الروائي شوقي كريم حسن يتناول تجربة قاسم العزاوي
شوقي كريم حسن
حكمة الالوان الصاخبة.
* الفتى الطيني، كان مغرماً بمزج اللالوان المثيرة للدهشة، بحسن حب، مراوداً روحه، بسؤال ظل يسور محنته حتى البرهة الحاضرة، ماالذي يكون ان انا خرجت بلون يمثل كل هذا الصخب اللوني؟
ربما لاتتحمل ارواحنا تلك الوحدانيات التي تروح الانزياح الى الواحد، دون تلك التعددية التي تصيب الباصرين اليها بالحبور والود، عندما تختفي ملونات الحياة، تصير الدنيا جهمة، عجوز يابسة، ومع هذا اليباس يختفي الرونق ويتراجع الجمال، يجلس الولد النحيل، ملاحقاً قلم الرصاص والبياض، ليخطط حركات معلميه الاوئل، تلك الحركات التي شكلت له فيما بعد اهم معالم اشتغالاته اللونية، لا يستطيع واحد مثله التعامل مع اللون بصمت، لانه يؤمن أن الاجساد والكتل المتحركة، اشد تأثيراً على متلقيها من تلك التي لاتثير في الأعماق جدلاً، منح قاسم العزاوي تلك الاهتمامات التي بدت مع تخطيطات حركية بقلم الرصاص اولاً ابعاداً نفسية، لم تتأثر بملونات المدرسة العراقية التشكيلية، بل حاولت ان تختط لها درباً يستطيع ان يميزها، ويمنحها قوة حضور ، صارت قراءات التشكيل النعرفي تمنحه فرص للتحليل، والتفحص دون التبني، وان كان في بعض من الاحايين ينزح باتجاه مشتغلات جواد سليم البغدادية، والوقوف على ذات الزوايا التي كانت يرى من خلالها، باتت تجارب جواد سليم وجماعة الواق واق، محنة لايمكن تجاوزها الا من قبل القليل من العاملين في الحقل التشكيلي، ثمة اكثر من رابط انتمائي، يجعل من الحركة التشكيلية العراقية، مترابطات عامه، مع توافر غير مشروط لخصوصيات اختيار المشهد التتفيذي الخاص، ظلت تجربة قاسم العزاوي، تتأمل حضورها، ببطء تشوبه الدهشة، لان العزاوي لم يك مخلصاً بتمامه الى اللونيات، راح يتنقل بين السرد القصير وتجاربة، ومتابعات نقدية لمعارض وشخوص تهتم بالتشكيل، ومثل تلك الانتقالات برغم جديتها الا انها لم تمنحه فرص الابتكار المعرفي اللوني، صارت تجاربه تنتمي الى كامل جيله دون تفرد، او حتى رغبة في تأسيس فعل تشكيلي يغاير بعض الشيء، الشتات النفسي جعل العزاوي، يعيش ادغامات لونية تصل حد العتمة في زوايا اللوحة وربما بؤرها الثيمية، ليس ثمة سهولة يمنحها العزاوي لمتلقيه، وهو يبحث عن ماهيات التكوين، وقواه التأثيرية القصدية الفاعلة، الوقوف بأدهاش لحظوي، وتفحص تفكيكي، يدفع بالمتلقي الى النفور والريبة ايضاً، كيف يمكن فلسفة الواقع اللوني، وجعله ناقلاً سردياً مؤتمنا ً دون المساس بارثيات الاخر التشكيلي، حين يشتغل العزاوي على القيم الحروفية اراه اقرب الى الروح واكثر تأثيراً، لكنه لايجد ثمة تفاعلات روحية بينه وبين البياض اولاً ثم بينه وبين الالوان التي يحاول من خلالها طرح ثيمه السردية وهي متعددة، وهذه ميزة تحسب له، لا شيء مفرد، خال من الوجودات المختارة بعناية، ودقة وادهاش، لم يسع العزاوي وهو الثمانيني الاشتغال ان يقيم لتجاربه اشارات خاصة، يراه متلقيه متراجعاً بقلق عند تلك الومضة اللونية، ومتقدماً بشكل يثير الجدل في ومضات صورية لونية اخرى، ظل التخطيط السريع، واحد من هواجس قاسم العزاوي ، لايريد مغادرته، ويعود اليه حين يشعر بالحاجة الى الفرار من امر يعكر مزاجه العملي؟
كيف يختار العزاوي فكرته؟ ذاك سؤال ربما يبدو صعب الاجابة، اذ لايمكن تحديد كيفيات الاختيار، ولم يقع الاختيار على زاوية من هذه الموضوعة دون سواها، ويبقى سر التلوين حكراً على العزاوي، دون الافصاح عنه لمتلقيه، هو الذي يختار مؤثراته اللونية، ويطبقها على نفسه اولاً وهي التي تتعامل لحذر وخيفة ايضاً، ولان قاسم العزاوي يعيش هذه الازمة التأملية التي تاخذه الى اعماقها، نراه بطيء الاشتغال، غير معني بأمر معروضاته وكثرتها، يخطط بهدوء، وينفذ برغبة الاستمتاع، ويملأ مساحات البياض بأفكار ترضي ذائقته الخاصة ، دافعاً ايها الى خلخلة الوعي التشكيلي اللوني العام لدى متلقية، هو هكذا قاريء الوان معبأ بالدهشة والرضا، والنبش بعيداً عن مكونات المدرسة التشكيلية العراقية،!!
