دراسة نقدية للناقد التشكيلي أديب مخزوم حول جذور الحداثة التشكيلية السورية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • دراسة نقدية للناقد التشكيلي أديب مخزوم حول جذور الحداثة التشكيلية السورية

    جذور الحداثة التشكيلية السورية
    رؤية ـ أديب مخزوم -الثورة أون لاين
    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	312923660_5572959059460525_2682097051907518779_n.jpg 
مشاهدات:	6 
الحجم:	140.2 كيلوبايت 
الهوية:	38973

    ظهر التنويع التقني والأسلوبي في لوحات معظم الرواد الأوائل ، الذين تعاطفوا في العديد من لوحاتهم مع معطيات اللمسة اللونية العفوية القادمة من تأملات أعمال كبار فناني المدارس الأوروبية الحديثة، ولا سيما المدرسة الانطباعية والتعبيرية والواقعية الجديدة، وبذلك ساهموا إلى حد بعيد في ظهور الاتجاهات الفنية الحديثة في حركتنا الفنية السورية المعاصرة. فتوفيق طارق (1875ـ 1940) على سبيل المثال قدم ما له علاقة بالواقعية التسجيلية، وما هو قادم من تأملات الأعمال الانطباعية، وهذا يبرز بشكل واضح في لوحته (على العين) وغيرها.
    وكان ميشيل كرشة رائد الإنطباعية السورية الأول، لأنه كان يرسم في الهواء الطلق حسب تعاليم كلود مونيه في كتابه ( قانون التباين اللحظي )، ومن يعود إلى دليل معرضه الذي أقيم في المتحف الوطني 2006، يجد فيه لوحات إنطباعية ، موقعة منذ نهاية العشرينات .
    ونجد بعض اللوحات الإنطباعية لسعيد تحسين (1904ـ 1985) ولاسيما لوحته (منظر وأسرة) التي رسمها عام 1953. وأيضاً لوحته (بيت الفنان في مصر) المتميزة بجوها الاحتفالي الغنائي في معالجة الألوان الحية والمتراقصة.
    وقدم الفنان والمؤرخ والآثاري خالد معاذ ( 1904 ـ 1989) العديد من اللوحات الانطباعية ، إلى جانب لوحاته الواقعية وصوره التوثيقية، ولهذا لايمكن تجاهل دوره في التحريض للخروج عن الأنماط التصويرية التقليدية، وهكذا كان سباقاً في الإحساس بجماليات اللوحة المشرقة بالضوء وبالعفوية اللونية .
    كما قدم صبحي شعيب (1909ـ 1974) ومنذ مطلع النصف الثاني من القرن الماضي، لوحات متحررة من النزعة التصويرية الواقعية والكلاسيكية، وهذا يبرز بشكل واضح في لوحته (العودة إلى القرية) القريبة في معالجتها اللونية من أجواء لوحات «فان غوغ».
    كما أن معظم لوحات زهير الصبان (1913ـ 1987) تميل إلى الاتجاه الانطباعي لجهة إضفاء المزيد من العفوية والنورانية على لمسات اللون التلقائية. ونقف طويلاً أمام لوحات صلاح الناشف (1914 ــ 1971) الذي قدم ومنذ الستينات ، رؤى خاصة ومغايرة ، على الأقل عبر استفادته المباشرة من معطيات الحداثة التشكيلية العالمية، وخاصة في لوحاته التي أعتمد فيها التشكيل الهندسي.
    حتى أن رشاد مصطفى (1911 ـ 1995 ) الذي اشتهر بنزعته التصويرية، القريبة من أجواء الصورة الفوتوغرافية، تعاطف في بعض لوحاته مع مظاهر الرسم العفوي، وقدم بعض المناظر الطبيعية ضمن رؤية متفاوتة ما بين الانطباعية والواقعية.
    وكان عدنان ميسر (1921- 1976) والدي شغفه التحليل النفسي الفرويدي رائداً للفن السوريالي، ولقد قدم لوحات غرائبية منذ منتصف أربعينات القرن الماضي، وبذلك سبق روبير ملكي في استكشاف آفاق وجماليات الفن السوريالي وعلى خلاف ما أشاعه نقاد الأمس.‏
    وفي لوحته التي تحمل عنوان ( الحمال ) والموقعة عام 1951 كان أدهم إسماعيل سباقاً في تقديم اللوحة الحديثة القائمة على تداخل المسطحات اللونية ، وضمن نزعة تشكيلية أشتهر بها، ولوحته موثقة بهذا التاريخ في الكتاب الذي أصدرته غاليري أتاسي .
    وصولاً إلى تعبيرية فاتح المدرس 1952 وتجريدية محمود حماد الحروفية ومروراً بانطباعية نصير شورى وغيرهم ..
    هذه الحقائق تضع الناقد المتقصي أمام إشكاليات كبيرة، وذلك لأن إعادة كتابة تاريخ تطور الفن الحديث في سورية، وتسجيل ملامح بدايات ظهور نزعات التجديد والحداثة يحتاج إلى دراسات موسعة، حتى لا يبقى تاريخ حركتنا الفنية، أسير المزاجيات والمواقف المسبقة، مع الإشارة إلى أن معظم الرواد الأوائل حازوا على جوائز من جهات رسمية على لوحاتهم الحديثة .
يعمل...
X