«خان».. سينما التحدي وتحقيق الأحلام


بقلم ـ لمياء مختار
رحل «خان» الذي لم يخن فنه طيلة حياته الفنية المثمرة، لقد قدم مذاقاً خاصاً به هو وحده في أفلامه، يقولون إن ما يميز سينما محمد خان هو التفاصيل، ولكني أظن التفاصيل لديه أداة أو وسيلة لا غاية، أو على الأقل هي كذلك في كثير من أفلامه أو في معظمها، إنها سينما «الحلم» التي تتحول التفاصيل الصغيرة فيها إلى واقع متجسد، وكأنه تمثال صخري ينبت له جناحان فيطير فجأة ويصبح من لحم ودم متخطياً كل الحواجز ومرتفعاً إلى عنان السماء ..إنها سينما يفرض الحلم فيها نفسه ليتحول إلى واقع حتى لو كان عن طريق أصعب الوسائل وأشدها على النفس في أحداث قصة الفيلم ..هناك رمزية مثلاً في إحدى لقطات فيلم «ضربة شمس» يتحول فيها البسطاء الذين يتسلقون شبابيك الأتوبيس في رحلة شقاء يومية إلى صورة ثابتة على الحائط التقطها المصور شمس، وفي اللقطة التالية مباشرة يتحولون إلى صورة حية متحركة في أتوبيس الشارع .. إنه الحلم أو الخيال أو الظل الواقع بالصور واللوحات وقد تجسد فجأة إلى كائنات من لحم ودم ..ثم نجد أعداد «تان تان» على الكومود المجاور لسرير البطل «شمس».. إن البطل في أعماقه يحلم بأن يكون صحفياً ومصوراً يحل الألغاز مثل تان تان .. شمس هو تجسد لتان تان .. إنه «الحلم» مرة أخرى ..

