ما الذي يجري لسينما ( بوليوود ) الهندية ؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ما الذي يجري لسينما ( بوليوود ) الهندية ؟

    ما الذي يجري لسينما ( بوليوود ) الهندية ؟
    تمثل ( بوليوود ) أهم مركز من مراكز صناعة السينما الهندية ، و قد سميت بهذه التسمية تيمناً بصناعة السينما الأمريكية ( هوليوود ) ، و الإسم مأخوذ من ( بومبي ) المدينة الهندية الشهيرة و ( هوليوود ) ، ولكن تسمية ( بوليوود ) تسمية غير رسمية ، و قد أثار دخولها في قاموس اكسفورد جدلاً واسعاً . كما أنها لا تشمل صناعة السينما الهندية برمتها ، بل الجزء الأهم منها ، غير أن التسمية تُعمم خطاً على مجمل هذه الصناعة .
    كان إنتاج بوليوود قد تجاوز الحدود الهندية ، و حتى التصوير بات يتم في بلدان العالم المختلفة ، مثل المملكة المتحدة و أستراليا و نيوزلندا و القارة الأوروبية ، و يقدر عدد مشاهدي هذا الإنتاج بنحو مليار مشاهد ، ولكن الإيرادات تعتبر لا شيء قياساً الى إيرادات هوليوود ، و أحد أهم أسباب ذلك يعود الى القرصنة المتحايلة على الرقابة و ضعف القوانين التي تحد منها . فضلاً عن مشاكل الموزعين ، الذين غالباً ما يمولون الإنتاج ، في حين كانت البنوك قد مُنعت ــ حتى وقت قريب ــ من تمويل الأفلام .
    و باتت بوليوود تواجه ــ في الفترة الأخيرة ــ أزمة اقتصادية تاريخية ، بسبب كل تلك العوامل المتراكمة ، الأمر الذي سمح للمنصات الأجنبية بالتدفق نحو الساحة الهندية مما عمق الأزمة ، ( إذ يبلغ عدد المشتركين في خدمات البث التدفقي المحلية والأجنبية ، مثل " نتفليكس " و” أمازون برايم ” و” ديزني بلس ” و” هوت ستار” ، 96 مليون مشترك ) إذ لا تتجاوز قيمة الإشتراك الشهري سعر تذكرة واحدة . و كانت جائحة كورونا قد لعبت دوراً في هذه الأزمة و ما زالت آثار هذه الجائحة مستمرة حتى بعدها . و يظهر ذلك جلياً في مدينة بومبي التي تعتبر مركز صناعة هذه السينما . و يقول بعض أصحاب صالات العرض أن الكثير من العروض قد اُلغيت ، و باتت تذاكر الدخول متكدسة في حزائن شبابيك البيع بسبب عدم وجود مرتادين .
    و مما ساعد على هذا الكساد ، الى جانب القرصنة و المنصات الأجنبية ، إن الجمهور الهندي لم يعد ذلك الجمهور القديم الذي يستسيغ أو يصدق مبالغات الأفلام الهندية و قصصها الحزينة البكائية ، و ذلك بفضل التكنولوجيا و وسائل التواصل التي وفرت له فرصة الإطلاع على طبيعة صناعة السينما في العالم و التي تجاوزت تلك القصص بسنوات ضوئية . و لم يعد هذا الجمهور الجديد يعير اهتماماً لنجوم السينما الهندية ، فمثلاً كانت الأفلام الثلاثة الأخيرة للنجم " أكشاي كومار " مخيبة من حيث إقبال الجمهور ، كذلك الحال مع النجم " عمر خان " الذي يحظى بشعبية كبيرة ، و الذي استقبل الجمهورُ فيلمَه الجديد ( لال سينغ تشادا ) بفتور بالغ ، و الذي هو نسخة هندية من فيلم ( فورست غامب ) الذي نال عنه " توم هانكس " جائزة الأوسكار كأفضل ممثل عام 1995 .
    وفيما كانت الأفلام الهندية قد تجنبت الخسائر قبل حلول جائحة كورونا ، فإن خمسة أفلام فقط نجحت ، العام الماضي ــ 2021 ، من مجموع خمسين فيلماً . بالمقابل ، فإن سينما ( توليوود ) في جنوب الهند ، استطاعت أن تحتل الصدارة في الإنتاج و الإيرادات كمنافس قوي لـ ( بوليوود ) .
    و يشير مستشار اقتصادي هندي إلى أنّ ( نصف إيرادات الأفلام الهندية بين يناير2021 و أغسطس 2022 حقّقتها أعمال من الجنوب .. مُدبلجة إلى الهندية ) .
    و تنتج الهند نحو 1600 فيلم سنوياً ، و هو رقم قياسي ، و لا ينتج هذا العدد أي بلد في العالم ، ولكن هذا الإنتاج الهائل لم يعد ذا مردود إيجابي بالقياس الى عدد سكان الهند الذي يبلغ ملياراً و نصف مليار نسمة .
    https://youtu.be/xNdG5VdlMbY

يعمل...
X