«القدس السينمائي» يستحدث جائزة لـ«أفلام الموبايل» ويعرض أكثر من 100 فيلم في دورته السادسة
غزة ـ «سينماتوغراف»
أعلن رئيس مهرجان القدس السينمائي الدولي عز الدين شلح أن إدارة المهرجان في دورته السادسة المزمع انطلاقها في مدينة غزة بتاريخ التاسع والعشرين من نوفمبر الجاري، والذي يصادف اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني ويتواصل إلى غاية السادس من ديسمبر القادم، قرّرت إضافة جائزة لأفلام الموبايل لخصوصية الوضع الفلسطيني.
ويستقبل المهرجان أفلام الموبايل الروائية والوثائقية من جميع أنحاء العالم، شرط أن تلتزم بأهداف المهرجان المتجسّدة في أن يحمل الفيلم رسالة إيجابية، وبأن يكون مصوّرا على هاتف محمول، ولا تقل مدته عن دقيقة واحدة ولا تزيد عن ثلاث دقائق.
وأضاف شلح أن “الوضع الفلسطيني له خصوصيته، حيث وجود الاحتلال الذي يمارس البطش والاعتداءات بشكل يومي على شعبنا الفلسطيني، سواء في الضفة الغربية أو قطاع غزة، ونشاهد جميعا ما يحدث في الشيخ جراح وسلوان وبيتا وغزة، لقد كانت هناك الآلاف من اللقطات القوية التي يمكن من خلالها خلق أفلام على الموبايل”.
وأضاف “نودّ تعزيز الهوية الوطنية من خلال تشجيع الشباب على تنمية قدراتهم، وإرسال رسائل سينمائية للأحداث وليس رسائل إخبارية، لما للسينما من دور مؤثر في تعديل الصورة الذهنية لدى المشاهد الأجنبي”.
وتم اختيار أكثر من مئة فيلم من إحدى وعشرين دولة بين عربية وأجنبية للمشاركة في المهرجان هي: مصر، لبنان، الجزائر، تونس، المغرب، سوريا، الكويت، السودان، العراق، الأردن، سلطنة عُمان، اليمن، الإمارات، قطر، السعودية، البحرين، فرنسا، أستراليا، الهند، وتركيا، بالإضافة إلى فلسطين البلد المُضيف.
ومن بين الأفلام المشاركة في فئة الأفلام الروائية الطويلة “أنفينيتي” (ما لا نهاية) من أستراليا، و”الجزائر” من الجزائر، و”أنديجو” من المغرب و”رولم” من السعودية للمخرج عبدالإله القرشي، الذي يرصد فيه رحلة شاب يُعيد اكتشاف مدينة جدة بعيون مصوّر سينمائي متقاعد.
كما تضمّ المسابقة فيلم “قابل للكسر” للمخرج المصري أحمد رشوان، والذي تدور أحداثه حول الأيام الثلاثة الأخيرة القاسية والصعبة لنانسي (حنان مطاوع) وهي في طريقها لوداع المدينة والأصدقاء والأشياء، بعد أن قرّرت أن تغادر مصر متوجهة إلى كندا.
أما في فئة الأفلام الوثائقية الطويلة فتضمّ أكثر من عشرة أفلام من بينها “قفص السكر” من سوريا، و”لايف جاكيت” من الأردن، و”مدرسة الأمل” من المغرب، و”143 طريق الصحراء” من الجزائر، و”ع السلم” من مصر، و”فتح الله تي.في” من تونس، و”حارس الذاكرة” من فلسطين وغيرها.
وتضمّ فئة الأفلام الروائية القصيرة أكثر من عشرة أفلام من بينها “قتل معلن” من سوريا، و”الهدية” من فلسطين، و”ماجدة” من مصر، و”حياة” من تونس، و”الشباب يرفض النوم” من فرنسا، و”انتهى الوقت” من العراق، و”قسوة الحياة” من المغرب، و”أرواح عارية” من تونس، والفيلم الغنائي “القدس أرض الله الطاهرة” من الجزائر وغيرها. ويضاف إلى الأفلام المذكورة نحو عشرين فيلما في فئتي “الأفلام الوثائقية القصيرة” و”أفلام قسم الهواة”.
وتتنافس الأفلام المشاركة على جائزة غصن الزيتون الذهبي لكل فئة، وجائزة غصن الزيتون الذهبي لأفضل ممثل وممثلة وجائزة الفنان محمد بكري لأفضل عمل وطني للفيلم الوثائقي الطويل. وتتخلّل هذه الدورة ثلاث ورشات عمل حول السيناريو والإخراج والإنتاج.
أما جائزة السيناريو الخاصة فتتضمّن مسابقتين للسيناريو الروائي، الأولى جائزة غصن الزيتون الذهبي لأفضل فيلم روائي طويل، والثانية جائزة غصن الزيتون الذهبي لأفضل فيلم روائي قصير، وهدفها المساهمة في تشجيع كتّاب السيناريو للكتابة حول القضية الفلسطينية.
وكان المهرجان أعلن في وقت سابق إهداء دورته السادسة لروح الكاتب والمخرج الفلسطيني الراحل نصري حجاج الذي رحل في الحادي عشر من سبتمبر الماضي عن عمر ناهز السبعين عاما، وكانت إدارة المهرجان قد أبلغت الراحل حجاج في الثلاثين من أغسطس الماضي، أي قبل رحيله بحوالي أسبوعين، قرار تكريمه في الدورة الجديدة، والذي أسعده، متمنيا للمهرجان الاستمرار والنجاح، لكن الموت كان أقرب.
وسيتمّ تكريم حجاج في افتتاح الدورة عبر عرض برومو عن حياته وإنجازاته، وقال شلح في هذا الخصوص إن الكاتب والمخرج الراحل حجاج اعتبر مشاركته في مهرجان القدس السينمائي الدولي من أهم المشاركات في حياته، لأنه يقام في غزة الأحب إلى قلبه، وقد شارك واختتم فيلمه “العصفور” الدورة الثالثة لمهرجان القدس السينمائي الدولي عام 2018، وحصل الفيلم على جائزة غصن الزيتون الذهبي لأفضل فيلم قصير، ومن أبرز أعمال حجاج فيلم “ظل الغياب” الذي تناول ثيمة الموت والمنفى للفلسطيني، وفيلم “كما قال الشاعر” الذي وثّق فيه لحياة الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش.
ونصري حجاج كاتب ومخرج سينمائي فلسطيني من مواليد مخيم عين الحلوة عام 1951 لوالد لاجئ من قرية الناعمة ووالدة لبنانية، ورغم إصراره العيش خارج فلسطين، إلاّ أن روحه لم تغب أبدا عن فلسطين، والتحق حجاج بصفوف الثورة الفلسطينية ومن ومن ثم أتم دراسته في بريطانيا ليتم إبعاده عنها لاحقا.
وتمّ تأسيس مهرجان القدس السينمائي الدولي من قبل وزارة الثقافة الفلسطينية بالتعاون مع مؤسسات ثقافية فلسطينية وعربية، وهو يستقبل الأفلام الروائية والوثائقية الطويلة والقصيرة للتنافس على جائزة غصن الزيتون الذهبي لكل فئة، بالإضافة إلى جائزة غصن الزيتون الذهبي لأفضل ممثل وممثلة، وأيضا جائزة الفنان محمد بكري لأفضل عمل وطني للفيلم الوثائقي الطويل، قبل أن يتمّ استحداث جائزة خاصة بأفلام الموبايل هذا العام.