شوقي كريم حسن
حكمة الالوان الصاخبة.
* الفتى الطيني، كان مغرماً بمزج اللالوان المثيرة للدهشة، بحسن حب، مراوداً روحه، بسؤال ظل يسور محنته حتى البرهة الحاضرة، ماالذي يكون ان انا خرجت بلون يمثل كل هذا الصخب اللوني؟
ربما لاتتحمل ارواحنا تلك الوحدانيات التي تروح الانزياح الى الواحد، دون تلك التعددية التي تصيب الباصرين اليها بالحبور والود، عندما تختفي ملونات الحياة، تصير الدنيا جهمة، عجوز يابسة، ومع هذا اليباس يختفي الرونق ويتراجع الجمال، يجلس الولد النحيل، ملاحقاً قلم الرصاص والبياض، ليخطط حركات معلميه الاوئل، تلك الحركات التي شكلت له فيما بعد اهم معالم اشتغالاته اللونية، لا يستطيع واحد مثله التعامل مع اللون بصمت، لانه يؤمن أن الاجساد والكتل المتحركة، اشد تأثيراً على متلقيها من تلك التي لاتثير في الأعماق جدلاً، منح قاسم العزاوي تلك الاهتمامات التي بدت مع تخطيطات حركية بقلم الرصاص اولاً ابعاداً نفسية، لم تتأثر بملونات المدرسة العراقية التشكيلية، بل حاولت ان تختط لها درباً يستطيع ان يميزها، ويمنحها قوة حضور ، صارت قراءات التشكيل النعرفي تمنحه فرص للتحليل، والتفحص دون التبني، وان كان في بعض من الاحايين ينزح باتجاه مشتغلات جواد سليم البغدادية، والوقوف على ذات الزوايا التي كانت يرى من خلالها، باتت تجارب جواد سليم وجماعة الواق واق، محنة لايمكن تجاوزها الا من قبل القليل من العاملين في الحقل التشكيلي، ثمة اكثر من رابط انتمائي، يجعل من الحركة التشكيلية العراقية، مترابطات عامه، مع توافر غير مشروط لخصوصيات اختيار المشهد التتفيذي الخاص، ظلت تجربة قاسم العزاوي، تتأمل حضورها، ببطء تشوبه الدهشة، لان العزاوي لم يك مخلصاً بتمامه الى اللونيات، راح يتنقل بين السرد القصير وتجاربة، ومتابعات نقدية لمعارض وشخوص تهتم بالتشكيل، ومثل تلك الانتقالات برغم جديتها الا انها لم تمنحه فرص الابتكار المعرفي اللوني، صارت تجاربه تنتمي الى كامل جيله دون تفرد، او حتى رغبة في تأسيس فعل تشكيلي يغاير بعض الشيء، الشتات النفسي جعل العزاوي، يعيش ادغامات لونية تصل حد العتمة في زوايا اللوحة وربما بؤرها الثيمية، ليس ثمة سهولة يمنحها العزاوي لمتلقيه، وهو يبحث عن ماهيات التكوين، وقواه التأثيرية القصدية الفاعلة، الوقوف بأدهاش لحظوي، وتفحص تفكيكي، يدفع بالمتلقي الى النفور والريبة ايضاً، كيف يمكن فلسفة الواقع اللوني، وجعله ناقلاً سردياً مؤتمنا ً دون المساس بارثيات الاخر التشكيلي، حين يشتغل العزاوي على القيم الحروفية اراه اقرب الى الروح واكثر تأثيراً، لكنه لايجد ثمة تفاعلات روحية بينه وبين البياض اولاً ثم بينه وبين الالوان التي يحاول من خلالها طرح ثيمه السردية وهي متعددة، وهذه ميزة تحسب له، لا شيء مفرد، خال من الوجودات المختارة بعناية، ودقة وادهاش، لم يسع العزاوي وهو الثمانيني الاشتغال ان يقيم لتجاربه اشارات خاصة، يراه متلقيه متراجعاً بقلق عند تلك الومضة اللونية، ومتقدماً بشكل يثير الجدل في ومضات صورية لونية اخرى، ظل التخطيط السريع، واحد من هواجس قاسم العزاوي ، لايريد مغادرته، ويعود اليه حين يشعر بالحاجة الى الفرار من امر يعكر مزاجه العملي؟
كيف يختار العزاوي فكرته؟ ذاك سؤال ربما يبدو صعب الاجابة، اذ لايمكن تحديد كيفيات الاختيار، ولم يقع الاختيار على زاوية من هذه الموضوعة دون سواها، ويبقى سر التلوين حكراً على العزاوي، دون الافصاح عنه لمتلقيه، هو الذي يختار مؤثراته اللونية، ويطبقها على نفسه اولاً وهي التي تتعامل لحذر وخيفة ايضاً، ولان قاسم العزاوي يعيش هذه الازمة التأملية التي تاخذه الى اعماقها، نراه بطيء الاشتغال، غير معني بأمر معروضاته وكثرتها، يخطط بهدوء، وينفذ برغبة الاستمتاع، ويملأ مساحات البياض بأفكار ترضي ذائقته الخاصة ، دافعاً ايها الى خلخلة الوعي التشكيلي اللوني العام لدى متلقية، هو هكذا قاريء الوان معبأ بالدهشة والرضا، والنبش بعيداً عن مكونات المدرسة التشكيلية العراقية،!!