بقلم سعيد السراج.من مداخلات حول النص المسرحي بالمهرجان الوطني الخامس للفنون المسرحية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • بقلم سعيد السراج.من مداخلات حول النص المسرحي بالمهرجان الوطني الخامس للفنون المسرحية

    ​​​​​​​​​​
    ليبيا مائة عام من المسرح"1908م- 2008م"أوهكذا تكلم المسرحيون -2-52 - نوري عبدالدائم
    *****************​​​​*********************​


    من مداخلات (المهرجان الوطني الخامس للفنون المسرحية
    ملاحظات وتساؤلات حول النص المسرحي
    بقلم / سعيد السراج
    من خلال متابعتي لعروض المهرجان الوطني الخامس للفنون المسرحية لاحظت وبوضوح كامل غياب النص المحلي ليس هذا
    تعصباً ولكنه أمر يدعو إلي وضع إشارة استفهام إن لم تعقبها إشارة تعجب إنها ملاحظة أولى..
    أهو عدم وجود من يكتب؟ علماً بأن اسماء كثيرة سابقة ولاحقة وعلى مستويات متباينة كتبت وكتبت للمسرح.
    هل إن ما كتب غير صالح للعرض من الوجهة الفنية؟ وهنا يجب نقده قصد الرفع به.
    أم أن ما تناوله التأليف الليبي من موضوعات ليس هو المستهدف؟ وقفة جادة واضحة لنعيد القطار إلى مساره أو
    نعيد المسار الصحيح إلى القطار.
    هذا إذا أردنا أن نخلق مؤلفاً مسرحياً محلياً ونأخذ بيد المتميزين والموهوبين وما لم نتح الظروف الملائمة لعمل
    هؤلاء وخلق الجو المساعد لإظهار مواهبهم وتنميتها وصقلها فستنطفئ شعلتهم ويجمد عطاؤهم حتماً.
    ولذلك علينا أن لا نكتفي بالمسابقات والمهرجانات والتظاهرات الموسيقية ونركن إليها بل نتابع المتميزين
    نطالبهم ونشد أزرهم ويجب ألا نفهم من هذا أنه تعصب أو إقليمية فالموضوع أبعد عن ذلك بكثير وأرفع.
    لا مانع من تقديم النص العربي أو العالمي على شرط أن تتناوله اليد الليبية بالتحوير والتهذيب إذا لزم الأمر
    ليتلاءم مع جمهورنا عامة وانتقاء النصوص التي تخدم هدفاً وتمتع جمهوراً.
    إن التلييب والاقتباس مرحلة مرت بنا وأفادتنا ومازلنا في حاجة إليها ولا تعيبنا وتنقص من قيمتنا فالمبادئ
    النبيلة والقيم والصور والنماذج الأنسانية موجودة في كل مكان تبقى مسألة اللغة أكثر العروض كانت بالفصحى ولا
    أعتراض على ذلك مادام الموضوع والخاصية تتطلب ذلك والأفضل في نظري ما يكون قريباً من الجماهير فلا فصحى قحطانية
    ولا عامية مبتذلة هابطة وربما كانت (فصعامية) أي بين بين كما يقولون.
    الملاحظة الثانية:
    من خلال العروض المقدمة أيضاً لوحظ على أكثرها اللون التجريدي أو الرمزي أو التجريبي وما إليه من المستحدثات
    الفنية وكأن المسرح الليبي والجمهور الليبي تجاوز الأعمال الطبيعية والواقعية ولم ينقصه غير هذه الألوان التي
    تحتاج إلى جمهور خاص وفهم خاص ومع احترامي الشديد وتقديري للجهود المبذولة ووجهات الرأي المخالفة فأني مازلت
    أرى أن القاعدة الأساسية الأولي في خلق مسرح (نصاً وعرضاً وجمهوراً) هي الواقعية والطبيعية المنسابة مع الحياة
    المعاشة والمتفاعلة مع قاعدة المتفرجين العريضة.
    إذاً علينا أن نفهم جيداً ماذا نريد أن نوصل عن طريق المسرح فالمسرح أداة، وأداة جيدة ولابد من أن نعرف من
    نخاطب أو من نريد أن نخاطب بعبارة أخرى حتى ننتقي الزاوية التي نريد طرح الموضوع من خلالها كما ننتقي أسلوب
    العرض ولغته لنكون مؤثرين.
    وما لم نأخذ الموضوع بهذا الأسلوب فإننا لن نتقدم خطوة وسيبقى الوضع ارتجالاً وسطحية وسنخسر بقية القاعدة
    الجماهيرية وبعدها سينعت مسرحنا حتماً بـ(المسرح المطلق) حيث لا لون له ولا طعم ولا رائحة ويتيه بدون هوية.
    أما المسرح الرمزي والتجريدي والتجريبي وما إليه فلا يجب أن يكون قاعدة انطلاقنا فهو مسرح النخبة وربما نخبة
    النخبة ويمكن عرضه استثناء ولفئة خاصة قصد الدراسة والاطلاع وربما الامتاع اللهم إلا إذا أردنا أن نخادع أنفسنا
    بحجة التطور.
    الملاحظة الثالثة:
    مما قدم من عروض في المهرجان حتى الآن يلاحظ أن الموضوع الذي تناولته أكثر النصوص كان واحداً علماً بأن
    واقعنا الليبي مليء بالأحداث وهناك عشرات الموضوعات من صميم مجتمعنا سلوكاً وتراثاً وتطلعاً يمكن تناولها.
    ومع ذلك فقد تم تناوله بأسلوب غير موضوعي وفاقد للصدق في أكثر الأعمال وأريد أن أطرح سؤالاً طالما طرحته على
    نفسي ولم أجد له جواباً بعد.
    هل يشترط في من يؤلف للمسرح أن يكون مؤمناً بمضمون ما يقدم ويحسه ويعتقده ليتفاعل معه؟ أم أنه كأي صانع ماهر
    له القدرة على إرضاء من يصنع له بغض النظر عن ذوقه الخاص؟
    أو كأي شاعر يصور لك لوعة الفراق وشوق اللقاء وعذاب العاشق والمعشوق وحزن المحروم وذل المحتاج كأبلغ ما
    يكون التعبير وهو خلو من كل هذه الأحاسيس؟
    أو في صورة أخرى كالمحامي القدير الذي يمكنه الترافع عن خصمين أيهما أسبق إليه وحجة بالغة ومنطق مقنع.
    هل يعيب الكاتب أن يكون كذلك؟ أينقص هذا التباين بين المعتقد والاحساس الخاص وبين ما يكتب، هل ينقص هذا من
    قيمة العمل الفني؟ أفيدونا يرحمكم الله.
    لقد عايشت المسرح الليبي فترة طويلة ثم غبت عنه بضع سنين فلما عاودني الحنين وتابعت عروض المهرجان تأكد لي
    أن المسرح رغم بعض الومضات الصادقة يحتاج فعلاً الدخول لحجرة الانعاش.
    وإني أخيراً لأعتذر إن كنت صريحاً ومتطاولاً في ملاحظاتي ولا يشفع لي إلا حبي للمسرح وغيرتي عليه.
    وعموماً فهي وجهة نظر قد تخطئ وقد تصيب.
    أيا كان الحال:
    فما أنا إلا من غزية إن غوت ... غويت وإن ترشد غزية أرشد
يعمل...
X