ليبيا مائة عام من المسرح"1908م- 2008م"أوهكذا تكلم المسرحيون -2-38- نوري عبدالدائم
**************************************
تداخل الرؤى والذكريات
بقلم / سعيد المزوغي
..... عرفته .. عضواً بفرقة الأمل .. ولكنه بعد اللقاء الأول صار صديقاً ، وتحول إلى ناصح ، كان دائم التوجيه
لي - يرشدني إلى أسهل الطرق وأصعبها في ذات الوقت ، لمواصلة الحضور الفاعل في الحركة المسرحية .
عبدالله هويدي - القاموس المسرحي الليبي الذي يلتهم أي كتاب مسرحي يقع تحت يديه ، ولايتركه إلا وقد حفظه أو ألم
بمحتوياته على أقل تقدير .
حين يعز عليّ تذكر حادثة ألجأ إليه ، وإذا غاب من الذاكرة اسم لمع في سماء الفن وخاصة المسرح ، سواء أكان
ليبيا أو من بلاد أخرى عربية أو غيرها ، لا أكاد أكمل السؤال حتى تأتيني أجابته.
حين توليت أمانة - سكرتيرية - تحرير مجلة كل الفنون دعوته ليكتب كراسات مسرحية ، لكنه اختار «آفاق مسرحية»
وكتب ضمن صفحات تلك المجلة ، ما بعد دراسات جادة ، لم تتوفر لغيره ، في الحياة المسرحية التي كانت ضاجة بكل
جديد ، وحماس متألق ... لكن المجلة وئدت ، ولم تكمل نشر آفاقه ، غير أنه نشرها فيما بعد ككتاب متكامل .
ولأن الحديث اليوم سيصب على الوأد ، والموؤودة .. قد تم وأد أول جريدة يومية رياضية شبابية ، في بلد تميز عبر
تاريخه بالمبادرات المتفردة بين الدول .
جريدة «الرأى» صدرت ضمن مجموعة رائعة وباقة قشيبة منمقة من الاصدارات الصحفية ، على عمد المرحومة المؤسسة
العامة للصحافة - أعني مؤسسة السبعينيات من القرن الماضي .. وكان يديرها - المتناني!! ومعه الزميل الفنان
فرج قناو .... ومجموعة اسماء محترمة ، كان لها دور مهم لاينسى في العملية الصحافية المحلية.
بلادنا .. لتسهيل أنسياب المعلومات إلى من لا يعلمها ... تعد أول بلد تصدر به صحيفة لمن يظن غير ذلك ، وأول
بلد تستخدم
ضده الطيارة في الحروب ، وإصدار أول صحيفة اعلانية «الموعد السياحي» للمبجل السياحي النشط البوسيفي !
لكن كل ذلك لايقف ولايستطيع الاستمرار أمام آفة الاقفال والمتع ، التي ابتلينا بها في حياتنا العامة ، ولدى
المسؤولين بالذات ، فمن مئات السنين اندس فينا مثل يقول «الباب الليي يجيي منه الريح سده واستريح» وهو مثل
هروبي يحرض على الاقصائية والمصادرة ، وبالتالي كانت إدارات المطبوعات - لست أدري الآن عنها شيئاً - تصادر أي
عمل طباعي لم يدخل جمجمة المسؤول المراقب - حتى أننا في إحدي المرات في جريدة «اليوم» وكنت أكتب فيها -
إعداد- قصة بداية التلفزيون - أشرت إلى أن ارسال الصور يعتمد على مواد معينة في أجهزة الارسال ، وأخرى مناظرة
لدى الاستقبال ، المراقب حين قرأ المعلومة أتضح لديه أن هذه محاولة تشفيرية لارسال ملعومات سرية ، فشطب عليها
من المادة الصحفية ، فصدر عدد جريدة اليوم في اليوم التالي ، وهو يقول هكذا . وتتم عملية الارسال عبر ...
وكما يتضح فإن الاستقبال بالصورة ... وهكذا كانت البداية الأولى لأرسال أول صورة تلفزية.
وحسب ظني القاصر حتما أجزم أننا سوف نكون أمة تخترق الحجب وتصل حتى زحل .. لو تخلصنا من هذا المثل الذي يخص
قفل الأبواب .. والريح ، والخشية من «الواري» وتركنا الرياح تهب كما يعن لها .
أولسنا من دمر الاحزمة الخضراء ، لتعبث الرمال المتحركة بفعل الرياح في الارض الغبار ، فتبدو طرابلس كما لو
كانت تحت وابل من خيول الفرنجة تثير الغبار ، وتدمر الزرع والضرع.
