السورية لينا ديب تعمل على إعادة تشكيل المفاهيم الفنية
الجمعة 2022/11/04
لوحات تعيد النظر في الحياة
دمشق - تعمل الفنانة التشكيلية السورية لينا ديب مع مجموعة من الفنانات التشكيليات على تنشيط دور الأسرة بعد الحرب التي تركت تداعياتها على كل قطاعات الحياة في سوريا وذلك عن طريق التعاون مع الجمعيات الأهلية من خلال إنجاز أعمال فنية بمشاركة أعضاء الجمعيات من الأطفال ذوي الإعاقة والمشردين ومرضى سرطان الأطفال وسرطان الثدي والنساء المتقاعدات وغيرهم.
ويأتي هذا المشروع حسب ما تصفه الفنانة في إطار إعادة تأويل الواقع والاستفادة من الفن في خلق واقع جديد مقتبس من مخيلة الناس.
وترى الفنانة التشكيلية أن على الفنان إعادة تأويل وخلق واقع جديد في اللوحة معتمداً على مخزونه البصري الممتزج بثقافته البيئية والتربوية والتاريخية، معتبرة أن اللوحة موسيقى الروح التي تتولّد من تمازج العزف بالأفكار والألوان.
وتبيّن أن أهم شيء في الفن أن يؤسس الفنان لنفسه أسلوبه الخاص وخطابه البصري ليستطيع المتلقي تمييزه، لافتة إلى أن أعمالها ليست تجريدية بل فيها إعادة تركيب لما تراه عيناها ممتزجاً بثقافتها ومخزونها الداخلي لتأليف منتج جديد تسقطه على فضاء اللوحة من جديد.
وأوضحت أنها تتجه نحو الحداثة والفن المعاصر وتعمل على التجديد في المفاهيم الفنية وطرق التعبير عنها، مؤكدة أن الانخراط في الحياة العملية والاطّلاع على التجارب الفنية لدى الفنانين الآخرين يغني الحصيلة الفنية الذاتية وهي تجربة صحية، لافتة إلى أهمية المشاركة بالمعارض خارج البلد بهدف تلاقح الفنون والاطّلاع على آخر ما وصلت إليه التجارب الفنية.
وأشارت الفنانة إلى أن بعض أعمالها تكون بالغرافيك فهو تخصصها الأكاديمي والمبدأ هو القيام بحفر كليشيهات وأختام للعمل، ومن ثم طباعتها على الكرتون أو القماش، مبينة أنها نالت الجائزة الأولى في فن الحفر (الغرافيك) عام 2006 على مستوى سوريا، فنافذة مرسمها تنفتح على تقنيات وموضوعات مختلفة وفيه تسخّر كل اهتمامها وأحاسيسها لصياغة العمل الفني، والذي يدعم التركيز والانفراد باللوحة هو الموسيقى والهدوء والتمتع بالحوار معها ولنقل الحقيقة المجردة، معبرة عن مشاعرها ومكنوناتها الداخلية وخلاصة تجربتها في هذا الدرب.
وأوضحت ديب أنها جسدت المرأة في العديد من أعمالها التي تتسم بالحمولات الرمزية وبالدلالات اللونية لتعبر عن إنسانيتها في العمق ولتجدها متشبثة بالماضي من أجل إثبات وجودها في الحاضر الإبداعي، وبذلك تصبح الصورة البصرية مجزأة إلى تفاصيل صغيرة على امتداد لوني تشخيصي، لافتة إلى دور الفنانة التشكيلية السورية البارز إلى جانب الرجل فليس هناك فن نسائي وآخر ذكوري، وإنما الفن هو الفن ويجب النهوض به يداً بيد.
يذكر أن الفنانة ديب حائزة على الماجستير في الفنون الجميلة ونائب رئيس اتحاد الفنانين التشكيليين السوريين وتدرّس في كلية الفنون الجميلة والعمارة.