معلمٌ تاريخيّ خان "القيصريّة" بشارع "الحسبة"في حمص..- ​​​​​​​حسان ابراهيم

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • معلمٌ تاريخيّ خان "القيصريّة" بشارع "الحسبة"في حمص..- ​​​​​​​حسان ابراهيم


    خان "القيصريّة".. معلمٌ تاريخيّ يتصدر قائمة الترميم
    حسان ابراهيم
    • 20 تشرين الأوّل 2022
    حمص
    ثلاثون خطوة من مدخل سوق "القيصرية" الواقع في شارع "الحسبة"، يجب على الداخل إليه قطعها ليصل إلى بوابة الخان الأثري الذي يحمل اسم السوق ذاته، والذي عادت الحياة إليه تدريجياً، بعد انتهاء سنوات الحرب التي شهدتها مدينة "حمص".
    نظرة تاريخية

    يتحدَّث "عبد المؤمن الحجار" المهتَّم بتوثيق المواقع الأثرية في المدينة أثناء لقائه مدونة وطن "eSyria" عن الخان قائلاً: «بنيت "القيصريات" داخل أسواق مدينة "حمص" القديمة وعلى أسوارها تحديداً، حيث لعبت دوراً مهماً بكونها محطَّ ترحالٍ للتجار القادمين إليها، ومركزاً تجارياً يتمُ فيه تبادل البضائع والسلع المتنوعة بينهم، هذا الخان تحديداً اكتسب أهميته لكونه يقع بالقرب من "باب السوق" أحد أبواب المدينة القديمة، التي ضمَّت نحو 27 خاناً عبر القرون الماضية، إلا أنَّه الخان الوحيد الذي ما زالت معالمه قائمةً ليومنا هذا».
    أصبح الخان فيما بعد مركزاً لحرفيي المنسوجات الذين كانوا يستخدمون "النول" في صناعتهم، وللمهن المرتبطة بها مثل: "القصَّار" الذي يقوم بتحويل الخيط من لونه الخام إلى اللون الأبيض، و"الصبَّاغ" ومهمته صباغة الخيوط بالألوان المطلوبة، ومعهم "المسَّدي" أيضاً، لاحقاً، مع توقُف حرفة "النول" ودخول الآلات الصناعية تحوَّل خان "القيصرية" إلى سوق تجاريٍ

    يتألف الخان -حسب قول "الحجار"- من طابقين بنيا خلال فترتين زمنيتين مختلفتين، فالطابق الأرضي تمَّ بناؤه خلال فترة الحكم المملوكي واكتسب صفات العمران التي كانت سائدةً آنذاك، حيث تشاهد العقود الحجرية التي تقوم عليها أسقف الخان والحجر البازلتي الأسود الذي استخدم بعملية بنائه، إضافةً لبركة الماء الموجودة في وسطه والبئر الذي يقع في الجهة الشمالية منه، أمَّا الطابق العلوي فقد جرى بناؤه خلال فترة الحكم العثماني، ويحتوي على غرف خُصِّصت للمبيت فيه ويتميَّز بتداخل الحجارة السوداء والبيضاء في عمران جدرانه وأعمدته وهو ما يعرف بطراز العمارة "الأبلقية"، ويتم الوصول إليه عبر درجٍ حجري يقع بعد بوابة الخان.


    قسم من الجهة الشرقية لخان القيصرية

    ويضيف "الحجار": «أصبح الخان فيما بعد مركزاً لحرفيي المنسوجات الذين كانوا يستخدمون "النول" في صناعتهم، وللمهن المرتبطة بها مثل: "القصَّار" الذي يقوم بتحويل الخيط من لونه الخام إلى اللون الأبيض، و"الصبَّاغ" ومهمته صباغة الخيوط بالألوان المطلوبة، ومعهم "المسَّدي" أيضاً، لاحقاً، مع توقُف حرفة "النول" ودخول الآلات الصناعية تحوَّل خان "القيصرية" إلى سوق تجاريٍ».
    ترميم سريع


    جرت عمليات تأهيل بعض المحال التجارية التي يحتويها خان "القيصرية" والموزعة على طابقيه، بشكلٍ فرديٍ وذلك من بعض المالكين لها وبإشراف مباشر من "مديرية آثار حمص" مع تقيُدٍ بالمواصفات الفنِّية، التي وضعتها، كما يذكر "حسني طيارة" أحد تجَّار الخان لموقع مدونة وطن "eSyria"، والذي أشار إلى أنَّ الخان لم ينل نصيبه من مشروع الترميم الخاص بالأسواق الأثرية والذي بدأ قبل نحو 4 سنوات رغم أهميته لكونه من المعالم الأثرية المهمة التي مازالت قائمة ليومنا هذا.


    حسني طيارة رئيس لجنة قطاع سوق القيصرية

    ويضيف "طيارة": «الطابق العلوي منه بحاجةٍ ماسَّةٍ لترميم السريع وخاصَّة سطحه الذي طاله التخريب خلال فترة الحرب، وهذا ما طالبتُ به الجهات المسؤولة في محافظة "حمص" مع زملائي التجَّار الآخرين بحكم كوني مسؤولاً عن قطاع "القيصرية"، بالتنسيق مع "غرفة تجارة حمص" وطالبنا بعض المنظمات المعنية بأمور حماية الآثار والتراث بدعم ذلك الطلب، إلا أن الرد جاء من "الأمانة السورية للتنمية" التي أخذت على عاتقها مهمة الترميم بعدما قدمنا لها ما يلزم لها من وثائق وسجلات خاصَّة بالخان تتعلق بأمور الملكية الخاصة به والتعقيدات المرتبطة بها».
    جذب وتنشيط


    ويشير "طيارة" إلى أن عودة الحياة للخان مرتبطة بعودة قاطنيه من التجَّار الذين كانوا يمارسون عملهم منذ عقودٍ مضت، ومع أننا سعينا في لجنة سوق "القيصرية" لتأمين كافة الخدمات الأساسية من كهرباء وماء وخدمة الاتصالات أيضاً، لكن هذه العودة لم تكن بالمستوى المطلوب، وبالتالي أثَّرت على حركة مرتاديه من الزبائن؛ لذا عمدت مع شركائي إلى إنشاء مقهى شعبي في ساحة الطابق الأرضيِّ منه، والغاية بالدرجة الأولى هي جذب الناس لارتياد الخان وتعريفهم بهذا المعلم الأثري المهم والذي لا يعرفه الكثيرون من أهالي المدينة للأسف الشديد، وهذا يساعد على تنشيط الحركة التجارية فيه.


    مقتطفات من الخان
يعمل...
X