أم نترك الأمر حتى تصدق مقولة السيد الالمعي كامل عراب حول الضرع الذي صوح .. والبوار الذي التهم كل الأقوال
التي نعجز عن تحويلها إلى حقائق ثابتة وأفعال مثمرة ، تؤتي أكلها .. وينضج زرعه لتزهو لنا وبنا ،
أليس ذلك خير من ..طل» ؟
ليبيا مائة عام من المسرح"1908م- 2008م"أوهكذا تكلم المسرحيون -2-38- نوري عبدالدائم
**************************************
تداخل الرؤى والذكريات
بقلم / سعيد المزوغي
..... عرفته .. عضواً بفرقة الأمل .. ولكنه بعد اللقاء الأول صار صديقاً ، وتحول إلى ناصح ، كان دائم التوجيه
لي - يرشدني إلى أسهل الطرق وأصعبها في ذات الوقت ، لمواصلة الحضور الفاعل في الحركة المسرحية .
عبدالله هويدي - القاموس المسرحي الليبي الذي يلتهم أي كتاب مسرحي يقع تحت يديه ، ولايتركه إلا وقد حفظه أو ألم
بمحتوياته على أقل تقدير .
حين يعز عليّ تذكر حادثة ألجأ إليه ، وإذا غاب من الذاكرة اسم لمع في سماء الفن وخاصة المسرح ، سواء أكان
ليبيا أو من بلاد أخرى عربية أو غيرها ، لا أكاد أكمل السؤال حتى تأتيني أجابته.
حين توليت أمانة - سكرتيرية - تحرير مجلة كل الفنون دعوته ليكتب كراسات مسرحية ، لكنه اختار «آفاق مسرحية»
وكتب ضمن صفحات تلك المجلة ، ما بعد دراسات جادة ، لم تتوفر لغيره ، في الحياة المسرحية التي كانت ضاجة بكل
جديد ، وحماس متألق ... لكن المجلة وئدت ، ولم تكمل نشر آفاقه ، غير أنه نشرها فيما بعد ككتاب متكامل .
ولأن الحديث اليوم سيصب على الوأد ، والموؤودة .. قد تم وأد أول جريدة يومية رياضية شبابية ، في بلد تميز عبر
تاريخه بالمبادرات المتفردة بين الدول .
جريدة «الرأى» صدرت ضمن مجموعة رائعة وباقة قشيبة منمقة من الاصدارات الصحفية ، على عمد المرحومة المؤسسة
العامة للصحافة - أعني مؤسسة السبعينيات من القرن الماضي .. وكان يديرها - المتناني!! ومعه الزميل الفنان
فرج قناو .... ومجموعة اسماء محترمة ، كان لها دور مهم لاينسى في العملية الصحافية المحلية.
بلادنا .. لتسهيل أنسياب المعلومات إلى من لا يعلمها ... تعد أول بلد تصدر به صحيفة لمن يظن غير ذلك ، وأول
بلد تستخدم
ضده الطيارة في الحروب ، وإصدار أول صحيفة اعلانية «الموعد السياحي» للمبجل السياحي النشط البوسيفي !
لكن كل ذلك لايقف ولايستطيع الاستمرار أمام آفة الاقفال والمتع ، التي ابتلينا بها في حياتنا العامة ، ولدى
المسؤولين بالذات ، فمن مئات السنين اندس فينا مثل يقول «الباب الليي يجيي منه الريح سده واستريح» وهو مثل
هروبي يحرض على الاقصائية والمصادرة ، وبالتالي كانت إدارات المطبوعات - لست أدري الآن عنها شيئاً - تصادر أي
عمل طباعي لم يدخل جمجمة المسؤول المراقب - حتى أننا في إحدي المرات في جريدة «اليوم» وكنت أكتب فيها -
إعداد- قصة بداية التلفزيون - أشرت إلى أن ارسال الصور يعتمد على مواد معينة في أجهزة الارسال ، وأخرى مناظرة
لدى الاستقبال ، المراقب حين قرأ المعلومة أتضح لديه أن هذه محاولة تشفيرية لارسال ملعومات سرية ، فشطب عليها
من المادة الصحفية ، فصدر عدد جريدة اليوم في اليوم التالي ، وهو يقول هكذا . وتتم عملية الارسال عبر ...
وكما يتضح فإن الاستقبال بالصورة ... وهكذا كانت البداية الأولى لأرسال أول صورة تلفزية.
وحسب ظني القاصر حتما أجزم أننا سوف نكون أمة تخترق الحجب وتصل حتى زحل .. لو تخلصنا من هذا المثل الذي يخص
قفل الأبواب .. والريح ، والخشية من «الواري» وتركنا الرياح تهب كما يعن لها .
أولسنا من دمر الاحزمة الخضراء ، لتعبث الرمال المتحركة بفعل الرياح في الارض الغبار ، فتبدو طرابلس كما لو
كانت تحت وابل من خيول الفرنجة تثير الغبار ، وتدمر الزرع والضرع.
أم نترك الأمر حتى تصدق مقولة السيد الالمعي كامل عراب حول الضرع الذي صوح .. والبوار الذي التهم كل الأقوال
التي نعجز عن تحويلها إلى حقائق ثابتة وأفعال مثمرة ، تؤتي أكلها .. وينضج زرعه لتزهو لنا وبنا ،
أليس ذلك خير من ..طل» ؟