزة في توثيق الأماكن والأوابد الأثرية في المدن والأرياف، وعرفتنا بأن التوثيق الضوئي: هو علم السيطرة على المعلومات وعلى الأماكن، ولعمري بأنها تستحق كل الشكر والتقدير، لتصدّيها لفن، وتخصص وثائقي يسجل لها، لأنها كانت بمثابة البلسم للجراح الأثرية، التي للأسف خسرنا معظمها، وأضحى أرشيفها هي وبعض الزملاء المصورين، المراجع الوحيدة للأجيال القادمة، بحيث كانت عدستها، قد رصدت، ووثقت الكثير من الدور، والحمامات، والأسواق، والمهن، والأضرحة، والمساجد، والكنائس، والشوارع، والقصور، والمباني المعمارية الفريدة، التي تنتشر في مدن "حمص"، و"حماه"، و"حلب"، وفي "معلولا"، و"تدمر" وغيرها، من الحضارات والآثار التي تنتشر في كل بقاع الأراضي السورية، ولعل الأهم في تجربتها، هو أنها الفتاة الوحيدة التي حملت راية التصوير الوثائقي، بإقتدار وإبداع، وبذلك تركت بصمة بصرية تشكيلية، بلغة معمارية فريدة، وبرؤية فلسفية جميلة».
    يذكر أن المصورة الفوتوغرافية "ماجدة حنا" من مواليد "دمشق" عام 1961، مهندسة استشارية تخطيط مدن ودراسات ، وأستاذة في جامعة "البعث".
    الملفات المرفقة
      لا يمكن إضافة تعليقات.

    التصانيف

    تقليص

    Latest Articles

    تقليص

    • البراكين النشطة ـ1
      بواسطة عباس سليمان علي
      هناك براكين استمرّت في نشاطها لعدّة سنوات، وبعضها لعقود، وفيما يأتي قائمة بخمسة من البراكين الأكثر نشاطاً في العالم:[٤][٥] بركان سانجاي:
      يصل ارتفاع جبل سانجاي البركاني الذي يقع في الإكوادور إلى نحو 5230 متراً، ويعود تاريخ نشأته إلى حوالي 14000عام، وقد سُجّل أول انفجار له في عام 1628م، وبعد ذلك انفجر البركان عدّة مرّات في الفترة الممتدّة بين عاميّ 1728-1916م، ثمّ استعاد نشاطه مرّة أخرى في عام 1934م، ولم يتوقّف منذ ذلك الحين....
      11-25-2021, 10:45 AM
    • عالم البراكين
      بواسطة عباس سليمان علي
      تُعرّف البراكين على أنّها ثقوب أو فوّهات في قشرة الأرض يخرج من خلالها المواد المنصهرة، وشظايا الصخور، والغازات الساخنة، ويمكن أن تتواجد هذه الفوّهات البركانية كذلك على سطح بعض الأقمار والكواكب الأخرى، وقد شكّلت البراكين عبر الزمن أكثر من 80% من سطح الأرض، إذ تكوّنت العديد من...
      11-25-2021, 10:42 AM
    • المياه على سطح الأرض ـ6
      بواسطة عباس سليمان علي
      1. في الظلام ، لا يمكنك الخروج على الجليد ، وكذلك في الرؤية الضعيفة: في تساقط الثلوج ، الضباب ، المطر.
      2. لا يمكنك التغلب على الجليد بقدميك ، والتحقق من قوته. إذا ظهر القليل من الماء على الأقل تحت قدميك ، فستحتاج إلى التراجع فورًا في أعقابك بخطوات منزلقة ، وتوزيع الحمل على مساحة كبيرة
      ...
      11-25-2021, 10:37 AM
    • المياه على سطح الأرض ـ5
      بواسطة عباس سليمان علي
      تضمن السلامة في المسطحات المائية في الشتاء الامتثال الكامل للوائح ذات الصلة. جليد الخريف هش للغاية حتى يثبت الصقيع الثابت. في المساء والليل ، يمكن أن يتحمل بعض الحمل ، وخلال النهار يسخن بسرعة من الماء الذائب ، الذي يتسرب إلى الداخل ، مما يجعل الجليد مساميًا وضعيفًا ، على الرغم...
      11-25-2021, 10:36 AM
    • المياه على سطح الأرض ـ4
      بواسطة عباس سليمان علي
      المياه العالمية ، بالطبع ، مورد طبيعي مفيد ذو أهمية بيئية واقتصادية أهم. على عكس أي معادن ، الماء ضروري للغاية لحياة الإنسان. لذلك ، فإن التنظيم القانوني المتعلق بملكية المياه واستخدام المسطحات المائية وأجزائها وكذلك قضايا التوزيع والحماية ذات أهمية خاصة. لذلك ، "الماء"...
      11-25-2021, 10:32 AM
    • المياه على سطح الأرض ـ3
      بواسطة عباس سليمان علي
      يتم استخدام المياه نفسها ، كقاعدة عامة ، عدة مرات من قبل مستخدمين مختلفين. على سبيل المثال ، تشارك أولاً في بعض العمليات التكنولوجية ، وبعد ذلك تدخل مياه الصرف الصحي ، ثم يستخدم مستخدم آخر المياه نفسها. ولكن على الرغم من حقيقة أن المياه مصدر مُجدَد ومُعاد استخدامه ، فإن استخدام...
      11-25-2021, 10:28 AM
    يعمل...
    X